من فضلك ضع تعليقا ان اعجبتك الرواية يهمنى رايك
الفصل الثامن عشر
يجلس السيد دانيال على مكتبه الفاخر بقصره العريق
….سوزى تقرع الباب
أهلاً بمدللتى الغالية إجلسي –
.لقد طلبت رؤياى يا أبى –
بالفعل قد فعلت –
.أريد أن أناقشك فى موضوعاً هاماً
. تفضل يا أبى –
تعلمين أن جيمى قد أنقذني من الموت فهذا الصبى أثبت ولائه لعائلتنا كما أننى قد بحثت عن أصوله –
…وجدت أن جده السيد ماثيو فهو من أصول عريقة ولكن الزمن قد تلاعب بهم قليلاً
فلن أجد أمان مع أى شخص على أموالى إلا مع شخص مثل جيمى وها هو قادم اليوم ظهراً لإستلام مكافئته الغالية
. وأريد أن أستفسر عن رأيك
.أعتذر يا والدي ولكنى لا أفهم –
أرى أن زواجك من هذا الشاب سيعود علينا بالفائدة الكبيرة فهو شاب وسيم ذو أصول عريقة موثوق بها كما –
. أنه قد أثبت ولائه لعائلتنا كما أن أعمالى بفرنسا تحتاج لمن يتابعها لذا أقترح أن تعيشوا فى فرنسا بعد الزواج فما رأيك؟
. كما تريد يا أبى –
.سيناتور دانيال بإبتسامة خبيثة : أرى أننا متفقان
خرجت سوزى مسرعة من المكتب ركضت صعدت سلالم القصر الخشبية الطويلة وصلت لغرفة نومها لا تدري إن كان تنفسها قد
انتعش بقوة نتيجه صعود الدرج مسرعة أم تلك هى سعادة قلبها العاشق؟
تركت جسدها الجميل يهوى على فراشها طارت خصلات شعرها اﻷنسيابى اﻷصفر ترسم لوحة فنية لأمهر الفنانين
: على فراشاً بلون البنفسج وقالت بذهول سعيد ويديها على فمها
.!!!!لم أكن أتخيل يوماً أن إرتباطنا سيكون بتلك البساطة
-82-
…سكت صوتها فنظرت بكبرياء فى السراب ولم يتوقف تفكيرها الطبقى
فلطالما تساءلت كيف سيحقق جيمى النجاح الكبير حتى يصل لمستوى عائلتى ويتزوجنى ولكن جيمى بتصرف
..واحد إستطاع أن يزيل كل العقبات كما أنه من سلالة عريقة
ليس كهيلين التى ولدت فقيرة من صياداً للسمك مقلماً للأشجار فجيمى والده أمير هندى فى اﻷساس وأمه ماري إبنه
. ماركيز ماثيو الرجل البرلماني المعروف أما هى فإبنه صياد فقير
حقاً كيف تختلط أنساب اﻷغنياء بالفقراء كيف يقترن اسمها باسمه فمهما كان يدللها في النهاية سيتزوج من تتكافأ معه
.إجتماعياً وحتى إن رفض مكافأة أبى له بزواجى منه سيجبره أبى على فعل ذلك فلا مفر أمامه إلا الزواج بى
نعم سيتزوجنى أنا… سيتكلم معى أنا… وليس غيرى… سأستمع لصوته وأرى كل يوم وجهه الوسيم على فراشى أضع
أناملى لألمس هذا الوجه الوسيم وأتمتع برؤياه وأتمتع بدلالي عليه آه يا جيمى لو تعلم كم أحببتك وكم أغار عليك
من الحقيره هيلين
فى كل مرة كنت أراك معها كان يحترق قلبى بداخلى كم كنت أتمنى لو أكون أنا هيلين ولو لمرة واحدة حتى أننى
كنت أراقبك من بعيد وأنت تقف بثقة على الدرج ببنيتك القوية وظهرك المستقيم تمسك هذا المقص القوى لتقليم
. اﻷشجار بجبروت وكأنك تنتقم من الزمن الذى وضعك بتلك الحالة الرثة
كنت أرى ملامح وجهك المتصبب عرقاً الغاضب ولا تمد يدك ولو لمرة لتمسح عرقك وكأنك تأبى أن يخفف عرقك أحداً
…سوى الملعونة هيلين وذراعك القوية البنيان بتلك العضلات التى تربت فى قصرنا من طفولتك وحتى الشباب
…كم أود لو كنت آتى أنا إليك بمنديل ﻷمسح عرقك
ولكن هيهات فهذه مهمة هيلين الملعونه فمنذ طفولتها كانت تأتيك بكأس المياه الباردة والمنديل لتمسح عرقك بلغتوا
..سوياً وأصبح كل ما تقوم به معك عادات لك ولها
لماذا يحق لبعض البشر أشياء لا تحق لغيرهم ؟… لماذا لم يحق لى أن آتى أنا إليك بكوب الماء البارد ولماذا لم يحق
لى أن أبلل أنا وجهك المتصبب عرقاً كهيلين ؟
-83-
منذ الطفولة كنت أرها تبتسم لك وتبتسم لها كنت أراكم أحباباً صغار كنت أراها تضمك ببراءة وتلعب معك وأراك أنت
..أيضاً تمسح دموعها وتدواى جروحها إذا سقطت أرضاً فجرحت أثناء اللعب
مرت اﻷيام والشهور والسنون وأصبحتم أكثر تكلفاً فى علاقتكم….. ها أنت تنظر لها بشكل مختلف تلمس وجهها بتردد انقطعت عن إحتضانها أثناء اللهو …أحببت محبتك لها… أحببت تلك النظرة التى تجتاح عيونك عندما تراها
… وتمنيت لو كانت لى أنا ..كنت أٌقول كثيراً لما لم أكون أنا هيلين
ها هو حبكم كالنار المتقدة مكمورة أسفل الحطب لم تظهر بعد إلا للعاشقين أمثالكم قررت أن أخطط حتى أنقذ ما
.. يمكن إنقاذه وأفوز بك
أما اﻵن فلن أحتاج إلى التخطيط…. أثق أن هيلين ستتمنى أن تكون سوزى هذه المرة ولكن هذا غير ممكن بالطبع لن
… تستطيع أبداً
تلقى جيمى الدعوة فعاش بخياله ﻷبعد مداه فتخيل أنه يطلب من اللورد دانيال أن تتم معاملة هيلين بإحترام
. أثناء أداء عملها
..هو لا يدرى أن تلك الزيارة ما هى إلّا طريق شديد ااﻹنحراف عن المسار الطبيعى
….. دلف جيمى مكتب اللورد دانيال وكانت هذه المرة اﻷولى التى يعتب فيها جيمى ساحة القصر
كان جيمى بملابسه المتواضعة التى حاول قدر المستطاع ان تظهر بكل الرقى بنطالا اسود وقميص ابيض فضفاض كما انه قد وضع بعض الزيوت على شعره الاسود يقف أمام مكتباً من خشب اﻷرز بلون خشبى يسوده بعض الحمرة تداخل معه الألوان البنية المزركشة بالورود وخلف هذا المكتب القيم الستائر البيضاء أمام النوافذ الكبيرة التى تنتشر من خلالها أشعة الشمس البيضاء تنتفخ الستائر بالهواء لتغذو مقعد المكتب بحنانٍ وهدوء لتبعث املاً جديداً بقلب جيمى فهو يجول بخاطره ترقية قد تغير حياته للأفضل وبها يستطيع أن يعيش هو و هيلين وأيضاً العم كارلوس حياة مرفهة وسيتزوج من فتاة
.أحبها وأحبته
زاغت عينيه فى أركان الغرفه وأخذ يدور ويتأمل جمال المكان فتذكر قصره القديم ظهر عليه القليل من الحزن وما أن
… إسترخي ليتذكر أيامه ويتحسر عليها حتى دلف اللورد دانيال بصوته اﻷجش فالتف جيمى منتبهاً إلى اللورد دانيال
.أبدى جيمى إحترامه بإبتسامة راضية واثقة لم يُخف عنها الشموخ رغم سنوات الشقاء محيياً : أهلاً سيدى
. أهلاً جيمى –
أشار سيناتور دانيال بيده الممسكة بالسيجار لجيمى بالجلوس على مقعد كالعرش تغطيه أجود اﻷقمشة
… الحمراء كالقرمز والذى لا يقل أناقه عن مكتبه
.اللورد دانيال : تفضل
…جلس جيمى بإحترام
-84-
فنظر اللورد دانيال إليه بوجهاً فاحص خالياً من اﻹبتسامات من فوق نظارته الفضية ثم قال: شكراً لك يا بنى على
. تضحيتك من أجلى
. هذا واجبى سيدى-
ما فعلته ليس واجباً وإنما نابع عن أصل عريق وقلب طيب …. فمن يمكن أن يؤتمن على إسترليني واحد هذه اﻷيام؟؟-
… ضحك السيد دانيال فابتسم جيمى بالتبعية
. أما أنت فقد أثبت أننى أستطيع أن ائتمنك على أغلى اﻷشياء لدىّ وأقيمها –
.جيمى ينظر له بأملٍ كبير وإبتسامة حائرة ويفرك يديه بهدوء ثم أجاب : أشكرك لهذا الشرف سيدى
.ا- لم يجئ وقت شكرى بعد يا بنى لقد قررت مكافئتك
سأجعلك المسؤول عن جميع أعمالي ومشاريعي فى فرنسا وستعيش هناك وستكون أنت وكيلى بكافة أعمالى هناك و أنا
.من سيعلمك كيف تقوم بأعمالى وذلك بصفتك زوجاً لإبنتى سوزى
.ما إن سمع جيمى هذه الجملة اﻷخيرة حتى إختفت إبتسامة شفتاه من هول المفاجئة
.ها ما قولك بنى ؟؟ لا أعتقد أنك كنت تتمنى يوماً مكافأة كهذه –
بالطبع سيدي …. هذه مكافأة كبيرة عظيمة جداً بالفعل … سكت لحظات ثم-
. أردف قائلاً بثقة وإحترام بالغين قائلاً: ولكنى أعتذر لن أقبل هذه المكافأة
!!اللورد دانيال الذى كان يدعى إنه يفحص أوراقه نظر إلى جيمى بنظرة شديدة الصرامة وتابع بذهول : ماذا قلت ؟؟
…. جيمى ابتلع غصة بحلقه وأردف بثبات : آسف سيدى لا يمكنني أن أقبل مكافئتك ف
!فقاطعه اللورد دانيال بإبتسامة مرتعشة غاضبة: هل ترفض الزواج من إبنتى بالفعل ؟
.جيمى: آسف سيدي ولكنى أحب أخرى
!نظر إليه اللورد دانيال والهدوء الغاضب المبتسم يكسو عينيه : هل تتمرد على أوامرى قفط ﻷنك تحب أخرى؟
.نظر إليه جيمى بكل هدوء : آسف سيدي
ضم سيناتور دانيال يديه غاضباً وقال بصوت منخفض مهدد : إليك ثفقتى يا ملعون بما أنك قد أنقذتني من الموت فلا
يجب قتلك ولكنك ستختفى خلال يوماً واحداًَ من البلدة ولا أريد أن أسمع إسمك فى جميع القرى والنجوع المحيطة ولو على سبيل الصدفة حتى أن اضطررت إلى تغييره فهذا لا يعنينى بالمرة واﻵن أمامك يوماً واحداً للرحيل وإلا سأقتلك…واﻵن أخرج ولا ترينى وجهك مرة أخرى ولو مصادفة .. أتفهم ؟
…. أى قدرٍ هذا !! فى اليوم ظهرت فيه نيران الحب من بين الحطب وتصارح اﻷحباء بمكنونات عشق تمكنت منهم
. خلال أعوام اﻵن تُحاكى ضدهم مكيدة شريرة
…ما إن سمعت سوزى صدى أقدام جيمى تقترب من الباب المكتب حتى خرجت مسرعة إلى الحديقة
خرج جيمى من المكتب وأغلق الباب بكل إحترام خلفه مبتسماً إبتسامة هادئة مستهزئة لقد تحولت أحلامه إلى كابوساً حقيقياً … كان يبتسم من سخرية الحياة…ساخراً من سذاجته قائلاً أمن الأسد تتوقع شهداً يا غبى ؟؟
-85-
خرج جميى وهو خال الوفاض واضعاً يديه بجيوب بنطاله بتلك الإبتسامة الساخرة ووجهه ناظر أرضاً حتى أوقفته
.سوزي بغضب بالغ
.جيمى إنتظر –
..جيمى يرفع وجهه ويقف فجأة منتبهاً
لماذا رفضت الزواج بى؟ –
.ﻷننى أحب هيلين –
..هيلين …. تلك البكماء-
.قاطعها جيمى بحزم: ورفع سبابته محذراً وآمال وجهه امام وجهها وقال بهدوء : أحذرك يا سوزى بالتلفظ بأى حماقات عن هيلين أمامى أتفهمين؟
إلى هذا الحد تحبها ؟-
هيلين هى تراثى فى تلك الحياة هى سبب فرحى هى عزائى فى أرض الشقاء لم ولن أحب فتاة –
…كما أحببتها
سوزى تدمع وتبدأ بالصراخ الباكى: لماذا؟لماذا تفضلها عنى؟
إندهش جيمى واتسعت عيناه
….أردفت سوزي : لماذا تحبها بهذا القدر ما الذى تتميز به تلك الحمقاء عنى أنا أحببتك أكثر منها بكثير أنا
…- حسناً يا سوزى سأقول لكِ –
لا أعلم لماذا أحبها فعندما نحب لا ندرك وعندما ندرك لا ندرى لماذا ..هذا هو الحب ببساطة …فقط نحب فقط نشعر بأن الحياة قد أعطتنا شخصاً يستحق الحياة والموت ﻷجله وهيلين هى حب عمرى مسحت دموعي بأناملها أعطتني من
عنبها تعرفت على تفاصيلى تشاركت معى كل دقائق حياتى حتى توغلت داخلى وتوغلت داخلها فإمتلكتنى
. وإمتلكتها ولا مفر من اﻹستمرار
تريز بيأس: وأنا؟
. عفواً سيدتى لا أدرى من تكونى –
.تركها جيمى هائماً فى بحر أحداثاً حدثته عنه عشقه ﻹمرأة قد أحبها قلبه بصدق
أحياناً نرى التضحية لذّة عندها تختلف المعانى الحقيقية للأسماء وننتشي بتضحيتنا من أجل من ضحينا لأجله لندرك كم أحببناه وكم
قد توغل هذا الحب فينا
ها هو جيمى يرفض عرض بالملايين يرفض حياة رغدة مؤمنة مدى الحياة فى فرنسا فقط ليبقى مع الحبيبة لقد
.كان فرحاً بمكافئته فقط ليسعد حبيبته هيلين ويعتقها من عبودية سوزى لها والآن لقد تحددت الصورة أكثر وأكثر
دلف جيمى الكوخ وجد العم كارلوس جالساً على الأريكة الخشبية المغطاة بالصوف المزخرف بالألوان الزاهية وها هو
… يصلح شباك الصيد فى ضوء الشمس النهارى
.سمع صوت الأوانى من المطبخ فعلم أن هيلين قد تفرغت ﻹعداد الغداء
-86-
…ما إن دلف جيمى الكوخ حتى سمع صوت كارلوس بأملٍ كبير
.كارلوس: هااااا ما هي مكافأتك يا جيمى أشرِح قلبى
.جيمى بإبتسامة وهو يشرع فى الجلوس بجواره : سوزى وتولى أعمال السيد دانيال فى فرنسا
..ما إن سمع كارلوس هذا الكلام حتى شرع فى الخروج من الكوخ
..هكذا إذاً ؟؟؟!!! تهانينا يا ولدى-
.جيمى بإبتسامة بلهاء: إنتظر يا عمى
ولكن ليس من مجيب فقط خرج كارلوس فهو لا يستطيع تأدية دور اﻷب السعيد ولا يستطيع أن يكتم حزنه فكم كان يتمنى أن تكتمل حكاية حب قد بدأت منذ الطفولة تحت رعايته وتمنى لو استمرت إلى الشباب ثم الكهولة ولكن
!! هاهو جيمى يتخلى عن هيلين أمام أول منعطف يالها من خيبة امل حقيقة
…خرجت هيلين مسرعة من بين أوانيها
. وقفت أمام جيمي الذي ارتسمت إبتسامة بلهاء على وجهه الوسيم الواثق
نظر جيمى أمامه فوجد هيلين بعودها الطويل وملابسها البيضاء التى تكسو جسدها كعادتها فأشرقت كالملاك أمام عينية
شعرها اﻷسود الطويل قرر أن يغطى ظهرها بينما أبت خصلات شعر جبهتها من السقوط على عينها كالعادة
.. مانعة إياه بشريط ستان أبيض خفيف
وهاهى تقف أمامه كجندى وسيماً مسلحاً بملعقة طبخ كبيرة الحجم بيديها تود لو استطاعت أن تلقنه درساً
.. بملعقة ازدادت حرارتها أثناء الطبخ
عينيها غاضبة عجزت هيلين أن تتكلم بفمها هذا الدرب جديد عليها الذى لم تعهده بعد فقررت أن تتكلم بصوت سكوتها كعادتها ناظرة له بكل معانى الغضب قائلة بعقلها … هل بالفعل تبتسم ﻷنك ستتزوج سوزى ؟ ..
. أخفى جيمى إبتسامته اعتدل فى جلسته ونظر لها بجدية وفضول وقام من مجلسه وشرع فى اﻹتجاه إليها
ماذا؟-
. أتمنى لك حياة سعيدة –
!!هل حقاً تتمنى لى حياة سعيدة –
إن كنت أنت من اختارها فلما لا أفرح ﻷجلك؟ –
أهذا أكثر ما تفعلينه للدفاع عن حبك؟-
إن لم تدافع أنت عنه كيف لى أنا أدافع أنا عنه ؟؟-
….هيلين …. أنا. –
-87-
… قطع كلامه ونظر لها بحزن تعتريه إبتسامة ساخرة
ولما أقول لكِ عما حدث وأنتِ حتى لم تقررى أن تدافعي عن حبك؟ –
. ترفع هيلين وجهها بينما يشرع هو بالخروج من الكوخ ويعطي لها ظهره
هيلين بلهفة دامعة : قل لى ماذا …. ماذا حدث؟
…رفع جيمى وجهه فجأة منتبهاً للسؤال قائلاً فى ذاته: نعم نعم لقد سألتنى
جيمى ينظر بمفاجئة يصاحبها إبتسامة أمل : هل بالفعل تهتمى لتعرفى ؟؟
هل تشك حقاً أننى لن أهتم ؟؟-
: أجبينى هل تهتمى ؟؟-
نعم نعم نعم أنا أهتم هل ستتزوجها وتتركني ؟؟؟ هل ستتركني ؟؟؟-
إقترب جيمى وصل إليها وفجأة أصبحت أنفاسها تلفح وجهه الأسمر : قبل وجنتيها …أخذها بين ذراعيه رتب بقوة على
. ظهرها وقال كيف شككتى بحبى لكِ….. يا بلهاء…..…. شككت ؟!!!لقد رفضت….. بالطبع
سقطت الملعقة من يديها وهى تكاد أن تسقط أرضاً بين يديه فقد ذابت بين أحضانه وهو قد إنفجر بحبه الغاضب
… منها ومن شكوكها
..كارلوس بصوته الجهورى : جيمى
أفاق جيمى من سكرته بحبها ترك هيلين بهدوء لينتبه لحياة تدور حوله والتفت إلى العم كارلوس بحسم فركضت
.. هيلين إلى غرفتها مسرعة
نزوغ من أحب الأحباء فى صخب الحياة تنقطع اﻹتصالات وعندما نكون فى مكاناً ما نشعر بالحيرة أنذهب من مكاننا هذا لعلنا نجد من أحببناه هناك ؟ أم نظل فى أماكننا لعله يأتى اﻵن أو بعد غد.. عندما نقرر اﻹنتقال فلا ندرى أن كان من نحبه يقترب من مكان وجودنا فنظل على أمل جديد وألم فراق قد اعتدناه عندها نتمنى لو نمتلك آلة الزمن لتحدثنا عن المستقبل حتى نتفادى الفراق الذى نحياه
. أريد هيلين زوجة لى –
. أنا أحب هيلين وأريد موافقتك على الزيجة يا عمى
كارلوس بحزم :وماذا عن وعدك للورد دانيال؟
لقد تركتنى يا عمى بدون أن تستمع لى قد إستمعت فقط لكلامى عن عرضه ولكنك-
!! لم تستمع لردى.. لقد رفضت عرضه
. إذن لك موافقتي بنى …. فقد كنت أتوق لتلك اللحظة منذ سنوناً طوال –
.انفرجت سرائر جيمى وأردف بجدية قائلاً : ولكننا سنحتاج أن نغير مكاننا وتغيير إسمى أيضاً يا عمى
ولماذا؟ –
دانيال يهددنى إن لم أصل إلى أبعد بلدة ممكنه خلال يوماً واحداً مع تغيير إسمى سيعثر علىّ ويقتلنى ﻷننى قد-
.تجرأت ورفضت الزواج بابنته
-88-
!!هيلين : هل هددك بالقتل
.إن لم نتحرك من هنا ليلاً … كما إننى مضطراً لتغيير إسمى حتى يصعب العثور علىّ-
كارلوس : وإلى أين سترحل ؟؟؟
… سنتزوج أنا وهيلين ونسافر جميعاً وسأغير إسمى إلى نيكولاس –
.كارلوس: يبدو أنك قد خططت لكل شئ
.جيمى: لقد فكرت كثيراً بعد إستشارة بعض اﻷصدقاء منذ ساعات
ولكنى أرفض الزواج فى القرية فإن علم اللورد دانيال بالعرس من الممكن أن يعتبر هذا تحدياً له فلم يتردد –
.وقتها فى إتخاذ إجراءات لا تحمد عقباها لذا سيتم الزواج بعد السفر
.نعم يا أبى معك كل الحق –
.هيا يا إبنتى إستعدى للسفر سنرحل غداً –
.نظرت هيلين بإبتسامة حماسية وهرعت للإستعداد وعند الفجر بدأت رحلة جيمى بإسماً جديداً وحياة غير معهود
ولا يعلم المسكين انه ضحية خطة بشعة ليبتعد عن أخوه مسافات ومسافات ولا يعلم أنه يقطع خيطاً أخيراً قد نُسج
. بثوب الأمل