تجلس سيلين على مقعدها كالعادة فى غرفتها بجوار الشرفة تقرأ كتابأً قد وجدته بزنزانتها … دلف ديفيد إلى بيته بعد يوم
.عمل مرهق وطويل وصل إلى غرفتها والشر من عينيه يتطاير كالخفاش فى عتمة الليل
دلف غرفتها بدون سابق إنذار فإعتدلت سيلين فى جلستها المستخرية بفزع فعينيه لا تنبئ بالخير أبداً
إقترب من كرسيها وضع يديه على مساند الكرسى الذى قد تبقى لها فى هذا المنزل ليتحويها …. فإنحنى ببطئ
. وثبات إلى أن إقترب أنفه من أنفاسها وقال بعين صارمة وكلمات هامسة
جيوفانى: ما تفسيرك لما حدث اليوم فى الشركه يا زوجتى العزيزة ؟؟
نظرت له بعين قد إقتحمهما الرعب و تراجعت فجأة لتنعم بحنان كرسيها فتتهرب من قسوة ملامح قد حفظتها عن
.ظهر قلب ونظرت بتعجب حذر وخائف
سيلين:ماذا قد حدث يا ديفيد؟؟
صرخ بوجهها والشر يتطاير أكثر وأكثر تلك المرة لتندفع خصلات شعره السوداء على جبينه اﻷسمر المتعرق : أنا من
… يسأل هنا … أجيبينى
إنتفضت مذعورة وضعت يديها علىوجنتيها اللتان قد إعترتهن حمرة الخوف فنظرت بعيون باكية إلى اﻷسفل ….
وقالت ببراءة حقيقية دامعة :بالحقيقه لا أعرف عما تتحدث؟
زم شفتيه و قال جيوفانى: أمم: لا تعرفى …. سأقول لكِ إذن عزيزتى… ثم مسك إحدى زراعيها بقوة : …. رأيتك اليوم
تضحكين وتتسامرين مع مارك فى المكتب …هل تلك صداقه بريئة أم تودى لو كان هو زوجك؟.
ذهلت سيلين هل بالفعل يغار عليها ؟
فسكتت
-110-
فأردف قائلاً : من اﻵن فصاعداً لتكن أحاديثك ما قل ودل وإلا فسأحرمك من العمل و لن ترى يوماً جيداً فى حياتك … ثم
أردف بصوت صارخ: أسمعتى ؟
.إهتزت ر أسها باﻹيجاب وأعلنت الموافقه الخائفة
تركها جيوفانى وهى لا تدرك ماذا قد حدث للتو هل بالفعل يغار عليها أم يخشى خسارة مظهره اﻹجتماعى فهى لا تعلم بتفاصيل الجرح لا تدرى شيئاً عن تفاصيل مشاعره ؟
دلف جيوفانى غرفته: مازال قلبه ينبض بنفوان … قلبه قد أصبح ككتلة حديدية وأصبح صدره كقطعة القماش الهشة فشعر
. أن قلبة القوى يقتحم هذا الصدر الرقيق ليعلن ثورته على أحداث جارية
وسأل قلبه: لماذا أراك ثائراً أيها القلب ؟؟ هل أحببتها ؟ أجاب قلبه:لا لم أحبها قط بل أخشى أن تتكرر مأساة أنطونيو أنا
أنطونيو آخر وأعلم أنها مارى أخرى … تلك هى الحقيقة … هذه حقيقة مشاعرى …. أخشى الخيانة فهى أيسر شئ
.يقوم به النساء
.الخيانه تسرى فى عروقهن والحب لامكان له فى دنيانا بسبب اﻷنثى
مرت شهور على هذا المنوال كل منهم يعيش ببوتقته فى غرفته كل منهم لا يرى اﻵخر إلا أثناء العمل فقط أما البيت ما
…ماهو إلا فندقاً عاماً يتقابلا به صدفة وتتهرب العيون من التلاقى
فى العمل دائماً ما يجد جيوفانى عينيه تبحث عن سيلين هل سأراها اليوم ؟؟؟ هل سألمحها ولو لثوانٍ معدودة ؟؟
…فقط لثوانٍ ها هى سيلين
ها هى بالداخل مع أبيها فرصتى ﻷدخل اﻵن ﻷرى وجهها هذا اليوم .إشتقت لرائحة عطرها هل سأراها اليوم ؟؟؟ ولكن
…..عندما ترانى هى بدورها أتجنب عينها هرباً منها
.وتتهرب هى بعينيها بعيداً عنى بدورها أيضاً.
.بينما كانت سيلين مسترخية على أريكة غرفتها تقرأ كتاباً لتؤنس وحدتها
…قرر جيوفانى يوماً أن يطرق بابهاا فقط لتجاذب أطراف الحديث
نظر فى مرآة غرفته ساوى شعره اﻹسود الناعم وإقترب بوجهه الوسيم فى المرآه وقال: ولما لا أذهب سأكلمها سأشكرها
. على وجبتى الغداء والعشاء كل يوم ولمدة كبيرة وأنا لم أشكرها أبداً نعم فهذا كل شئ فالشكر واجب
-111-
توجه بخطوات واثقة إلى باب غرفته فتح بابه وتوجه إلى غرفتها وضع يده على بابها شرع فى قرع بابها ولكنه تراجع إلى غرفته مسرعأ عندما أدرك أن ما يشعر به ما هو إلا نزوة من نزواته وماهى سيلين إلا إمرأة شأنها شأن سيدات
. العالم فيجب أن يقاوم رحيقها وإلا تركته قتيلاً
كانت ذاكرته كالملك الدكتاتورى تلك النظرة التى أخذتها خلثه لترانى اليوم بالمكتب وعندما نظرت لها إنهمكت
. مسرعة لتنظر ﻷوراق قد غطت يديها
تسائل جيوفانى: يا ترى أخذتُ وقتاً من تفكيرها ؟؟ هل تكرهنى ؟؟وكيف لا تكرهنى بعد كل ما فعلت بها ؟
….مضت الليلة تلو اﻷخرى تشرق الشمس وتغيب ومازال القلبان يتسألان
…إلى أن جاء يوماً لم يكن فى الحسبان
لم يستطع بطلنا أن يواصل عمله بدون أن تمر الثوان بالتفكير بها لقد تمكنت منه … فهو لا يدرى ماهو شعوره الحقيقى
.لقد تزوجها فقط ليحمى ولى نعمته وأبوه الروحى من إبنته المتمردة
…تزوجها فقط ليضمن سلامة السيد أندرو
واﻵن هو يريد أن يبقى بجانبها!! فلا يدرى إن كان هذا حباً حقيقياً أم شهوة عارمة لشريكتة فى فندق؟
!!! كان يخشى أن تموت الزهرة هذه المرة ليس خوفاً عليها وإنما خوفاً عليه
أوليس هذا هو الحب ؟؟ عندما تخشى مشاعراً سلبية قد تمكنت مِن من تحب؟
فقرر اﻹبتعاد ولكنه أراد اﻹقتراب فما هذا التناقض ؟!!! فى النهاية قرر قرع باب مكتبها ولكن أوقفه صوتها الضاحك يتكلم
…فى هاتف الشركة سمع الحوار وتمنى لو لم يسمعه البته
.سيلين : نعم حبيبى بالطبع
سآتى فى أية ساعة ستكون متاحاً فيها فهذه اﻷيام لا أحصل عليك إلّا بالمناسبات فأنا لا أراك إلا وقت العمل ولا أجد
.الوقت الكاف لأجلس معك
ثم ضحكت ضحكة هادئة وقالت بجدية مصطنعة … نعم سييدى سآتى إلى المكان المعتاد فى تمام الساعه
مر الليل بسواده على الزهرة المقطوفة … ففتحت عينها قامت من فراشها الجديد ونظرت فى مرآتها الجديدة فرأت
. وجهاً يعتليه سواد كُحل العيون
فقد ارتسمت جفونها بلون الفحم وعروق من السواد تنسدل على وجهها اﻷبيض … .وأحمر شفاه صارخ الحمار يملأ
شفتيها لينتشر بعشوائية كالشعب الذى قرر العصيان على قوانين المملكة ليصل إلى اﻷنف والذقن ليصبح وجهها
.لوحة فنية قبيحة لم يرسمها إلا فناناً غاضباً
الطرحة التى كانت منمقة بالأمس منسدلة اﻵن ببشاعة بجانب وجهها لتخفى جزءً من لوحة قرر صاحبها إخفاء معالمها
..رأفة بالزوار …لتسحب معها شعرها الذى ظهر كقنفذ
. كانت بالأمس أنثى تتزين بأبهى الزينات واﻵن ما هى إلا مسخ يرتدي البياض او بالاحرى ميت يرتدى الكفن كثوب ابدى
هرعت سيلين إلى مرحاض غرفتها خلعت ثيابها البيضاء وتركت المياه تنسدل على جسدها لتغتسل من زينتها
.. التى شوهت جمالها ليلة عرسها
خرجت سيلين من غرفتها مسرعة إلى باب زنزانتها حاولت فتحه مرة تلو الأخرى فسمعت خلفها صوت مفاتيح فبرقت
.عينها وأيقنت أنها مفاتيح .زنزانتها بيد سجانها
…فتحلت بالشجاعة والتفتت للخلف
قالت وهي تذهب فى اتجاه عدوها المستمتع بالفطور على مائدته الصباحية..يأكل ببرود و بلا حراك
و بصوت مبحوح وعينين يملأها الشرار : لماذا ؟
. فرفع ديفيد الخطاب المكتوب بخط يدها لوجهها وهو ينظر إلى الطعام الفطور وقال بهدوء : بسبب هذا
… ثم رفع عينيه إليها فجأة ليرى هول المفاجئة فى عينها ثم أردف
هل كنتِ تعتقدين أننى قد فعلت هذا ﻷستحوز على أموال والدك ؟-
-106-
لا يا زوجتي العزيزة لقد تزوجتك حتى أحمى ولى نعمتى من أمثالك لقد قرأت خطابك فإتضحت لي خطتكم الدنيئة هل تظنى انى كنت سأقول للسيد أندرو عن خطتكم ؟؟ كيف أكسر بخاطره وهو الذى كان ينتظر رؤياك سنين هذا عددها كيف
.سأواجه محبة جمة قد وضعها فى قلبه لكِ ولأمك بحقيقة جافة كتلك
..ثم وقف أمامها ….وفتح زراعيه القويتين وأردف قائلاً
أنظري …. أنظري إلىّ جيداً يا زوجتى العزيزة أننى لست إبنه ولست من دمه ولا من لحمه ولكن انظري إلي جيداً من ترى أمامك ؟؟
سكتت …. مذهولة
ثم أردف :سأقول لكِ أنا بشر أنا إنسان عاش فى حماية هذا الرجل سنيناً طويلة لست من دمه ولحمه ولكنى بشر …أشعر
.بما يشعر حتى أننى قد عانيت ما قد عانى في بناء صرح كبير كشركته تلك)
ولكنك لن تتعرف على بشريتى ﻷنك ترينني من خلالك…. ترينى من خلال اﻷفعى أمك… ترينى من خلال
!!! الثعلب تشارلز الذى يتمنى أن يحطم السيد أندرو ومن خلال من ؟؟؟ من خلال إبنته وزوجته السابقة
ثم أمسكها من إحدى ذراعيها بقوة ويده اﻷخرى تمسك بالخطاب
قولي لى من أنتن يا معشر النساء ؟ هل أتيتن من كوكب آخر لا مشاعر فيه ولا إحساس ؟!هل أنتن بشر مثلنا أم مصاص دماء ؟
أنتن يا بنات حواء من جنس غير جنسنا يجرى الغدر فى عروقكن بدل الدماء قلوبكن باردة ولا إحساس فيها
. دموعكن دموع تماسيح
… أفلت ذراعها بقوة ورجع فجلس على المائدة وأكمل قائلاً
هذا الخطاب يا زوجتى المصونه بحوزتي إذا تفوهت بكلمة عما حدث ﻷى مخلوق أياً كان سيكون هذا –
. الخطاب على مكتب والدك أو مكتب تشارلز الذى إنا علم سيكون رد فعله غير محمودة العواقب أبداً
ابتسمت سيلين بإستهزاء وقالت:وكيف سيعرف والدى أنه خطى؟؟
ابتسم بدوره بإستهزاء وأردف جيوفانى قائلاً: لقد زينتى ورقة أخرى بيديك الجميلتين عندما طلبت منك تقرير عن مبيعات اﻷسماك فى الشهر السابق يا حلوتى … وإذا أخذ والدك الورقتين لأى مكان عام وسأل أى من الباعة الجائلين عن التشابه..
.وطلب منهم قراءة كلا الورقتين سيعرف .الحقيقة بكل تأكيد يا عزيزتى فالتشابه واضح جداً
-107-
.. ليس هناك دليل انهم بخطى –
–زوجتى الغالية اجتماع طارئ للعاملين بالشركة وإستفتاء بسيط للرأي سيعرف أنه خطك …. فالشركة كلها قد –
…. تعرفت على خطك الرائع والخلاب خلال الستة أشهر الماضية ..وقتها ستخرجين بفضيحة من شركة أبيك
.إنطلق الغضب من شفتيها .علمت أنها قد دخلت هذا السجن لا محالة
…وصاحت ضحكاته المثيرة للغضب بينما تصيح هى غاضبه لقد إنتهت لعبتها وبدأت لعبته
فصاح بصوته الضاحك:يا زوجتى ألن تأكلى فطورك….. اعلمى عزيزتى عملك سيكون منذ اليوم نصف يوماً بالشركة
أريد أن أرجع من عملي أجد زوجتي بانتظاري وبيتي نظيف ومرتب وطعامى على المنضدة آه صحيح تلك هى
. المرة الأخيرة التى أعد بها طعام الفطور
.فصفع باباها في مسمعه فقال بإنتصار ضاحك: أحلامأً سعيده يا حلوتى .. واستأنف فطوره بقلباً منتصراً باسماً
أخذ جيوفانى يفكر فى خطة ليحمى السيد أندرو وجد الخطة كمن يجد خريطة كنز درس الخريطة ليبدأ فى رحله
. التطبيق فيصل لمبتغاه
…!!اتخذ قراره الذى لطالما كان يكره أن يقع فيه …. ولكنه كان قراره النهائى وهو الزواج من سيلين
كان يدرك ديفيد أن سيلين ستسعى قريباً لتلك الحيلة عندما تتأكد أنه لا سبيل آخر لها و بهذا تعتقد سيلين أنه سيكون قد
..!!وقع في فخها دون أن تدرى ولا تعلم المكسينه أنها هى من قد وقعت فى الفخ
لم يمر وقتاً كبيراً حتى أصبحت كل اﻷحداث تحت سيطرة جيوفانى وكان المُنفذ لكل اﻷحداث سيلين نفسها فهو لم يتغير
… فى المعاملة وها هى أيضاً تعامله بنفس التكبر وها قد بدأت مؤخراً بالقليل من الدلال
..حينها علم جيوفانى أنها قد بدأت ختطها ﻹستمالة قلبه بدأ هو بالتالى فى خطته ليوهمها بإستسلامه لرحيقها
كانت تتوهم الزهرة أن فريستها تشتم رحيقها ولا تعلم أن فريستها تلك المرة ثعباناً يلتف حول الفريسة ويضيق الخنق عليها ثم يقبلها بلدغته السامة والمميتة … نعم فما المختلف بتلك الزهرة ؟ بعض رحيق الكبرياء ؟؟؟ سيختفي قريباً على يدى
. لن اكون أبداً الفريسة يا سيلين ولن يكون السيد أندور ضحية لكِ أو ﻷمك
!هل تريدون أن تأخذوا أمواله وتعب عمره ثم تتركوه وحيداً ؟
زادت تلميحات ودلال الزهرة أدرك جيوفانى أن الخطة على أعتاب التنفيذ فقام بخطوته والتف الثعبان حول الزهرة .وطلب يدها من أبيها السيد أندرو واستقرت الزهرة بثنايا جسد الثعبان متوهمة بأنه قد فقد عقله برحيقها وملمسها ولم تكن الزهرة اللئيمة إلا فريسة لبراثن وحش ومعتقده أن تلامس جسده بها استسلام واحتواء وكان فى واقع اﻷمر
. !استعداد للإلتهام
فاﻵن مازالت الزهرة تتمايل بدلال على سيمفونيات العزف ﻷشهر الموسيقيين متمتعة برونقها وجمالها فى حفل الزفاف
بالثوب اﻷبيض ولا تدرك أن الكفن يختار أيضاً للون اﻷبيض ليلتف به ….ها هى تتراقص الفريسة باﻷبيض للوحش
!!إحتفالا بالتهامها
….كان زفافاً رائعاً كان حديث المدينة من مشارقها إلى مغاربها كانت الفريسة فى أبهى صوره لها
-102-
….دلف الزوجين إلى بيتهم السعيد
…!!وما أن أغلق الباب حتى أدركت العروس أنها زهرة قد ماتت بالفعل
وقف ديفيد ينظر عروسه بنظرات طويلة باردة من أسفل وإلى أعلى
.. دلف غرفته وأغلق بابه عليه وبدأ خلع ثيابه بهدوء
وقفت سيلين مذهولة مما يحدث فما هذا التغيير المفاجئ ؟
…ولكنها تصنعت البراءة واﻹبتسامة الطفولية كعادتها وذهبت تطرق الباب
. ديفيد: تفضل
فتحت سيلين الباب بخفة
ووقفت صامتة فرأت زوجها ممداً على الفراش مشبكاً يديه و واضعاً إياهم خلف رأسه فبرزت عضلاته القوية حول
.. وجهه الأسمر فأربكتها وسامته
فقال بإبتسامة متحدية: سيدتى…. ها أنتِ ذا
هل تريد سيدتى شئ؟؟
….وقفت وتلك المرة لم تستطع إخفاء استفهامها من عينها
أردف ببرود قائلاً : زوجتى زوجتى زوجتى لا تفزعى فهذا ببساطة أنا ….هل رأيتِ من قبل زوج يدعى على زوجته الجميلة ما ليس به ؟
..فأنا ببساطة أكره النساء
وانتِ ِأنثى لذلك فأنا لا أحبِك … ثم إعتدل ليجلس على الفراش كأنه يشرع في القيام ثم أردف ببساطة وابتسامة
مرت أياماً وليالِ…تبعتها أيام وليالِ …لم تسافر سيلين إلى فرنسا بل كانت تتردد على الشركة أحياناً كثيرة تستأذن
.بعفويتها المنطلقة الطفولية بطريقة صورية من ديفيد ( جيوفانى ) وتدخل لمكتب والدها السيد أندرو
.لم يكترث جيوفانى لها كثيراً فكانت آراؤه فى المرأة كالثوابت العلمية التي لا تحتمل الجداليات العقيمة
فالمرأة ما هى إلا زهرة ذو رائحة جذابة .. سامة تقف مكانها لا يتحرك لها ساكن ولكنها تتمايل منتعشة بالهوا لتجذب فريستها …. فتتجاهل تلك الفريسة ألوانها الجذابة . ولكنك حين تمر أمامها تتمايل مرة تلو اﻷخرى فتقرر اﻹقتراب لتمر بجوارها…… رويداً رويداً تفقد السيطرة على أعصابك فتتنفس رائحتها الهادئة تنسحب من نفسك لتنعم بعطرها الطيب ثم تغمض عينيك وتعيش أحلاماً قد رسمتها لك بسحرها فتغفو مبتسماً منتشياً برائحتها وملمسها على وجهك … و فجأة تفقد السيطرة على عضلات قلبك المفتون فتموت ولا يظل منك إلا جثة هامدة وبجوارها فتعيش هى على بقاياك فتزدهر الزهرة أكثر
. فأكثر لتغو رجالاً آخرين لتعيش هى على بقاياهم
وإستناداً لتلك الثوابت قرر جيوفانى أن يقطف هو الزهرة فيمتلكها وعندما تموت به عشقاً يرميها فلا يموت متيماً بحبها
. بل يقطفها قطفاً قبل ان يصارعه الموت كما فعلت أمه بأبيه
لم يكترث جيوفانى كثيراً لوجود سيلين حتى بدأت التدخل فى أمور الشركة كانت تتعامل بكبرياء مع الجميع وكان هو لا يأبه بذلك فهو يدرك قوته أمام ضعفها ويعرف أنها ما هى إلا زهرة متمردة ولكنه أيضاً قاطف ماهر لجميع أنواع الزهور
. فلن تستعصي عليه زهرة يوماً …. ولكنها ليست كباقى اﻷزهار إنها إبنة السيد أندرو ولى نعمته
كانت تحاول زهرتنا المتمردة المتكبرة سحب صلاحيات جيوفانى ولم يخف ذلك على جيوفانى من الوهلة اﻷولى بل
. !!رأى خطتها جيداً ولكنه تركها فهو يعلم أنه كالأسد الذى تركله هرة
. ويدرك أنها لن تستطيع أن تقف أمامه ولكنه تركها تعبث قليلاً
-97-
السيد أندرو مستلقياً على سريره متعباً لقد قرر أن يمكث فى البيت هذا اليوم لقد أفنى عمره و حياته فى العمل
.والمشاريع وقد حان الوقت أن يترك الحمل قليلاً لديفيد
ولكن هيهات فلا يمر اليوم بسلام يا سيد أندور فقد أصر ديفيد على نوال إمضاء السيد أندرو على بعض اﻷوراق الهامة التى
.لا تحتمل التأجيل فجمع جيوفانى اﻷوراق وذهب بهم إلى بيت أبوه بالتبنى السيد أندرو
.كان البيت ذو طابقين بحديقة صغيرة
دلف ديفيد إلى البيت كان على يمينه مكتب السيد أندرو كعادته جلس على كرسيه منتظراً حضور ولى نعمته إلى أن
.يأتى إلى المكتب ..ما إن جلس حتى رأى ظرفاً مفتوحاً وبداخله ورقة وبجانبه ورقة أخرى مطوية
.فتح الورقة المطوية بخارج الظرف فوجد خطاً منمقاً بيد سيلين وما أن بدأ بقراءة الورقة حتى إتسعت عيناه وإحمر وجه
…وكان فحواها
عمت مساءً يا أمى
كل اﻷشياء تسير وفقاً لخططتنا لقد ازدادت أدواري بالشركة وسوف يكون لى الكلمة اﻷخيرة قريباً ولكن هذا الديفيد يقف كالمسمار فى طريقى فلا أدري بعد كيف سأزيحه من الطريق فهو المخلص الوفى للكفيف الذي يدعى أبى …. كنتِ محقه يا أمى بشأن عودتى ﻷبى… فإن لم أرجع لكان هذا الديفيد مستحوزاً على اﻷخضر واليابس فأبى يثق به ثقة عمياء كعينيه !!!….. شكراً كل الشكر للعم تشارلز … بلغيه تحياتى … ولكنى لا أعرف ماذا أفعل حيال ذلك ؟…. لا أستطيع أن اتهمه بأى تهمة حتى أزيحه من طريقى فهومكاراً كثعلب وحويط إلى أبعد حد…. وأخشى يا أمى
.أنه لا سبيل لي إلا بزواجى منه … حتى يزيد تحكمى فى الشركة تحت مسمى الحب و الزواج
.أمى لا تنسى هدفك الرئيسى من زوجك فأنا وأنت نعلم جيداً أن الرجال لا أمان لهم
إلى اللقاء أمى
إبنتك سيلين
كان الذهول هو المحتل الرئيسى لمشاعر جيوفانى ما أن إنتهى ديفيد من قراءة الخطاب حتى فتح الورقة اﻷخرى التى بداخل الظرف
. وجدها نسخة أخرى وأكثر تفصيلاً
. فهم أن الورقة الخارجية ماهى إلا مسودة ما قبل الكتابة ليس إلا
-98-
سمع جيوفانى صوت السيد أندرو يناديه من الطابق العلوى أسرع ديفيد وأخفى الورقة بسرعة الريح فى أحد جيوبه
. صعد السلم بخطوات متثاقلة فهو لا يدرى ماذا يجب أن يفعل بتلك المسؤلية التى قد وضعت على عاتقه؟
حاول التماسك ولم يلحظ السيد أندرو إلا القليل من توتره فسأله: ديفيد بنى هل أنت بخير؟
.أجاب ديفيد بإرتباك: نعم سيدى أندرو أنا على خير ما يرام يبدو أنه القليل من أﻹرهاق
ثم سكت ديفيد لحظات مستريحاً لفكرة أنه لن يراه أحد ثم تابع لكى يرتاح قلبه : وأين اﻵنسة سيلين؟
.قالت إنها ستشترى بعض اﻷدوات المكتبية –
. أريد منك معروفاً يا أبى –
وماهو ؟-
أن لا تقول لسيلين أننى قد جئت إلى هنا فأنت تعلم هى تبكتنى كثيراً إذا قدمت لك أوراقاً للعمل فى ظل تعبك –
.. ثم أردف ديفيد بروح الفكاهة
.ولن أستفيق أبداً من التوبيخ
.ضحك السيد أندرو وقال :مؤكد…لك ما شئت أين الأوراق ﻷمضيها
مسك جيوفانى يد السيد أندرو عدًل اﻷوراق ليطلعه على مكان اﻹمضاء … فالسيد أندرو قد كان فى آخر اﻷمر يوماً مبصراً لولا زيادة نسبة السكر بالدم يوماً ما … فﻵن كل ما يحتاج إليه فقط من يدله على أول الطريق أما فهو فيحفظ الحروف
ومازال يستطيع تخيل الورقة ومازال يتذكر الحروف ويعرف مكان اﻷقلام فلماذا لا يكتب بنفسه؟فى مكتبه ؟ … فتلك
.هى واحدة من مهارات من قد سُلبت منه حاسة من حواسه
..إنتهى اﻹمضاء
إستأنف ديفيد الوقوف وأردف: أتمنى لك الصحة ودوام العافية سيدى هل تريد منى أن أحضر لك شيئاً ؟
.لكنى سأنام يا بنى فقط أغلق الباب خلفك واغلق الستائر من فضلك لأستطيع النوم-
خرج ديفيد إلى الشارع لا يدرى ماذا يفعل لقد رأى بعنيه خيانة فتاة لا تتعدى ال 24 عاماً ﻷبوها كما أنها تخطط لكل
. الرجال وليس السيد أندرو المسكين فقط
….إزداد بداخله الغضب من بنات حواء وقرر اﻹنتقام منهم جميعا فى سيلين
ولكن كيف ؟
-99-
هل سيوافقنى والدها إذا قدمت تلك الورقة اللعينة كدليل فغالباً سينكر السيد أندرو كلامى حتى لو ظهرت الحقيقة مثل الشمس في كبد السماء ففي النهاية هى إبنته التى لطالما بحث عنها ولطالما أحبها … وحتى إن قررت أن أواجهه بالحقيقة سأسلب منه حلم عمره بأن يكون بجوار إبنته الغالية سيلين ؟
نخطئ بالعمد كثيراً لنصل للهدف …. مبررين هذا الخطأ .. بالمثل القائل الغاية تبرر الوسيلة …. تتضخم اﻷخطاء ومن المحتمل أن نفقد السيطرة عليها….نتذكر هدفنا فنتعذى ..
ولكن وقتها يتحكم القلق فى حياتنا فنصبح متربصين ﻷية مفاجآت قد تكشف كتاباً قد نُسِجت حروفه بدقة لتتحدث عن ما قد ارتكبناه نحن من أخطاء غير مغفورة!
عندها نخشى السراب ونجرى ولا مطارد خوفاً من الّا شئ !!!خوفاً من أوهاماً قد سكنت خيالنا فتمكنت من عقولنا
عندها نتيقظ وننتبه بخوف للهواء النقى الذى قد ينعش اﻷتربة فيكشف الصندوق المغلق على كتاب أسرارنا المكتوم المكتوب بخط أيدينا عندها يسهل العثور على بطل قصتها
محذرة بضياع كل ما قد وصل إليه صاحب الأسرار و كاتب الخطايا
هذا بالتأكيد هو شعور تشارز.. يخشى المجهول ويخشى أن يتحدا عليه اﻷخوان جيمى وجيوفانى فإذا وجدا إحداهما الآخر
. ربما تبدأ رحلتهم لإكتشاف الماضى فتنكشف أسرار فكرسى البرلمان يستحق كل آثامه
..وها هو يكاد يصل إلى رئاسة البرلمان أيضاً
… !!! لقد فرق بين اﻷخوين بحرفية وها هو يراقب جيوفانى مستخدماً تريز ثم السيد أندرو وأخيراً سيلين
..يشرع اللورد دانيال فى الجلوس ويقول : لقد تم المتفق عليه
.اللورد تشارلز بثقة: أعلم
ولكن الحقير قد رفض الزواج بابنتى تخيل؟! وﻵن كيف يمكن مراقبته وهو ليس تحت أعيننا كما عهدنا ؟؟-
.فى الحالتين لنا المكسب … حتى بعد رفضه لعرضك هو تحت أعيننا أيضاً –
كيف ؟-
ألم تطلب منه أن يهرب منك خلال يوماً واحداً ؟ وأنك لا تريد سماع إسمه ؟ –
.بالظبط-
.اللورد تشارلز بإبتسامة خبيثة : إنه فعل ما قد أمرته به وغير اسمه لنيكولاس أيضأً
إن كان قد غير مكان إقامته هذا معروف إنه سيفعل ذلك بدافع الخوف وإنما لما قد يغير إسمه ؟-
قد إشتريت زمة بعضاً من أصدقاءه ليقنعوه بالخطر الذي أوقع نفسه به وبالفعل أقنعوه بفكرة –
.تغيير إسمه
وكما توقعت آتى جيوفانى بالفعل لأخوه وسأل هؤلاء اﻷصدقاء عن أخوه ولم يجد إلاّ التضليل فقد بحث بالطريق
.. الخطأ واﻵن أقول لك بقلب يعمه السلام
.لقد نجحت خطتنا يا دانيال
ا-ولكنك كيف علمت يا سيد تشارلز بشأن زيارة جيوفانى تلك؟
-94-
لدى من يساعدنى يا أخى لدى آذاناً وعيوناً بكل مكان ولكن هذا ليس هو المهم …. المهم ما قد حدث عندما حاول أحدهم قتلك- فهذه الحادثة وتضحية جيمى حدثت فى الوقت المناسب لقد أعطتك التبرير الكافي والمنطقى لتكافئ جيمى … وإن لم تحدث هذه الحادثة ولم يقف جيمى بهذا الموقف البطولى لكانت مكافئتك اﻵن يحوم حولها الشك … بالطبع هذا بصرف النظر إننى كنت أثق فى طريقة عرضك و كنت ستجد كل الطرق المقنعة حيث أنه من سلالة ماثيو …وقتها سيكون من المنطقى أيضاً عرض عروضك المغرية عليه من باب الشفقة عليه لكى يرحل
. (من هنا تابع تشالرز بخبث) …خصوصاً أننى أعلم أن ابنتك سوزى تكن له معزة خاصة
….نظر له دانيال بنظرات اﻹمتعاض والخوف
نظر تشارلز فى عيون اللورد دانيال بثقه وبلغة التهديد البارد: ألم أقل لك أنني أملك عيوناً وآذان فى كل مكان؟
….إبتسم دانيال إبتسامة خائفة مترددة ثم أخذ رشفة من كأسه أكمل تشارلز
: إن تمت خطتنا بشكل جيد سنعيش بأمان وسوف أحافظ على الكرسى البرلمانى ﻵخِر يوماً بحياتى … خلال هذه-
.السنه سأصبح رئيساً للبرلمان ولا أريد أى تشويش على سمعتى
أحياناً يفصلنا عن الهدف خطوات ساعات بل ونكاد أن نلمس أحلامنا بأيدنيا نعيش فى أرض اﻷحلام ونحن فى الطريق اليها
نستسلم لخيالات رائعة وآمالًا بديعة وبعيدة المدى لنحقق ما قد تمنيناه طوال أيامنا وفجأة نجد أن كل أحلامنا خراباً كل أحلامنا سارباً فنشعر بالجنون كالطفل الذى يحاول الوصول لمبتغاه و يفشل عندما يُسحب منه ما قد تمناه رغم كل الجهد المبذول للوصول
فى الطريق إلى حلماً عاش جيوفانى من أجله تأتى الخيالات ذهاباً وإياباً تارة يتخيل أخوه بين أحضانه ويمزحون ويأكلون
.سوياُ وتارة يتخيل دموع الحسرة على أعواماً قد مضت بحثاً عن أخيه
…. ها هو جيوفانى يذهب بطريقه إلى البلدة تتسابق أفكار قلبه وعقله مع الزمن فالقلب متلهفاً لرؤية أخيه واﻷفكار الوردية
…. تجتاح خيالاته الرائعة اﻵن يعيش وينسجم بل ويتفاعل مع خيالاته فتبتسم شفتاه بأمل عاش من اجله سنون طويلة
ها هو يقف الحصان و تقف عربة قاومت ﻷميال طريقاً وعراً لتصل لتلك البلدة المتواضعه ينزل جيوفانى بأمل طفلاً صغير
تظهر عليه علامات الترف والعزة يرتدى حلته الرسمية السوداء وهذه القعبة الطويلة الشامخة تُبرز بذلته السوداء مدى
… قوته وترفه وأيضا وسامته يلتف حوله بعض من سكان القرية متسائلين
!! لماذا ترتدى هذه الملابس يا جيمى ؟ –
تنفرج أسارير جيوفانى : فيقول : أنا لست جيمى أنا أخوه توأمه جيوفانى أين أستطيع أن أجد أخى ؟؟ أين منزله ؟
يجيب رجلاً : أأنت أخو جيمى لطالما بحث عنك أخوك …. لقد رحل جيمى فجاًة يا ولدى هو والسيد كارلوس وإبنته هيلين
… ولا ندرى إلى أين اتجهوا
تذهب السعادة تذهب اﻵمال وكل اﻷمنيات …تختفي اﻹبتسامة من وجه جيوفانى : ماذا !! ماذا قلت ؟؟ ألا تدرى إلى أين ذهبوا؟
.يجيب الرجل : ولا أى أحد يعلم يا بنى لقد رحلوا دون حتى كلمة وداع واحدة.
وكيف علمت انهم قد رحلوا؟-
. أصدقاء جيمى هم من أشاعوا ذلك فى القرية-
-91-
وأين أصدقائه أتستطيع أن توصلنا ﻷحد منهم؟-
.ا- بالطبع تفضل
ذهبا جيوفانى وجاك ﻹيجاد خيطاً جديداً للوصول ﻷخيه و بائت كل مجهوداتهم بالفشل فلم يستطيعوا الحصول إلا على
المعلومات المضللة بحث جيوفانى وجاك وراء معلوماتهم الخاطئة فلم يجدا شيئاً سوا أحلاماً ذهبت كالغبار فى
. مهب الريح وعندها قد كان اﻷوان قد فات لملاقاة أخيه
…. ازداد جنون جيوفانى عندما تذكر إستقبال سكان القرية على أنه جيمى فتأكد أن جيمى كان هنا !!… لم يستطلع أن يشف غليله فقرر السؤال عن البيت الذى سكنه جيمى ذهب كمن يذهب إلى متحفاً أثرياً قديماً … هذا الضيق الذي قد امتلأت به عيناه تلك الرهبة التى سرت بداخله فأخذ يجر أرجله لينظر بحسرة من شرفة الكوخ على بيتاً قد سكنه
.أخوه …أعواماً وأعوام قد مضت …أعتقد انه هنا نام …وهنا جرى وهنا مشى
.شعر الشاب بالحسرة الشديدة والغضب… لف يديه على أسياخ النافذة الحديدية أسند رأسه على يديه يتذكر حياته مع جيمى … يتذكر كيف كانوا يلعبون ويضحكون ضحك جيوفانى فور التذكر فبكت عيناه وصر على أسنانه البيضاء فظهرت وسط الظلام … ازدادت قبضة يده على الحديد تمنى لو كسر اﻷسياخ لعله يدخل الكوخ ويرى أخيه ولو لمرة أخيره فقط !!! بكى إختلطت دموعه بعرقه المتصبب لتعكس ضوء قمر يبرز ملامح اﻷسى والغضب العنيف والحسرة على كل ساعة قد مرت فأخرته عن ملاقاة أخيه … لعل طوب اﻷرض كان هو سبب تعسر السير لساعات فلم ألحق بأخي فى آخر أمل لي لعلنى أسرفت وقتاً فى هندامى أمام المرآة لعلنى ملعون وكتب عليّ الحياة بدون أخى الحبيب جيمى …مسح جيوفانى دموعه بقوة استفاق من غيبوبة ألمه وقال بخاطره ولكنه بخير حال ولم يُصب بأذى فأخى حياً يرزق وبصحة جيدة.
. وهذا هو المهم
رجع المسكين يجر سلاسل الخيبة بأرجله يركل الصخور الصغيرة على جانب الطريق بغضب موهماً ذاته أنها هى من قد تسببت فى تأخره … ففى آخر المطاف يجب أن يوجد من تسبب له بخسارة أخيه حتى يغضب عليه فيرتاح قلبه … كان يود لو لم تسرع عربة المغادرة أيمكن أن ينسى أخى شيئا هاماً فى الكوخ فيرجع ليراه فارى اخى ؟ !!! …. … أيجب أن أنتظره هنا وقتاً أطول ؟ لعله يأتى ؟ هل سأرى أخى يوماً؟ …
تعلمين أن جيمى قد أنقذني من الموت فهذا الصبى أثبت ولائه لعائلتنا كما أننى قد بحثت عن أصوله –
…وجدت أن جده السيد ماثيو فهو من أصول عريقة ولكن الزمن قد تلاعب بهم قليلاً
فلن أجد أمان مع أى شخص على أموالى إلا مع شخص مثل جيمى وها هو قادم اليوم ظهراً لإستلام مكافئته الغالية
. وأريد أن أستفسر عن رأيك
.أعتذر يا والدي ولكنى لا أفهم –
أرى أن زواجك من هذا الشاب سيعود علينا بالفائدة الكبيرة فهو شاب وسيم ذو أصول عريقة موثوق بها كما –
. أنه قد أثبت ولائه لعائلتنا كما أن أعمالى بفرنسا تحتاج لمن يتابعها لذا أقترح أن تعيشوا فى فرنسا بعد الزواج فما رأيك؟
. كما تريد يا أبى –
.سيناتور دانيال بإبتسامة خبيثة : أرى أننا متفقان
خرجت سوزى مسرعة من المكتب ركضت صعدت سلالم القصر الخشبية الطويلة وصلت لغرفة نومها لا تدري إن كان تنفسها قد
انتعش بقوة نتيجه صعود الدرج مسرعة أم تلك هى سعادة قلبها العاشق؟
تركت جسدها الجميل يهوى على فراشها طارت خصلات شعرها اﻷنسيابى اﻷصفر ترسم لوحة فنية لأمهر الفنانين
: على فراشاً بلون البنفسج وقالت بذهول سعيد ويديها على فمها
.!!!!لم أكن أتخيل يوماً أن إرتباطنا سيكون بتلك البساطة
-82-
…سكت صوتها فنظرت بكبرياء فى السراب ولم يتوقف تفكيرها الطبقى
فلطالما تساءلت كيف سيحقق جيمى النجاح الكبير حتى يصل لمستوى عائلتى ويتزوجنى ولكن جيمى بتصرف
..واحد إستطاع أن يزيل كل العقبات كما أنه من سلالة عريقة
ليس كهيلين التى ولدت فقيرة من صياداً للسمك مقلماً للأشجار فجيمى والده أمير هندى فى اﻷساس وأمه ماري إبنه
. ماركيز ماثيو الرجل البرلماني المعروف أما هى فإبنه صياد فقير
حقاً كيف تختلط أنساب اﻷغنياء بالفقراء كيف يقترن اسمها باسمه فمهما كان يدللها في النهاية سيتزوج من تتكافأ معه
.إجتماعياً وحتى إن رفض مكافأة أبى له بزواجى منه سيجبره أبى على فعل ذلك فلا مفر أمامه إلا الزواج بى
نعم سيتزوجنى أنا… سيتكلم معى أنا… وليس غيرى… سأستمع لصوته وأرى كل يوم وجهه الوسيم على فراشى أضع
أناملى لألمس هذا الوجه الوسيم وأتمتع برؤياه وأتمتع بدلالي عليه آه يا جيمى لو تعلم كم أحببتك وكم أغار عليك
من الحقيره هيلين
فى كل مرة كنت أراك معها كان يحترق قلبى بداخلى كم كنت أتمنى لو أكون أنا هيلين ولو لمرة واحدة حتى أننى
كنت أراقبك من بعيد وأنت تقف بثقة على الدرج ببنيتك القوية وظهرك المستقيم تمسك هذا المقص القوى لتقليم
. اﻷشجار بجبروت وكأنك تنتقم من الزمن الذى وضعك بتلك الحالة الرثة
كنت أرى ملامح وجهك المتصبب عرقاً الغاضب ولا تمد يدك ولو لمرة لتمسح عرقك وكأنك تأبى أن يخفف عرقك أحداً
…سوى الملعونة هيلين وذراعك القوية البنيان بتلك العضلات التى تربت فى قصرنا من طفولتك وحتى الشباب
…كم أود لو كنت آتى أنا إليك بمنديل ﻷمسح عرقك
ولكن هيهات فهذه مهمة هيلين الملعونه فمنذ طفولتها كانت تأتيك بكأس المياه الباردة والمنديل لتمسح عرقك بلغتوا
..سوياً وأصبح كل ما تقوم به معك عادات لك ولها
لماذا يحق لبعض البشر أشياء لا تحق لغيرهم ؟… لماذا لم يحق لى أن آتى أنا إليك بكوب الماء البارد ولماذا لم يحق
لى أن أبلل أنا وجهك المتصبب عرقاً كهيلين ؟
-83-
منذ الطفولة كنت أرها تبتسم لك وتبتسم لها كنت أراكم أحباباً صغار كنت أراها تضمك ببراءة وتلعب معك وأراك أنت
..أيضاً تمسح دموعها وتدواى جروحها إذا سقطت أرضاً فجرحت أثناء اللعب
مرت اﻷيام والشهور والسنون وأصبحتم أكثر تكلفاً فى علاقتكم….. ها أنت تنظر لها بشكل مختلف تلمس وجهها بتردد انقطعت عن إحتضانها أثناء اللهو …أحببت محبتك لها… أحببت تلك النظرة التى تجتاح عيونك عندما تراها
… وتمنيت لو كانت لى أنا ..كنت أٌقول كثيراً لما لم أكون أنا هيلين
ها هو حبكم كالنار المتقدة مكمورة أسفل الحطب لم تظهر بعد إلا للعاشقين أمثالكم قررت أن أخطط حتى أنقذ ما
.. يمكن إنقاذه وأفوز بك
أما اﻵن فلن أحتاج إلى التخطيط…. أثق أن هيلين ستتمنى أن تكون سوزى هذه المرة ولكن هذا غير ممكن بالطبع لن
… تستطيع أبداً
تلقى جيمى الدعوة فعاش بخياله ﻷبعد مداه فتخيل أنه يطلب من اللورد دانيال أن تتم معاملة هيلين بإحترام
. أثناء أداء عملها
..هو لا يدرى أن تلك الزيارة ما هى إلّا طريق شديد ااﻹنحراف عن المسار الطبيعى
….. دلف جيمى مكتب اللورد دانيال وكانت هذه المرة اﻷولى التى يعتب فيها جيمى ساحة القصر
كان جيمى بملابسه المتواضعة التى حاول قدر المستطاع ان تظهر بكل الرقى بنطالا اسود وقميص ابيض فضفاض كما انه قد وضع بعض الزيوت على شعره الاسود يقف أمام مكتباً من خشب اﻷرز بلون خشبى يسوده بعض الحمرة تداخل معه الألوان البنية المزركشة بالورود وخلف هذا المكتب القيم الستائر البيضاء أمام النوافذ الكبيرة التى تنتشر من خلالها أشعة الشمس البيضاء تنتفخ الستائر بالهواء لتغذو مقعد المكتب بحنانٍ وهدوء لتبعث املاً جديداً بقلب جيمى فهو يجول بخاطره ترقية قد تغير حياته للأفضل وبها يستطيع أن يعيش هو و هيلين وأيضاً العم كارلوس حياة مرفهة وسيتزوج من فتاة
.أحبها وأحبته
زاغت عينيه فى أركان الغرفه وأخذ يدور ويتأمل جمال المكان فتذكر قصره القديم ظهر عليه القليل من الحزن وما أن
… إسترخي ليتذكر أيامه ويتحسر عليها حتى دلف اللورد دانيال بصوته اﻷجش فالتف جيمى منتبهاً إلى اللورد دانيال
.أبدى جيمى إحترامه بإبتسامة راضية واثقة لم يُخف عنها الشموخ رغم سنوات الشقاء محيياً : أهلاً سيدى
فنظر اللورد دانيال إليه بوجهاً فاحص خالياً من اﻹبتسامات من فوق نظارته الفضية ثم قال: شكراً لك يا بنى على
. تضحيتك من أجلى
. هذا واجبى سيدى-
ما فعلته ليس واجباً وإنما نابع عن أصل عريق وقلب طيب …. فمن يمكن أن يؤتمن على إسترليني واحد هذه اﻷيام؟؟-
… ضحك السيد دانيال فابتسم جيمى بالتبعية
. أما أنت فقد أثبت أننى أستطيع أن ائتمنك على أغلى اﻷشياء لدىّ وأقيمها –
.جيمى ينظر له بأملٍ كبير وإبتسامة حائرة ويفرك يديه بهدوء ثم أجاب : أشكرك لهذا الشرف سيدى
.ا- لم يجئ وقت شكرى بعد يا بنى لقد قررت مكافئتك
سأجعلك المسؤول عن جميع أعمالي ومشاريعي فى فرنسا وستعيش هناك وستكون أنت وكيلى بكافة أعمالى هناك و أنا
.من سيعلمك كيف تقوم بأعمالى وذلك بصفتك زوجاً لإبنتى سوزى
.ما إن سمع جيمى هذه الجملة اﻷخيرة حتى إختفت إبتسامة شفتاه من هول المفاجئة
.ها ما قولك بنى ؟؟ لا أعتقد أنك كنت تتمنى يوماً مكافأة كهذه –
بالطبع سيدي …. هذه مكافأة كبيرة عظيمة جداً بالفعل … سكت لحظات ثم-
. أردف قائلاً بثقة وإحترام بالغين قائلاً: ولكنى أعتذر لن أقبل هذه المكافأة
!!اللورد دانيال الذى كان يدعى إنه يفحص أوراقه نظر إلى جيمى بنظرة شديدة الصرامة وتابع بذهول : ماذا قلت ؟؟
…. جيمى ابتلع غصة بحلقه وأردف بثبات : آسف سيدى لا يمكنني أن أقبل مكافئتك ف
!فقاطعه اللورد دانيال بإبتسامة مرتعشة غاضبة: هل ترفض الزواج من إبنتى بالفعل ؟
.جيمى: آسف سيدي ولكنى أحب أخرى
!نظر إليه اللورد دانيال والهدوء الغاضب المبتسم يكسو عينيه : هل تتمرد على أوامرى قفط ﻷنك تحب أخرى؟
.نظر إليه جيمى بكل هدوء : آسف سيدي
ضم سيناتور دانيال يديه غاضباً وقال بصوت منخفض مهدد : إليك ثفقتى يا ملعون بما أنك قد أنقذتني من الموت فلا
يجب قتلك ولكنك ستختفى خلال يوماً واحداًَ من البلدة ولا أريد أن أسمع إسمك فى جميع القرى والنجوع المحيطة ولو على سبيل الصدفة حتى أن اضطررت إلى تغييره فهذا لا يعنينى بالمرة واﻵن أمامك يوماً واحداً للرحيل وإلا سأقتلك…واﻵن أخرج ولا ترينى وجهك مرة أخرى ولو مصادفة .. أتفهم ؟
…. أى قدرٍ هذا !! فى اليوم ظهرت فيه نيران الحب من بين الحطب وتصارح اﻷحباء بمكنونات عشق تمكنت منهم
. خلال أعوام اﻵن تُحاكى ضدهم مكيدة شريرة
…ما إن سمعت سوزى صدى أقدام جيمى تقترب من الباب المكتب حتى خرجت مسرعة إلى الحديقة
خرج جيمى من المكتب وأغلق الباب بكل إحترام خلفه مبتسماً إبتسامة هادئة مستهزئة لقد تحولت أحلامه إلى كابوساً حقيقياً … كان يبتسم من سخرية الحياة…ساخراً من سذاجته قائلاً أمن الأسد تتوقع شهداً يا غبى ؟؟
-85-
خرج جميى وهو خال الوفاض واضعاً يديه بجيوب بنطاله بتلك الإبتسامة الساخرة ووجهه ناظر أرضاً حتى أوقفته
.سوزي بغضب بالغ
.جيمى إنتظر –
..جيمى يرفع وجهه ويقف فجأة منتبهاً
لماذا رفضت الزواج بى؟ –
.ﻷننى أحب هيلين –
..هيلين …. تلك البكماء-
.قاطعها جيمى بحزم: ورفع سبابته محذراً وآمال وجهه امام وجهها وقال بهدوء : أحذرك يا سوزى بالتلفظ بأى حماقات عن هيلين أمامى أتفهمين؟
إلى هذا الحد تحبها ؟-
هيلين هى تراثى فى تلك الحياة هى سبب فرحى هى عزائى فى أرض الشقاء لم ولن أحب فتاة –
….أردفت سوزي : لماذا تحبها بهذا القدر ما الذى تتميز به تلك الحمقاء عنى أنا أحببتك أكثر منها بكثير أنا
…- حسناً يا سوزى سأقول لكِ –
لا أعلم لماذا أحبها فعندما نحب لا ندرك وعندما ندرك لا ندرى لماذا ..هذا هو الحب ببساطة …فقط نحب فقط نشعر بأن الحياة قد أعطتنا شخصاً يستحق الحياة والموت ﻷجله وهيلين هى حب عمرى مسحت دموعي بأناملها أعطتني من
عنبها تعرفت على تفاصيلى تشاركت معى كل دقائق حياتى حتى توغلت داخلى وتوغلت داخلها فإمتلكتنى
. وإمتلكتها ولا مفر من اﻹستمرار
تريز بيأس: وأنا؟
. عفواً سيدتى لا أدرى من تكونى –
.تركها جيمى هائماً فى بحر أحداثاً حدثته عنه عشقه ﻹمرأة قد أحبها قلبه بصدق
أحياناً نرى التضحية لذّة عندها تختلف المعانى الحقيقية للأسماء وننتشي بتضحيتنا من أجل من ضحينا لأجله لندرك كم أحببناه وكم
قد توغل هذا الحب فينا
ها هو جيمى يرفض عرض بالملايين يرفض حياة رغدة مؤمنة مدى الحياة فى فرنسا فقط ليبقى مع الحبيبة لقد
.كان فرحاً بمكافئته فقط ليسعد حبيبته هيلين ويعتقها من عبودية سوزى لها والآن لقد تحددت الصورة أكثر وأكثر
دلف جيمى الكوخ وجد العم كارلوس جالساً على الأريكة الخشبية المغطاة بالصوف المزخرف بالألوان الزاهية وها هو
… يصلح شباك الصيد فى ضوء الشمس النهارى
.سمع صوت الأوانى من المطبخ فعلم أن هيلين قد تفرغت ﻹعداد الغداء
-86-
…ما إن دلف جيمى الكوخ حتى سمع صوت كارلوس بأملٍ كبير
.كارلوس: هااااا ما هي مكافأتك يا جيمى أشرِح قلبى
.جيمى بإبتسامة وهو يشرع فى الجلوس بجواره : سوزى وتولى أعمال السيد دانيال فى فرنسا
..ما إن سمع كارلوس هذا الكلام حتى شرع فى الخروج من الكوخ
..هكذا إذاً ؟؟؟!!! تهانينا يا ولدى-
.جيمى بإبتسامة بلهاء: إنتظر يا عمى
ولكن ليس من مجيب فقط خرج كارلوس فهو لا يستطيع تأدية دور اﻷب السعيد ولا يستطيع أن يكتم حزنه فكم كان يتمنى أن تكتمل حكاية حب قد بدأت منذ الطفولة تحت رعايته وتمنى لو استمرت إلى الشباب ثم الكهولة ولكن
!! هاهو جيمى يتخلى عن هيلين أمام أول منعطف يالها من خيبة امل حقيقة
…خرجت هيلين مسرعة من بين أوانيها
. وقفت أمام جيمي الذي ارتسمت إبتسامة بلهاء على وجهه الوسيم الواثق
نظر جيمى أمامه فوجد هيلين بعودها الطويل وملابسها البيضاء التى تكسو جسدها كعادتها فأشرقت كالملاك أمام عينية
شعرها اﻷسود الطويل قرر أن يغطى ظهرها بينما أبت خصلات شعر جبهتها من السقوط على عينها كالعادة
.. مانعة إياه بشريط ستان أبيض خفيف
وهاهى تقف أمامه كجندى وسيماً مسلحاً بملعقة طبخ كبيرة الحجم بيديها تود لو استطاعت أن تلقنه درساً
.. بملعقة ازدادت حرارتها أثناء الطبخ
عينيها غاضبة عجزت هيلين أن تتكلم بفمها هذا الدرب جديد عليها الذى لم تعهده بعد فقررت أن تتكلم بصوت سكوتها كعادتها ناظرة له بكل معانى الغضب قائلة بعقلها … هل بالفعل تبتسم ﻷنك ستتزوج سوزى ؟ ..
. أخفى جيمى إبتسامته اعتدل فى جلسته ونظر لها بجدية وفضول وقام من مجلسه وشرع فى اﻹتجاه إليها
ماذا؟-
. أتمنى لك حياة سعيدة –
!!هل حقاً تتمنى لى حياة سعيدة –
إن كنت أنت من اختارها فلما لا أفرح ﻷجلك؟ –
أهذا أكثر ما تفعلينه للدفاع عن حبك؟-
إن لم تدافع أنت عنه كيف لى أنا أدافع أنا عنه ؟؟-
….هيلين …. أنا. –
-87-
… قطع كلامه ونظر لها بحزن تعتريه إبتسامة ساخرة
ولما أقول لكِ عما حدث وأنتِ حتى لم تقررى أن تدافعي عن حبك؟ –
. ترفع هيلين وجهها بينما يشرع هو بالخروج من الكوخ ويعطي لها ظهره
هيلين بلهفة دامعة : قل لى ماذا …. ماذا حدث؟
…رفع جيمى وجهه فجأة منتبهاً للسؤال قائلاً فى ذاته: نعم نعم لقد سألتنى
نعم نعم نعم أنا أهتم هل ستتزوجها وتتركني ؟؟؟ هل ستتركني ؟؟؟-
إقترب جيمى وصل إليها وفجأة أصبحت أنفاسها تلفح وجهه الأسمر : قبل وجنتيها …أخذها بين ذراعيه رتب بقوة على
. ظهرها وقال كيف شككتى بحبى لكِ….. يا بلهاء…..…. شككت ؟!!!لقد رفضت….. بالطبع
سقطت الملعقة من يديها وهى تكاد أن تسقط أرضاً بين يديه فقد ذابت بين أحضانه وهو قد إنفجر بحبه الغاضب
… منها ومن شكوكها
..كارلوس بصوته الجهورى : جيمى
أفاق جيمى من سكرته بحبها ترك هيلين بهدوء لينتبه لحياة تدور حوله والتفت إلى العم كارلوس بحسم فركضت
.. هيلين إلى غرفتها مسرعة
نزوغ من أحب الأحباء فى صخب الحياة تنقطع اﻹتصالات وعندما نكون فى مكاناً ما نشعر بالحيرة أنذهب من مكاننا هذا لعلنا نجد من أحببناه هناك ؟ أم نظل فى أماكننا لعله يأتى اﻵن أو بعد غد.. عندما نقرر اﻹنتقال فلا ندرى أن كان من نحبه يقترب من مكان وجودنا فنظل على أمل جديد وألم فراق قد اعتدناه عندها نتمنى لو نمتلك آلة الزمن لتحدثنا عن المستقبل حتى نتفادى الفراق الذى نحياه
. أريد هيلين زوجة لى –
. أنا أحب هيلين وأريد موافقتك على الزيجة يا عمى
كارلوس بحزم :وماذا عن وعدك للورد دانيال؟
لقد تركتنى يا عمى بدون أن تستمع لى قد إستمعت فقط لكلامى عن عرضه ولكنك-
!! لم تستمع لردى.. لقد رفضت عرضه
. إذن لك موافقتي بنى …. فقد كنت أتوق لتلك اللحظة منذ سنوناً طوال –
.انفرجت سرائر جيمى وأردف بجدية قائلاً : ولكننا سنحتاج أن نغير مكاننا وتغيير إسمى أيضاً يا عمى
ولماذا؟ –
دانيال يهددنى إن لم أصل إلى أبعد بلدة ممكنه خلال يوماً واحداً مع تغيير إسمى سيعثر علىّ ويقتلنى ﻷننى قد-
.تجرأت ورفضت الزواج بابنته
-88-
!!هيلين : هل هددك بالقتل
.إن لم نتحرك من هنا ليلاً … كما إننى مضطراً لتغيير إسمى حتى يصعب العثور علىّ-
كارلوس : وإلى أين سترحل ؟؟؟
… سنتزوج أنا وهيلين ونسافر جميعاً وسأغير إسمى إلى نيكولاس –
.كارلوس: يبدو أنك قد خططت لكل شئ
.جيمى: لقد فكرت كثيراً بعد إستشارة بعض اﻷصدقاء منذ ساعات
ولكنى أرفض الزواج فى القرية فإن علم اللورد دانيال بالعرس من الممكن أن يعتبر هذا تحدياً له فلم يتردد –
.وقتها فى إتخاذ إجراءات لا تحمد عقباها لذا سيتم الزواج بعد السفر
.نعم يا أبى معك كل الحق –
.هيا يا إبنتى إستعدى للسفر سنرحل غداً –
.نظرت هيلين بإبتسامة حماسية وهرعت للإستعداد وعند الفجر بدأت رحلة جيمى بإسماً جديداً وحياة غير معهود
ولا يعلم المسكين انه ضحية خطة بشعة ليبتعد عن أخوه مسافات ومسافات ولا يعلم أنه يقطع خيطاً أخيراً قد نُسج
ان كنت من متابعين الرواية ارجو ترك كومنت من اجل الاستمرار
الفصل السابع عشر
تستيقظ هيلين فجاءة بحلق مبحوح كالكثير من المرات جلست سريعاً على فراشها شعرت بخنق فى حلقها وضعت يدها
.على رقبتها شعرت بقلبها يخفق كما لو كان يستيقظ من بعد موت هرعت إلى غرفة جيمى بخفة و بلباسها اﻷبيض
… أضاءت شمعة بجوار فراش جيمى بهدوء
…جلست بجواره على فراشه فهو بالكاد يتحرك بندرة منذ يومين.
…كان جيمى يعطى ظهره للباب
…وضعت يدها على ركبتيها
ثم نظرت بحزن وقلق على جيمى وجدت يدها تتسحب بخفة إلى وجه المجروح النائم
فإسترخت بجوار جسداً قد أعطاها ظهره وأخذت تمشط شعره بأصابعها
….وبدأ كلامها
جيمى أنت لا تسمعني اﻵن …. ابتسمت ….وهذا الوقت المناسب لى كى أتكلم…… أتريد أن تعرف بماذا شعرت عندما كنا عند(شجرة الكستناء) في تلك الدقائق التي ضممتنى بقوة فيها؟
فى ذلك اليوم شعرت بخفقة قوية بقلبى إعتدت عليها عندما كنت أراك.. تمنيت لو أننى أظل بين أحضانك بقية عمرى
ولكنى هرعت بعيداً وقتها وقد كان قلبي يعتصره الخجل و يقتحمه حبك كالسهم كانت قدماي ترتجفان وكأننى
. طفلة صغيرة لا تعرف مبادئ السير اﻷولية
توقفت بعدها فجأة ووجدت يداي ترتجفان شعرت ببرودة تغذو جسدى هرعت إليك مره أخرى دون أن أدرك لماذا أجرى
.نحوك ولكن كنت قد اختفيت من المكان
. وقفت عند الشجرة فوجدت نفسى استند برأسى عليها … ثم استقمت فجأة وكأنني قد أفقت من حلم
!!! لمستنى وقتها وكأنك لم تلمسنى من قبل
-78-
حينها شعرت أننى أريد أن أتجنب رؤياك لا أعرف لماذا تحولت أنا لكائن عدواني تجاهك كنت أراك فتدب فى
. قلبى الحياة فبمجرد رؤياك.
يخفق قلبي بشدة …فجأة أشعر بصقيع يجتاح جسدى فى الجو الحار .أراك فقط فأشعر أن قلبى يخرج من داخلى
…ﻷنه يتمنى أن أكون معك
. خفت بشدة من تلك اﻷحاسيس فقررت اﻹبتعاد
لطالما كنت أريد أن أراك فى كل وقت وعندما كنت أراك تسرى الدماء فى عروقى منتظرة رؤياك مرة أخرى… كنت أتسائل هل جيمى يشعر بما أشعر أنا نحوه؟ هل تلك النظره التى نظرها لى للتو تحمل معانى عادية أم تلك هى نظرات العشق ؟ وعندما احتويتنى بذراعيك عند شجرة الكستناء إزداد خوفى إذ شعرت شعوراً مؤكداً بأنك تحبنى كما أحببتك عندها خشيت أن يتكرر هذا
.الحادث مرة أخرى فأراد عقلى اﻹبتعاد فقررت الجفاء
وعندما رأيتك تسقط من الجبل شعرت بقلبى يهرب منى . هتف لسانى بإسمك للمرة اﻷولى بعد مضى سنوات
. هذا عددها إنطلق لسانى بإسمك خوفاً عليك
هرعت خلفك ﻷجدك بين جروحك والدماء تسيل من جبينك وﻷتربة تغطي وجهك وملابسك صرخت بكل قوتي وأنا أنظرك ملقى كان قلبى متوقفاً يستمع لصوت صراخى اهتزت الجبال خوفاً من صراخى طارت الطيور من أعشاشها عند سماعهم
. صوت البكماء يتكلم بمشاعر الحسرة واﻵسى شعرت وكأن الكون يستقبل معجزة جديدة
وقتها وجدتك أمامى لم تسقط من المنحدر الكبير ولكنك سقطت فى ثنايا الجبل القريبة من حافة الجبل نزلت خلفك
بحرص شديد ونزل رجالاً آخرون بحرفية… حملوك وأنت فاقداً الوعى واﻵن يا جيمى ها أنا ذا أجلس أمامك تارة أنا
…وتارة أبى نسمعك تنطق بأسمينا وتقول لى لمدة يومان
إشتقت إلكِ يا هيلين أين أنتِ؟
…وتاره هيا نلعب يا هيلين . وتارة أخرى نسمعك تردد أسامى عائلتك مر يومان على هذه الحال ألا تنوى يا جيمى أن
.تملأ البيت بثرثرتك وكلامك ومرحك ؟لقد سئمت تعبك هذا يا جيمى
أريد أن أرى إبتسامتك كم أريد أن أرى فرحتك برجوع صوتى لحلقى لطالما قلت لى إنك تريد أن تسمع صوتى
…….. أربد أن
…التف جسد جيمى ببطئ فتح عينيه الذابلتين وقال بصوته المتعب
ماذا ؟ ماذا تريدين ؟-
جيمى … هل أنت بخير ؟-
. يمد أصابعه لتلامس أصابعها برقة … أنا بخير –
..تشرع هيلين لتقوم يمسك يديها بقوة
-79-
أرجوكِ هيلين لا تذهبى فقط إبقِ معى –
هيلين تسحب يدها ماذا تريد؟
.لماذا تخافين يا هيلين؟ … أنا جيمى …أنا أحبك –
هيلين تشرع للنهوض
أرجوكِ كفانى إشتياقاً وكفاكِ هروباً أرجوكِ يا هيلين قاومى هذا الخوف ولا تتركينى أحتاجك لا تتركينى-
. أشتاق لوجودِك بجانبى أرجوكِ فقلبى لم يعد يتحمل
…تركت هيلين يديها بيده مستسلمة لحباً قد إجتاح قلبها لسنوات
أخذ جيمى يديها وضعها أسفل رأسه وقال بإبتسامة مرهقة: سعيد ﻷنى قد سمعت صوتك حبيبتى وغط في نوم عميق زار
النوم عيناها أيضاً فإستندت برأسها على رأسه وناموا فى سلام إلى أن جاء شعاع الشمس اﻷول ليبارك حباً قد
. تتوج بالمصارحة
اليوم هو التميز بحد ذاته فى الفجر أفاق جيمى من غيبوبته وغاص فى حباً لطالما إجتاح نفسه ولطالما كبته وكتمه أما ﻵن فالحب قد إنتشر وفاح يتشارك مع عشيقته أجمل قصة حب ..وفى الصباح الباكر دُعى جيمى للقصر لمقابلة
.السيد دانيال من أجل المكافأة ظهراً وفى هذا اليوم بالتحديد تعرف جيوفانى على بلدة التى عاش بها أخوه
ان كنت من متابعين قراءه الروايه من فضلك اترك تعليق من اجل الاستمرار
الفصل السادس عشر
اﻷمل يقترب ويقترب ها هو جيوفانى يصل لأخوه فلو سمع أنات أخوه لعبر من أجله اﻷميال
…..ديفيد فى حواراً بمكتبه
جيوفانى : ها يا جاك هل لديك ايه أخبار بخصوص اﻹرادات ؟
لا سيدى ولكنى وجدت السيد جيمى هو فى قريه (هيريفوردشاير) –
.أأنت متأكد ؟-
. نعم سيدى-
.إذن سنذهب غداً سوياً إلى هناك –
..فتح جيمى عينيه ليجد ملاكأً غير واضح الملامح ولكن القلق بادِ على وجهه وهو يضع اﻷقمشة المبللة على جبينه
.جيمى بصوت مبحوح:أيها الملاك لا تأخذنى قبل أن أودعها
.هيلين : جيمى
إتضحت الصورة أمام عينيه ليجد أمه أمامه فقال : أمى!! لقد إشتقت إليكِ أين أخى جيوفانى ؟
….أغمض الشاب عينيه وغاص فى غيبوبته مرة أخرى
…. تابعت هيلين وضع اﻷقمشة الباردة على رأسه بأسف
مر يومان من التناوب على جيمى بين العم كارلوس وهيلين إبنته وزيارات اﻷطباء الذين قد جائوا بتكليف من اللورد دانيال
. وجيمى لا يأكل إلا الفتات بدون وعى أو إدراك كامل
..تريز مذلولة أمام مكتب
.تريز : نعم سيدى
.السيد بيتر : أدائك مزعج إلى حدٍ كبير يا تريز
. لماذا يا سيدى –
. هذا الذى يدعى جيوفانى يؤرقنا جميعاً بتصرفاته الحمقاء –
ماذا فعل سيدى ؟؟-
ا- أن لا تعلمين ماذا فعل يجعل حياتك فى خطر يا تريز وأنتِ تعلمين هذا الكلام … هل فقد جيوفانى ثقته بك فلا يقول لكِ ما الذى يفعله أو ينوى فعله ؟؟
-75-
هل عاود البحث عن أخوه ؟؟مرة أخرى ؟؟-
.وأنتِ آخر من يعلم يا عديمة الفائدة وإن كنا قد إعتمدنا عليكِ فقط … لكان قد وصل ﻷخوه غداً أيتها البلهاء –
ولكن سيدى ماذا علىّ أن أفعل ؟؟؟-
-لا يوجد ما تفعلينه على أى حال لقد أصبحتِ كارتاً محروقاً…. والسيد تشالرز قد فقد ثقته بنا جميعاً بسببك… إن كان جيوفانى-يبحث عن أخوه وأنتِ آخر من يعلم يعنى أنه قد فقد ثقته بكِ …وهذا بالتالى يعنى أنكِ قد
أصبحت عديمة الفائدة و غبية لدرجه أن شاب فى مقتبل العمر قد إستطاع أن يكشفِك أيتها الغبية… واﻵن حان
. دورى أنا
. ولكن سيدى -.
.اإخرسى وإستمعى وفقط –
. آسفة سيدى-
إن ظهر عليكِ أى علامة من علامات معرفتك ما قلتله اﻵن عن جيوفانى أو ظهرت أى معلومة لجيوفاني عن الماضى سيكون الثمن- حياتك هل تسمعين ؟
ثم يتابع بهدوء… واﻵن ستُخفض حصتك الشهرية من المال سيكون مالِك بمقدار دورِك المال الذي ستأخذيه نظير وضع
.جيوفانى تحت المراقبة وإن تسربت أى معلومة ﻷى شخص سيكون الثمن حياتك فالسيد تشارلز كلمته كالسيف
. نعم سيدى-
– جيد… واﻵن قولى لى ما أحواله مع الكفيف أندرو؟-
. بخير سيدى … ولكنى أعتقد أن السيد أندرو هو من كشفنى لدى جيوفانى فعلاقتهم فى توطد مستمر –
.لا تقلقى بهذا الشأن فأنا على علم تام بكل ذلك ولدى مصادرى-
ان كنت من متابعين الروايه ارجو ترك تعليق للتشجيعى على الاستمرار
الفصل الخامس عشر
تنبه جيمى إلى الواقع بمجرد الوصول للقصر
.فالواقع لا يحلو إلا بوجود الحبيب فيما عدا ذلك نستسلم للخيال بمجرد إختفاء الحبيب عن أنظارنا
دخل جيمى إلى القصر وهو يعلم ما الذى يبحث عنه فهو لم يذهب ليقلم اﻷشجار كالعادة ولم يذهب حتى ليأخذ هيلين من دوامها وإنما ذهب كعاشق يبحث عن معشوقته ذهب كى يراها كى يرى أنالمها تكتب إسمه من جديد يتمنى كالمخمور أن يشرب رشفة من إبتسامتها له كعادتها ذهب لعله يستطيع أن يلمس يديها أو ربما تضع هى يديه
. على وجهه لبعث الطمأنينة بقلبه أو لعله يرى ابتسامة الخجل على عندما يصارحها بمشاعره
…وصل إلى اﻹسطبل بقلب يملئه الشوق فصعق بما قد رآه
كعادتها سوزى تهين هيلين وتقف هيلين أمامها كالطفل الهادئ الذى ربما لا يعلم يمينه من شماله كانت ماثلة أمامها
. كالحمل الوديع تنظر إلى أحجار اﻷرض تستمع لكل الشتائم فى تماسك شديد
سوزى: ما الذي تنظرينه فى اﻷسفل أيتها البلهاء أنظري إلى عينى وقولى لى لما لم تغيرى الماء للأحصنة …هل تعتقدين أنهم من أمثالك ؟ إنهم أغنى منك إنهم يأكلون ويشربون وينامون فى راحة على عكسك هل تريدى أن تجعليهم يعانون معاناتك فتعذبيهم ؟؟
أنظر إلى وجههى يا عديمة الفائدة هيا قولي لى أنك غبية وعديمة الفائدة … آة نعم صحيح ولكن
.. !!كيف وأنتِ بكماء
نظرت هيلين دامعة وهى تضع يديها خلفها وإذ بها ترى جيمى واقفاً أمامها بشعره اﻷسود وبشرته السمراء التي لوحتها ضياء
. الشمس ينظر لها بعتاب غاضب شديد مذهولاً بما يراه
. نظرت له ثم عادت فابتسمت لسوزى مدعية بساطة الموقف
أكملت سوزى : لماذا تبتسمين أيتها البلهاء؟
..عادت ونظرت هيلين بعين دامعة يائسة وفم محرج باسم إلى جيمى
..نظر جيمى إليها والغضب يتطاير من وجهه
-70-
..قال جيمى فى نفسه : تلك آخر إبتسامه كنت أود أن أراها اليوم
إسمعى نحن فقراء نعم فقراء أنتم أثرياء هذا واضح وضوح الشمس أمام أعيننا و الجميع –
ولكن يبدو أنك لا ترين آدميتنا .نحن نملك الكرامة كما تملكون أنتم اﻷموال … وإن كانت كرامتنا تسعر بالأموال
… لفضلنا كرامتنا على أموالكم
.أنا لم أقصد هذا … أنا فقط-
!!جيمى يضع عينيه فى عينها بلغة آامره … كفى
نظر لهيلين وقال بغضب وصوت واضح هيلين فانتبهت هيلين فرفعت رأسها
. لجيمي فقال بحنقة وحزن : وأنتِ تعالى هنا حالاً
.ولكنها لم تُكمِل عملها بعد –
…توقفت عندها هيلين لوهلة
. إذن إعتبريها قد استقالت-
. ثم التفت إلى هيلين وقال بصوته الغاضب مرة أخرى : قلت لكِ تعالى هنا
… شعرت سوزي فجأة أنها لن تراه مجدداً إذا إستقالت هيلين بالفعل فتداركت سوزى الموقف فقالت بكبرياء
. لا مانع إذا أخذت بعض الراحة –
نظر لها جيمى باحتقار من رأسها الى أخمص قدميها سحب هيلين من يديها و أخدها على صخرة كبيرة فى أطراف حديقة القصر
. حيث اعتادوا الجلوس أحياناً
جيمى بغضب : لماذا؟
هيلين تكتب بوجهه غاضب : لماذا ماذا؟
.لماذا فعلتي بنفسك هكذا-
هيلين تكتب
. لا دخل لك-
-71-
!! نعم –
هيلين تكتب : ما دخلك لماذا تسأل من اﻷساس؟
. ماذا تقولين أأنتِ هيلين أم شبيهة بكِ –
.جيمى أنا أعرف مصلحتى جيداً ولا أنتظر منك الدفاع عنى-
!! ماذا –
.هذا آخر كلام لدىّ سأذهب حالاً ﻷداء وظيفتى فأنت تعيقنى عن أداء عملى –
جيمى يقرأ بغضب ولهفة لما تكتب يمسك بذراعها بقوة : ليحترق العمل أمجنونة أنتِ ؟؟ أم تدعين الجنان !! كيف تعودى لعمل كهذا ؟؟؟
أين كرامتك واحترامك لذاتك؟
.هيلين تتملص من يده لتعود فتكتب: لا شأن لك بى
…كتبت تلك الكلمات وأدارت ظهرها لتشرع فيما نوت فعله
…جيمى بغضب وتهديد: إن كان هذا رد فعلك فاستمعى إلى ما سأقوله لكِ جيداً.
….التفتت إليه مرة أخرى
جيمى بهدوء و لغة التهديد:لقد قضيت طفولتى معكِ محاولاً إسعاد كل لحظات حياتك شعرت أن إبتسامتك قد رجعت وكنت أتعايش مع حياتى بتلك الإبتسامة. وتلك الحشرة التى تدعى سوزي تخرب كل ما قد إبتدئناه سوياً يا هيلين ولم أسمح لها أن تخرب سعادتك حتى وإن كنتِ أنتِ من سيمنعنى يا هيلين أتسمعينى وإن كنتِ انتِ يا هيلين … واﻵن إن لم تشرحي لى ماذا حدث للتو منك وماذا حدث من سوزى
. فى الوقت السالف سأخبر عمى كارلوس كل شئ وقتها سنرى إن كنا سنمنعك أم لا
يجب أن أعرف لماذا أخفيت عنى ؟ أخفيت عني أنا! … انا يا هيلين و طوال تلك المدة ؟؟ألم تقولي أننى صديقك
الوحيد ؟ انتِ تعلمين أنني أننى أفهمِك وأشعر بكِ فلماذا لم تبوحي بهذا السر لماذا يا هيلين ؟ لماذا تغيرتي يا هيلين لماذا؟
.تبدأ الدموع تظهر بعيون هيلين كما تظهر الماء من بئراً فى عمق الصحراء.
-72-
فجأة شعر جيمى بحركة مريبة فى المكان نظر جيمى حوله ويلتفت … أما هيلين فهى مثل القط الذى تصالح مع اﻹستسلام أمام جبروت حنان الحبيب ولكن جيمى منتبهاً لشئ آخر يرى رجلاً واقفاً يصوب
.مسدسه إلى قلب رب القصر ووالد سوزى اللورد دانيال
تصلب جيمى فجأة فهناك دقائق تفصله عن نهاية محتومة بولي نعمته لم يتردد جيمى لحظة ولكنه هرع مسرعاً نحو
.اللورد دانيال الذى يقف على حافة الجبل الذى بنى عليه قصره العريق وهو يصرخ
. لورد دانيااااال –
تركت هيلين القلم فوقع أرضاً من يديها تحول إستسلام ملامحها الحزينة إلى الذعر المفاجئ والدهشة وهى تتابع
. حبيبها يجرى مسرعاً فهى لا ترى اﻷحداث بعين جيمى
…فرأته يزيح السيد دانيال بعنف وأوقعه أرضاً .سمعت صوت طلقاتٍ نارية متعددة وبعدها وقع جيمى من حافة الجبل