Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

الفصل الرابع والعشورن

تجلس سيلين على مقعدها كالعادة فى غرفتها بجوار الشرفة تقرأ كتابأً قد وجدته بزنزانتها  … دلف ديفيد إلى بيته بعد يوم   

.عمل مرهق وطويل وصل إلى غرفتها  والشر من عينيه يتطاير كالخفاش فى عتمة الليل  

دلف غرفتها بدون سابق إنذار  فإعتدلت سيلين فى جلستها المستخرية  بفزع  فعينيه لا تنبئ بالخير أبداً 

إقترب من كرسيها وضع يديه على مساند الكرسى الذى قد تبقى لها فى هذا المنزل ليتحويها   …. فإنحنى ببطئ

. وثبات إلى أن إقترب أنفه من أنفاسها  وقال بعين صارمة وكلمات هامسة 

جيوفانى: ما تفسيرك لما حدث اليوم فى الشركه يا زوجتى العزيزة ؟؟

نظرت له بعين قد إقتحمهما الرعب و تراجعت فجأة لتنعم بحنان  كرسيها فتتهرب من قسوة ملامح قد حفظتها عن 

.ظهر قلب ونظرت بتعجب حذر وخائف  

 سيلين:ماذا قد حدث يا ديفيد؟؟

صرخ بوجهها والشر يتطاير أكثر وأكثر تلك المرة لتندفع خصلات شعره السوداء على جبينه اﻷسمر المتعرق : أنا من

… يسأل هنا … أجيبينى

إنتفضت مذعورة  وضعت يديها على  وجنتيها اللتان قد إعترتهن حمرة الخوف فنظرت بعيون باكية إلى اﻷسفل ….    

 وقالت ببراءة حقيقية دامعة :بالحقيقه لا أعرف عما تتحدث؟ 

  زم شفتيه و قال جيوفانى: أمم: لا تعرفى …. سأقول لكِ إذن عزيزتى… ثم مسك  إحدى زراعيها بقوة : …. رأيتك اليوم  

 تضحكين وتتسامرين مع مارك فى المكتب …هل تلك صداقه بريئة أم تودى لو كان هو زوجك؟. 

ذهلت سيلين هل بالفعل يغار عليها ؟ 

فسكتت

-110-

فأردف قائلاً : من اﻵن فصاعداً لتكن أحاديثك ما قل ودل وإلا فسأحرمك من العمل و لن ترى يوماً جيداً فى حياتك … ثم  

 أردف بصوت صارخ: أسمعتى ؟ 

.إهتزت ر أسها  باﻹيجاب وأعلنت الموافقه الخائفة 

تركها جيوفانى وهى لا تدرك ماذا قد حدث للتو هل بالفعل يغار عليها أم يخشى خسارة مظهره اﻹجتماعى فهى لا تعلم بتفاصيل الجرح لا تدرى شيئاً عن تفاصيل مشاعره ؟  

 دلف جيوفانى غرفته: مازال قلبه ينبض بنفوان … قلبه قد أصبح ككتلة حديدية  وأصبح صدره كقطعة القماش الهشة فشعر 

. أن قلبة القوى يقتحم هذا الصدر الرقيق ليعلن ثورته على أحداث جارية 

وسأل قلبه: لماذا أراك ثائراً  أيها القلب ؟؟ هل أحببتها ؟ أجاب قلبه:لا لم أحبها قط بل أخشى أن تتكرر مأساة أنطونيو أنا  

أنطونيو آخر وأعلم أنها  مارى أخرى … تلك هى الحقيقة … هذه حقيقة مشاعرى …. أخشى الخيانة فهى أيسر شئ 

.يقوم به النساء 

.الخيانه تسرى فى عروقهن  والحب لامكان له فى دنيانا بسبب اﻷنثى 

مرت شهور على هذا المنوال كل منهم يعيش ببوتقته فى غرفته كل منهم لا يرى اﻵخر إلا  أثناء العمل فقط أما البيت ما     

…ماهو إلا فندقاً عاماً يتقابلا به صدفة وتتهرب العيون من التلاقى 

فى العمل دائماً ما يجد جيوفانى عينيه تبحث عن سيلين هل سأراها اليوم ؟؟؟ هل سألمحها ولو لثوانٍ معدودة ؟؟ 

…فقط لثوانٍ ها هى سيلين 

 ها هى بالداخل مع أبيها فرصتى ﻷدخل اﻵن ﻷرى وجهها هذا اليوم  .إشتقت لرائحة عطرها هل سأراها اليوم ؟؟؟ ولكن    

…..عندما ترانى هى بدورها  أتجنب عينها  هرباً منها 

.وتتهرب هى بعينيها بعيداً عنى بدورها أيضاً.

.بينما كانت سيلين مسترخية على أريكة غرفتها تقرأ كتاباً لتؤنس وحدتها  

…قرر  جيوفانى يوماً أن يطرق بابهاا فقط لتجاذب أطراف الحديث 

  نظر فى مرآة غرفته ساوى شعره اﻹسود الناعم وإقترب بوجهه الوسيم فى المرآه وقال: ولما لا أذهب سأكلمها سأشكرها   

. على وجبتى الغداء  والعشاء كل يوم ولمدة كبيرة  وأنا لم أشكرها أبداً نعم فهذا كل شئ فالشكر واجب 

-111-

 توجه بخطوات واثقة إلى باب غرفته فتح بابه  وتوجه إلى غرفتها وضع يده على بابها شرع فى قرع بابها ولكنه  تراجع إلى غرفته مسرعأ عندما أدرك أن ما يشعر به ما هو إلا نزوة من نزواته وماهى سيلين إلا إمرأة  شأنها شأن سيدات

. العالم فيجب أن يقاوم رحيقها وإلا تركته قتيلاً

كانت ذاكرته كالملك الدكتاتورى تلك النظرة التى أخذتها خلثه لترانى اليوم بالمكتب  وعندما نظرت لها إنهمكت

. مسرعة لتنظر ﻷوراق قد غطت يديها

 تسائل جيوفانى: يا ترى  أخذتُ وقتاً من تفكيرها ؟؟ هل تكرهنى ؟؟وكيف لا تكرهنى بعد كل ما فعلت بها ؟

….مضت الليلة تلو اﻷخرى تشرق الشمس وتغيب ومازال القلبان يتسألان

…إلى أن جاء يوماً لم يكن فى الحسبان 

 لم يستطع بطلنا أن يواصل عمله بدون أن تمر الثوان بالتفكير بها لقد تمكنت منه … فهو لا يدرى ماهو شعوره الحقيقى    

.لقد تزوجها فقط ليحمى ولى نعمته وأبوه الروحى من إبنته المتمردة 

…تزوجها فقط ليضمن سلامة السيد أندرو

واﻵن هو يريد أن يبقى بجانبها!! فلا يدرى إن كان هذا حباً حقيقياً أم شهوة عارمة لشريكتة فى فندق؟ 

!!! كان يخشى أن تموت الزهرة هذه المرة ليس خوفاً عليها وإنما خوفاً  عليه 

أوليس هذا هو الحب ؟؟ عندما تخشى مشاعراً سلبية  قد تمكنت مِن من  تحب؟

فقرر اﻹبتعاد ولكنه أراد اﻹقتراب فما هذا التناقض ؟!!! فى النهاية قرر قرع باب مكتبها ولكن أوقفه صوتها الضاحك يتكلم    

…فى هاتف الشركة سمع الحوار وتمنى لو لم يسمعه البته 

.سيلين : نعم حبيبى بالطبع 

سآتى فى أية ساعة ستكون متاحاً فيها فهذه اﻷيام لا  أحصل عليك إلّا  بالمناسبات فأنا لا أراك إلا وقت العمل ولا أجد  

.الوقت الكاف لأجلس معك   

ثم ضحكت ضحكة هادئة  وقالت بجدية مصطنعة … نعم سييدى سآتى إلى المكان المعتاد فى تمام الساعه 

.السادسة مساءً 

…أغلقت الهاتف