Categories
رواية نبض الصحراء

رواية جديده

Categories
خواطر

قلب الحياة

بوست طويل لو مافيش مزاج تقراه افكسله
من شويه وقت عدو كنت بتمشى فى جنينه لفت نظرى المنظر اللى فى الصوره ده ..كرسى حديد وباين عليه انه قديم حاضنااه جزع شجره لدرجه ان الكرسى الحديد طلع من الارض اللى محفور فيها ورجع لورا لو عملت زوم فى الصوره هتشوف ازاى الشجره حركت الكرسى الحديد اللى ثابت فى الارض …. وقتها فكرت مين فيهم طلع اقوى واصلب وكان المشهد اللى قدامى بيجاوبنى …. فكرت … وسالت نفسى ازاى الشجره الخشب طوعت الكرسى الحديد! … وكانت اول اجابه تيجى فى دماغى ان الحياه غلبت الجماد وقويت عليه …. طبقت الكلام ده على نقط الميه اللى بتحفر فى الصخره ولقيت برضو نفس الاسئله ونفس الاجوبه ..وقتها وصلت لحاجه مهمه اوى احيانا بنقابل ناس جامده فى مشاعرها قاسيه زى الحديد والصخره الناس دول ممكن يكونوا اخ، اب ام ،زوج ،زوجه، اخت او ابناء او غيرهم … القسوه دى تتعالج بحاجات كتيره بس فيه حاجه واحده بس ناس كتير وانا اولهم مش مجرباها وهى اننا عمرنا ما جربنا نبطل نفكر فى قسوتهم بينما ان كل اللى علينا اننا نسيب الحياه تجرى فى دمنا … بطلنا نغنى ونحب ونستمتع بالشمس وبالبحر بالسمك
بيعوم فى الميه بطلنا نغمض عنيناو نستمتع بريحه الورد بطلنا نجمع قواقع من الشط او نشوف العصفور مش واخدين بالنا ان التفاصيل دى هتخلق جوانا حياااااه هتخلق حب وقوه تحمل هتخلق متعه تخش جوانا وتفيض على القساوه زى ما الشجره دى عملت بالظبط مع الكرسى الحديد …. جايز تقولولى انتى ساذجه وطيبه وهبله بس تخيلوا معايا لو كانوا اتنين واقفين مكانى من 30سنه فاتت مثلا وقت لما الشجره دى كانت برعم صغير فى الارض وجنبها الكرسى الحديد الثابت ده ياترى لو حد فيهم كان قال للتانى الشجره دى هتكبر وهتحضن الكرسى الحديد وتحركه من مكانه يا ترى كان هيصدق .؟ اكيد لا وانا اكيد ماكنتش هصدق غير لما شوفت بعينى. … … انا مؤمنه جدا بفكره ان المحبه اقوى من اى قسوه مهما كانت… بس مفتاح الانتصار هو الصبر وطول الاناه والاصرار على امتصاص طاقه الحياه من قلب الحياه علشان نعيش الحياه …

ساره_عزت#

Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

الفصل الثالث والعشرون

مر الليل بسواده على الزهرة المقطوفة … ففتحت عينها قامت من فراشها  الجديد ونظرت فى مرآتها الجديدة فرأت

. وجهاً يعتليه سواد كُحل العيون 

 فقد ارتسمت جفونها بلون الفحم  وعروق من السواد تنسدل على وجهها اﻷبيض  … .وأحمر شفاه صارخ الحمار يملأ   

شفتيها لينتشر بعشوائية كالشعب الذى قرر العصيان على قوانين المملكة ليصل إلى اﻷنف والذقن ليصبح وجهها 

.لوحة فنية قبيحة لم يرسمها إلا فناناً غاضباً  

الطرحة التى كانت منمقة بالأمس منسدلة  اﻵن ببشاعة بجانب  وجهها لتخفى جزءً من لوحة قرر صاحبها إخفاء معالمها   

..رأفة بالزوار …لتسحب معها  شعرها الذى ظهر كقنفذ 

.  كانت بالأمس أنثى تتزين بأبهى الزينات واﻵن ما هى إلا مسخ يرتدي البياض او بالاحرى ميت يرتدى الكفن كثوب ابدى

هرعت سيلين إلى مرحاض غرفتها خلعت ثيابها البيضاء وتركت المياه تنسدل على جسدها لتغتسل من زينتها

.. التى  شوهت جمالها ليلة عرسها

خرجت سيلين من غرفتها مسرعة  إلى باب زنزانتها حاولت فتحه مرة تلو الأخرى فسمعت خلفها صوت مفاتيح فبرقت  

.عينها وأيقنت أنها مفاتيح .زنزانتها بيد سجانها

…فتحلت بالشجاعة والتفتت للخلف 

قالت وهي تذهب فى اتجاه عدوها المستمتع بالفطور على مائدته الصباحية..يأكل ببرود و بلا حراك 

 و بصوت مبحوح وعينين يملأها الشرار : لماذا ؟

.  فرفع ديفيد الخطاب المكتوب بخط يدها لوجهها وهو ينظر إلى الطعام الفطور  وقال بهدوء : بسبب هذا

… ثم رفع عينيه  إليها فجأة  ليرى هول المفاجئة فى عينها ثم أردف 

هل كنتِ تعتقدين أننى قد  فعلت هذا ﻷستحوز على أموال والدك ؟-

-106-

لا يا زوجتي العزيزة لقد تزوجتك حتى أحمى ولى نعمتى من أمثالك لقد قرأت خطابك  فإتضحت لي خطتكم الدنيئة هل تظنى انى كنت سأقول للسيد أندرو عن خطتكم ؟؟ كيف أكسر بخاطره وهو الذى كان ينتظر رؤياك سنين هذا عددها كيف  

.سأواجه محبة جمة قد وضعها  فى قلبه  لكِ ولأمك بحقيقة جافة كتلك

..ثم وقف أمامها ….وفتح زراعيه القويتين وأردف قائلاً 

أنظري …. أنظري إلىّ جيداً يا زوجتى العزيزة أننى لست إبنه  ولست من دمه ولا من لحمه ولكن انظري إلي جيداً من ترى أمامك ؟؟

سكتت …. مذهولة 

ثم أردف :سأقول لكِ أنا بشر أنا إنسان عاش فى حماية هذا الرجل سنيناً طويلة لست من دمه ولحمه ولكنى بشر …أشعر  

.بما يشعر حتى أننى قد عانيت ما  قد عانى في بناء صرح كبير كشركته تلك)

ولكنك لن تتعرف على بشريتى ﻷنك ترينني من خلالك…. ترينى من خلال اﻷفعى أمك… ترينى من خلال

!!! الثعلب تشارلز الذى يتمنى أن يحطم السيد أندرو  ومن خلال من ؟؟؟ من خلال إبنته وزوجته السابقة

ثم أمسكها من إحدى ذراعيها بقوة ويده اﻷخرى تمسك بالخطاب 

قولي لى من أنتن يا معشر النساء ؟ هل أتيتن من كوكب آخر لا مشاعر فيه ولا إحساس ؟!هل أنتن بشر مثلنا أم مصاص دماء ؟

أنتن يا بنات حواء من جنس غير جنسنا يجرى الغدر فى عروقكن بدل الدماء قلوبكن  باردة ولا إحساس فيها

. دموعكن دموع تماسيح 

… أفلت ذراعها بقوة ورجع فجلس على المائدة وأكمل قائلاً

هذا الخطاب يا زوجتى المصونه بحوزتي إذا تفوهت بكلمة عما حدث  ﻷى مخلوق أياً  كان سيكون هذا   –   

. الخطاب على مكتب والدك أو مكتب تشارلز الذى إنا علم سيكون رد فعله غير محمودة العواقب أبداً  

ابتسمت سيلين بإستهزاء وقالت:وكيف سيعرف والدى أنه خطى؟؟

ابتسم بدوره بإستهزاء وأردف جيوفانى قائلاً: لقد زينتى ورقة أخرى بيديك الجميلتين عندما طلبت منك تقرير عن مبيعات اﻷسماك فى الشهر السابق يا حلوتى … وإذا أخذ والدك الورقتين لأى مكان عام وسأل أى من الباعة الجائلين عن التشابه..       

.وطلب منهم قراءة كلا الورقتين سيعرف  .الحقيقة بكل تأكيد يا عزيزتى  فالتشابه واضح جداً  

-107-

.. ليس هناك دليل انهم بخطى –

زوجتى الغالية اجتماع طارئ للعاملين بالشركة وإستفتاء بسيط للرأي سيعرف أنه خطك …. فالشركة كلها قد  – 

….  تعرفت على خطك الرائع والخلاب خلال الستة أشهر الماضية ..وقتها ستخرجين بفضيحة من شركة أبيك  

.إنطلق الغضب من شفتيها .علمت أنها قد  دخلت هذا السجن لا محالة 

…وصاحت ضحكاته المثيرة للغضب بينما تصيح هى غاضبه لقد إنتهت لعبتها  وبدأت لعبته 

فصاح بصوته الضاحك:يا زوجتى ألن تأكلى فطورك….. اعلمى عزيزتى عملك سيكون منذ اليوم نصف يوماً  بالشركة     

 أريد أن أرجع من عملي أجد زوجتي بانتظاري وبيتي نظيف ومرتب وطعامى على المنضدة آه صحيح تلك هى

. المرة الأخيرة التى أعد بها طعام الفطور  

.فصفع باباها في مسمعه فقال بإنتصار ضاحك: أحلامأً سعيده يا حلوتى .. واستأنف فطوره بقلباً منتصراً باسماً

Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

الفصل الثانى والعشرون

أخذ  جيوفانى يفكر  فى خطة ليحمى السيد أندرو  وجد الخطة كمن يجد خريطة كنز درس الخريطة ليبدأ فى رحله

. التطبيق فيصل لمبتغاه 

…!!اتخذ قراره الذى لطالما كان يكره أن يقع فيه …. ولكنه كان قراره النهائى وهو الزواج من سيلين 

كان يدرك ديفيد أن سيلين ستسعى قريباً لتلك الحيلة عندما تتأكد أنه لا سبيل آخر لها و بهذا تعتقد سيلين أنه سيكون  قد    

..!!وقع في فخها دون أن تدرى ولا تعلم المكسينه أنها هى من قد وقعت فى الفخ  

لم يمر وقتاً كبيراً حتى أصبحت كل اﻷحداث تحت سيطرة جيوفانى وكان المُنفذ لكل اﻷحداث سيلين نفسها فهو لم يتغير 

… فى المعاملة  وها هى أيضاً تعامله بنفس التكبر وها قد بدأت مؤخراً بالقليل من الدلال 

..حينها علم جيوفانى أنها قد بدأت ختطها ﻹستمالة قلبه بدأ هو بالتالى فى خطته ليوهمها بإستسلامه لرحيقها 

كانت تتوهم الزهرة أن فريستها تشتم رحيقها ولا تعلم أن فريستها تلك المرة ثعباناً يلتف حول الفريسة ويضيق الخنق عليها ثم يقبلها بلدغته السامة والمميتة … نعم فما المختلف بتلك الزهرة ؟ بعض رحيق الكبرياء ؟؟؟ سيختفي قريباً على يدى       

. لن اكون أبداً الفريسة يا سيلين ولن يكون السيد أندور ضحية لكِ أو ﻷمك  

!هل تريدون أن تأخذوا أمواله وتعب عمره ثم تتركوه وحيداً ؟

  زادت تلميحات ودلال  الزهرة أدرك جيوفانى أن الخطة على أعتاب التنفيذ فقام بخطوته  والتف الثعبان حول الزهرة    .وطلب يدها من أبيها السيد أندرو واستقرت الزهرة بثنايا جسد الثعبان متوهمة بأنه قد فقد عقله برحيقها وملمسها  ولم تكن الزهرة اللئيمة إلا فريسة لبراثن وحش ومعتقده أن تلامس جسده بها استسلام واحتواء وكان فى واقع اﻷمر

. !استعداد للإلتهام  

 فاﻵن مازالت الزهرة تتمايل بدلال على سيمفونيات العزف ﻷشهر الموسيقيين متمتعة برونقها وجمالها فى حفل الزفاف     

 بالثوب اﻷبيض ولا تدرك أن الكفن يختار أيضاً للون اﻷبيض ليلتف به ….ها هى تتراقص الفريسة باﻷبيض للوحش 

!!إحتفالا بالتهامها    

….كان زفافاً  رائعاً كان حديث المدينة من مشارقها إلى مغاربها كانت الفريسة فى أبهى صوره لها 

-102-

….دلف الزوجين إلى بيتهم السعيد 

…!!وما أن أغلق الباب حتى أدركت العروس أنها  زهرة قد ماتت بالفعل 

 وقف ديفيد ينظر عروسه بنظرات طويلة باردة من أسفل وإلى أعلى  

.. دلف غرفته  وأغلق بابه عليه وبدأ خلع ثيابه بهدوء 

وقفت سيلين مذهولة مما يحدث فما هذا التغيير المفاجئ ؟ 

…ولكنها تصنعت البراءة واﻹبتسامة الطفولية كعادتها وذهبت تطرق الباب 

. ديفيد: تفضل

فتحت سيلين الباب بخفة

 ووقفت صامتة فرأت زوجها ممداً على الفراش مشبكاً يديه و واضعاً إياهم خلف  رأسه فبرزت عضلاته القوية حول 

.. وجهه الأسمر  فأربكتها وسامته

فقال بإبتسامة متحدية: سيدتى…. ها أنتِ ذا

هل تريد سيدتى شئ؟؟

….وقفت وتلك المرة لم تستطع إخفاء استفهامها من عينها 

أردف ببرود قائلاً : زوجتى زوجتى زوجتى لا تفزعى فهذا ببساطة أنا ….هل رأيتِ من قبل زوج يدعى على زوجته الجميلة ما ليس به ؟ 

..فأنا ببساطة أكره النساء 

وانتِ ِأنثى لذلك فأنا لا أحبِك  … ثم إعتدل ليجلس على الفراش كأنه يشرع في القيام ثم أردف ببساطة وابتسامة 

متحدية … وأنتِ 

.أ ن ث ى يعنى أنكِ أنثى … فبالتالى أنا أكرهك بالتبعية

 قام جيوفانى من فراشه فاقترب منها … نظرت سيلين له برهبة رجعت للخلف حتى أنها خرجت بظهرها من غرفته 

أردف بإبتسامه الواثقه :بالطبع ستسأليني لماذا تزوجتك إذن؟

…هزت رأسها سيلين بخوف بالإيجاب

فأردف بإبتسامة عدوانية  هادئة قائلاً: هل تعتقدين أني غبى ؟؟

-103-

….فظلت صامتة 

 إحمر وجهه ووإنتفضت عروقه وإحمرت عيناه و صرخ بقوة بوجهها القريب من وجهه وأكمل : أجبينى هل تعتقدين أني غبي ؟؟

.أغمضت عيناها ووضعت يدها على أذنيها وقالت بدموع: : لا 

فتابع بصوته العنيف :إذن  لماذا تسأليني عن سبب زواجى بكِ ؟؟؟

 نظرت إليه وعليها علامات إستفهام من  بين الدموع  

.. . وضع يديه على الحائط حول  رأسها و اقترب برأسه من رأسها حتى شعر بأنفاسها  

هل كنتِ تعتقدين أنني سأغفل عن سبب مجيئك من فرنسا  فجأة ؟؟-

هل كنِتِ تعتقدين بالفعل أننى قد صدقت أنكِ قد أتيتِ مشتاقة إلى أحضان والدك ؟؟ يالك من حمقاء أنتِ 

.  و(ثم سكت لحظات وأردف بصوت صارخ ) وأمِك

 وضع سبابته على رأسها وقال 

 هل كنتِ تظنين أنى أحببتك بالفعل يا غبية ؟-

.. لم تخلقِ بعد يا سيلين من تتجرأ فتخدعنى

هل تعلمى من أنتِ بالنسبة لى يا سيلين  أنتِ نسخة مجرد نسخة مصغرة من أمك بل مجرد نسخة من نساء العالم وهل 

. تعلمى شيئاً اًخر سأنتقم لكل رجال العالم من خلالك ستعيشين معى أسود أيام عمرك إلى أن أفك أنا حصارك بيدى  

 أردف بصوت صارخ ووجه محموم وعروق بارزة وعين تكاد أن تنفجر  ويداً مضمومة…… هل تسمعي بيدى يا 

.سيلين بيدى 

 ما إن سمعت سيلين كلامه هرعت إلى الغرفة المجاورة فبدأت تبكي 

….أما السجان  فصفع الباب فارتجفت اﻷسيرة على أثر صفعته 

…وبدأ نحيبها 

….ًأخذ قلب جيوفانى الشاب بالنبض الشديد وضع يديه على شعره  الأسود المنسدل على جبينه وظل مستيقظا 

Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

الفصل الحادى والعشرون

مرت أياماً وليالِ…تبعتها أيام وليالِ …لم تسافر سيلين إلى فرنسا بل كانت تتردد على الشركة أحياناً كثيرة تستأذن  

.بعفويتها المنطلقة الطفولية بطريقة صورية من ديفيد ( جيوفانى ) وتدخل لمكتب والدها السيد أندرو  

.لم يكترث جيوفانى لها  كثيراً فكانت آراؤه فى المرأة كالثوابت العلمية التي لا تحتمل الجداليات العقيمة  

فالمرأة ما هى إلا  زهرة ذو  رائحة جذابة .. سامة تقف مكانها لا يتحرك لها ساكن ولكنها تتمايل منتعشة بالهوا لتجذب فريستها  …. فتتجاهل تلك الفريسة ألوانها الجذابة . ولكنك حين تمر أمامها تتمايل مرة  تلو اﻷخرى فتقرر اﻹقتراب  لتمر  بجوارها…… رويداً رويداً تفقد السيطرة على أعصابك فتتنفس رائحتها الهادئة تنسحب من نفسك لتنعم بعطرها الطيب ثم تغمض عينيك وتعيش أحلاماً قد رسمتها  لك بسحرها فتغفو مبتسماً منتشياً برائحتها وملمسها  على وجهك … و فجأة تفقد السيطرة على عضلات قلبك المفتون فتموت ولا يظل منك  إلا جثة هامدة  وبجوارها فتعيش هى على بقاياك فتزدهر الزهرة أكثر

. فأكثر لتغو رجالاً آخرين لتعيش هى على بقاياهم  

 وإستناداً لتلك الثوابت قرر جيوفانى أن يقطف هو الزهرة فيمتلكها وعندما تموت به عشقاً  يرميها  فلا يموت متيماً بحبها   

. بل يقطفها قطفاً قبل ان يصارعه الموت كما فعلت أمه بأبيه 

لم يكترث جيوفانى كثيراً لوجود سيلين حتى بدأت التدخل  فى أمور الشركة كانت تتعامل بكبرياء مع الجميع  وكان هو  لا يأبه بذلك فهو يدرك قوته أمام ضعفها  ويعرف أنها ما هى إلا  زهرة متمردة ولكنه أيضاً قاطف ماهر لجميع أنواع  الزهور   

.  فلن تستعصي عليه زهرة  يوماً …. ولكنها ليست كباقى اﻷزهار إنها إبنة السيد أندرو ولى نعمته 

كانت تحاول  زهرتنا المتمردة المتكبرة سحب صلاحيات جيوفانى ولم يخف  ذلك على جيوفانى من الوهلة اﻷولى بل     

. !!رأى خطتها جيداً ولكنه تركها فهو يعلم أنه كالأسد الذى تركله هرة

. ويدرك أنها لن تستطيع أن تقف أمامه ولكنه تركها تعبث قليلاً 

-97-

 السيد أندرو مستلقياً على سريره متعباً لقد قرر أن يمكث فى البيت هذا اليوم لقد أفنى عمره و حياته فى العمل 

.والمشاريع وقد حان الوقت أن يترك الحمل قليلاً لديفيد

ولكن هيهات فلا يمر اليوم بسلام يا سيد أندور فقد أصر  ديفيد على نوال إمضاء السيد أندرو على بعض اﻷوراق الهامة التى    

.لا تحتمل التأجيل فجمع جيوفانى اﻷوراق وذهب بهم إلى بيت أبوه بالتبنى السيد أندرو

.كان البيت ذو طابقين بحديقة صغيرة

 دلف ديفيد إلى البيت كان على يمينه مكتب السيد أندرو كعادته جلس على كرسيه منتظراً حضور ولى نعمته  إلى أن  

 .يأتى إلى المكتب ..ما إن جلس حتى  رأى ظرفاً مفتوحاً وبداخله ورقة  وبجانبه ورقة أخرى مطوية  

.فتح الورقة المطوية بخارج الظرف فوجد خطاً منمقاً بيد سيلين وما أن بدأ بقراءة الورقة حتى إتسعت عيناه وإحمر  وجه

…وكان فحواها 

عمت مساءً يا أمى 

كل اﻷشياء تسير  وفقاً لخططتنا لقد ازدادت أدواري بالشركة وسوف يكون لى الكلمة اﻷخيرة قريباً ولكن هذا الديفيد يقف كالمسمار فى طريقى فلا أدري بعد كيف سأزيحه من الطريق فهو المخلص الوفى للكفيف الذي يدعى أبى …. كنتِ محقه يا أمى بشأن عودتى ﻷبى… فإن لم أرجع  لكان هذا الديفيد مستحوزاً على اﻷخضر  واليابس فأبى يثق به ثقة عمياء كعينيه !!!….. شكراً  كل الشكر للعم تشارلز … بلغيه تحياتى … ولكنى لا أعرف ماذا أفعل حيال ذلك ؟…. لا أستطيع أن اتهمه بأى تهمة حتى أزيحه من طريقى  فهومكاراً كثعلب  وحويط إلى أبعد حد…. وأخشى يا أمى  

.أنه لا سبيل لي إلا  بزواجى منه … حتى يزيد تحكمى فى الشركة تحت مسمى الحب  و الزواج  

.أمى لا تنسى هدفك الرئيسى من زوجك فأنا  وأنت نعلم جيداً أن الرجال لا أمان لهم  

إلى  اللقاء أمى                                                                                                

إبنتك سيلين                                                                   

كان  الذهول هو المحتل الرئيسى لمشاعر جيوفانى ما أن إنتهى  ديفيد من قراءة الخطاب حتى فتح الورقة اﻷخرى التى بداخل الظرف 

. وجدها نسخة أخرى وأكثر تفصيلاً 

. فهم أن الورقة الخارجية ماهى إلا مسودة ما قبل الكتابة ليس إلا 

-98-

سمع  جيوفانى صوت السيد أندرو يناديه من الطابق العلوى أسرع ديفيد وأخفى الورقة بسرعة الريح فى أحد جيوبه    

. صعد السلم بخطوات متثاقلة فهو لا يدرى ماذا يجب أن يفعل بتلك المسؤلية التى قد وضعت على عاتقه؟    

 حاول التماسك  ولم يلحظ السيد أندرو إلا القليل من توتره فسأله: ديفيد بنى هل أنت بخير؟ 

.أجاب ديفيد بإرتباك: نعم  سيدى أندرو أنا على خير ما يرام يبدو أنه القليل من أﻹرهاق  

.ثم أردف بإستفهام خبيث: أين الخدم حتى يعتنون بك؟ 

.فى أجازة باستثناء الطباخ خرج للتسوق لتحضير وجبة الغداء للغد –  

ثم سكت ديفيد لحظات مستريحاً  لفكرة  أنه  لن يراه أحد ثم تابع لكى يرتاح قلبه : وأين اﻵنسة سيلين؟ 

.قالت إنها  ستشترى بعض اﻷدوات المكتبية –  

. أريد منك معروفاً يا أبى  –

  وماهو ؟-

أن لا تقول لسيلين أننى قد جئت إلى هنا فأنت تعلم هى تبكتنى كثيراً  إذا قدمت لك أوراقاً للعمل فى ظل تعبك  –

.. ثم أردف ديفيد بروح الفكاهة

.ولن أستفيق أبداً من التوبيخ

.ضحك السيد أندرو  وقال  :مؤكد…لك ما شئت أين الأوراق ﻷمضيها 

مسك جيوفانى يد السيد أندرو  عدًل اﻷوراق ليطلعه على مكان اﻹمضاء … فالسيد أندرو  قد كان فى آخر اﻷمر يوماً مبصراً لولا زيادة نسبة السكر بالدم يوماً ما … فﻵن كل ما يحتاج إليه فقط من يدله على أول الطريق أما فهو فيحفظ الحروف   

ومازال يستطيع تخيل الورقة ومازال يتذكر الحروف ويعرف مكان اﻷقلام  فلماذا لا يكتب بنفسه؟فى مكتبه ؟ … فتلك 

.هى  واحدة من مهارات من قد سُلبت منه حاسة من حواسه  

..إنتهى اﻹمضاء 

إستأنف ديفيد الوقوف وأردف: أتمنى لك الصحة ودوام العافية سيدى هل تريد منى أن أحضر لك شيئاً ؟

.لكنى سأنام يا بنى فقط أغلق الباب خلفك واغلق الستائر  من فضلك لأستطيع  النوم-

خرج ديفيد إلى  الشارع  لا يدرى ماذا يفعل لقد  رأى بعنيه خيانة فتاة لا تتعدى ال 24 عاماً ﻷبوها كما أنها تخطط لكل 

.  الرجال وليس السيد أندرو  المسكين فقط 

….إزداد بداخله الغضب من بنات حواء وقرر اﻹنتقام  منهم  جميعا فى سيلين 

ولكن كيف ؟

-99-

هل سيوافقنى والدها إذا قدمت تلك الورقة  اللعينة كدليل فغالباً سينكر السيد أندرو كلامى  حتى لو ظهرت الحقيقة مثل الشمس في كبد السماء ففي النهاية هى إبنته التى لطالما بحث عنها ولطالما أحبها … وحتى إن قررت أن أواجهه بالحقيقة  سأسلب منه حلم عمره بأن يكون بجوار إبنته الغالية سيلين ؟

ولكنى يجب أن أحميه فما العمل ؟؟  

Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

الفصل العشرون

    نخطئ بالعمد كثيراً لنصل للهدف …. مبررين هذا الخطأ .. بالمثل القائل الغاية تبرر الوسيلة …. تتضخم اﻷخطاء ومن المحتمل أن نفقد السيطرة عليها….نتذكر هدفنا فنتعذى .. 

ولكن وقتها يتحكم القلق فى حياتنا فنصبح متربصين ﻷية مفاجآت قد تكشف كتاباً قد نُسِجت حروفه بدقة لتتحدث عن ما قد ارتكبناه نحن من أخطاء غير مغفورة!

عندها نخشى السراب ونجرى ولا مطارد خوفاً من الّا شئ !!!خوفاً من أوهاماً قد سكنت خيالنا فتمكنت من عقولنا

عندها نتيقظ وننتبه بخوف للهواء النقى الذى قد ينعش اﻷتربة فيكشف الصندوق المغلق على كتاب أسرارنا المكتوم المكتوب بخط أيدينا عندها يسهل العثور على بطل قصتها

محذرة بضياع كل ما قد وصل إليه صاحب الأسرار و كاتب الخطايا

 هذا بالتأكيد  هو شعور تشارز.. يخشى المجهول ويخشى أن يتحدا عليه اﻷخوان جيمى وجيوفانى فإذا وجدا إحداهما الآخر    

. ربما تبدأ رحلتهم لإكتشاف الماضى فتنكشف أسرار فكرسى البرلمان يستحق كل آثامه 

..وها هو  يكاد يصل إلى رئاسة البرلمان أيضاً  

… !!! لقد فرق بين اﻷخوين بحرفية وها هو يراقب جيوفانى مستخدماً تريز ثم السيد أندرو  وأخيراً سيلين

.دلف اللورد  تشارلز  لمكتب اللورد دانيال يمسك بيديه كأساً من الخمر المعتق  

..يشرع اللورد دانيال فى الجلوس ويقول  :  لقد تم المتفق عليه  

.اللورد تشارلز بثقة:  أعلم 

ولكن الحقير قد رفض الزواج بابنتى تخيل؟!  وﻵن كيف يمكن مراقبته وهو ليس تحت أعيننا  كما عهدنا ؟؟- 

.فى الحالتين لنا المكسب … حتى بعد رفضه لعرضك هو تحت أعيننا أيضاً –  

 كيف ؟-

ألم تطلب منه أن يهرب منك خلال يوماً واحداً ؟ وأنك لا تريد سماع إسمه ؟ –

.بالظبط-

.اللورد تشارلز بإبتسامة خبيثة : إنه فعل ما قد أمرته به وغير اسمه  لنيكولاس أيضأً  

إن كان  قد غير مكان إقامته هذا معروف إنه سيفعل ذلك بدافع الخوف وإنما لما قد يغير إسمه ؟-

قد إشتريت زمة بعضاً من أصدقاءه ليقنعوه بالخطر الذي أوقع نفسه به وبالفعل أقنعوه  بفكرة  –

.تغيير إسمه    

 وكما توقعت آتى جيوفانى بالفعل لأخوه وسأل هؤلاء اﻷصدقاء عن أخوه ولم يجد إلاّ التضليل فقد  بحث بالطريق

.. الخطأ واﻵن أقول لك بقلب يعمه السلام   

.لقد نجحت خطتنا يا دانيال  

ا-ولكنك كيف علمت يا سيد تشارلز بشأن زيارة جيوفانى تلك؟

-94-

لدى من يساعدنى يا أخى لدى آذاناً  وعيوناً  بكل مكان ولكن هذا ليس هو المهم …. المهم ما قد حدث عندما حاول أحدهم قتلك- فهذه الحادثة وتضحية جيمى حدثت فى الوقت المناسب لقد أعطتك التبرير الكافي  والمنطقى لتكافئ جيمى … وإن لم تحدث هذه الحادثة  ولم يقف جيمى بهذا الموقف البطولى لكانت مكافئتك  اﻵن يحوم حولها الشك …  بالطبع هذا بصرف النظر  إننى كنت أثق فى طريقة عرضك و كنت ستجد كل الطرق المقنعة حيث أنه من سلالة ماثيو …وقتها سيكون من المنطقى أيضاً عرض عروضك المغرية عليه  من باب الشفقة عليه لكى يرحل

. (من هنا  تابع تشالرز بخبث)  …خصوصاً أننى أعلم أن ابنتك سوزى  تكن له معزة خاصة     

….نظر له دانيال بنظرات اﻹمتعاض والخوف  

نظر تشارلز فى عيون اللورد دانيال بثقه وبلغة  التهديد البارد: ألم أقل لك أنني أملك عيوناً  وآذان فى كل مكان؟ 

….إبتسم دانيال إبتسامة خائفة مترددة ثم  أخذ رشفة من كأسه أكمل  تشارلز  

: إن تمت خطتنا بشكل جيد سنعيش بأمان وسوف أحافظ على الكرسى البرلمانى ﻵخِر يوماً بحياتى … خلال هذه-   

.السنه سأصبح رئيساً  للبرلمان ولا أريد أى تشويش على سمعتى   

. نعم سيدى-

Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

الفصل التاسع عشر

أحياناً يفصلنا عن الهدف خطوات ساعات بل ونكاد أن نلمس أحلامنا بأيدنيا نعيش فى أرض اﻷحلام ونحن فى الطريق اليها

 نستسلم لخيالات رائعة وآمالًا بديعة وبعيدة المدى  لنحقق ما قد تمنيناه طوال أيامنا وفجأة نجد أن كل أحلامنا خراباً كل أحلامنا سارباً فنشعر بالجنون كالطفل الذى يحاول  الوصول لمبتغاه و يفشل عندما يُسحب منه ما قد تمناه رغم كل الجهد المبذول  للوصول 

فى الطريق  إلى حلماً عاش جيوفانى من أجله  تأتى الخيالات ذهاباً وإياباً تارة يتخيل أخوه بين أحضانه ويمزحون ويأكلون   

.سوياُ وتارة يتخيل دموع الحسرة على أعواماً قد مضت بحثاً عن أخيه  

…. ها هو جيوفانى يذهب بطريقه إلى البلدة تتسابق أفكار قلبه وعقله مع الزمن فالقلب متلهفاً لرؤية أخيه واﻷفكار الوردية   

…. تجتاح خيالاته الرائعة اﻵن يعيش وينسجم بل ويتفاعل مع خيالاته فتبتسم شفتاه بأمل عاش من اجله سنون طويلة 

ها هو يقف الحصان و تقف عربة قاومت ﻷميال طريقاً وعراً لتصل لتلك البلدة  المتواضعه ينزل جيوفانى بأمل طفلاً صغير 

تظهر عليه علامات الترف والعزة يرتدى حلته الرسمية السوداء وهذه القعبة الطويلة الشامخة تُبرز بذلته السوداء  مدى

… قوته وترفه وأيضا وسامته يلتف حوله بعض من سكان القرية متسائلين

!! لماذا ترتدى هذه الملابس يا جيمى ؟ –

تنفرج أسارير جيوفانى : فيقول : أنا لست جيمى أنا أخوه توأمه جيوفانى أين أستطيع أن أجد أخى ؟؟ أين منزله ؟

 يجيب رجلاً : أأنت أخو جيمى لطالما بحث عنك أخوك …. لقد رحل جيمى  فجاًة يا ولدى هو  والسيد كارلوس وإبنته هيلين

… ولا ندرى  إلى أين اتجهوا

تذهب السعادة تذهب اﻵمال وكل اﻷمنيات …تختفي اﻹبتسامة من وجه جيوفانى : ماذا !! ماذا قلت ؟؟ ألا تدرى إلى أين ذهبوا؟ 

.يجيب الرجل : ولا أى أحد يعلم يا بنى لقد رحلوا دون حتى كلمة وداع واحدة.

وكيف علمت انهم قد رحلوا؟-

. أصدقاء جيمى هم من أشاعوا ذلك فى القرية-

-91-

وأين أصدقائه أتستطيع أن توصلنا  ﻷحد منهم؟-

.ا- بالطبع تفضل

ذهبا جيوفانى وجاك ﻹيجاد خيطاً جديداً للوصول ﻷخيه و بائت كل مجهوداتهم بالفشل فلم يستطيعوا الحصول إلا على   

المعلومات المضللة بحث جيوفانى وجاك وراء معلوماتهم الخاطئة فلم يجدا شيئاً سوا أحلاماً ذهبت كالغبار فى

. مهب الريح وعندها  قد كان اﻷوان قد فات لملاقاة أخيه

…. ازداد جنون جيوفانى عندما تذكر  إستقبال سكان القرية على أنه جيمى فتأكد أن جيمى كان هنا  !!…  لم يستطلع أن يشف غليله فقرر السؤال عن البيت الذى سكنه جيمى ذهب كمن يذهب إلى متحفاً أثرياً قديماً  … هذا الضيق  الذي قد امتلأت به عيناه  تلك الرهبة التى سرت بداخله فأخذ يجر أرجله  لينظر بحسرة من شرفة الكوخ على بيتاً  قد سكنه 

.أخوه …أعواماً وأعوام قد مضت …أعتقد انه هنا نام …وهنا جرى وهنا مشى 

.شعر الشاب بالحسرة الشديدة  والغضب… لف يديه على أسياخ النافذة الحديدية أسند  رأسه على يديه يتذكر حياته مع جيمى … يتذكر كيف كانوا يلعبون ويضحكون ضحك جيوفانى فور التذكر فبكت عيناه وصر على أسنانه البيضاء فظهرت وسط الظلام … ازدادت قبضة يده على الحديد تمنى لو كسر اﻷسياخ لعله يدخل الكوخ ويرى أخيه ولو لمرة أخيره فقط !!! بكى إختلطت دموعه بعرقه المتصبب لتعكس ضوء قمر يبرز ملامح اﻷسى والغضب العنيف والحسرة على كل ساعة قد مرت فأخرته عن ملاقاة أخيه … لعل طوب اﻷرض كان هو سبب تعسر السير لساعات فلم ألحق بأخي فى آخر أمل لي لعلنى أسرفت وقتاً فى هندامى أمام المرآة لعلنى ملعون وكتب عليّ الحياة بدون أخى الحبيب جيمى  …مسح جيوفانى دموعه بقوة استفاق من غيبوبة ألمه وقال بخاطره ولكنه بخير حال ولم يُصب بأذى فأخى حياً يرزق وبصحة جيدة. 

. وهذا هو المهم  

رجع المسكين يجر سلاسل الخيبة بأرجله يركل الصخور الصغيرة على جانب الطريق بغضب  موهماً ذاته أنها هى من قد تسببت فى تأخره … ففى آخر المطاف يجب أن يوجد من تسبب له بخسارة أخيه  حتى يغضب عليه فيرتاح قلبه  … كان يود لو لم تسرع عربة المغادرة أيمكن أن ينسى أخى شيئا هاماً فى الكوخ فيرجع ليراه فارى اخى  ؟ !!! …. … أيجب أن أنتظره هنا وقتاً أطول ؟ لعله يأتى ؟ هل سأرى أخى يوماً؟ …