Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

من فضلك ضع تعليقا ان اعجبتك الرواية يهمنى رايك

الفصل الثامن عشر

يجلس السيد دانيال على مكتبه الفاخر بقصره العريق   

….سوزى تقرع الباب

أهلاً بمدللتى الغالية إجلسي –

.لقد طلبت رؤياى يا أبى  –

بالفعل قد فعلت –

.أريد  أن  أناقشك فى موضوعاً  هاماً 

. تفضل يا أبى     – 

تعلمين أن جيمى قد أنقذني من الموت فهذا الصبى أثبت ولائه لعائلتنا كما أننى قد بحثت عن أصوله  –      

…وجدت أن جده السيد ماثيو فهو من أصول عريقة ولكن الزمن قد تلاعب بهم قليلاً 

فلن أجد أمان مع أى شخص على أموالى إلا مع شخص مثل جيمى وها هو قادم اليوم ظهراً لإستلام مكافئته الغالية

. وأريد أن أستفسر عن رأيك 

.أعتذر يا  والدي ولكنى لا أفهم  –

أرى أن زواجك من هذا الشاب سيعود علينا بالفائدة الكبيرة  فهو شاب وسيم  ذو أصول عريقة موثوق بها كما   –  

. أنه قد أثبت ولائه لعائلتنا كما أن أعمالى بفرنسا تحتاج لمن يتابعها لذا أقترح أن تعيشوا فى فرنسا بعد الزواج فما رأيك؟ 

. كما تريد يا أبى –

.سيناتور دانيال بإبتسامة خبيثة : أرى أننا متفقان 

خرجت سوزى مسرعة من المكتب ركضت صعدت سلالم القصر الخشبية الطويلة وصلت لغرفة نومها لا تدري إن كان تنفسها قد 

انتعش بقوة  نتيجه صعود الدرج مسرعة  أم تلك هى سعادة  قلبها العاشق؟ 

تركت جسدها الجميل يهوى على فراشها طارت خصلات شعرها اﻷنسيابى اﻷصفر  ترسم لوحة فنية لأمهر الفنانين

: على فراشاً بلون البنفسج وقالت بذهول سعيد ويديها على فمها   

.!!!!لم أكن أتخيل يوماً  أن إرتباطنا سيكون بتلك البساطة  

-82-

…سكت صوتها فنظرت بكبرياء فى السراب ولم يتوقف تفكيرها الطبقى   

فلطالما تساءلت كيف سيحقق جيمى النجاح الكبير حتى يصل  لمستوى عائلتى  ويتزوجنى ولكن جيمى بتصرف  

..واحد إستطاع  أن يزيل كل العقبات كما أنه من سلالة عريقة 

ليس كهيلين التى ولدت فقيرة من صياداً  للسمك مقلماً للأشجار فجيمى  والده أمير هندى فى اﻷساس وأمه ماري إبنه    

. ماركيز ماثيو الرجل البرلماني المعروف أما هى فإبنه صياد فقير 

حقاً كيف تختلط أنساب اﻷغنياء بالفقراء كيف يقترن اسمها باسمه فمهما كان يدللها في النهاية سيتزوج من تتكافأ معه  

.إجتماعياً وحتى إن رفض مكافأة أبى له بزواجى منه سيجبره أبى على فعل ذلك فلا مفر أمامه إلا الزواج بى 

نعم سيتزوجنى أنا… سيتكلم معى أنا… وليس غيرى… سأستمع لصوته  وأرى كل يوم  وجهه الوسيم على فراشى أضع 

 أناملى لألمس هذا الوجه الوسيم  وأتمتع برؤياه وأتمتع بدلالي عليه آه يا جيمى لو تعلم كم  أحببتك وكم أغار عليك 

من  الحقيره هيلين

 فى كل مرة كنت أراك معها  كان يحترق قلبى بداخلى كم كنت أتمنى لو أكون أنا هيلين ولو لمرة واحدة حتى أننى  

 كنت أراقبك من بعيد وأنت تقف بثقة على الدرج  ببنيتك القوية وظهرك المستقيم  تمسك هذا المقص القوى لتقليم  

.  اﻷشجار بجبروت وكأنك تنتقم من الزمن الذى وضعك بتلك الحالة الرثة

كنت أرى ملامح وجهك المتصبب عرقاً الغاضب ولا تمد يدك ولو لمرة لتمسح عرقك وكأنك تأبى أن يخفف عرقك أحداً 

…سوى الملعونة هيلين وذراعك القوية البنيان بتلك العضلات التى تربت فى قصرنا من طفولتك وحتى الشباب 

…كم أود لو كنت آتى أنا إليك بمنديل ﻷمسح عرقك 

 ولكن هيهات فهذه مهمة هيلين الملعونه فمنذ طفولتها  كانت تأتيك بكأس المياه الباردة والمنديل لتمسح عرقك بلغتوا 

..سوياً وأصبح كل ما تقوم به معك عادات لك ولها 

لماذا يحق لبعض البشر أشياء لا تحق لغيرهم ؟… لماذا لم يحق لى  أن آتى أنا  إليك بكوب الماء البارد ولماذا لم يحق       

 لى أن أبلل  أنا وجهك المتصبب عرقاً كهيلين ؟ 

-83-

منذ الطفولة كنت أرها تبتسم لك وتبتسم لها كنت أراكم  أحباباً صغار كنت أراها تضمك ببراءة وتلعب معك وأراك أنت 

..أيضاً تمسح دموعها وتدواى جروحها إذا سقطت أرضاً فجرحت أثناء اللعب 

 مرت اﻷيام والشهور والسنون وأصبحتم أكثر تكلفاً فى علاقتكم….. ها أنت تنظر لها بشكل مختلف تلمس وجهها بتردد انقطعت عن إحتضانها أثناء  اللهو …أحببت محبتك لها… أحببت تلك النظرة التى تجتاح عيونك عندما تراها 

… وتمنيت لو كانت لى أنا ..كنت أٌقول كثيراً لما لم أكون أنا هيلين 

 ها هو حبكم كالنار المتقدة مكمورة أسفل الحطب لم تظهر بعد إلا للعاشقين أمثالكم قررت أن أخطط حتى أنقذ ما

.. يمكن إنقاذه وأفوز بك  

أما اﻵن فلن أحتاج إلى التخطيط…. أثق أن هيلين ستتمنى أن تكون سوزى هذه المرة ولكن هذا غير ممكن بالطبع لن 

…  تستطيع أبداً

تلقى جيمى الدعوة فعاش بخياله  ﻷبعد مداه فتخيل أنه يطلب من اللورد  دانيال أن تتم معاملة هيلين بإحترام

. أثناء أداء عملها  

..هو لا يدرى أن تلك الزيارة ما هى إلّا طريق شديد ااﻹنحراف عن المسار الطبيعى 

….. دلف جيمى مكتب اللورد دانيال وكانت هذه المرة اﻷولى التى يعتب  فيها جيمى ساحة القصر  

كان جيمى بملابسه المتواضعة التى حاول قدر المستطاع ان تظهر بكل الرقى بنطالا اسود وقميص ابيض فضفاض كما انه قد وضع بعض الزيوت على شعره الاسود يقف أمام مكتباً من خشب اﻷرز  بلون خشبى يسوده بعض الحمرة تداخل معه الألوان البنية المزركشة بالورود وخلف هذا المكتب القيم  الستائر البيضاء أمام النوافذ الكبيرة التى تنتشر من خلالها أشعة الشمس البيضاء تنتفخ الستائر بالهواء لتغذو  مقعد المكتب بحنانٍ وهدوء لتبعث املاً جديداً بقلب جيمى فهو يجول بخاطره ترقية قد تغير حياته للأفضل وبها يستطيع أن يعيش هو و هيلين وأيضاً العم كارلوس حياة مرفهة وسيتزوج من فتاة 

.أحبها وأحبته   

زاغت عينيه فى أركان الغرفه وأخذ يدور ويتأمل جمال المكان فتذكر قصره القديم ظهر عليه القليل من الحزن  وما أن 

… إسترخي ليتذكر أيامه ويتحسر عليها حتى دلف اللورد دانيال بصوته اﻷجش فالتف جيمى منتبهاً إلى اللورد دانيال 

.أبدى جيمى إحترامه بإبتسامة  راضية واثقة  لم يُخف عنها الشموخ رغم سنوات الشقاء محيياً : أهلاً سيدى

. أهلاً جيمى –

أشار سيناتور دانيال  بيده  الممسكة  بالسيجار  لجيمى بالجلوس على مقعد كالعرش  تغطيه أجود اﻷقمشة

… الحمراء كالقرمز والذى لا يقل أناقه عن مكتبه  

.اللورد دانيال : تفضل  

…جلس جيمى بإحترام  

-84-

فنظر اللورد  دانيال إليه بوجهاً فاحص خالياً من اﻹبتسامات من فوق نظارته الفضية ثم قال: شكراً لك يا بنى على

. تضحيتك من أجلى

. هذا واجبى سيدى-

ما فعلته ليس واجباً وإنما نابع عن أصل عريق وقلب طيب …. فمن يمكن أن يؤتمن على إسترليني واحد هذه اﻷيام؟؟-

… ضحك السيد دانيال فابتسم جيمى بالتبعية

. أما أنت فقد  أثبت أننى أستطيع أن ائتمنك على أغلى اﻷشياء لدىّ وأقيمها –

.جيمى ينظر له بأملٍ كبير وإبتسامة حائرة ويفرك يديه بهدوء ثم أجاب  : أشكرك لهذا الشرف سيدى 

.ا- لم يجئ وقت شكرى بعد يا بنى لقد قررت مكافئتك  

سأجعلك المسؤول عن جميع أعمالي ومشاريعي  فى فرنسا  وستعيش هناك  وستكون أنت وكيلى بكافة أعمالى هناك و أنا   

.من سيعلمك كيف تقوم بأعمالى وذلك بصفتك زوجاً  لإبنتى سوزى    

.ما إن سمع جيمى هذه الجملة اﻷخيرة حتى إختفت إبتسامة شفتاه من هول المفاجئة 

.ها ما قولك بنى ؟؟ لا أعتقد أنك كنت تتمنى يوماً مكافأة كهذه –

 بالطبع سيدي …. هذه مكافأة كبيرة عظيمة جداً بالفعل … سكت لحظات ثم-

. أردف قائلاً بثقة وإحترام بالغين قائلاً: ولكنى أعتذر لن أقبل هذه المكافأة

!!اللورد دانيال  الذى كان يدعى إنه يفحص أوراقه نظر إلى جيمى بنظرة شديدة الصرامة وتابع بذهول  : ماذا قلت ؟؟

…. جيمى ابتلع غصة بحلقه وأردف بثبات : آسف سيدى لا يمكنني أن أقبل مكافئتك ف

!فقاطعه اللورد دانيال بإبتسامة مرتعشة غاضبة: هل ترفض الزواج من إبنتى بالفعل ؟  

.جيمى: آسف سيدي ولكنى أحب أخرى 

!نظر إليه اللورد دانيال والهدوء الغاضب المبتسم يكسو عينيه : هل تتمرد على  أوامرى قفط  ﻷنك تحب أخرى؟ 

.نظر إليه جيمى بكل هدوء : آسف سيدي

  ضم سيناتور دانيال يديه غاضباً وقال بصوت منخفض مهدد : إليك ثفقتى يا ملعون بما أنك قد أنقذتني من الموت فلا      

يجب قتلك ولكنك ستختفى خلال يوماً واحداًَ  من البلدة ولا أريد أن أسمع إسمك فى جميع القرى والنجوع المحيطة ولو على سبيل الصدفة حتى أن اضطررت إلى تغييره فهذا لا يعنينى بالمرة واﻵن أمامك يوماً واحداً للرحيل وإلا سأقتلك…واﻵن أخرج ولا ترينى وجهك مرة أخرى ولو مصادفة .. أتفهم ؟  

   …. أى قدرٍ هذا !! فى اليوم ظهرت فيه نيران الحب من بين الحطب وتصارح اﻷحباء بمكنونات عشق تمكنت منهم   

. خلال أعوام اﻵن  تُحاكى ضدهم مكيدة شريرة

…ما  إن سمعت سوزى  صدى أقدام جيمى تقترب من الباب  المكتب حتى خرجت مسرعة إلى الحديقة 

خرج جيمى من المكتب وأغلق الباب بكل إحترام خلفه مبتسماً إبتسامة هادئة مستهزئة لقد تحولت أحلامه  إلى كابوساً حقيقياً … كان يبتسم من سخرية الحياة…ساخراً من سذاجته قائلاً  أمن الأسد تتوقع شهداً يا غبى ؟؟

-85-

خرج جميى وهو خال الوفاض واضعاً يديه بجيوب بنطاله بتلك الإبتسامة  الساخرة  ووجهه ناظر أرضاً حتى أوقفته 

.سوزي بغضب بالغ

.جيمى إنتظر –

..جيمى يرفع وجهه ويقف فجأة منتبهاً 

لماذا رفضت الزواج بى؟ –

.ﻷننى أحب هيلين –

..هيلين …. تلك  البكماء-

.قاطعها جيمى بحزم: ورفع سبابته محذراً  وآمال وجهه امام وجهها وقال بهدوء : أحذرك يا سوزى بالتلفظ بأى حماقات عن هيلين أمامى أتفهمين؟ 

إلى هذا الحد تحبها ؟-

هيلين هى تراثى فى تلك الحياة هى سبب فرحى هى عزائى فى أرض الشقاء لم ولن أحب فتاة –

…كما أحببتها 

 سوزى تدمع وتبدأ بالصراخ الباكى: لماذا؟لماذا تفضلها عنى؟

إندهش جيمى واتسعت عيناه 

….أردفت سوزي : لماذا تحبها بهذا القدر ما الذى تتميز به تلك الحمقاء عنى أنا أحببتك أكثر منها بكثير أنا

…- حسناً يا سوزى سأقول لكِ –

 لا أعلم لماذا  أحبها فعندما نحب لا ندرك  وعندما ندرك لا ندرى لماذا ..هذا هو الحب  ببساطة …فقط نحب فقط نشعر بأن الحياة قد أعطتنا شخصاً يستحق الحياة  والموت ﻷجله وهيلين هى حب عمرى مسحت دموعي بأناملها أعطتني من   

عنبها تعرفت على تفاصيلى تشاركت معى كل دقائق حياتى حتى توغلت داخلى وتوغلت داخلها فإمتلكتنى

. وإمتلكتها ولا مفر من اﻹستمرار      

تريز بيأس: وأنا؟

. عفواً سيدتى لا أدرى من تكونى  –

.تركها جيمى هائماً فى بحر أحداثاً حدثته عنه عشقه ﻹمرأة قد أحبها  قلبه بصدق

أحياناً نرى التضحية لذّة  عندها تختلف المعانى الحقيقية للأسماء وننتشي بتضحيتنا من أجل من ضحينا لأجله لندرك كم أحببناه وكم 

قد توغل هذا الحب فينا 

ها هو جيمى يرفض عرض بالملايين يرفض حياة رغدة مؤمنة مدى الحياة فى فرنسا  فقط ليبقى مع الحبيبة  لقد   

.كان فرحاً بمكافئته فقط ليسعد حبيبته هيلين ويعتقها من عبودية سوزى لها والآن لقد تحددت الصورة أكثر وأكثر

 دلف جيمى الكوخ وجد العم كارلوس جالساً على الأريكة الخشبية المغطاة بالصوف المزخرف بالألوان الزاهية وها هو

… يصلح شباك الصيد فى ضوء الشمس النهارى   

.سمع صوت الأوانى من المطبخ فعلم أن هيلين قد تفرغت ﻹعداد الغداء 

-86-

…ما  إن دلف جيمى الكوخ حتى سمع صوت كارلوس بأملٍ كبير 

.كارلوس: هااااا ما هي مكافأتك يا  جيمى أشرِح قلبى 

.جيمى بإبتسامة وهو يشرع فى الجلوس بجواره : سوزى وتولى أعمال السيد دانيال فى فرنسا

..ما إن سمع كارلوس هذا الكلام حتى شرع فى الخروج من الكوخ 

..هكذا  إذاً ؟؟؟!!! تهانينا يا ولدى-

.جيمى بإبتسامة بلهاء: إنتظر يا عمى 

ولكن ليس من مجيب فقط خرج كارلوس فهو لا يستطيع تأدية دور اﻷب السعيد ولا يستطيع أن يكتم حزنه فكم كان يتمنى أن تكتمل حكاية حب قد بدأت منذ الطفولة تحت رعايته وتمنى لو استمرت إلى الشباب ثم الكهولة  ولكن

!!  هاهو جيمى يتخلى عن هيلين أمام أول منعطف يالها من خيبة امل حقيقة 

…خرجت هيلين مسرعة من بين أوانيها 

. وقفت أمام جيمي الذي ارتسمت إبتسامة بلهاء على وجهه الوسيم الواثق

نظر جيمى أمامه فوجد هيلين بعودها الطويل وملابسها البيضاء  التى تكسو جسدها  كعادتها فأشرقت كالملاك أمام عينية  

 شعرها اﻷسود الطويل  قرر أن يغطى ظهرها بينما أبت خصلات شعر جبهتها من السقوط على عينها كالعادة

.. مانعة  إياه بشريط ستان أبيض خفيف    

وهاهى تقف أمامه كجندى  وسيماً مسلحاً بملعقة طبخ كبيرة الحجم بيديها تود لو استطاعت أن تلقنه درساً

.. بملعقة ازدادت حرارتها أثناء الطبخ  

عينيها غاضبة عجزت هيلين أن تتكلم بفمها هذا الدرب جديد عليها الذى لم تعهده بعد فقررت أن تتكلم بصوت سكوتها كعادتها  ناظرة  له بكل معانى الغضب قائلة بعقلها … هل بالفعل تبتسم ﻷنك ستتزوج سوزى ؟ .. 

.  أخفى جيمى إبتسامته اعتدل فى جلسته ونظر لها بجدية وفضول وقام من مجلسه وشرع فى اﻹتجاه إليها  

ماذا؟-

. أتمنى لك حياة سعيدة –

!!هل حقاً تتمنى لى حياة سعيدة  –

إن كنت أنت من اختارها فلما لا أفرح  ﻷجلك؟ –

أهذا أكثر ما تفعلينه للدفاع عن حبك؟-

 إن  لم تدافع  أنت عنه كيف لى أنا أدافع أنا عنه ؟؟-

….هيلين …. أنا. –

-87-

… قطع كلامه ونظر لها بحزن تعتريه إبتسامة ساخرة

ولما أقول لكِ عما حدث وأنتِ حتى لم تقررى أن تدافعي عن حبك؟ –

. ترفع هيلين وجهها بينما يشرع هو بالخروج من الكوخ ويعطي لها ظهره

هيلين بلهفة دامعة : قل لى ماذا …. ماذا حدث؟ 

…رفع جيمى وجهه فجأة منتبهاً للسؤال  قائلاً فى ذاته: نعم  نعم لقد  سألتنى  

جيمى ينظر بمفاجئة يصاحبها إبتسامة  أمل : هل بالفعل تهتمى لتعرفى ؟؟

هل تشك حقاً أننى لن أهتم ؟؟-

:  أجبينى هل تهتمى ؟؟-

 نعم نعم نعم أنا أهتم هل ستتزوجها وتتركني ؟؟؟ هل ستتركني ؟؟؟-

إقترب جيمى وصل إليها وفجأة أصبحت أنفاسها تلفح وجهه الأسمر  :  قبل وجنتيها …أخذها بين ذراعيه رتب بقوة على   

.  ظهرها وقال كيف شككتى بحبى لكِ….. يا بلهاء…..…. شككت ؟!!!لقد رفضت….. بالطبع 

سقطت الملعقة من يديها وهى تكاد أن تسقط أرضاً بين يديه فقد ذابت بين أحضانه وهو قد إنفجر بحبه  الغاضب

… منها ومن شكوكها 

..كارلوس بصوته الجهورى : جيمى 

أفاق جيمى من سكرته بحبها ترك هيلين بهدوء لينتبه لحياة تدور حوله  والتفت إلى العم كارلوس بحسم فركضت

.. هيلين إلى غرفتها مسرعة 

نزوغ من أحب الأحباء فى صخب الحياة تنقطع اﻹتصالات وعندما نكون فى مكاناً ما  نشعر بالحيرة أنذهب من مكاننا هذا لعلنا نجد من أحببناه هناك ؟ أم نظل فى أماكننا لعله يأتى اﻵن أو بعد غد.. عندما نقرر اﻹنتقال فلا ندرى أن  كان من نحبه يقترب من مكان وجودنا فنظل على أمل جديد وألم فراق قد اعتدناه عندها نتمنى لو نمتلك آلة الزمن لتحدثنا عن المستقبل حتى نتفادى الفراق الذى نحياه

. أريد هيلين زوجة لى  –

. أنا أحب هيلين وأريد موافقتك على الزيجة يا عمى 

كارلوس بحزم :وماذا عن وعدك للورد دانيال؟ 

  لقد تركتنى يا عمى بدون أن تستمع لى قد إستمعت فقط لكلامى عن عرضه ولكنك-

!!  لم تستمع لردى.. لقد رفضت عرضه   

. إذن لك موافقتي بنى ….   فقد كنت أتوق لتلك اللحظة منذ سنوناً طوال –

.انفرجت سرائر جيمى وأردف  بجدية  قائلاً : ولكننا سنحتاج أن نغير مكاننا وتغيير إسمى أيضاً يا عمى

ولماذا؟ –

دانيال يهددنى إن لم أصل إلى أبعد بلدة ممكنه خلال يوماً واحداً مع تغيير إسمى سيعثر علىّ ويقتلنى ﻷننى قد-

.تجرأت ورفضت الزواج بابنته 

-88-

!!هيلين : هل هددك بالقتل 

.إن لم نتحرك من هنا ليلاً … كما إننى مضطراً لتغيير إسمى حتى يصعب العثور علىّ-

كارلوس : وإلى أين سترحل ؟؟؟ 

…   سنتزوج أنا وهيلين ونسافر  جميعاً وسأغير إسمى إلى نيكولاس  –

.كارلوس: يبدو أنك قد خططت لكل شئ 

.جيمى: لقد فكرت كثيراً بعد إستشارة بعض اﻷصدقاء منذ ساعات 

ولكنى أرفض الزواج فى القرية فإن علم  اللورد  دانيال بالعرس من الممكن أن يعتبر هذا تحدياً له فلم يتردد  – 

.وقتها فى إتخاذ إجراءات لا تحمد عقباها لذا سيتم الزواج  بعد السفر

.نعم  يا أبى معك كل الحق –

.هيا يا إبنتى إستعدى للسفر سنرحل غداً –

.نظرت هيلين بإبتسامة  حماسية وهرعت  للإستعداد  وعند الفجر بدأت  رحلة جيمى بإسماً جديداً وحياة غير معهود 

ولا يعلم المسكين انه ضحية خطة بشعة ليبتعد عن أخوه مسافات ومسافات ولا يعلم أنه يقطع خيطاً أخيراً  قد نُسج

. بثوب الأمل

Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

ان كنت من متابعين الرواية ارجو ترك كومنت من اجل الاستمرار

الفصل السابع عشر

تستيقظ هيلين فجاءة بحلق مبحوح كالكثير من المرات جلست سريعاً على فراشها شعرت بخنق فى حلقها وضعت يدها 

.على رقبتها شعرت بقلبها يخفق كما لو كان يستيقظ من بعد موت هرعت إلى غرفة جيمى بخفة و بلباسها اﻷبيض   

… أضاءت شمعة بجوار فراش جيمى بهدوء  

…جلست بجواره  على فراشه فهو بالكاد يتحرك بندرة منذ يومين. 

…كان جيمى يعطى ظهره للباب 

…وضعت يدها على ركبتيها 

ثم نظرت بحزن وقلق على جيمى وجدت يدها تتسحب بخفة إلى  وجه المجروح  النائم 

فإسترخت بجوار جسداً قد أعطاها ظهره وأخذت تمشط شعره بأصابعها  

….وبدأ كلامها   

جيمى أنت لا تسمعني اﻵن …. ابتسمت ….وهذا الوقت المناسب لى كى أتكلم…… أتريد أن تعرف بماذا شعرت عندما كنا  عند(شجرة الكستناء) في تلك الدقائق التي ضممتنى بقوة فيها؟

 فى ذلك اليوم شعرت بخفقة قوية بقلبى إعتدت عليها عندما كنت أراك..  تمنيت لو أننى أظل بين أحضانك بقية عمرى   

 ولكنى هرعت بعيداً وقتها وقد كان قلبي يعتصره الخجل و يقتحمه حبك كالسهم كانت قدماي ترتجفان وكأننى

. طفلة صغيرة لا تعرف مبادئ السير اﻷولية  

توقفت بعدها فجأة ووجدت يداي ترتجفان شعرت ببرودة  تغذو جسدى هرعت إليك مره أخرى دون أن أدرك  لماذا أجرى  

.نحوك ولكن كنت قد اختفيت من المكان

. وقفت عند الشجرة  فوجدت نفسى استند  برأسى عليها  … ثم استقمت فجأة  وكأنني قد  أفقت من حلم 

!!! لمستنى وقتها وكأنك لم تلمسنى من قبل  

-78-

حينها شعرت أننى أريد  أن أتجنب رؤياك لا أعرف لماذا تحولت أنا لكائن عدواني تجاهك كنت أراك فتدب فى

. قلبى الحياة فبمجرد  رؤياك.

 يخفق قلبي بشدة …فجأة أشعر بصقيع يجتاح جسدى فى الجو الحار .أراك فقط فأشعر أن قلبى يخرج من داخلى 

…ﻷنه يتمنى أن أكون معك  

. خفت بشدة من تلك اﻷحاسيس فقررت اﻹبتعاد 

لطالما كنت أريد أن أراك فى كل وقت وعندما كنت أراك تسرى الدماء فى عروقى منتظرة رؤياك مرة أخرى… كنت أتسائل هل جيمى يشعر بما أشعر أنا نحوه؟ هل تلك النظره التى نظرها لى للتو تحمل معانى عادية أم تلك هى نظرات العشق ؟ وعندما احتويتنى بذراعيك عند شجرة الكستناء إزداد خوفى إذ شعرت شعوراً مؤكداً بأنك تحبنى كما  أحببتك عندها خشيت أن يتكرر هذا 

.الحادث مرة أخرى فأراد عقلى اﻹبتعاد فقررت الجفاء 

وعندما رأيتك تسقط من الجبل شعرت بقلبى يهرب منى . هتف لسانى بإسمك للمرة اﻷولى  بعد  مضى سنوات

. هذا عددها إنطلق لسانى بإسمك خوفاً عليك

هرعت خلفك ﻷجدك بين جروحك والدماء تسيل من جبينك وﻷتربة  تغطي وجهك وملابسك صرخت بكل قوتي وأنا أنظرك ملقى كان قلبى متوقفاً يستمع لصوت صراخى اهتزت الجبال خوفاً من صراخى طارت الطيور من أعشاشها عند سماعهم   

. صوت البكماء يتكلم بمشاعر الحسرة واﻵسى شعرت وكأن الكون يستقبل معجزة جديدة  

 وقتها وجدتك أمامى لم تسقط من المنحدر الكبير ولكنك سقطت فى ثنايا الجبل  القريبة من حافة الجبل نزلت خلفك      

 بحرص شديد ونزل رجالاً آخرون بحرفية… حملوك  وأنت فاقداً الوعى واﻵن يا جيمى ها أنا ذا أجلس أمامك تارة أنا 

…وتارة أبى  نسمعك تنطق بأسمينا وتقول لى لمدة يومان 

 إشتقت إلكِ يا هيلين أين أنتِ؟

…وتاره هيا نلعب يا هيلين . وتارة أخرى نسمعك تردد أسامى عائلتك مر يومان على هذه الحال ألا تنوى يا جيمى أن 

.تملأ البيت بثرثرتك وكلامك ومرحك ؟لقد سئمت تعبك هذا يا  جيمى  

أريد أن أرى إبتسامتك كم أريد أن أرى فرحتك برجوع صوتى لحلقى لطالما قلت لى إنك تريد أن تسمع صوتى

…….. أربد أن 

…التف جسد جيمى ببطئ فتح عينيه  الذابلتين وقال بصوته المتعب 

ماذا ؟ ماذا تريدين ؟-

جيمى … هل أنت بخير ؟-

. يمد أصابعه لتلامس أصابعها  برقة … أنا بخير –

..تشرع هيلين لتقوم يمسك يديها بقوة 

-79-

 أرجوكِ هيلين لا تذهبى فقط إبقِ معى  – 

هيلين تسحب يدها  ماذا تريد؟

.لماذا تخافين يا هيلين؟ … أنا جيمى …أنا أحبك –

هيلين تشرع للنهوض 

أرجوكِ كفانى إشتياقاً وكفاكِ هروباً أرجوكِ يا هيلين قاومى هذا الخوف ولا تتركينى أحتاجك لا تتركينى-

. أشتاق لوجودِك بجانبى أرجوكِ فقلبى لم يعد يتحمل 

تركت هيلين يديها بيده مستسلمة لحباً  قد إجتاح قلبها لسنوات 

أخذ  جيمى يديها وضعها أسفل رأسه وقال بإبتسامة مرهقة: سعيد ﻷنى قد سمعت صوتك حبيبتى وغط في نوم عميق  زار    

 النوم عيناها أيضاً فإستندت برأسها على رأسه وناموا فى سلام إلى أن جاء شعاع الشمس اﻷول ليبارك حباً قد

.  تتوج بالمصارحة  

  اليوم  هو التميز  بحد ذاته  فى الفجر أفاق جيمى من غيبوبته وغاص فى حباً لطالما إجتاح نفسه ولطالما كبته وكتمه أما ﻵن فالحب قد إنتشر وفاح يتشارك مع عشيقته أجمل قصة حب ..وفى  الصباح الباكر  دُعى جيمى للقصر لمقابلة 

.السيد دانيال من أجل المكافأة ظهراً وفى هذا اليوم بالتحديد تعرف جيوفانى على بلدة  التى عاش بها أخوه 

… فهذا اليوم بالتأكيد هو يوماً تاريخياً  

Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

ان كنت من متابعين قراءه الروايه من فضلك اترك تعليق من اجل الاستمرار

الفصل السادس عشر

اﻷمل يقترب ويقترب ها هو جيوفانى يصل لأخوه فلو سمع أنات أخوه لعبر من أجله  اﻷميال 

…..ديفيد فى حواراً بمكتبه 

 جيوفانى : ها يا جاك هل لديك ايه أخبار بخصوص اﻹرادات ؟

لا سيدى  ولكنى وجدت السيد جيمى هو فى قريه (هيريفوردشاير) –

.أأنت متأكد ؟-

. نعم سيدى-

.إذن سنذهب غداً سوياً إلى هناك –

..فتح جيمى عينيه ليجد ملاكأً غير  واضح الملامح ولكن القلق بادِ على  وجهه وهو يضع اﻷقمشة المبللة على جبينه 

.جيمى بصوت مبحوح:أيها الملاك لا تأخذنى قبل أن أودعها 

.هيلين  : جيمى  

إتضحت الصورة أمام عينيه ليجد أمه أمامه فقال : أمى!! لقد إشتقت إليكِ أين أخى جيوفانى ؟

….أغمض الشاب عينيه وغاص فى غيبوبته مرة أخرى 

…. تابعت هيلين وضع اﻷقمشة الباردة على رأسه بأسف 

مر يومان من التناوب على جيمى بين العم كارلوس وهيلين إبنته وزيارات اﻷطباء الذين  قد جائوا بتكليف من اللورد دانيال    

. وجيمى لا يأكل إلا الفتات بدون وعى أو إدراك كامل

..تريز مذلولة أمام مكتب 

.تريز : نعم سيدى 

.السيد بيتر : أدائك مزعج إلى حدٍ كبير يا تريز 

. لماذا يا سيدى –

. هذا الذى يدعى جيوفانى يؤرقنا جميعاً بتصرفاته الحمقاء –

ماذا فعل سيدى ؟؟-

ا- أن لا تعلمين ماذا فعل يجعل حياتك فى خطر يا تريز  وأنتِ تعلمين هذا الكلام … هل فقد جيوفانى ثقته بك فلا يقول لكِ ما الذى يفعله أو ينوى فعله ؟؟

-75-

 هل عاود البحث عن أخوه ؟؟مرة أخرى ؟؟-

.وأنتِ آخر من يعلم يا عديمة الفائدة وإن كنا قد إعتمدنا عليكِ فقط … لكان قد وصل ﻷخوه غداً أيتها البلهاء – 

ولكن سيدى ماذا علىّ أن  أفعل ؟؟؟-

-لا  يوجد ما تفعلينه على أى حال  لقد أصبحتِ كارتاً محروقاً…. والسيد  تشالرز قد فقد ثقته بنا جميعاً  بسببك… إن كان جيوفانى-يبحث عن أخوه وأنتِ آخر من يعلم يعنى أنه قد فقد ثقته  بكِ …وهذا بالتالى يعنى أنكِ قد        

أصبحت عديمة الفائدة و غبية لدرجه أن شاب فى مقتبل العمر  قد إستطاع أن يكشفِك  أيتها  الغبية… واﻵن حان

. دورى أنا

. ولكن سيدى -.

.اإخرسى وإستمعى وفقط –

. آسفة سيدى-

 إن ظهر عليكِ أى علامة من علامات معرفتك ما قلتله اﻵن عن جيوفانى أو ظهرت أى معلومة لجيوفاني عن الماضى سيكون الثمن- حياتك هل تسمعين ؟

ثم يتابع بهدوء… واﻵن ستُخفض حصتك الشهرية من المال سيكون مالِك بمقدار دورِك المال الذي ستأخذيه نظير وضع   

.جيوفانى تحت المراقبة وإن تسربت أى معلومة  ﻷى شخص سيكون الثمن حياتك فالسيد تشارلز كلمته كالسيف 

. نعم سيدى-

– جيد… واﻵن قولى لى ما أحواله مع الكفيف أندرو؟-

. بخير سيدى … ولكنى أعتقد أن السيد أندرو هو من كشفنى لدى جيوفانى فعلاقتهم فى توطد مستمر –

.لا تقلقى بهذا الشأن فأنا على علم تام بكل ذلك ولدى مصادرى-

. نعم سيدى-

.واﻵن إنصرفى –

. حاضر سيدى-

Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

ان كنت من متابعين الروايه ارجو ترك تعليق للتشجيعى على الاستمرار

الفصل الخامس عشر

تنبه جيمى إلى الواقع بمجرد الوصول للقصر  

.فالواقع لا يحلو إلا بوجود الحبيب فيما عدا ذلك نستسلم للخيال بمجرد  إختفاء  الحبيب عن  أنظارنا 

دخل جيمى إلى القصر  وهو يعلم ما الذى يبحث عنه فهو لم يذهب ليقلم اﻷشجار  كالعادة ولم يذهب حتى ليأخذ هيلين من دوامها  وإنما ذهب كعاشق يبحث عن معشوقته  ذهب كى يراها كى يرى أنالمها تكتب إسمه من جديد يتمنى  كالمخمور  أن يشرب رشفة من إبتسامتها له كعادتها ذهب لعله يستطيع أن يلمس يديها  أو ربما تضع هى يديه

. على وجهه لبعث الطمأنينة  بقلبه أو لعله يرى ابتسامة الخجل على عندما يصارحها بمشاعره 

…وصل إلى اﻹسطبل بقلب يملئه الشوق فصعق  بما قد  رآه 

 كعادتها  سوزى تهين هيلين وتقف هيلين أمامها كالطفل الهادئ الذى ربما لا يعلم يمينه من شماله كانت ماثلة أمامها 

. كالحمل الوديع تنظر إلى أحجار اﻷرض تستمع لكل الشتائم فى تماسك شديد 

سوزى: ما الذي تنظرينه فى اﻷسفل أيتها البلهاء أنظري إلى عينى وقولى لى لما لم تغيرى الماء للأحصنة …هل تعتقدين أنهم من أمثالك ؟ إنهم أغنى منك إنهم يأكلون ويشربون وينامون فى  راحة على عكسك هل تريدى أن تجعليهم يعانون معاناتك فتعذبيهم ؟؟

  أنظر إلى وجههى يا عديمة الفائدة هيا قولي لى أنك غبية وعديمة الفائدة …  آة نعم صحيح ولكن

.. !!كيف  وأنتِ بكماء  

نظرت هيلين دامعة وهى تضع يديها خلفها وإذ بها ترى جيمى واقفاً  أمامها بشعره اﻷسود وبشرته السمراء التي لوحتها ضياء

. الشمس ينظر لها بعتاب غاضب شديد مذهولاً بما يراه 

. نظرت له ثم عادت  فابتسمت لسوزى مدعية بساطة الموقف  

أكملت سوزى : لماذا تبتسمين أيتها البلهاء؟  

..عادت ونظرت هيلين بعين دامعة يائسة  وفم محرج باسم إلى جيمى 

..نظر جيمى إليها والغضب يتطاير من وجهه 

-70-

..قال جيمى فى نفسه : تلك آخر إبتسامه كنت أود أن أراها اليوم

..!!!جيمى بحزم: سوزى

سمعت سوزى إسمها ينطق تقريباً ﻷول مره بصوت حبيبها جيمى التفتت خلفها لترى عينيه الغاضبة ووقفته

… الصادة وعينيه الحادة وتابع بشموخ

ماذا تفعلين ؟؟-

.ااانا اااا….. لقد …. رائيتها –

إسمعى نحن فقراء نعم فقراء أنتم  أثرياء هذا واضح وضوح الشمس أمام أعيننا و الجميع –

ولكن يبدو  أنك لا ترين آدميتنا .نحن  نملك الكرامة كما تملكون أنتم اﻷموال … وإن كانت كرامتنا تسعر بالأموال

… لفضلنا كرامتنا على أموالكم 

.أنا لم أقصد هذا … أنا فقط-

!!جيمى يضع عينيه فى عينها بلغة آامره  … كفى 

نظر لهيلين وقال بغضب وصوت واضح هيلين فانتبهت هيلين فرفعت  رأسها 

. لجيمي فقال بحنقة وحزن :  وأنتِ تعالى هنا حالاً

.ولكنها لم تُكمِل عملها بعد –

…توقفت عندها هيلين لوهلة

. إذن إعتبريها قد استقالت-

. ثم التفت إلى هيلين وقال بصوته الغاضب مرة أخرى : قلت لكِ تعالى هنا 

… شعرت  سوزي فجأة أنها لن تراه مجدداً إذا إستقالت هيلين بالفعل فتداركت سوزى الموقف فقالت بكبرياء  

.  لا مانع إذا أخذت بعض الراحة – 

نظر لها جيمى باحتقار من  رأسها الى أخمص قدميها سحب هيلين من يديها و أخدها على صخرة كبيرة فى أطراف حديقة القصر

.  حيث اعتادوا الجلوس  أحياناً 

جيمى بغضب  : لماذا؟

هيلين تكتب  بوجهه غاضب : لماذا ماذا؟

.لماذا فعلتي بنفسك هكذا-

هيلين تكتب

. لا دخل لك-

-71-

!! نعم –

هيلين تكتب : ما دخلك لماذا تسأل من اﻷساس؟

. ماذا تقولين  أأنتِ هيلين أم شبيهة  بكِ  –

.جيمى أنا أعرف مصلحتى جيداً ولا أنتظر منك الدفاع عنى-

!! ماذا –

.هذا آخر كلام لدىّ سأذهب حالاً ﻷداء وظيفتى فأنت تعيقنى عن أداء عملى –

جيمى  يقرأ بغضب ولهفة لما تكتب يمسك بذراعها بقوة : ليحترق العمل  أمجنونة أنتِ ؟؟ أم تدعين الجنان !! كيف تعودى لعمل كهذا  ؟؟؟

 أين كرامتك واحترامك لذاتك؟

.هيلين تتملص من يده لتعود فتكتب: لا شأن لك بى 

…كتبت تلك الكلمات وأدارت ظهرها لتشرع فيما نوت فعله  

…جيمى بغضب وتهديد:  إن كان هذا رد فعلك فاستمعى إلى ما سأقوله لكِ جيداً. 

….التفتت إليه مرة أخرى

جيمى  بهدوء و لغة التهديد:لقد  قضيت طفولتى معكِ محاولاً إسعاد كل لحظات حياتك شعرت أن إبتسامتك قد رجعت  وكنت أتعايش مع حياتى بتلك الإبتسامة. وتلك الحشرة التى تدعى سوزي تخرب كل ما قد إبتدئناه سوياً يا هيلين ولم أسمح لها أن تخرب سعادتك حتى وإن كنتِ أنتِ من سيمنعنى يا هيلين أتسمعينى وإن كنتِ انتِ يا هيلين … واﻵن إن لم تشرحي لى ماذا حدث للتو منك وماذا حدث من سوزى

. فى الوقت السالف سأخبر عمى كارلوس كل شئ وقتها سنرى إن كنا سنمنعك أم لا    

.هيليين  تكتب بغضب : لن تقول 

. بل سأقول كل شئ حدث –

.هيلين تكتب  :  أتركنى لعملى 

…تدير ظهرها للمرة الثانية 

. جيمى  بحركة سريعة متلهفة تلقائية يمسك ذراعها : ويقول بحنان: هيلين 

 يجب أن  أعرف لماذا  أخفيت عنى ؟ أخفيت عني أنا! … انا يا هيلين و طوال تلك المدة ؟؟ألم تقولي أننى صديقك      

 الوحيد ؟ انتِ تعلمين أنني أننى أفهمِك وأشعر بكِ فلماذا لم تبوحي بهذا السر لماذا يا هيلين ؟ لماذا تغيرتي يا هيلين لماذا؟

.تبدأ الدموع تظهر بعيون هيلين كما تظهر الماء من بئراً فى عمق الصحراء. 

-72-

فجأة شعر جيمى بحركة مريبة فى المكان نظر جيمى حوله ويلتفت … أما هيلين فهى مثل القط الذى تصالح مع اﻹستسلام أمام جبروت حنان الحبيب ولكن جيمى منتبهاً لشئ آخر يرى  رجلاً واقفاً يصوب

 .مسدسه إلى  قلب رب القصر ووالد سوزى اللورد دانيال 

تصلب جيمى فجأة فهناك دقائق تفصله عن نهاية محتومة بولي نعمته لم يتردد جيمى لحظة ولكنه هرع مسرعاً نحو     

.اللورد دانيال الذى يقف على حافة الجبل الذى بنى عليه قصره العريق وهو يصرخ

. لورد دانيااااال –

تركت هيلين القلم فوقع أرضاً من يديها تحول إستسلام ملامحها الحزينة إلى الذعر المفاجئ  والدهشة وهى تتابع

. حبيبها يجرى مسرعاً  فهى لا ترى اﻷحداث بعين جيمى  

…فرأته يزيح السيد دانيال بعنف وأوقعه أرضاً .سمعت صوت طلقاتٍ نارية متعددة وبعدها وقع جيمى من حافة الجبل 

…..صرخت هيلين قائلة بصوت هائل ارتجت بسببه الجبال فازعة : جيييييمى

Categories
خواطر

أهلاً أبى

أهلاً أبى

منذ وفاتك قد اخترعوا الكثير والكثير من الاجهزه فقد حدث تطوراً تكنولوجياً كبيراً  فى السنون التى غبت عنا فيها …لقد دخلت سوقاً تجارياً لبيع أجهزه المحمول واﻹشتراك فى خدمات اﻹنترنت …تخيلت لو كنت ههنا معى اﻵن كيف سترى تلك اﻷشياء  ؟

أتدرى شيئاً يا أبى عندما نظرت حولى على تلك الاجهزه لم اميز نوعها او مميزاتها  فقد رايتها فقط مجموعة من الشاشات السوداء التى تضئ بكافة الالوان اذا ما قمت بلمسها .. نعم أبى فأنا مثلك لم أواكب تلك التكنولوجيا … فأنا أكتفى بتليفون المنزل ولا أفكر أن أشترى أحدث موديلات الموبايل أبداً ….إلا إذا جائتنى كهدية ..

كما لو كان عقلى يرفض المعرفة التى تجهلها انت بعد غيابك…. فمعرتك بما اجهل يعطينى شعورا بالامان  او ربما انا لا أشعر بشئ محدد على اﻹطلاق … أنا بخير أبى.. نعم أنا بخير

ابنتك..

Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

ان كنت من محبى قراءة الروايات فاليك روايتى لاتنسى ترك تعليق حتى استمر شكرًا

الفصل الرابع عشر

cropped-cropped-candles2

ننطق بكلمات اﻹنتقام نأذى آخرين وما نحن إلا مجروحين وما هو غضبنا و إنتقامنا إلا حلاوة روح فنكون نحن أكثر من يحتاج إلى اﻷمان والحنان لا نفهم نحن ماذا نحتاج بالفعل ولا يتفهم اﻵخرون إحتياجاتنا فلربما حينها ندخل فى دائرة أخرى من الكراهيه

.كبر جيوفانى تخلص من إسمه وهو يعلم جيداً أنه قد قطع حبلاً أساسياً يربطه بأخيه

عاقب كل من تطاول عليه أو ناداه بإسمه الحقيقى …. كان يخافه كثيرين أصبح جيوفانى عدوانى إلى حدٍ كبير ….

تناسى جيوفانى إسمه الحقيقى وماضيه … فنسى البعض … و تناسى البعض خوفأً منه …وبدأ من جديد كديفيد

.عندما إنتقل من قريته إلى أخرى

مرت اﻷيام والشهور والسنين ولم تموت رغبة اﻹنتقام بداخل الفتى أراد لو أنتقم لكل رجال العالم من بنات حواء …. رأى

. فى كل انثى أمه الخائنه وكل رجل أنطونيو المسكين

أصبح شاباً كسر قلوب الكثيرات من العذارى دون أن يطرف له جفن أصبح يكره المرأه بل ويمقتها …. وعندما يشعر

باﻹحتياج لها يمقتها أكثر فأكثر… فيبحث عن مارى أخرى بداخل أى أنثى ليعذبها ويتشفى حتى تبرد نار كراهيتة

. قلبه فينتقم ﻷبوه

. بلغ السن القانونى غيّر إسمه بشكل رسمى ليصبح ( ديفيد) دفنت شخصيته الحية شكلاً وموضوعأً خلف إسماً جديداً

كثيراً ما كان يقول السيد أندرو لجيوفانى أن ليست كل السيدات خائنات أما جيوفانى لم يقتنع قط بتلك الفكرة…. فكان يقول بخاطره … لقد تخلت عنك زوجتك حرمتك من إبنتك الوحيدة؟ !!! وأمى تخلت عن أبى حتى تريز أرى فى عينيك يوميأً نظرات الشك تجاهها !!! فكيف لى أثق بإمرأة يوماً ؟

.يرى جيوفانى أن الحب شيئاً أسطورياً لا يقع فيه إلا رجلاً مصاب بمرض الحماقة ولا تلجأ إليه إلا اﻹمرأة الخبيثة

حياة جيوفانى ( ديفيد) اﻵن تتخذ الشكل الصحى بعد تغيير اﻹسم بشكل قانونى كل شئ فى حياة جيوفانى كان متميزاً

-65-

. إلى حد كبير إلا مشاعره تجاه أخوه جيمى فكل جوارحه وكل أهدافه منصبة على أخوه جيمى فهو يريد أن يراه

.كثيراً ما كان يبحث عنه ويسأل ولكن الفشل الزريع كان النتيجة الحتمية لكل مجهوداته

جيوفانى كعادته يعمل بكل همة ونشاط مرت اﻷيام حتى دلفت عليه تلك الفتاة مكتملة اﻷنوثه وقفت أمام مكتبه وقالت بصوت أنثوى واثق :هل السيد أندور موجود ؟

أجاب جيوفانى بعينيه اللامعتين المحترفتين تفحص جسدها من رأسها وحتى قدميها بتمرس وبإبتسامة الثقة تطل من عينيه : موجود … هل أتشرف بإسمك سيدتى ؟

.أجابت بهدوء وإبتسامة واثقة : اﻵنسه سيلين أندرو إبنته

وقف ديفيد ﻹستقبال إبنة ولى نعمته مادداً يده للترحيب وإبتسامته القوية على وجنتيه : أهلاً أهلاً باﻵنسه سيلين تفضلى

. إستريحى دقائق معدودة وأعطى لسيدى خبر مجيئك سيدتى

.ذهب جيوفانى مسرعاً إلى مكتب السيد أندرو أخبره بوجه بشوش فهو يعلم قيمة تلك الزيارة للسيد أندرو

جلست سيلين نظرت إلى أجواء المكتب بتمعن

.خرج ديفيد مسرعاً تاركاً السيد أندرو واقفاً مزهولاً قائلاً : تفضلى سيدى بإنتظارك آنسه سيلين

.دلفت سيلين أغلق ديفيد الباب خلفه بإبتسامة فرحه خرج جلس على مكتبه

ما أن شعر أندرو بإبنته …. ما أن تنفس الهواء من حوله … ما أن وصلت رائحة عطرها اليه حتى تفكر فى قلبه بثوان معدودة آه أنا أحفظ تلك الرائحة الطيبة عن ظهر قلب فهذه رائحة أوجونيه وها هى الصغيرة تضع عطر أمها …آه لقد إشتقت اليك حبيبتى ؟ ولكن مهلاً هل أفتح زراعى لأعلن إستقبالى لها بين أحضانى ؟؟ لا لا فماذا لو فزعت منى؟؟ ولكن كيف سآراها إن لم ألمسها كيف سأعبر عن خواطرى؟ ولكنى كيف أداريها أيضاً ؟؟

أصبح اﻵن السيد أندرو بكل خبرته وعمره كالتلميذ المهمل الذى يتعلثم أمام معلمته .. يجهل ما الذى يجب فعله فى

. حالة كتلك مر زمناً طويلاً لم يرى إبنته منذ أن كانت فى سن الرابعة

وها هى اﻵن فتاة يافعة أنيقه تشع بالجمال كأمها فتاة ممشوقة القوام رقيقة الملامح ينطق الشباب من وجهها الزهرى

ليتحدث عن الشيخوخة التى تسللت بخبس لوجهه فيندمج الوجهان ليعلنا كم مر من الزمن يسبحان كلاهما فى بحراً

.من الحرمان.

ترجل السيد أندور مستنداً ليصل لإبنته فتحسس تفاصيل أثاث مكتبه ليراه وصل لساحة المكتب ﻹستقبال إبنته محاولاً التماسك مد يديه للهواء وهو

.ينظر فى العدم بفم مبتسم

!!قائلاً بإنبهار : سيلين إبنتى؟

!!سيلين بعينين دامعتين: أبى

-66-

.أبت أبوته اﻹستسلام للخوف بعد سماع كلمة أبى تخرج من شفتيها

.فرد السيد أندرو يديه للهواء لإستقبال إبنته : كم إشتقت إليكِ يا إبنتى

.هرعت إبنته لأحضانه عندما أدركت أنه قد فقد بصره

بكيا بأحضان بعضهم البعض

تحسس وجهها ليراه ثم ضم يديه على كتفيها بفخر ونظر أمامه متخيلاً وجهها متجاهلاً بكاءه : سيلين إبنتى صدقينى

. يا سيلين حاولت أن أراكى

حاولت أن أسمع صوتك كنت أفتقدك بشدة كنت أبحث عنك فى جميع أنحاء فرنسا ولكن أمك إستطاعت أن

. تخفيكى عنى وعن ومسامعى

أدرات سيلين ظهرها إلى أبيها : كيف هنت عليكما أبى ؟؟ كنت أبحث عنك فى وجوه كل آباء صديقاتى … كنت

. اتمنى ان يأتى اليوم الذى أفتح فيه الباب ﻷجدك أمامى فتأخذنى بين أحضانك

كانت دموع السيد أندرو تروى الخطوط الرفيعة التى نقشها الزمن على بشرته كالمياه التى تسقى اﻷرض البور : دعك من

.الماضى حبيبتى ها أنا ذا أمامك اﻵن سيلين إبنتى فسامحينى

التفت سيلين فجأة بعين دامعة مزهولة: أسامحك ؟؟

السيد أندرو بهفلة المظلوم بين صوته المرتعش :سيلين لقد حرمت منك مثلما حرمتى أنتِ منى يا إبنتى أما اﻵن لا يوجد

.سبباً للإبتعاد أو الفرقة يا سيلين سوف أضعك بين ضلوعى تعالى يا غالية سأعوض عليك كل سنين حرماننا

سيلين ألم: ألم يفت اﻵوان يا أبى ؟

السيد أندرو بإبتسامة أمل يأخذ سيلين من يديها يتحسس طريقه إلى مقعد الضيوف فى المكتب ويجلسها معه كالطفل الصغر التائه :: لا لا

. حبيبتى لم يفت اﻵوان أبداً …. تعالى

إجلسى أحكِ لى بالتفصيل عن حياتك ما هو عملك اﻵن كيف تعيشين ؟… ثم يسكت دقائق ويقول بتردد: ككيف هو حال

أوجونيه هل هى بخير ؟

valentine zuslineسيلين : أنا جيدة تخرجت منذ سنتين فى كلية الحقوق وأنا اﻵن أعمل محامية بشركة

فى فرنسا فهى شركة عريقه تأسست عام 1692 لإنتاج النبيذ أمّا أمى فهى بصحة جيدة

. والحمد لله ولكن زوجها غريب الطباع

ما إن سمع السيد أندرو كلمة زوجها إختفت بسمته وقال مندهشاً : هل تزوجت أمك؟؟

.سيلين : ألم تكن تعرف ؟؟ كان هذا الزواج من حوالى السبع أعوام لقد تزوجت من رجل أعمال فرنسى

السيد أندرو:يدارى إندهاشة قلبه ويقول بإبتسامة خارجة من قلب الدهشة والحزن : جيد .. كم كنت أتمنى أن تجد

.من يعوضها عنى

سيلين ببرود :هل أنت بخير ؟

السيد أندرو يجيب بتلقائية مبتسمة مسطنعة : نعم إبنتى … دعك من كل هذا هيا بنا لنذهب للبيت هل إشتاقتى إلى منزل الطفولة حيث الحديقه وغرفة نومك ؟؟ومكان العابك كل شئ موجوداً كما لم يمر الزمن كنت أعتنى بكل شئ كان يخصك

. يخصك حتى اجد العزاء لقلبى فى أشيائك حبيبتى

-67-

إبتسمت سيلين بتلقائية

Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

الفصل الثالث عشر

نعيش طفولتنا بسلام ..أعواماً فوق الأعوام يزداد إدراكنا بما نشعر … نرى فى أيدى أطفالاً العاب جديده نشعر بالحرمان … فيولد بداخلنا طفل صغير نقبله وندلله بإستسلامنا وندعوه الغيرةينمو فياخذ جزءاً من طاقتنا وأفكارنا وحياتنا … نغذى الغيرة بداخلنا لتنضج معنا وتحتل حياتنا أكثر فأكثر حينها تتحول غيرتنا إلى حسد ونتمنى زوال النعمة من أيدى أصحابها نغذي هذا العدو أيضاً فينمو لتزداد ضربات القلب غضباً إذا رأينا الخير فى أيدى آخرين وقتها تكون الكراهية قد إستشرت بداخلنا فنأذى اﻵخر لنعالج شعورنا بالدونية أمامه عسى أن يدب السلام لقلوبنا مرة

أخرى ولكننا لا ندرى وقتها أن بإستسلامنا قد صنعنا ﻷنفسنا أكبر عدواً لنا وعندما نفيق من غيبوة كراهيتنا أمام أى نجاح للآخر نجد أنهم يكملون طريهم بنحاج مجروحين ونجد أنفسنا لم ننجح بشئ سوى النجاح الساحق فى الفشل الزريع عندها يزداد غضبنا وتزداد كراهيتنا ورغبتنا فى اﻹنتقام لنتحول إلى وحوشاً ضارية تقتل ذاتها أولاً بسم

الكراهيه ونحن فى الواقع لم نسبب للآخرين إلا القليل مما قد عانينا نحن

.إزدادت نار الكراهيه بقلب سوزى وكانت هيلين هى من تدفع الثمن من كرامتها بسبب سوء المعاملة .

لقد كان هذا سر هيلين فلم يعلما العم كارلوس أو جيمى بهذا التحوّل الجزرى فى علاقتها بسوزى فهيلين تيقن أن

علمهم بشئ كهذا لن يأتى إلا بتوابع غير مرغوبة فهيلين تعلم جيداً انهما يروا أن الكرامة فوق كل إعتبار حتى

.. لو فى سبيل فقد لقمة العيش

كما أن الحِمل ثقيل على كلايهما وهى لا تستطيع أن تكون عالة عليهم فإذا تركت العمل ستصبح عديمة الفائدة إختارت هيلين أن تتحمل معاملة سوزى البذيئة لفترة ليست بقليلة , وقد كان ذلك بالطبع بإستثناء اليوم الشهرى الذى يتواجد فيه العم كارلوس وجيمى بالقصر والذى يتميز بمعاملة سوزى المتميزة الخبيثة . فسوزى كانتتخشى أن

.يعرف أحدهم طبيعة العلاقة المسمومة بهيلين وحينها ستخسر سوزى تعاطف جيمى بالتأكيد

كان يوماً عادياً وروتينياً جداً بالنسبة للجميع جيمى كالعادة مع العم كارلوس فى حلقة السمك

و صورة هيلين لم تخفى عن باله منذ عدة أيام أخذ يفكر بها لليوم الثالث على التوالى من وقت هروبها عند شجرة الكستناء أخذ الشاب يتذكر ذلك اليوم ويتسائل للمرة اﻷلف

هل ستعود اﻷحوال مع هيلين مثلما عهدناها ؟؟

-59-

فأنا لم أعد أحتمل يا هيلين أريد ان أراكِوها أنا أجلس أرضاً أبيع السمك ولا تزال الشمس فى كبد السماء حتى

!!!أنه لم يبدأ البيع بعد.

بل ومازال أمامى الكثير من الوقت حتى أراكِ لا أستطيع اﻹنتظار حتى المساء للقائنا اليومى بعد العشاء خصوصاً إنك

.!! تتعمدين الهروب من جلستنا المسائيه بعد العشاء لثلاث ليالِ متتالية

اااه يا جيمى أتذكر كيف إحتضنتها ؟؟كانت ضربات قلبك سريعة قوية … نعم ها هى ضربات قلبى تزداد اﻵن وكأنها

.معى لماذا لم يكن اليوم هو موعد تقليم اﻷشجار ؟لو كان هذا هو يوم تقليم الأشجار لكنت اﻵن هناك

لعلنى أذهب ﻷرى عيوناً تتهرب منى شوقاً لى … لعلنى أذهب ﻷرى وجهأً ملائكياً تملك منه الحب

إذا أنتظرت إلى المساء ستتهرب منى أيضأً وها أنا أموت هنا شوقاً اليها ولا أجد منها إلا الجفاء واﻹختفاء . فلم أعهد غيابها عنى كل تلك المدة .لماذا تمتنع عن الحديث معى كل تلك اﻷيام وتتجنب لقائى ؟؟أنا جيمى ألست هذا اﻹنسان الذى وضعت العنب على شفتيه عندما جفت ؟؟؟ ألست انا اﻹنسان الذى علمها كيفية الكتابة حتى أقرأ أفكارها كل مساء ؟؟؟

!!آه يا هيلين لقد إشتقت إلى حديثنا الذى لا ينتهى وانتِ حبيبتى تتمنعين

كم أتمنى أن أقرأ خطك الجميل وهو يداعب سطور أوراقك الصغيرة التى أهديتك أياها يوم مولدكهل تعرفِ كم أود لو أسمع صوتك يداعب أذناى؟ ولكننى أسمعه بالفعل يا هيلين أسمعه عندما أُضحكك.. فمن صغرى أرى فى

.إبتسامتك فرحى وكأن الحياة ترقص مهللة منتشية بسكر خلاب يثرى البهجة فى عروقى

عندما أرى فقط ضحكتك أشعر وكأننى أسمع طيوراً متحررة تداعب اﻷشجار وكأنكِ تكافئيننى على مجهودى ﻹضحاكك

. ضحكة ينتشى بها قلبى

كم أود لو أجد فى قاموس كلماتى ما يعبر عنى اﻵن

هل تذكرين تلك اﻷيام عندما كنتِ شاردة حزينة وعندما سألتك ماذا بك هيلين؟؟ كتبتِ بإبتسامه لا شئ يا جيمى كنت أشعر وقتها

كنت أشعر وقتها بخطب ما فى ابتسامتك تلك

. كنت متاكداً أنا من شعورى هذامثلما أنا متاكد من متعتك بكتابة إسمى بخط يدك على أوراقك القصيرة

نعم فأنا يا هيلين أشعر إنك تكتبين إسمى بحروفٍ أعجمية أقرأ إسمى بصوتك.نعم فى كل مرة تكتبين

.إسمى أشعر كما لو كان هذا الخط يتكلم أشعر بأن ﻷسمى وقعاً خاصاًعليكِ عن باقى الكلمات

-60-

فأنتِ حبيبتى تكتبيه بحروف أخرى لم أتعلمها وكأنكِ تجدى فى إسمى كل شئ كل المآسى التى عانيت كل

..فرحة قلب تملكتنى أجدها فى حروف أسمى بخطك انت وليس خطاً آخر

أتذكرين حبيبتى عندما علمتك الكتابة سألتك أى إسم تريدى أن تتعلمى كتابته أولاً؟ أشارتى بأصابعك الصغيره تجاهى

كنت تنسين حرفاً فى كل مرة وعندما إستشط غضبأً بكيتِ نعم بيكتِ لقد أبكيتِك حبيبتى هرعت خلفك وقفت عند باب غرفتى وجدتك نائمة ووجهك مكتوم فى فراشى وكأنك تشتكين منى له سمعت صوت بكائك فأبكانى هرعت

. إلى الفراش جلست بجاورك رتبت على ظهرك قلت لك أنا آسف يا هيلين و أنتِ تبكين وتبكين

لم تكن تلك هى المرة اﻷولى التى أسمع فيها أناتك حبيبتى مازلت أستيقظ كثيراً فجرأً فأسمع أناتك المكتومة أسمع

.صوت أبيك يوقظك ويعطيكِ كوباً من الماء فى ليالٍٍ كُثر

أسمع صوت أنات قلبك الذى يرفض التصريح عن ما بداخله فى الصباح وفى الضوء الشمس .. ليخرج أسوأ ما به فى

عتمة الظلام وقت نومك….عندما تفقدين السيطرة على أفكارك أو مشاعرك

!!كم هو خداع هذا القلب

.يوهمنا فنشعر بأشياء لم نشعر بها قط فى أعماقنا وقت الصباح ليغافلنا بأسوأ ما قد استشرى فينا فى ظلام الليل

. دائماً كنت أسمع صوت أنينك الليلى فأركض لغرفتك ﻷطمئن

أما اﻵن أجد إنك لم تحبذى تلك الفكرة فنظرتك لى الليلة الماضية كانت غريبة لم أعهدها منك يوماً!

فأنا أجدك قاسية حبيبتى بعد ما حدث بيننا ولا أعرف لما؟ أود أن أعرف لماذا تتهربين منى لماذا تتركينى بحالتى تلك أسمع أنينك وأركض إلى غرفتك ولا أجد فى عينيكِ إلا حثى على التوقف والتسمر فى مكانى !! هل تخشين وجودى معك ؟!! أنا لست بسئ يا هيلين أنا فقط أقلق عليكِانا فقط …. أحبك … أقلق عليك … أسمع أناتك تخرج منى … لماذا تتركينى أعانى صوت أناتك لثلاث ليال متتالية على غير العادة بدون أن أطمئن عليكِ ؟؟؟ ألاتعرفين يا هيلين مقدار عذابى لرؤيتك تعانين حبيبتى؟

أشعر وكأنك تبكين بالنيابة عنى أشعر أن قلبك يبكى لكلانا

إن كان قلبك يا هيلين يُخرج ما به ليلاً فقلبى لا يُخرج بما فيه أبداً

عنما أراكِ و أسمعك تأنين كنت أرى ذاتىكان قلبى يدمعكنت أشعر أنكِ تمسكينه بقوة وقسوة كما لو كنتِ تعتصريه ليخرج الحزن من داخله … كما لو كنتِ تترجينى أن أبكى معكِ حتى أُخرِج كل حزناً قد تمكن من قلبى وأنتِ تعلمين سبب حزنى وشقائى … آه لو تعلمى كم إشتقت لجدى وأمى وأبى وأخى أتسائل أين هم اﻵن؟؟؟؟ هل أبى وأمى هم من ماتوا بأحضان بعضهم البعض منذ سنوات عدة ؟ ولكن لا لا لا لقد تركوا بعضهم البعض فيكيف يموتوا سوياً؟!! … أنا أعرف أنهم أحياء يرزقون وأخى جيوفانى أعرف إنه بخير كم  أتمنى أن ألاقيه

.فأنا أبحث عنه بوجوه الناس من  يأسى … ولا أراه إلا بوجههى أنا

-61-

. شاب مراهق فى مقتبل عمره يحمل شوق حقيقى لم يستطع أن يتحكم بشوقه فلم يجد بداً من الوقوف فجأة

كارلوس ينظر ﻷعلى : جيمى …. إلى أين أنت ذاهب ؟؟

.جيمى : سأذهب لقضاء بعض الأمور

كارلوس بتعجب : أية أمور التى تجعلك تترك عملك وترحل هكذا ؟؟؟

.جيمى : أود لو أكون بمفردى لبعض الوقت

كارلوس بإبتسامة تعلوها الفراسة والدهاء : هل هيلين هى السبب ؟؟

.أرى أنكم لستوا على وفاق تلك اﻷيام

جيمى بتلقائية :: لا أعرف يا عمى فجأة تحولت هيلين فى معاملتها معى هى لا تريد التواجد معى فى أى

. مكان يجمعنا

كارلوس :هل فعلت شيئاً قد أغضبها ؟

.جيمى : أقسم لك يا عمى أننى لم أفعل أى شىء تستطيع سؤالها بنفسك

.كارلوس بهدوء: لقد سألتها.

.جيمى بلهفة : وماذا قالت لك؟

.كارلوس : قالت أننى أتوهم ذلك

جيمى سكت للحظات

.كارلوس بخبث : أتمنى لو تجلسوا سوياً وتتحدثوا حتى تعرف ماذا فعلت فى حقها يا جيمى

.جيمى :أقسم لك يا عمى لم يصدر منى أى شئ من هذا القبيل

…. إسمح لى سأذهب فأنا أحتاج لبعض الوقت بمفردى

.ذهب جيمى تاركاً حلقة السمك ومتجهاً مسرعاً إلى القصر حيث تعمل من تداوى جروحه.

بدأ جيمى طريقه كان متردداً أيذهب بالفعل إلى القصر ليراها أم يجول متسكعاً فى أورقة القرية.

فتارة يتخيل لو إبتسم وجهها فرحاً بسماع مشاعره .تارة أخرى يتذكر ملامح وجهها خلال اﻷيام القليلة الماضية فينتابه الفزع من فكرة اﻹفصاح عما يجول بخاطرة منذ سنوات متسائلاً لو أظهر ما بقلبه لعلها تشتكيه للعم كارلوس ويخسرها … ثم يرجع ويتذكر نظرتها له فى حديقة القصر عند شجرة الكستناء فيشعر بنشوة تسرى فى عروقه وتزداد ثقته فى قراره

أصبح جيمى متحيراً متخوفاً لا يعرف كيف يتصرف وماهى الخطوة القادمة

ولكنه قرر أخيراً الذهاب للقصر فعلى أية حال هو لا يطيق أن تكون الحياة بينهم بهذا الحال فعلى أى حال يوجد هناك ما

يجب التحدث بشأنه وهذا ما يزيد اﻷمور شغفاً وسعادة فتلك النوعية من الأحاديث هى اﻷولى مع هيلين فلربما

..ينجرف الحديث إلى ماهو أجمل وأعمق

-62-

أريد أن أراكِ هيلين أن المس يديكِ بيدى أريد أن تلمس

.يدكِ وجههى أريد أسمع إسمى من بين شفتيك بكل لغات الحب

.أريد قبلة تبل شفتاى التى جففها الزمن

…وصل جيمى إلى القصر منتشياً بخيالاته الشبابية الجامحه وما أن وصل إلى حظيرة الجياد وجد ما يكسر القلب

Categories
رواية شموع احترقت

شموع إحترقت

الفصل الثانى عشر

عندما تتسارع ضغوطات الحياة يوماً بعد يوم نتحول إلى وحوشاً كاسرة يقسى القلب ويهابنا الناس خوفاً منا وليست محبة لنا

لقد كان وجود تريز المستمر بجانب جيوفانى دعم كبير له بقدر ما كانت سلسلة حديدية قوية تربطه بالواقع والماضى المرير الذى لطالما أراد الفرار منه .كانت كل أحداث الماضى مشوشة رغم وضوحها … فلا يعلم كيف تقابلا أبوه وأمه وهما على خلاف؟

وتسائل هل قتلها أبى ثم إنتحر كما إنتشر الخبر؟

تحولت طبيعية جيوفانى الهادئة الراقية إلى الشراسة لقد أجبرته الحياة أن يدافع عن نفسه وعن حقوقه أصبح شاب

.يخافه الكثير فردود أفعاله غير متوقعه

كان اليقين الوحيد الذى يملك قلب جيوفانى وسط كل هذا الضجيج هو أخوه جيمى كان دائم البحث عن أخوه

ولكن دون جدوى

يشارك تريز بكل مكنونات قلبه فتريز هى الصديقة المقربة واﻷم البديلة الطاهرة أيضاً ولكنها لا تستطيع أن تلبى

طلباته وإحتياجاته المادية من مأكل ومشرب بعد اﻵن ولذلك عرفته على سيدها الجديد تاجر السمك المعروف

.. عندما لاحظت محبته الجمة للصيد

.. كانت تريز تدير منزله الحالى بعد أن غيرا محل إقامتهم

السيد أندور ولسن كفيف ومن أكبر تجار السمك فى اﻷنحاء وكان من كبار التجار لشركة الهند الشرقية كان أب بدون أولاد

.حيث انه كان قد خسر إبنته الوحيدة سيلين بعدما قررت زوجته التخلى عنه عندما إكتشفت نذوة من نزواته

بعدها أصبحت علاقه الزوجين فى قمة التوتر فقررا اﻹنفصال و لذلك وجد أبوته فى جيوفانى ووجد جيوفانى البنوة لدى

-56-

...السيد أندرو

كان جيوفانى يعمل بعد الفترة الدراسية فى مجال صيد السمك

ولكنه مع الوقت ومع زيادة الخبرة توطدت العلاقة بينه وبين السيد أندرو وأصبح عمل جيوفانى منصباً فى

.. الشؤون المحاسبية

وفى ساعة صفا

أندرو : أنت إبنى يا ديفيد وأنت تعرف ذلك صحيح.. ؟

. جيوفانى بفضول وإهتمام شديدين :نعم بالطبع أعرف

أندرو يدور بأصبعه على حواف الفنجان ويرفع عينيه المستهلكه التى ملئتها الكهولة إلى

السراب …. ويقول بثقه: تريز

جيوفانى : تريز !!! ماذا بها ؟ هل هى بخير؟

.أندرو يضحك ضحكة هادئة ويتابع بجديه : لا تثق بها ديفيد

صعق جيوفانى

!!جيوفانى : ماذا تقول

.أندرو بهدوء :أقول لك لا تثق بها

لقد كان العم أندرو اﻷب الموثوق به … ولكنه على حد علم ديفيد أنه لا يعرف طبيعة العلاقة الحقيقية التى تربط جيوفانى بتريز على اﻷقل هذا ما كان يعرفه جيوفانى …. هذا هو السر الوحيد الذى أخفاه جيوفانى عن مسامع السيد أندرو كان جيوفانى يعتقد أن السيد أندرو مثله مثل باقى المعارف يعرف أن تريز هى عمة ديفيد بعد موت أبيه وأمه كانت تلك الكذبة الكبيرة فى حياة جيوفانى وخاصة بعد إنتقالهم من قريتهم القديمه ولكن العم أندرو كان يعرف الحقيقة كان يعرف كل الحقيقه بل كان يعرف ما لم يعرفه جيوفانى نفسه يعرف أن ديفيد يدعى جيوفانى وأنه حفيد ماثيو وإبن

.مارى وانطونيو لم يكن هذا فقط بل أن السيد أندرو يعرف العائلة بشكل جيد جداً

.ولكن جيوفانى ( ديفيد ) كان حرفياً آخر من يعلم بهذه اﻷسرار جميعها

لم يتوقف جيوفانى كثيراً عند تحذير العم أندرو له فلقد شعر فى دواخله أن تريز أضعف من أن يأخذ حذره منها كما أنها الوحيدة أيضاً التى كانت بجانبه فى أكحل لحظات حياته من إحباط وحزن وعدوانية وغضب كما أنه لا يجد أى داع

. للحذر فلا توجد لديه أية موارد للتهافت عليها من اجل غريزة البقاء

إعتقد أن تحذير أندرو ماهو إلا فراسة رجل كبير السن يدعى الخبرة لا أكثر من ذلك ولا أقل إزداد هذا اﻹعتقاد لدى

. جيوفانى عندما أقر أندرو بذلك بعدما ضغط عليه جيوفانى لمعرفه السبب وراء تلك الكلمات الخبيثة

بلغ جيوفانى سن الرشد قرر تغيير إسمه بشكلاً رسمياً كان هذا القرار قاسى وصعب إذ أنه سبيل مهم من السبل الوصول

أخوه اليه ولكن الخوف من نبش الماضى مرة أخرى أكل قلبه وعقله و كانت تريز هى المشجع القوى وراء هذا القرار الصعب.

Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

الفصل الحادى عشر

ليس بالضروره أن تكون علاقة الدم هى سيدة العلاقات …. فهناك آباءً حقيقيين كانت القسوة عنوان علاقتهم

.. بأبنائهم …. وهناك أباء ليسوا بالدم ولكن علاقتهم باﻷبناء يحكمها الحب والصداقة

.نداوى أحياناً جروح اﻵخرين ولكننا فى الواقع نحبث عن دواء لنا فى إبتسامتهم لنا

حُرم جيمى من التعليم … ولكنه حظى بالعم كارلوس كمدرسه الخاص لمواجهه تحديات الحياة أصبح جيمى أكثر

.قوة ورصانة

كان جيمى محبوباً من الكل و كانت المحبة هى أساس كل علاقاته …. يتشاركون جيمى والعم كارلوس أفكارهم

وخواطرهم أثناء الصيد فيتكلمون تارة ويأخذهم الحديث … وتارة يسود الصمت فيسمعون صوت المياه الخافت

وسط صخب الصيادين اﻵخرين

كان يقطع صمتهم سمكة كبيرة قد تم إصطيادها … عندها يموت الصمت وسط فرحة طفولية حقيقة وضحكة صاخبة

من القلب

.مرت اﻷيام طيبة جداً فى عيون جيمى وأصبح الشاب الصغير بمثابة اﻹبن للعم كارلوس

. علمه العم كارلوس أصول الصيد والبيع والشراء والتوفير . كانوا يعملون كخلية نحل كل منهم يفيد البيت بأمواله

. مرت السنين ظهر الشارب الخفيف على الوجوه البريئة غلظ الصوت وطالت القامة وأصبح جيمى عريض المنكبين و

..كصورته جيوفانى كما ظهرت ملامح الأنوثه على هيلين

وصل جيمى إلى سن الثانية عشر ولم ينغص عليه الحياة إلا غياب أخوه رغم البحث المستمر عنه ….وغياب صوت

. صديقته الوحيدة هيلين إنها تعانى من الخرس

هيلين تنظر للشمس المشرقه شاردة بإبتسامة عذراء .. تداعب أصابعها فرو قطها الرومادى الصغير …. تتذكر كيف نظر

.. لها جيمى أمس

آه يا جيمى تلك النظرة التى أعشقها بل إننى قد أصبحت مريضة بها حبيبى …فإن مر يوماً دون أرى تلك النظرة شبت نيران الشك بقلبىولكن مهلاً ماذا لو لم تكن .

-49-

تحبنى كما أحببتك؟ ماذا لوكنت تعتبرنى أختك الصغيرة؟ أو أنك تشفق علىّ لأننى لا أتكلم؟ ولكن لا لا

.فتلك النظرات فريدة من نوعها لم اعهدها منه فى الماضى

مهلاً هيلين ما هذا الصوت ؟ اليست هذه خطا أقدامه؟ نعم .. لقد إستيقظ !! سألتفت اليه لأراه ولكنه سيرانى التفت اليه….وما المشكلة إذا تلاقت العيون ؟ ألم تلتق قبلاً؟

ها هى هيلين محبوبتى … تستيقظ مبكراً ككل صباح تجلس على عتبة باب الكوخ الذى تفحته كعادتها لتنشر الشمس الساطعة أشعتها فى كوخنا المتواضع ها هى الحسناء تسبح بأناملها فى الفرو الغزير لقطها الرومادى …. تذهب بعيناها إلى أفق أبعد وأعمق تخالها شاردة و حقيقة اﻷمر أن سكونها وتأملها ماهو إلى إدراك صريح لعمق الحياة …. آه يا هيلين … أفكارك كثيرة وكلماتك معدومة كم أود لو أسمع كل أفكارك كم أود لو أسمع صوتكوﻵن حديثنى حبيبتى إن كان صوتك رخيم أم نحيف كصوت قطة برئية … أهو صوت واثق قوى؟ بل و سؤالى لكِ حبيبتى هل تتذكرين أنتِ صوتك ؟

جيمى أفق من شرودك بوجهها !!! هاهى ستلتف اﻵن اليك حول عيناك عنها سريعاً يا جيمى … حتى لا ترى حبك بعينيك

!! ولكن ماذا إن رأتنى أنظرها ؟!فأنا لا أستطيع أن أحول عينى عنها

ها هى تتلاقى العيون تتلاقى القلوب تتلاقى كلمات فمه العادية وإشارات يدها السطحية الروتينية …. و هاهو الحب

معلماً دكتاورياً قد أعطى العاشقين أصعب دروس الحب … بل أعمق لغه من لغات الحب … ليتقن العاشقين لغة أخرى

تتناغم مع لغة قد إعتدوها فلأحاديثهم لغة ولنظراتهم لغة أخرى من عوالم أخرى

لتحقيق الأهداف ربما نلجأ للسؤال … ولكن ليس لكل سؤال جواب فورى … ها هو يبحث جيمى الشاب عن جواب لأسئلة كثيرة .. ليحقق أهدافه … فإن كان هدفه الأولى لقاء أخوه … فهدفه المُلح هو معرفة سبب إنقطاع حبيبته هيلين عن الكلام

.. قرر جيمى قطع حبل اﻹحراج الذى منعه من سؤاله المُلح سنتين اﻵن

ها هما اﻷب وإبنه يمارسان مهنتهما بصمت كأغلب الأوقات … يتردد جيمى … يقاوم خجله

.جيمى : عمى كارلوس

.كارلوس: نعم بنى

.جيمى :لطالما أردت أن أسال سؤلاً ولكنى كنت أخشى أن تشعر باﻹمتعاض ﻷجل سؤالى هذا

. ولكنى بالفعل أريد أن أعرف

.كارلوس: إسال يا جيمى

-50-

ينظر جيمى إلى العم كارولس : لماذا لا أسمع صوت هيلين أبداً؟ ولماذا تستيقظ أحياناً كثيره ليلاً خائفة؟

..كارلوس ينظر بجانب عينيه إلى جيمى ثم يعيد النظر إلى النهر الفسيح : تلك قصة طويلة يا جيمى

يتنهد العم كارلوس ليستأنف الحديث

قررنا يوماً الذهاب للمدينة عن طريق النهر للتنزه غرقت المركب فى عرض النهر بسبب خللاً ما فى صيانتها و

مات كثيرين وماتت والدة هيلين أمام اعيننا

. كانت هيلين وقتها فى سن الرابعة ومن وقتها لم أسمع لها كلماتاً قط

.جيمى : أنا أعتذر يا عمى كارلوس

ترسخت الكلمات بقلب الشاب الصغير فأخذ على عاتقه مسؤلية إسعاد صغيرته … فإعطى وقتاً قصيراً من اليوم بعد العشاء ليتسامروا و يعبر كلٍ منهم عن كلماته بطريقته الخاصة …. كان جيمى يتعمد إضحاك صديقته الصغيرة حتى إذا إضطر إلى إختلاق مواقف مضحكة …. فكانت تبتسم تارة وتضحك تارة أخرى … وتنظر له بإبتسامة ماكرة تارة أخرى

عندما يتصنع جيمى السعادة…. فيتراجع كطفلاً قد خاب أمله ليحكى له عن مشاكله فى حلقة السمك فتواسيه

بالعنب كعادتها

.كان جيمى يستهدف علاج جروح هيلين ولم يعلم أنه يداوى جروحه بدوره عندما تبتسم له بدورها

عندما نشفى جروح آخرين تُشفى جروحنا حتى وإن لم تربطنا بهم علاقة ..فالعطاء بكل صوره سعادة حقيقة وسبباً كافياً لإستكمال الحياة حينها نشعر بشكلٍ أو بآخر بقيمتنا فى إبتسامة اﻵخر..فإن إنتصارنا على عدواً لنا بمحبتنا فسنتغلب على كراهيته بطاقة المحبة بداخلنا وربما نكتسب صديقاً جديدأً فى ظل قوانين الحياة القاسيةعندها نفخر بإنتصاراً قوياً على غريزتنا العداونية وكراهية العدو .. فهذأ نوعاً هاماً من النجاح هذا نوعاً هاماً من التحدى.. فتحدى الذات البشرية وتحدى الغرائز الطبيعية إنتصاراً فى معركة يخسرها كثرين فهذا إنتصاراً يحتاج لعزيمة هذا إنتصاراً يحتاج لثقة

فللمحبة والسلام الداخلى فلسفة خاصة نكتسبها بالممارسة

قصر كروفت …..فى هيريفوردشايز كان القصر ملكاً لعائلة كروفت تقع على بعد 30 ميلاًمن الجنوب الغربى من لندن مقاطعة سورى فى إنجلترا بنى القصر عام 1497 على يد كاهن ووزير الملك هنرى السابع ثم تم اﻹستلاء على المنزل من قبل الملك هنرى الثامن …. فالملك إدوارد السادس والملكة اليزابيث اﻷولى قد قضيا طفولتهما فى هذا القصر ,وريث الملكة اليزابيث الملك جيمس الأول لم يحب القصر لذلك قام بتسليمه لرئيس الوزراء روبرت سيزل مقابل قصر ديولبودز وهو منزل عائله سيزل أحب سيزل البناء وقام بهدم3 أجنحه من القصر الملكى عام 1608

. وها هو الآن مزارا سياحياً

-51-

.توالت ملكية القصر إلى أن إمتكله اللورد دانيال

كان القصر الكبير على تلك التلة الكبيرة الخضراء ذو الحديقة المترامية اﻷطراف التى تنتشر بها جميع أشجار الفاكهة

والخضراوات تعجز العين عن رؤية نهايتها وكلما إبتعدت عن القصر تشعر أنك قد تعمقت فى غابة لا نهاية لها

.. ولا بداية

تُزرع بها جميع أنواع الفاكهة تارة ترى جمال الخضرة فى الحديقة وتارة تراها بيضاء من غزو الثلوج عند حلول فصل

الشتاء أو تارها فقيرة يابسة بفصل الخريف…. تارة تعج الحديقة بالمزارعين فى المواسم وتارة تهرب الناس من

.. الحديقة خوفاً من وحشتها فى مواسم أخرى

.لترى خلال السنه الواحدة جميع اللوح الفنية الرائعة لنفس المكان فتشعر أنك قد رحلت وأنت لازلت بمكانك

..أما القصر فكان يمتاز بحرفية المعمار والنقشات والتماثيل التى تدخل فى عمق الجدران

وكأنك قد دخلت للتو متحفاً جميلاً يمتلئ بتماثيلاً منحوتة فائقة الجمال والروعة كانت الساعة الكبيرة تظهر على أعلى

قمة فى القصر فإذا ابتعدت عن أبعد مكان للقصر ترى الساعة فتقترب رويداً رويداً لترى الزخارف النحاسية تزين الساعة

.بالورود والطيور بمنتهى الوضوح من فوق القصر على التلة

خمس منارات رفيعة تحتوى كل منها على جرساً يدق كل ساعة مصدراً سيمفونية رائعة تقشعر لها اﻷبدان فتدرك

قيمة ورهبة الوقت

.. أمام القصر من اﻷربع جهات نافورة عند كل مدخل واحدة على شكل نساء وأخرى أسوداً وأخرى حماماً وأيضاً ملائكة

. لقد كانت كل نافورة تحفة فنية بحد ذاتها إن نمّت على شئ فإنما تنم عن زوقاً رفيعاً وفكر إبداعى وهندسى مميز

يأتى الحمام يومياً صباحاً ليروى ظمأه من النوافيرلتكتمل لوحة فنية رائعة لقصر فائق الجمال لقد كان القصر من

الخارج تحفة فنية رائعة وتراث يستحق اﻹجلال والعظمة صمم هذا المتحف الفنى بأيدى أمهر الفنانيين

. والمهندسين العالميين

جوار القصر العظيم إسطبل متواضع للجياد كان هذا اﻹسطبل محل عمل الصغيرة هيلين كانت ترتبط هيلين بكل

.. حصان بشكل خاص جداً حتى إنها كانت تعطى أسمائاً لكل منهم

تعتنى باﻷحصنة الصغيرة من مأكل ومشرب ونظافة … تحب هيلين عملها وتحب اﻷحصنه وعندما كانا العشاق أصدقاءً

جدد كانوا يركضون سوياً بين اﻷحصنة الصغيرة وسط أشعة الشمس البرتقالية على التلة الخضراء تارة وأحياناً أخرى

.يمتطونها فيلهوا فى الهواء الطلق يشعرون بحرية اﻷحصنة تقتحم أنفاسهم

-52-

كانا هيلين وجيمى ينتظرون اللقاء الشهرى فى القصر على أحر من الجمر كانت تلك بمثابة النزهة الوحيدة لهم وسط إرهاق العمل المستمر طوال الشهر وجد الطفلين العزاء فى كل منهما اﻵخر فهيلين صديقة جيمى الوحيدة التى لاقى منها المحبة

. واﻷهتمام بعد كل المآسى التى تعرض لها و جيمى أيضاً صديقها الوحيد الذى تحمل معاناتها مع الكلام

كانا يركضان بفرح ناسيين كل ماضيهم الصعب وسط أشجار الفاكهة …. فالركض والسباق هو هروب من الذات

. المتذكره المآسى ليعود الفرح لقلبهم البرئ

عندما يأتى الحب بجبروت وثقه يتخفى ليُخفى قوتة الهائلة فنستهين به يدخل الحب كالسارق فى بيت يوجد به صاحبهفيستضيف السارق بقلب حار بكل ما لذ وطاب معلناً قبوله إحتلالأ سيغير حياته بفرح وعن طيب خاطر

السؤال هل نستطيع إخفاء حباً قد تملك منا؟

نستسلم لحباً عميقاً نستضيف هذا السارق بقلب مرحب … غير مدركين قوة وجبروت هذا اللص وإذ فجأة وفى ساعة غير متوقعه يعلن الحب إحتلاله ويرفع أعلامه معلناً النصر على بيتاً قد إحتواه وأستضافهليفرض قوانينه على هواه

ونقف نحن عاجزين منبهرين بما يحدث

ها هما يلعبان الغميضه كعادتهم بعد اﻹنتهاء من العمل هيلين تحاول اﻹختباء من جيمى وقررت اﻹختفاء وراء شجرة

الكستناء ها هو جيمى يبحث ويصيح هيلين أين أنت.؟؟…. هيلين!! …. هيلين !!! ذهب بإتجاه الشجرة وأخذ يدور بحزر

حولها هربت هيلين مسرعة ولكن جيمى حضن ظهرها مسرعاً كعادته و لكنه تلك المرة لم يستطع إفلاتها !! ظل

.يحتضنها لثوانٍ معدودات شعر جيمى بدقة معهودة قد `جتاحت قلبه البكر

إختفت إبتسامة اللهو عن شفتيه وبادلته هيلين نظرته ولسان حالها يقول أنا أيضأً أشعر بما قد شعرت به

لم يجد جيمى فى قاموس الكلمات ما يعبر عن ما بداخله وجد نفسه أبكماً أمام عينيها … أقترب وجهه بتلقائية لوجهها إقتربت شفتاه من شفتيها … حولت هيلين رأسها مسرعة بعيداً…. حاولت اﻹفلات فتركها مزهولاًهرعت مسرعة

. واضعة يديها على ثغرها متفاجئة بما قد حدث من ثوان معدودة

نعم هذه الشجرة شجرة الكستناء التى شهدت ضعفه أمام قلبه المجروح فى طفولته فإحتمى بها من قطرات المطر

شهدت أيضاً ضعف قلبه أمام الحبيبة فإحتوته بظلها لتضم حباً فى مهده حباً صادقاً حباً بريئاً

-53-

وكالعادة لم تكتم شجرة الكستناء أسرار قلب جيمى فكما كشفت ضعف قلبه المكسور أمام السيد كارلوس منذ

.. أعوام مضت تكشف اليوم ضعف قلبه المتعاف بالحب لسوزى

.فقد كانت سوزى العدو المتابع الصامت الدائم لعلاقة جيمى بهيلين

إزدادت الغيرة فى قلب سوزى أكلتها نار الحقد بعد ما رأت ما قد رأته فى الحديقة تلك المرة تمنت بالفعل لو هى هيلين البكماء

Categories
رواية شموع احترقت

شموع إحترقت

الفصل العاشر

البشر … البشر نقمة فى أحياناً كثيرة … عندما يتناسون أخطائهم …مألهين أنفسهم … فيحاكمونويحكمون… ثم يعايرونعندها نتمنى لو عشنا فى جزيرة معزولة عن أحكام قضاة قد أعلنوا فشلهم بأحكامهم السطحية التى تدين وتستنكر وتهين وتستنفر

لم يكن جيوفانى محظوظاً كأخيه عانى الكثير من القيل والقال بسبب قربه من اﻷحداث وقرب قريته من القصر … لم يستطع الهروب من حقيقة موت والديه ….فالحقيقه فرضت ذاتها عليه بكل جبروت…. لم يستطع التمنى أو تغليف تمنيه بالمنطق فإضطر للمواجهه … لم يعلم لما ماتا سوياً ؟…سادت الشائعات بين سكان القرية أن أنطونيو قد قتل

. زوجته ونفسه منتقماً لشرفه

آمنوا الناس بكذبتهم وتحولت الكذبة إلى حقيقة واقعة ليس لها مجال للمناقشة أو الشك..

ضاع جيوفانى بين الحقيقة والسراب …. لم يسلم يوماً من السخرية واﻹهانة…. كانت المدرسة ما هى إلا مكاناً للتدمير

النفسى لم يجد جيوفانى ذاته إلا وقت الصيد.. فقد كانت هذه هى هوايته المفضلة

ها هو يجلس على منضدة الطعام مع الخالة تريز شارد الذهن

تريز : جيوفانى حبيبى فى ماذا تشرد ؟؟

جيوفاتى : عمتى تريز من هو أبى ؟

.تريز: أهذا سؤال ؟!!بالطبع السيد انطونيو رحمه الله

جيوفانى : إذاً لماذا زملاء المدرسة يلقبوننى بإبن مارى؟

تريز بإنتباه : هل قال أحد لك ذلك؟

.جيوفانى يحنى رأسه وقال بإستياء : نعم يتهموا أمى بشرفها

!!تريز : يا لهم من شياطين

جيوفانى : هل خانت أمى أبى ؟؟

-46-

تريز تتذكر كلام مارى لها ثم تقول : نعم …. ثم تتابع قائلة بحسرة …. ليت اﻹنسان يستطيع تغيير ماضيه …. حتى

.اﻷسامى مفروضة علينا يا ولدى

.جيوفانى بإصرار : من اﻵن أدعى ديفيد

!تريز: ماذا؟

.جيوفانى : كما سمعتى …

.واﻵن أريد تغيير مدرستى

تريز: أمرك سيدى: