Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

Spread the love

ان كنت من متابعين الروايه ارجو ترك تعليق للتشجيعى على الاستمرار

الفصل الخامس عشر

تنبه جيمى إلى الواقع بمجرد الوصول للقصر  

.فالواقع لا يحلو إلا بوجود الحبيب فيما عدا ذلك نستسلم للخيال بمجرد  إختفاء  الحبيب عن  أنظارنا 

دخل جيمى إلى القصر  وهو يعلم ما الذى يبحث عنه فهو لم يذهب ليقلم اﻷشجار  كالعادة ولم يذهب حتى ليأخذ هيلين من دوامها  وإنما ذهب كعاشق يبحث عن معشوقته  ذهب كى يراها كى يرى أنالمها تكتب إسمه من جديد يتمنى  كالمخمور  أن يشرب رشفة من إبتسامتها له كعادتها ذهب لعله يستطيع أن يلمس يديها  أو ربما تضع هى يديه

. على وجهه لبعث الطمأنينة  بقلبه أو لعله يرى ابتسامة الخجل على عندما يصارحها بمشاعره 

…وصل إلى اﻹسطبل بقلب يملئه الشوق فصعق  بما قد  رآه 

 كعادتها  سوزى تهين هيلين وتقف هيلين أمامها كالطفل الهادئ الذى ربما لا يعلم يمينه من شماله كانت ماثلة أمامها 

. كالحمل الوديع تنظر إلى أحجار اﻷرض تستمع لكل الشتائم فى تماسك شديد 

سوزى: ما الذي تنظرينه فى اﻷسفل أيتها البلهاء أنظري إلى عينى وقولى لى لما لم تغيرى الماء للأحصنة …هل تعتقدين أنهم من أمثالك ؟ إنهم أغنى منك إنهم يأكلون ويشربون وينامون فى  راحة على عكسك هل تريدى أن تجعليهم يعانون معاناتك فتعذبيهم ؟؟

  أنظر إلى وجههى يا عديمة الفائدة هيا قولي لى أنك غبية وعديمة الفائدة …  آة نعم صحيح ولكن

.. !!كيف  وأنتِ بكماء  

نظرت هيلين دامعة وهى تضع يديها خلفها وإذ بها ترى جيمى واقفاً  أمامها بشعره اﻷسود وبشرته السمراء التي لوحتها ضياء

. الشمس ينظر لها بعتاب غاضب شديد مذهولاً بما يراه 

. نظرت له ثم عادت  فابتسمت لسوزى مدعية بساطة الموقف  

أكملت سوزى : لماذا تبتسمين أيتها البلهاء؟  

..عادت ونظرت هيلين بعين دامعة يائسة  وفم محرج باسم إلى جيمى 

..نظر جيمى إليها والغضب يتطاير من وجهه 

-70-

..قال جيمى فى نفسه : تلك آخر إبتسامه كنت أود أن أراها اليوم

..!!!جيمى بحزم: سوزى

سمعت سوزى إسمها ينطق تقريباً ﻷول مره بصوت حبيبها جيمى التفتت خلفها لترى عينيه الغاضبة ووقفته

… الصادة وعينيه الحادة وتابع بشموخ

ماذا تفعلين ؟؟-

.ااانا اااا….. لقد …. رائيتها –

إسمعى نحن فقراء نعم فقراء أنتم  أثرياء هذا واضح وضوح الشمس أمام أعيننا و الجميع –

ولكن يبدو  أنك لا ترين آدميتنا .نحن  نملك الكرامة كما تملكون أنتم اﻷموال … وإن كانت كرامتنا تسعر بالأموال

… لفضلنا كرامتنا على أموالكم 

.أنا لم أقصد هذا … أنا فقط-

!!جيمى يضع عينيه فى عينها بلغة آامره  … كفى 

نظر لهيلين وقال بغضب وصوت واضح هيلين فانتبهت هيلين فرفعت  رأسها 

. لجيمي فقال بحنقة وحزن :  وأنتِ تعالى هنا حالاً

.ولكنها لم تُكمِل عملها بعد –

…توقفت عندها هيلين لوهلة

. إذن إعتبريها قد استقالت-

. ثم التفت إلى هيلين وقال بصوته الغاضب مرة أخرى : قلت لكِ تعالى هنا 

… شعرت  سوزي فجأة أنها لن تراه مجدداً إذا إستقالت هيلين بالفعل فتداركت سوزى الموقف فقالت بكبرياء  

.  لا مانع إذا أخذت بعض الراحة – 

نظر لها جيمى باحتقار من  رأسها الى أخمص قدميها سحب هيلين من يديها و أخدها على صخرة كبيرة فى أطراف حديقة القصر

.  حيث اعتادوا الجلوس  أحياناً 

جيمى بغضب  : لماذا؟

هيلين تكتب  بوجهه غاضب : لماذا ماذا؟

.لماذا فعلتي بنفسك هكذا-

هيلين تكتب

. لا دخل لك-

-71-

!! نعم –

هيلين تكتب : ما دخلك لماذا تسأل من اﻷساس؟

. ماذا تقولين  أأنتِ هيلين أم شبيهة  بكِ  –

.جيمى أنا أعرف مصلحتى جيداً ولا أنتظر منك الدفاع عنى-

!! ماذا –

.هذا آخر كلام لدىّ سأذهب حالاً ﻷداء وظيفتى فأنت تعيقنى عن أداء عملى –

جيمى  يقرأ بغضب ولهفة لما تكتب يمسك بذراعها بقوة : ليحترق العمل  أمجنونة أنتِ ؟؟ أم تدعين الجنان !! كيف تعودى لعمل كهذا  ؟؟؟

 أين كرامتك واحترامك لذاتك؟

.هيلين تتملص من يده لتعود فتكتب: لا شأن لك بى 

…كتبت تلك الكلمات وأدارت ظهرها لتشرع فيما نوت فعله  

…جيمى بغضب وتهديد:  إن كان هذا رد فعلك فاستمعى إلى ما سأقوله لكِ جيداً. 

….التفتت إليه مرة أخرى

جيمى  بهدوء و لغة التهديد:لقد  قضيت طفولتى معكِ محاولاً إسعاد كل لحظات حياتك شعرت أن إبتسامتك قد رجعت  وكنت أتعايش مع حياتى بتلك الإبتسامة. وتلك الحشرة التى تدعى سوزي تخرب كل ما قد إبتدئناه سوياً يا هيلين ولم أسمح لها أن تخرب سعادتك حتى وإن كنتِ أنتِ من سيمنعنى يا هيلين أتسمعينى وإن كنتِ انتِ يا هيلين … واﻵن إن لم تشرحي لى ماذا حدث للتو منك وماذا حدث من سوزى

. فى الوقت السالف سأخبر عمى كارلوس كل شئ وقتها سنرى إن كنا سنمنعك أم لا    

.هيليين  تكتب بغضب : لن تقول 

. بل سأقول كل شئ حدث –

.هيلين تكتب  :  أتركنى لعملى 

…تدير ظهرها للمرة الثانية 

. جيمى  بحركة سريعة متلهفة تلقائية يمسك ذراعها : ويقول بحنان: هيلين 

 يجب أن  أعرف لماذا  أخفيت عنى ؟ أخفيت عني أنا! … انا يا هيلين و طوال تلك المدة ؟؟ألم تقولي أننى صديقك      

 الوحيد ؟ انتِ تعلمين أنني أننى أفهمِك وأشعر بكِ فلماذا لم تبوحي بهذا السر لماذا يا هيلين ؟ لماذا تغيرتي يا هيلين لماذا؟

.تبدأ الدموع تظهر بعيون هيلين كما تظهر الماء من بئراً فى عمق الصحراء. 

-72-

فجأة شعر جيمى بحركة مريبة فى المكان نظر جيمى حوله ويلتفت … أما هيلين فهى مثل القط الذى تصالح مع اﻹستسلام أمام جبروت حنان الحبيب ولكن جيمى منتبهاً لشئ آخر يرى  رجلاً واقفاً يصوب

 .مسدسه إلى  قلب رب القصر ووالد سوزى اللورد دانيال 

تصلب جيمى فجأة فهناك دقائق تفصله عن نهاية محتومة بولي نعمته لم يتردد جيمى لحظة ولكنه هرع مسرعاً نحو     

.اللورد دانيال الذى يقف على حافة الجبل الذى بنى عليه قصره العريق وهو يصرخ

. لورد دانيااااال –

تركت هيلين القلم فوقع أرضاً من يديها تحول إستسلام ملامحها الحزينة إلى الذعر المفاجئ  والدهشة وهى تتابع

. حبيبها يجرى مسرعاً  فهى لا ترى اﻷحداث بعين جيمى  

…فرأته يزيح السيد دانيال بعنف وأوقعه أرضاً .سمعت صوت طلقاتٍ نارية متعددة وبعدها وقع جيمى من حافة الجبل 

…..صرخت هيلين قائلة بصوت هائل ارتجت بسببه الجبال فازعة : جيييييمى

By ساره عزت

ان لم ينعم الكاتب بالفائده والتعلُم من كتاباته فلم ينعم بالفائدة أحد

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *