Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

Spread the love

الفصل التاسع عشر

أحياناً يفصلنا عن الهدف خطوات ساعات بل ونكاد أن نلمس أحلامنا بأيدنيا نعيش فى أرض اﻷحلام ونحن فى الطريق اليها

 نستسلم لخيالات رائعة وآمالًا بديعة وبعيدة المدى  لنحقق ما قد تمنيناه طوال أيامنا وفجأة نجد أن كل أحلامنا خراباً كل أحلامنا سارباً فنشعر بالجنون كالطفل الذى يحاول  الوصول لمبتغاه و يفشل عندما يُسحب منه ما قد تمناه رغم كل الجهد المبذول  للوصول 

فى الطريق  إلى حلماً عاش جيوفانى من أجله  تأتى الخيالات ذهاباً وإياباً تارة يتخيل أخوه بين أحضانه ويمزحون ويأكلون   

.سوياُ وتارة يتخيل دموع الحسرة على أعواماً قد مضت بحثاً عن أخيه  

…. ها هو جيوفانى يذهب بطريقه إلى البلدة تتسابق أفكار قلبه وعقله مع الزمن فالقلب متلهفاً لرؤية أخيه واﻷفكار الوردية   

…. تجتاح خيالاته الرائعة اﻵن يعيش وينسجم بل ويتفاعل مع خيالاته فتبتسم شفتاه بأمل عاش من اجله سنون طويلة 

ها هو يقف الحصان و تقف عربة قاومت ﻷميال طريقاً وعراً لتصل لتلك البلدة  المتواضعه ينزل جيوفانى بأمل طفلاً صغير 

تظهر عليه علامات الترف والعزة يرتدى حلته الرسمية السوداء وهذه القعبة الطويلة الشامخة تُبرز بذلته السوداء  مدى

… قوته وترفه وأيضا وسامته يلتف حوله بعض من سكان القرية متسائلين

!! لماذا ترتدى هذه الملابس يا جيمى ؟ –

تنفرج أسارير جيوفانى : فيقول : أنا لست جيمى أنا أخوه توأمه جيوفانى أين أستطيع أن أجد أخى ؟؟ أين منزله ؟

 يجيب رجلاً : أأنت أخو جيمى لطالما بحث عنك أخوك …. لقد رحل جيمى  فجاًة يا ولدى هو  والسيد كارلوس وإبنته هيلين

… ولا ندرى  إلى أين اتجهوا

تذهب السعادة تذهب اﻵمال وكل اﻷمنيات …تختفي اﻹبتسامة من وجه جيوفانى : ماذا !! ماذا قلت ؟؟ ألا تدرى إلى أين ذهبوا؟ 

.يجيب الرجل : ولا أى أحد يعلم يا بنى لقد رحلوا دون حتى كلمة وداع واحدة.

وكيف علمت انهم قد رحلوا؟-

. أصدقاء جيمى هم من أشاعوا ذلك فى القرية-

-91-

وأين أصدقائه أتستطيع أن توصلنا  ﻷحد منهم؟-

.ا- بالطبع تفضل

ذهبا جيوفانى وجاك ﻹيجاد خيطاً جديداً للوصول ﻷخيه و بائت كل مجهوداتهم بالفشل فلم يستطيعوا الحصول إلا على   

المعلومات المضللة بحث جيوفانى وجاك وراء معلوماتهم الخاطئة فلم يجدا شيئاً سوا أحلاماً ذهبت كالغبار فى

. مهب الريح وعندها  قد كان اﻷوان قد فات لملاقاة أخيه

…. ازداد جنون جيوفانى عندما تذكر  إستقبال سكان القرية على أنه جيمى فتأكد أن جيمى كان هنا  !!…  لم يستطلع أن يشف غليله فقرر السؤال عن البيت الذى سكنه جيمى ذهب كمن يذهب إلى متحفاً أثرياً قديماً  … هذا الضيق  الذي قد امتلأت به عيناه  تلك الرهبة التى سرت بداخله فأخذ يجر أرجله  لينظر بحسرة من شرفة الكوخ على بيتاً  قد سكنه 

.أخوه …أعواماً وأعوام قد مضت …أعتقد انه هنا نام …وهنا جرى وهنا مشى 

.شعر الشاب بالحسرة الشديدة  والغضب… لف يديه على أسياخ النافذة الحديدية أسند  رأسه على يديه يتذكر حياته مع جيمى … يتذكر كيف كانوا يلعبون ويضحكون ضحك جيوفانى فور التذكر فبكت عيناه وصر على أسنانه البيضاء فظهرت وسط الظلام … ازدادت قبضة يده على الحديد تمنى لو كسر اﻷسياخ لعله يدخل الكوخ ويرى أخيه ولو لمرة أخيره فقط !!! بكى إختلطت دموعه بعرقه المتصبب لتعكس ضوء قمر يبرز ملامح اﻷسى والغضب العنيف والحسرة على كل ساعة قد مرت فأخرته عن ملاقاة أخيه … لعل طوب اﻷرض كان هو سبب تعسر السير لساعات فلم ألحق بأخي فى آخر أمل لي لعلنى أسرفت وقتاً فى هندامى أمام المرآة لعلنى ملعون وكتب عليّ الحياة بدون أخى الحبيب جيمى  …مسح جيوفانى دموعه بقوة استفاق من غيبوبة ألمه وقال بخاطره ولكنه بخير حال ولم يُصب بأذى فأخى حياً يرزق وبصحة جيدة. 

. وهذا هو المهم  

رجع المسكين يجر سلاسل الخيبة بأرجله يركل الصخور الصغيرة على جانب الطريق بغضب  موهماً ذاته أنها هى من قد تسببت فى تأخره … ففى آخر المطاف يجب أن يوجد من تسبب له بخسارة أخيه  حتى يغضب عليه فيرتاح قلبه  … كان يود لو لم تسرع عربة المغادرة أيمكن أن ينسى أخى شيئا هاماً فى الكوخ فيرجع ليراه فارى اخى  ؟ !!! …. … أيجب أن أنتظره هنا وقتاً أطول ؟ لعله يأتى ؟ هل سأرى أخى يوماً؟ …

By ساره عزت

ان لم ينعم الكاتب بالفائده والتعلُم من كتاباته فلم ينعم بالفائدة أحد

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *