هرعت بعدها إلى مخبأى فصداماتي كثيرة والقلب قد انقسم داخلي لم يطول انتظارى فوجدتك حبيبى تحمل أشيائك مقبلاً إلىً حسب الميعاد و إبتهاج وشوق إقتربت وتمتعت برائحة عنقى الذي تعطر بزيت الورود وقلت
رائحتك جميله كعادتك وانا مأسور كعادتى –
ابتسمت ونظرت لخطاب الإله ومفتاح الحياة وسألتك
هل يعرف سيدى فحوى الرسالة؟ –
لا أعلم لقد حلفتني أمي أن لا أطلع على ما فيها –
إذن خذها فضلاً ولا تفتحها قبل وصولك وأيضا مفتاح الحياة –
لما؟ –
ستعرف بمجرد وصولك فلا أمان لهم معي-
طبعت على وجنتك قبلة اخوية وشرعت بالذهاب بينما كنت تضع العهد بين أشيائك ولكنك تركت كل شئ فجأة وسحبت ذراعى
.بحنان و جذبتني اليك حتى التصقنا وقلت وهواء فمك يداعب شفتاى الرطبة بعتاب حانى
أهكذا تودعين حبيبك؟ –
كلا –
ولم أدر الا وأنا أسحب من بين شفتيك عبير الحب بشفتى ولم تتركنى من بين يديك إلا وقد إنتقمت لكل لحظات الفراق القادمة.
.بعدها خرجنا سوياً من مخبأى و وصلنا لمفترق الطرق وحان وقت الفراق همست بألم
أشتاقك سيدتي –
نظرت لك بعيون دامعه وقلت
صاحبتك السلامة-
ذهبت من أمامى ورأيتك تختفي بين البشر
وصلت منزلى بروحاً مهلهلة وقلباً كئيباً دلفت غرفة أمي
قلت بدموعى
من أنتِ؟ –
أجابت بجدية مستترة خلف الاستهتار
انا امك-
أريد حقائق –
عن أية حقائق تتحدثين؟ –
حقيقة كرسالة الإله حابى أو مفتاح الحياة أو حقيقه انكِ جدتى الآن أجيبي من أنا؟ –
أجابت مصدومة كمن يلفظ أنفاسه اﻷخيرة
هل تزوجتي؟ –
وهل تلك هي خدعتك الجديدة –
يبدو أنك قد فعلتيها كأمك كنت أرى عشقك للنهر من بداية طفولتك ابنتى. –
ماذا تقصدين ؟ا –
..هناك من يقول انها لعنه وهناك من يقول إنها بركة أن يختارك النهر عروسًا –
كانت امك مثلك تعشق النهر أحبت رجلاً وظهرت لها سيدة وأعطتها مفتاح الحياة تزوجت أمك من أبيك بعد مباركة الإله وسافر أبيك ليحارب أعداء كيميت لينقذ الشعب من براثنهم كنتِ أنتِ ببطن أمك وكان معلوماً لدى سكان كل المنطقة أن أمك عذراء مات أبوكِ بالحرب فكان الحل أن ادعى أن أمك تحمل مرضاً معدياً ولذلك فهي مفصولة عن البشر تلك الفترة. لأحميها من العيون وادعيت اني انا الحامل بكِ ووقت الولادة إدعيت أيضاً أنكِ إبنتي تمت ولادتك وتحسن حال أمك حان وقت اﻹختيار اما ان تنصاع امك لقراري بشأن إذاعة خبر زواجها وهنا سوف تكون غير مؤهلة لان تكون عروساً للإله حابى أو أنها تُصِر على أن
.تخفي الحقيقة أمام الجميع وتلبي دعوة الاله حابى لتنشر خيره بين الشعب اختارت امك الفداء مثل زوجها فى سبيل كيميت
رفضت انا وجدك هذا القرار حتى أننا اذاعنا بين ربوع المنطقة ننادي بقصة زواج ابنتنا وأنها لا تصلح للزواج من الاله ولكن كان الإله حابى قد أعصب عيونهم وأغلق آذانهم عن الحقيقه تزينت أمك يومها بأبهى الحلى وأغلاها كانت كملكة متوجة كانت
سعيدة بقرارها ارتدت أغلى وأثمن الأقمشة وتجهزت العروس للقاء العريس وقفت على حافة النهر وسط جموع غفيرة وكانت
.ممسكة بمفتاح الحياة تلبية لرغبتنا أنا ووالدها خوفاً عليكِ منه
.ارتمت أمك بالنهر وسط مراسم وصلوات دينية كانت الحشود تحتفل بعرسها وكنت أنا وأبوها نبكي الماً على فقدان أعز الأعزاء
حينها قررنا أن نحميكِ دفنت رسالة الاله ببيتنا وتركنا البيت وذهبنا لبيتاً جديداً حتى لا يقع الخطاب بيدك يوماً ولكنه جائك
.وسيختارك بعد إتمام الولادة
لماذا يختار الإله حابى امرأة وليست عذراء؟ –
السبب الأول أن عروس حابى يجب أن تكون جميله فكرياً وجسدياً وأن تكون مرضعة وهذا السبب يخفى عن الجميع –
.الا لعروس النهر وأهلها وزوجها
اما السبب الثانى فهو عدل الاله حابى فهو يعطى للانثى حرية اﻹختيار فإن قالت أنها متزوجة سيرفض الكهنة تسليمها له وإن قالت انها عذراء سيحتفلوا بالعرس لذلك يصر الإله حابى أن تكون تلك اﻷنثى متزوجة ولها خلف صالح يمتد لتكون خلفتك
.هي العروس القادمه ان اراد حابى.
إذن من أتت لي بالحلم و أعطتني مفتاح الحياة كانت أمى؟ –
.وزوجى هو من سكن في بيتنا القديم ومن وجدت الرسالة هي امه وأودعتها بيدي حتى تكشف امامك السر دون علم ابنها –
و ها أنا بعد اكتمال شهور حبلى والولادة أتزين كأمى وأودع ابنتنا كما ودعتنى أمى أذهب لعشقي فأنشر الخير ببقاع كيميت أعلم أنك ستسامحني سيدى فكلانا يعشق الوطن أكثر من عشقه لتلك الحياة الفانية فكما أن أبى ضحى بحياته فداءً الوطن وكما أنك قد سافرت تلبية لنداء الواجب فها أنا أقوم بدوري كعروسًا للنيل أنشر علمي وثقافتي وخير الإله حابى بكيميت تركت الرسالة
.لجدتى لتعطيها لك بعد رجوعك غانماً
.أدعو الإله حابى والإله آمون أن يحفظكم وأوصيك بإبنتنا الغالية خيراً وان تسلمها ما استلمناه
لك منى كل العشق
حبيبتك ميريت ميت
.ميريت نيت : أحد ملوك الأسرة اﻷولى وبالقصة فهي رمز لقوة المرأة
.حابى : إله النيل
.كيميت : اسم مصر قديما ومعناها الارض السوداء او الارض الخصبة