مثل أن اﻹرهاب لا يُمثل اﻹسلام ومثل أن الصليبيين لا يمثلون المسيحية كذلك سياسات البلاد لا
تُمثل شعوبها فوقت الحرب الكل ضحايا والأقلية دائماً هم من ينعمون بأموالاً اختلطت بدماء اﻷبرار
إن احداث تلك الرواية مئه فى المئه من خيال الكاتب
بإستثناء تلك التفاصيل السياسية والاماكن والبلاد فهى واقعية مائه بالمائة
ملحوظة الرواية منشورة الكترونياً وورقيا من دار كتبنا للنشر والتوزيع
إهدائى لك عزيزى القارئ فإقتنائك نسخه من روايتى الثانيه شرفا عظيما لا استحقه.. لذلك فشرائك لتلك النسخه هو دعم غير مسبوق لى كروائيه
أكتب روايتي وتتجسد الشخصيات التى صنعها خيالى بكلماتى … ﻷجدهم أول من قد تمردوا وثاروا على أحداثاً تمنيتها فارضين أهوائهم وطباعهم على رغباتى الهشة والسطحية
لأجد رواية أخرى.. رواية غريبة عنى!! لست على علم بها من الأصل!! … كما لو كان قد لمسني مَس ما بهم منقادة أنا خلفهم … أنقر دون إرادة مني تلك المفاتيح على جهازى الإلكترونى لأرى بالنهاية رواية مختلفة المعالم
!! عن ما أردت
فأجدني طيعة أمرهم و أشعر أنا بالذهول عندما أجدني ضيفة عليهم وكأنى لست أنا من قد هَم لاستضافتهم بقرارى كروائية
.. فأقرأ سطوراً أوجدتها أنا طواعية ﻷوامرهم بتواضع غريب!!نعم بتواضع فهم من عاشوها وقرروها
ﻷجدهم بنهاية الرواية يعرضون علىً أفكارى الباطنية و أهدافى و أعماقى و رغباتى الحقيقية العميقة فأبطال تلك الرواية يعرفونى أكثر مما أعرف أنا ذاتى و رغم أننى أنا من قد أوجدهم إلا أننى أشك إن كانوا هم فى الواقع من
!! قد أوجدني
سارة عزت عدلى
“النجاح يعتمد على التحضير فبدون التحضير سيكون الفشل مؤكد”
حكمة صينية
الفصل الأول
نسافر كلانا بآلة الزمن فنعود للقرن الثامن عشر ونقف الآن على قمة جبل أخضر بجوار كوخ السيد شانج والعائلة نرى الشمس وقد أشرقت
تتشقق خيوطها البيضاء مصطدمة بقمم جبال سماوية اللون وتكتسي تلك الدائرة الذهبية ببعض الغيوم البيضاء معلنة بدايه يوم جديد بل وحياة أخرى لنباتات قد كُتب عليها الوجود بأيدى أمهر الفلاحين الصينيين.
تفترش الشمس على سلالم خضراء جبلية أنشأها الصينيون بحرفية ودقة فيبدو الجبل كسُلم من اﻷعشاب الخضراء ومن بين تلك السلالم الخضراء تتساقط شلالات المياه لتروي كل درجة من تلك السلالم فتفيض لتسقط فتروى الطبقة السفلية … لتجد فى النهاية أنك أمام لوحة فنية ناطقة بأجمل التفاصيل التى تُسرى البهجة بالعروق فيقشعر الجسد رهبة لجمال خلاق يجبر الرائى على الابتسام وغلق الجفنين بهدوء للتنعُم بهواء بارد عليل
ينحنون جميعهم وعلى رأسهم تلك القبعات المصنوعة من نبات الخيزران( يشبه الخوص المضفر) بشكل مثلث قد انفرجت زاويته..
يمسكون بإحدى أيديهم حِزم من نبات أخضر ملفوفة بعود مرن بُنى اللون … ويغرسون بعضها باليد اﻷخرى بأرض قد امتلأت بالمياه وفاضت فتكون رُكَبهم قد غُرست أسفل الماء …يترنم بعضهم بألحان صينية هادئة ويغرسون ذلك النبات الذى سبق وتمت زراعته فى مكانا اكثر جفافا مسبقا ويدعوه المشتل
فتكتمل تلك الصورة الرائعة لمزارعي الأرز … فمن بين تلك المزارعات الجميلة شين .. فتاة لم تتعدى الخامسة والعشرون من عمرها … تشارك امها تينج غرز البراعم الصغيره فى الطين الذى اعتلاه الماء فأصبح كالبركة..
على مقربة منهم نرى شانج ذلك العجوز الأسمر النحيل الذى يحدثنا وجهه الذي قد امتلئ بخطوط رفيعة وعميقة بسكوت عن زمن قد ولى وفات بتلك الحرفة…. تمردت إحدى الشعيرات البيض والسود القليلة الطويلة على وجنتيه النحيفتان والتى ساد عليها الملمس الأملس للجلد بمنطقة الشارب والذقن ليصبح المتبقي من الصدغين أملساً تقريباً .. يرتدي تلك القبعة الخيزرانية المثلثة الشكل على رأسه ويتلفح ظهره بفرو سميك لحيوان ما قد تم اصطياده وقد فصل بشكل حرف (ال تى ) الانجليزى ليغطى ذراعيه من الخلف وظهره وصولا لاقدامه.
من الأمام يرتدى ذلك البنطال الطويل وتلك السترة المصنوعة من اﻷقمشة المرنة .. يقف على خمس عيدان سمينة وطويلة إنها عيدان نبات البامبو الطافي على سطح الماء كمركب بدائى الصنع يتوسط ذلك المركب البسيط قفة كبيرة مصنوعة من نبات الخيزران
. ويمتد أعلاها عود تميز بالطول والسماكة من نبات البامبو الطويل وقد علق عليه شبكة كشكبه كرة السلة
نرى طائر الغاق وهو يقف تارة على المركب وتارة يضعه شانج فى الماء ليأتى بالمزيد من اﻷسماك .. فطائر الغاق شبيه بالإوزة بلون البط هو صديق الصياد الصينى حيث أنه ينزل إلى الماء يصطاد السمك الكبير مبتلعاً الصغير لوجود تلك الربطة التي قد وضعها شانج بعنق طائر الغاق … فالسمك الصغير سهل البلع والسمك الكبير لن يتمكن من اﻹنزلاق بعنق قد أُحكم غلقه بتلك الربطة بذلك الحبل… وعندما يأتي طائر الغاق بغنيمته من أسفل الماء يجذبه شانج بعصاه الطويلة ويُخرِج السمك الكبير من فم الغاق
ويكافئه بأخرى صغيرة ويعيد الكرة إلى أن يحين الليل بسكونه وظلامه فيبدد شانج الظلام بشعلة نار تجذب المزيد والمزيد من الاسماك بنورها البرتقالى فيسهل الصيد بمساعدة ذلك الطائر النبيل.
أما شاو فهو اﻷخ ﻷصغر لشين يعشق ترويض الصقور حيث يذهب صيفاً بعد إنتهاء موسم حصاد اﻷرز إلى أعالى جبال مقاطعة جيلين الثلجية بشمال شرق الصين … فمنذ حكم أسرة تشينغ توارثت أجيال الصين تلك الثقافة وأصبح عم شاو يعيش مع الصقور بتلك المنطقة…. فترويض الصقور والرعاية بها يكمن فى صداقة قوية تنشاً بين الصينى والصقر فيدرب الصقر على الصيد وكانت تللك هواية شاو المفضلة بعد تقلص حدة العمل فى بلدة بانجين بمقاطعه لياونينغ بجنوب منطقةالشمال الشرقى للصين.
واﻵن وبعد يوماً طويلاً نجد شين بملابس الصين التقليدية …سروالاً زهري طويل مفتوحاً داكن اللون قد اُحكِمَ غلقه بحزام ستان زهرى فاتح اللون ذو ربطة بديعه بالظهر تجثو شين ببيتهم المتواضع المصنوع أيضا من عيدان نبات البامبو ولما لا وهو نبات قوى سريع النمو ومناسب لبناء اﻷكواخ القوية واﻷثاث بكافة أنواعه؟
البيت الصيني معماره يشبه الكوخ يتدلى أحياناً من أعلاه تلك اﻷعشاب التى تُضفى جمالاً
ساحرا للمعمار الصينى التقليدى …وجميع تلك البيوت تحوى فناءً صغيراً كان أو كبيراً أمام المنزل
تجثو اﻵن شين على وسادة أرضية وثيرة أمام تلك المنضدة القصيرة المستطيلة عليها شمعتين
. ليبددا ظلام الليل فى زمن بدائي لم يرى للكهرباء أية بوادر
فنرى ذلك الجمال الصينى الآخاذ لفتاة بيضاء بعيون مسحوبة واسعة سوداء و وجنتاها الممتلئتان و فمها السميك مبتسما تلك الابتسامة الهادئة الملائكية احتفالا بانتهاء يوما شاقا وبداية سكون الليل والراحة
شعرها الطويل اﻷسود اللون قد قرر أن يثورعلى تلك الربطة التى تضعها شين طيلة اليوم أثناء العمل بحقل الارز فينساب بنعومة على ظهر مستقيم
تنظر يمينها فتمتد يديها اليمنى من تلك اﻷكمام الواسعة فتمسك شين أكمامها بيدها اليسرى خشية من النار المشتعلة لتملأ ملعقة صغيرة مغروسة فى إناء نحاسي حوى أعطر حبات العطور فتأخذ البعض منه بتلك الملعقة الصغيرة وتضع فى المبخرة تلك الحبات على
. فحم قد سبق إعداده فيخرج ذلك الرحيق الرائع بشكل بخار الماء البرتقالى اللون كلون ضوء الشموع الذى قد بدد الظلام
تضع شين الملعقة مكانها ومن ثم تفرد راحة يديها وتقرب أصابعها ليتلاصقا وتمد يديها
للبخار المتصاعد لتزيحه بهدوء ﻷنفها فتستنشق ذلك العبير اﻵخاذ فتغمض عينيها فيظهر خطين أسودين بمكانهما و كأنهما قد نامام بسلام نشوة لتلك الرائحة الخلابة.
….شاو من العدم يأتي ويجلس مسرعاً بجوار أخته شين
.شاو شابا ًمراهقاً ناضجاً ذو فكراً راجحاً وعميق… كبريائه وذاته متضخمين إلى حد كبير
. هل إنتهت أمى من تحضير العشاء أنا أكاد أن أموت جوعاً-
.!!شين تلكم أخوها بكتفيه مداعبة إياه وهى تدّعى التذمُر : شاو لقد افزعتنى-
-لدىً سر سأبوح لكِ به-
ماذا؟-
أتعرفين ذلك المتعجرف يان؟-
. نعم أعرفه بالطبع إنسان شرير فاسق ومدلل-
. طلب أن يخوض معى سباق القوارب-
ماذا ؟-
. صه ! صوتك عالِ ستسمعك امي-
ولماذا قرر السباق معك ؟-
.لا أعلم-
-وهل تفكر فى قبول المنافسة ؟ بالفعل ؟-
! ولما لا ؟-
الويل لك إن وافقت على هذا السباق أنت تعرف أن والده كخالك.. تاجر-
. أفيون شرير
. إن وافقت أمي أن أفعل فسأفعل-
. تعلم أن أمنا لن تعارضنا بشئ وتقول النصيحة وتختفِ فجأة-
. نعم إنها أم مريحة-
. إذن قُل لها وﻷبى-
.سأقول بكل تأكيد-
..تأتِ تينج ممسكة ببعض اﻷطباق لعشاء سريع ومن ثم النوم لبداية يوماً جديداً
شين صورة من أمها تينج … ولكن الشعر اﻷبيض وبعض النمش و التجاعيد والسمنه كانوا قد أصبحوا وليف جسد تينج الكبير بالسن مؤخراً
.ويأتى اﻷب ويقول بتلقائية : عن ماذا تتحدثان
…شين : أبى يريد شاو منافسة
!!لم تُكمل شين جملتها حتى قاطعها شاو بجزم : شين
.سكتت شين أردف شاو قائلاً: أنه موضوع يخصنى وليس غيرى . وأنا من سيعرضه
.أجابت شين ببرود غير مكترث : حسناً … أعتذر.
شاو : لقد دعاني يان متحدياً أن أسابقه فى سباق الزوارق وأنا قد وافقت …ولكن يا أبى إن
. كنت تريد أن أتغيب فلك ما تطلب
شانج :أنت تعرف أنني لن أمنعك عن اﻹقدام لمنافسة كتلك … ولكنى أعرف حق المعرفة أن
والد ذلك الشاب المتعجرف هو تاجراً كبيراً للأفيون وله أتباع كُثر تحت إمرته …فأنا أرى الشر يقترب منك ولدى وأخشى عليك من هؤلاء البشر
تدخلت تينج تنظر إلى شاو متأثرة مما قد قيل
أنا أعلم أنك جيد بسباق الزوارق ليس لأنك جيد لهذا الحد فقط ولكن لأن يان أيضاً يفوز فى
تلك السباقات بالنفاق والكل يعلم هذا وأنت تعلم أنك ستفوز بذلك السباق أما أنا فى الحقيقة لست أعلم لما ستخوضه؟! … ولكن يجب أن تعلم أنت لماذا ستخوض ذلك السباق؟ … هل ترى هزيمة نكراء لك على يديه فأردت التحدى ؟ أم تريد اﻹستحواذ على ساحة إهتمام ممن حولك لأنك الفقير الذي قد تجرأت على تحديه وأنك لن تبطئ من سرعتك لتغذى غروره كالبقية؟ أم أنك ستخسر فقط لترضي غرور يان مثلهم ؟
….شاو يحاول متلعثماً أن يجد جواباً لكل تلك الأسئلة فيقول مبرراً :أنا
يقاطعه أبوه :أمك تسألك لتجيب نفسك بنفسك لا نريد أن نعرف جواباً …. فقط فكر….. وإن كنت أخشى عليك من أهدافك
.تينج : اذهب لغرفتك وفكر بنى ولك مباركتنا أياً كان قرارك . فقط افهم نفسك أولاً وافهم هدفك
.شاو: وقد شعر أن جميع أسلحة للإقناع باءت بالفشل: حسناً …. تصبحون على خير جميعاً
.شين بغضب بعد ذهاب شاو :كان يجب أن تمنعوه
.شانج : بين المشتل واﻵخر يجب ترك مسافة محسوبة يتخللها الهواء فتتنفس المشاتل يا إبنتي
شين باستفهام : ماذا تعنى والدى؟
.تينج : أباكِ يقصد يجب ترك مساحة حرية اﻹختيار ﻷخيكِ
شين وقد فهمت المغزى أكملت بثقة غاضبة: وأيضاً الزرع الضار يجب استئصاله حتى تكون المشاتل بصحة جيدة.
..تينج:لا نستطيع أن نستأصِل يان
.شين: ولكنكم تستطيعون أن تزرعوا المشاتل فى مكاناً أكثر نظافة أمى
شين تدرك تخطيها فتنحني معتذرة بتواضع : أعتذر أمى…. أعتذر أبى
. تصبحون على خير.
…أشرقت الشمس مرة أخرى لتشع أملاً جديداً ملئ بالحب والسلام
وعلى فراشاً أرضياً ينام شاو… فهو شاباً وسيما ً … تسعى فتيات كثيرات ﻹرضاءه … ولكنه كان صعب المراس … بنيته القوية تضمن له الفوز بسباق أقل من العادى . إستيقظ شاو مع
.اول شعاعا للشمس قد تسلل لغرفته الصغيرة و قد داعب عينيه النائمتين على وسادته الممتلئة اﻷسطوانية الشكل
فرد شاو ذراعيه واستنشق هواءً لا يحوى بداخله إلا الثقه وقام ﻹرتداء ملابس الكيمونو
الرجاليه ثم جمع خصلات شعره المتوسط الطول بتلك القماشة المستطيلة فإشتد الشَعر للخلف ساحباً عينيه لليمين واليسار
خرج من منزله بعد أن تناول وجبة إفطار قد أعددتها شين مصحوباً بأدعية كثيرة من أمه
. لتعطيه الآلهة الحكمة والتريث
“إن إمبراطورية الصين السماوية لديها ما تحتاجه من سلع وليست فى حاجة ﻹستيراد سلع أخرى من البرابرة”
مقولة اﻹمبراطور الصينى شيان لونج عندما طلب منه الملك جورج الثالث توسيع العلاقات التجارية بين البلدين
الفصل الثانى
صباح جديد مشرق انهالت اﻷمطار طوال الفجر وحتى الصباح الباكر وقد روت قطرات اﻷمطار الوديان التى تنادى الماء منذ الموسم السابق …. وتتشعب كالشرايين لتروي سجاداً أخضر كالشلال على تلك اﻷدراج الخضراء يرى شاو ذلك المنظر التفاؤلى
. الجميل فيتحمس أخيراً لتلك المنافسة الغريبة التي يتشوق لها الجميع فالكل يعرف شموخ شاو غرور يان
المنظر بديع والسما تُبشر بقسطاً آخر من اﻷمطار والشمس لم تشرق بعد إلا بضوئها اﻷزرق
.الخافت فقط لتكشف ظلام الليل الهادئ
…..تبسم شاو واتجه مباشرة نحو الشاطئ
ليس عجباً أن تكون الصين بأحسن أحوالها اﻹقتصادية فإنجلترا هي المستورد الرئيسى من الصين … فالخير وفير من ثروة سمكية وزراعية وغيرها من الإحتياجات اﻷساسية …. وفرت الصين السلع لأنجلترا مقابل المال الكثير… حتى سالت الديون كالشلال على إنجلترا للصين … فقررت إنجلترا بيع اﻷفيون للصينيين عن طريق شركة الهند الشرقية التي سبق وزرعت اﻷفيون فى المناطق الوسطى والشمالية بالهند وتصديره للصين كوسيلة لدفع قيمة ديونهم للصين ….وكان والد يان وخال شاو أحد هؤلاء التجار الذين يتسلمون اﻷفيون من أيدى التجار اﻹنجليز فكانت تجارة مربحة لكليهما حيث تم تصدير أول شحنة كبيرة من اﻷفيون إلى الصين عام 1781م وقد لاقت تجارة اﻷفيون رواجاً كبيراً فى الصين وازداد عندها حجم التبادل التجارى بين البلدين وبدأت بشائر نجاح الخطة البريطانية فى الظهور إذ بدأ الشعب الصينى إدمان اﻷفيون! … وهذا ما دفع الإمبراطور يونغ تشينج فى عام 1829م بإصدار أول مرسوم فى العالم لتجريم استيراد المخدرات ولكن دون جدوى …وفي عام 1892م ذهب ممثل الإمبراطور إلى مركز تجارة اﻷفيون وأجبر التجار البريطانيين على تسليم مدخراتهم من اﻷفيون الذى بلغ 1000
. طن وقام بإحراقة فى إحتفالية كبيرة شهدها المناولون لهذا المخدر
ولذلك قامت حرب اﻷفيون اﻷولى عام 1840 : 1842 م… وبهذا أصبح اﻹنجليز فى علاقة مباشرة مع
.الفصيل الصينى
لم يكن جاك من مؤيدي سياسة بلدة إنجلترا كان شاباً وسيماً قوي البنية هادئ الطباع ذو مبدأ ومثل عليا … سحب والده منه كل السلطات السيادية فى إنجلترا وبدل منها تول جاك بعدها منصب عسكري صغير بالجيش الإنجليزي بعدما أعلن جاك تمرده على
. تلك السياسة
فأجبره والده على تنفيذ تلك السياسة بحكم وضعه الفعًال فى الجيش اﻹنجليزى فوجد جاك حاله مجبوراً على الوجود ببلد لطالما قد وجدها ضحية لأفكار خبيثة من مجموعة أفراد … يقال عليهم رجال السياسة الدولية … وهم بالواقع المتحكم الرئيسى مصائر الشعوب رغم قلة عددهم.
واﻵن تتلاقى النظرات فى السوق التجارى بالصين ..فجاك يراها ليست ككل النساء وهى تراه الجندى اﻹنجليزى المُحرم … رآها للمرة اﻷولى وهى تتعامل باحترام وابتسام مع جميع التجار وقد رأت طفلاً صغيراً يبكى باحثاً عن والده … تنبهت لصوت الصغير ذهبت صوبه ركعت أمامه باهتمام بالغ احتضنته وقبلته مسحت دموعه بمنديلها وقامت من سجدتها منتصبة تنظر
. يمينا ويسارا بلهفة لعلها تصل ﻷب الطفل .. لم تدرك أنه هناك من يتابع تصرفها وقد أجبرته عيناه أن تتسمر لتتابع أحداثاً نادرة الحدوث
!فالطفل من أبناء العدو اﻹنجليزى الذى يورد اﻷفيون للشعب الصينى … فكيف لها أن تساعد عدواُ ؟
..إختار جاك هذا الجندي اﻹنجليزى أن يذهب صوبها وسألها بلهجة صينية جافة
جاك :ماذا تفعلين مع هذا الطفل اﻹنجليزى؟
شين ببراءه: أعتذر … إن كنت قد تكلمت معه ولكنه المسكين يبحث عن والده فكيف لا أمد له يد العون؟
.. جاك: ولكنه إبن عدوك
شين : دعنا نعترف بمجموعة من المُسَلمات ..نحن بشر.. فى المقام الأول واﻷخير …وهذا طفل برئ لم يستبب فى الحرب القائمة بيننا وبينكم … وأنت أيضاً ووالده مهما كانت سلطته بالجيش الإنجليزي أعتقد لو خيرتم بين المجئ هنا للهو مع الموت أو النوم سالمين فى فراشكم وبلدكم ﻹختارتم اﻹختيار الثانِ بكل تأكيد.. فاﻷنسان يعشق الحياة ويمقت الموت بغريزته … ومن هنا
. دعنا نعترف أنكم ضحايا مثلنا لسياسات لم نُخلق إلا لكى ننفذها
… فنحن عبيداً للسلطة ولسنا مضحين من أجل الوطن فلا أحد يريد الموت لا أحد يريد الحرب
بُهت جاك عند سماعه تلك الكلمات شعر لوهلة أنه أمام المرآة فقال متعجباً :ألا تخشى العقاب ؟
شين: وما سبب الخوف ؟ إن كانوا أصلاً لديهم الوقت الكافِ ليسمعونى .. بالضرورة لن يجدوا الوقت لتلك الحروب فإما أن يسمعوا صوت الشعوب أو يسمعوا صوت ذواتهم….. فهم لا يسمعونى بأية حال… كما أننى لم أقل إلا مجموعة من القواعد المُسلم بها تلك القواعد المنطقية الغريزية التى يدركها هذا الطفل الصغير الممسك بيدى.
….فبكل تأكيد هذا الطفل يريد أن يرجع لإنجلترا بدلاً من التبشير هنا بالمسيحية مثلاً مع والديه
جاك بفضول باسم وسلطة رجل واثق وسيم: ما إسمك ؟
شين: لماذا تسأل؟
. بعد سكوت باسم أجاب مفكراً: أممم … لنقل أنك قد أثرتِ فضولى
شين : إذن إبحث عنه …. ثم اندفعت لتغيير مسار الحديث … هل تعرف والد الطفل ؟
.أجاب جاك: نعم
..أجابت مسرعة : معطية إياه يد الصبى :إذن إعتنِ به من فضلك …سأذهب بسلام
!! جاك مفكراً …سلام؟!!! أي سلام هذا لقد قلبتِ حياتى رأساً على عقب أيتها الفتاة
تركته و لوهلة تذكر ما غاب عن ذهنه تذكر أنه جندى إنجليزى وتذكر أنه يخوض حرب لم يؤمن بها يوماً تذكر خلافه مع والده أحد صناع قرار الحرب على الصين .. والذي أجبره على خوض تلك الحرب اللعينة تذكر كيف قرر فى قرارة نفسه أنه لن يطلق طلقة
واحدة على أحد من شعب الصين إلا لكي يحذره من طلقة خبيثة آتيه من اهل بلدته المجبورين على قتل الصينيين الذين لا حول لهم ولا قوة.
… غاب عن العالم للحظات ولم يتذكر إلا اللغة الصينية حتى يجد جسراً للتواصل مع من داعبت عينيه بالرقى واﻷنوثة مع من تلاقت مع أفكاره اﻹنسانية المتحررة…. لم يتذكر سوى قوتها الناعمة …فجأة أدرك مكانه…
.. فتعاطفت معه ذاكرته فتيقظ لهويته … فلوهلة قد توحد هذا اﻹنجليزى مع تلك الصينية.
الحب …. هل الحب سبباً ومبرراً كاف لتصرفاتنا أم نتيجة لها ؟ أعتقد أن الحب إن كان سببا ﻷفعالنا أصبح طفلاً مدلل ينقصه النضوج والقوة والثبات …. بعكس إن كان نتيجة …. فإن كان الحب وليد اﻹهتمام واﻹحترام و الثقة كان
…طفلاً بريئاً قوى الشخصية ..يعتمد عليه بأصعب اﻷوقات
ليكن الحب حقيقياً يجب أن يكون نتيجة لتلك الدعائم الثلاث اﻹهتمام واﻹحترام والثقة ….. وشين قد وجد بها جاك كل تلك الدعائم إنها تحترم اﻹنسانية وتهتم بها بثقة كافية حتى ولو كان اهتمامها غير مبرراً بل ومحل إتهام فتلك الشخصية هى التى لا تًترك فهى ستنمى أسرة يملؤها حباً صلب كالجبل أمام الشدائد بثقتها واحترامها
….. ناعماً كالرمال الدافئة وقت السلام بإهتمامها وحنانها
“إن حكمت نفسك تستطيع أن تحكم العالم”
مثل صينى
الفصل الثالث
.وصل شاو للشاطئ … فهمس يان إلى صديقته شير
يان : أليس هذا الشاب الذى قد طلبتِ منى منافسته و إدعيتى أن الفوز سيكون حليفه بالتأكيد ؟
. شير ببرود وحقد : نعم هو… فهو متغطرس جداً يتمنع عن النساء كما لو كان إمبراطوراً ما من رواية أسطورية
…يان وقد أدرك أن شير أرادت له السباق مع رجلاً قد رفضها
يان: أتعرض لكِ ذلك المُعدم؟
شير بدلال وقد أدركت أن نواياها قد كُشِفت : أردت فقط أن تكسرة أمام الجميع ليتعرف على
.خطوطه الحمراء التى لا يجب تعديها
….يان وقد أخذته الجلالة قال بصوتاً جهورى
.يان : إسمعوا يا قوم … من سيفوز بذلك السباق سيلطم منافسه ويتفل عليه
.هاجت الشهقات وتقاطعت من تلك ومن ذاك . أما شاو فظل صامتاً ابتسم ابتسامة الواثق المُفكر ليعيد حساباته
.رجع يان إلى شير وقال : أهدى لكِ فوزى حبيبتى
خلع شاو ملابسه ذلك السروال السميك فبرزت عضلات ذراعيه وجسده من أسفل تلك الطبقة
. الرقيقة من اقمشة بيضاء خفيفة شبه الشفافة
نظرت الفتيات المدللات عليه بإمعان … ونظر الشباب الثرى اليه بحقد …فقوة عضلاته نابعة
. من عمل جاد ليلاً ونهاراً وليست سباقات روتينية أقل ما توصف به أنها سباقات هشة سطحية
..خلع يان ثيابه فظهر بياض جسمه الذي اعتلاه الحمرة بعضلاته الواهية وجسمه الصغير فازدادت غيرته
… يان بنبرة يتمنى أن تبدو واثقة لسامعيها : أنصحك بالتراجع فالسباق قد حُسم قبل بدايته
شاو بثقه:بالطبع حُسم لصالحى …. فأنا لست واحداً من العاملين لديك ﻷجاملك وأهديك الفوز
… طواعية مثلهم وتذكر… أنك أنت من طلبت التحدى فلا تندم عندما أصفعك.
تصاعدت شهقات الفتيات عند سماع تلك التصريحات فمن ذاك الذي تجرأ وتعدى خطوطه الحمراء؟
…بدأ السباق
دخل كل منهم زورقه …. دخل يان زورقه المًجهز بأرقى التجهيزات ودخل شاو زورقه
.المتواضع الذى قد انهك فى كسب الرزق بحرفة الصيد كوالده
…دق الناقوس النحاسى لبداية السباق إستعد كل منهم وانطلقا
…يجلس شاو ببرود فى مركبه المتهالك
….يحاول يان بكل جهده الفوز بالسباق يجدف شاو بكل ثقه ويجدف يان بكل قوة
يقفن على رمال الشاطئ الفتيات والفتيان ينظرون بتأهب
… على الفائز فى تلك المسابقة الفريدة ففى هذا السباق يتنافس التكبر مع الكرامه