….هناك من هم لا يوجد لديهم شئ ليقدموه … فهم فارغون حد الالم
الفراغ كامرأه طلب منها زوجها فى احدى المرات ان يكون الغداء طاجن باميه بلحم الضأن …. فهمت الزوجه بكل نشاط وابتسامه متعبه
دلفت المطبخ قطعت البصل قطع صغيره وضعت السمن على القدر فوق النيران المشتعله شعرت بعينيها تحترق من رائحه البصل فدمعت عيناها ,وضعت البصل على السمن وعليها التوابل ملح وفلفل اسود, ورق لورا, قرنفل, حبهان, توم, وبعد تحمير البصل وضعت الطماطم المقطعه والصلصه ثم اللحم فور ان تم التسبيك وقرب السواء اضافت بعض المياه …. وبعد السواء وضعت الباميه مع اللحم ثم نقلت جميع المكونات فى طاجن فخارى قد تم حرقه من قبل بالعسل الاسود …. ووضعت قرن فلفل احمر فى النهايه مع بعض من التوم المطحون فزوجها يحبه هكذا ….
وضعت الطاجن فى الفرن حتى تنسجم المكونات سويا …. والى ان يحمر الوجه جاء دور الارز الابيض المفلفل ….. فجهزت هذا الصنف ايضا عندما وضعت الارز على السمن واخد الارز المظهر اللامع وضعت رشه سكر ومعلقه من الملح ثم الماء المغلى بحسب المعيار …. ثم تركت الارز للسواء على نار هادئه نصف ساعه واصبح الطاجن بوجه محمر جميل …. غرفت السيده الطعام لزوجها فى الصحن … وقدمت الطعام على المائده بعد ان غطته بطبق اخر ليحتفظ بحرارته اطول وقت ممكن ……..
جاء الزوج بكل حماس فهو سياكل الاكل المفضله من يدى زوجته الكريمه العطوفه …. ازاح الطبق العلوى …. فوجد الصحن فارغا!!!!
هتفت الزوجه كيف هذا!!!!
قال الزوج غاضبا: هل تستهزئين بى ؟!!!
اجابت: كلا البته لقد … لقد جهزت لك الطعام تعالى معى المطبخ وانظر
جاء معها دلفا المطبخ واذ ان الطاجن فارغ ولا يوجد ارز حتى ان البصل لم يتم تقطيعه !!!!
هذا هو الفراغ بعينه …….. بذل الجهد للعطاء دون وجود طاقه تُذكر!……..
أما الرجل فقد كان يحارب ليفلت من ضغط غريب وغير مرئى محاولا التملص دون فائده ويتذكر
أما الرجل فقد كان يحارب ليفلت من ضغط غريب وغير مرئى محاولا التملص دون فائده ويتذكر الديدان. يحاول بكل قوته ولكن دون فائده. فجأة توقف عن الصراخ إذ به يرى نسخه منه عندما كان شابا يافعا يقف أمامه. ذهلت عيناه فتح فاه وهو لا يصدق انه الان امام نفسه سابقا.
الشاب: اجلس من فضلك.
هدأ العجوز فجأة ونظر حوله بفم فاره وعيون مبهوته لا يصدق ما يراه. غرفة كبيرة أثاثها جميعه من ماده شبيهه بالالومنيوم, كان الضوء أزرق باهت . المكان به الكثير من التفاصيل المعقدة أسلاك بالوان مختلفه أضواء صغيرة تنير وتنطفئ متزامنة مع أصوات رفيعة تحدث نغما روتينيا مملا….كما أنه رأى شاشات كبيرة تعرض الأحداث معكوسة فاللبن لا ينسكب لكي ترثاه.
هناك لا تخشى الموت لأنه فى استطاعتك تاجيله او الفر منه, هناك حيث الرجوع للماضى لا مجال لكلمة ياليت أو كلمة مستحيل.
هو الآن في آلة الزمن التى اخترعها فى شبابه, وهو الان يجتمع بنفسه عندما كان شابا. هو الآن يقف أمام ماضيه وباستطاعته تغيير الماضي و المستقبل أنه يعرف المكان بتفاصيله يعرف فائدة كل زر و ضوء و صوت هو يعرف حتى كيف ومتى ولماذا قد استدعى نفسه الى هنا.
وقف بمنتهى الثبات والتحدي أمام شبابه وقفته المعروفة بوضع اللاعب الوقفة التي يقفها عند هطول الأمطار ولكن تلك المرة رافعا رأسه بتحدى غريب وتيقظ عظيم.
ثم قال بمنتهى العدائية ماذا تريد؟
أجابت نسخته الشابة بعدما اشارت له بيديه: انت تعرف.
رفع العجوز حاجبه: وشرع بالجلوس وأجاب: بدايه جيده لنقاش مهم.
– انا اذكى المخلوقات اتحكم فى مسار الأمور. ومازال لدي الكثير من الأفكار لافيد العالم.
الشيخ بهدوء: لقد اخترعت حبوب الابديه و آلة الزمن حتى انك قد اخترعت حبوب البعث من الموت. ثم رفع نبرة صوته أكثر و صدم يده الذابله على المنضدة وقال هل أعطيت تلك الأسرار لغيرك؟ حتى انك تبخل على أهلك بالفائده من تلك الاسرار.
= اريد الحياه وانت تمنعني.
– انت حى الان
الشاب بعصبية مفرطة: اريد ان احيا الى الابد.
– وانا لم أمت حتى الآن.
= ولكنك تذهب بهذا الاتجاه.
الشيخ محاولا التملص: انا الان اخذ حبوب الابديه كل ليله.
= تأخذها مغصوبا.
– الموت عدل ورحمة.
= الموت موت والحياة حياه.
– الحياة موت والموت حياة
= لا ارى ذلك.
-ستراه. ستراه عندما تشيخ, ستراه عندما تشعر بالملل عندما تشعر باللا مبالاة بالأشياء, عندما تدرك أنك لا تستطيع الانتعاش بشئ. عندما تضع المال والسلع في مكانتهم الحقيقية. عندما يموتون احبائك. عندما تفقد الشعور بالأمان.
= دعنى اعيش.
– اتركنى للموت
= لن أتركك تموت و ساتابع معك إعطاء حبوب الابديه. انت تستحق الحياه والتنعم لا تأكل من القمامة.
الشيخ باكيا: ارجوك اعتقني. ففى الموت عدل للغير ورحمه لى. انا الان بعمر ١٢٠٠ سنه الا تكفيك؟ اتركني ارجوك.
الشاب يقوم منتفضا و عصبيا يقترب من نسخته العجوزه يضع يديه على عنق العجوز ويقول وهو يتصبب عرقا: إن كنت شخصا آخر لكنت قتلتك منذ عصور فلكية قديمة. ولكنى مضطر لتحمل غبائك فإن قتلتك سأموت. لا استطيع تحملك اكثر من ذلك. انت ستأخذ تلك الحبوب و ستدخل المعمل وستواصل ابحاثك بدلا من التشرد بالشوارع انت ستنتج الاختراعات التي ستضمن لى المعرفة الكلية بكافة الأشياء. انت ستتابع كل ما امرتك به.
كان العجوز يتاوه يضم عينيه بقوه ليقاوم يده الشابة القوية. هو ياخذ الحبوب التى تجعله تعيش حتى انه وصل لسن ال١٢٠٠ عام يظهر بمظهر الستين ولديه قوة العشرين. قاوم بشده و تاوه. يده العجوزه تمسك بيده الاخرى الشابه يزيح يده التى تريد له الحياه بيده التى تريد له الموت.
يجز العجوز على اسنانه بعد أن فتح عينيه المترهله بعظمة وضعها صوب عينيه الشابة اليافعة. وقال بابتسامة تخرج من قلب الألم. ليس بعد الان.
أدرك الشاب ما يفكر به العجوز فمسك العجوز من ملابسه وأقامه من على كرسيه فانزاح الكرسى محدثا ضجة فأوسعه ضربا على وجهه أما العجوز فكان مستسلما مقهقها وهو يقول: لا تستطيع قتلى. فنقطة ضعفك الحقيقيه هى حبك للحياه.
توقف الشاب عن الضرب ومازال العجوز واقفا متهالكا قال العجوز وهو ينزف دما من وجهه المتورم ينظر بتحدى ووحشية باسمه الى نسخته الشابة ضاما يده اليمنى وهو يجز على أسنانه: حياتك بيدي.
فقال الشاب بصوت جهورى: وموتك بيدى.
فورا اتجه العجوز الى الازرار ذهب خلفه الشاب مناديا بغضب: ماذا ستفعل؟!
الشيخ بابتسامه استنكاريه: تعلم ماذا سأفعل.
الشاب وهو يتجه الى الشيخ: لن اسمح لك.
الشيخ يتحدى باسم: اقتلنى إذن.
= لا احتاج لذلك – اخرج الفتى من جيوبه حقنه مخدرة – هذه ستؤدي الغرض.
نظر العجوز إلى الحقنه, اسرع الى الازرار التي وراءه. فهجم الشاب على العجوز مد العجوز يده على الزر الذى سيقضى على كل شئ. حاول العجوز بكل قوته الوصول الى الزر قبل أن تصل الحقنه إلى جلده المجعد. حاول وحاول جازا على اسنانه ناظرا بعينيه المثابرة الحمراء المجعدة المتورمة اليه. ضغط العجوز على الزر فى الوقت الذى انغرست الحقنه فى جلد عنقه الرقيق.
وما ان ضغط على الزر حتى تحول جسده الى النحف الشديد ثم تضائل اكثر فاكثر ثم تحول الى هيكل عظمى ثم تلاشى وتحول لرمادا ومنه الى اللا شئ فى الوقت الذى بدأ يشيخ الشاب بالتدريج ثم بدأ يتضاءل وهو يقول بابتسامه السلام. الموت عدل للآخرين ورحمه لي.
عندها تحول جسده المتآكل إلى هيكل عظمى و منه الى الرماد ثم لاشئ. اختفت اله الزمن من الوجود فور موت العالم وأصبح لا وجود للحبوب الا فى المعمل المهجور اسفل اسافل الارض و الذي لم تمسه يد بشرية الى يومنا هذا. ومازال البحث مستمرا عن حبوب البعث وآله الزمن وحبوب الابديه.
خائفين من الموت رغم انه غريزة متناسين أهميته لانك عدل للاصغر والاكبر ورحمه لمن راى مباهج الدنيا و اعتادها!
الديدان. يحاول بكل قوته ولكن دون فائده فجأة توقف عن الصراخ إذ به يرى نسخه منه عندما كان شابا يافعا يقف أمامه. ذهلت عيناه فتح فاه وهو لا يصدق انه الان امام نفسه سابقا. الشاب: اجلس من فضلك.هدأ العجوز فجأة ونظر حوله بفم فاره وعيون مبهوته لا يصدق ما يراه. غرفة كبيرة أثاثها جميعه من ماده شبيهه بالالومنيوم, كان الضوء أزرق باهت . المكان به الكثير من التفاصيل المعقدة أسلاك بالوان مختلفه أضواء صغيرة تنير وتنطفئ متزامنة مع أصوات رفيعة تحدث نغما روتينيا مملا….كما أنه رأى شاشات كبيرة تعرض الأحداث معكوسة فاللبن لا ينسكب لكي ترثاه.هناك لا تخشى الموت لأنه فى استطاعتك تاجيله او الفر منه, هناك حيث الرجوع للماضى لا مجال لكلمة ياليت أو كلمة مستحيل.هو الآن في آلة الزمن التى اخترعها فى شبابه, وهو الان يجتمع بنفسه عندما كان شابا. هو الآن يقف أمام ماضيه وباستطاعته تغيير الماضي و المستقبل أنه يعرف المكان بتفاصيله يعرف فائدة كل زر و ضوء و صوت هو يعرف حتى كيف ومتى ولماذا قد استدعى نفسه الى هنا. وقف بمنتهى الثبات والتحدي أمام شبابه وقفته المعروفة بوضع اللاعب الوقفة التي يقفها عند هطول الأمطار ولكن تلك المرة رافعا رأسه بتحدى غريب وتيقظ عظيم.ثم قال بمنتهى العدائية ماذا تريد؟ أجابت نسخته الشابة بعدما اشارت له بيديه: انت تعرف.رفع العجوز حاجبه: وشرع بالجلوس وأجاب: بدايه جيده لنقاش مهم.الشاب بتعاطف لماذا تريد الموت؟ العجوز بابتسامة دهاء: ولماذا تريد انت الحياه الابديه ؟- انا اذكى المخلوقات اتحكم فى مسار الأمور. ومازال لدي الكثير من الأفكار لافيد العالم.الشيخ بهدوء: لقد اخترعت حبوب الابديه و آلة الزمن حتى انك قد اخترعت حبوب البعث من الموت. ثم رفع نبرة صوته أكثر و صدم يده الذابله على المنضدة وقال هل أعطيت تلك الأسرار لغيرك؟ حتى انك تبخل على أهلك بالفائده من تلك الاسرار.= اريد الحياه وانت تمنعني. – انت حى الان الشاب بعصبية مفرطة: اريد ان احيا الى الابد.- وانا لم أمت حتى الآن. = ولكنك تذهب بهذا الاتجاه. الشيخ محاولا التملص: انا الان اخذ حبوب الابديه كل ليله. = تأخذها مغصوبا.- الموت عدل ورحمة.= الموت موت والحياة حياه.- الحياة موت والموت حياة= لا ارى ذلك.-ستراه. ستراه عندما تشيخ, ستراه عندما تشعر بالملل عندما تشعر باللا مبالاة بالأشياء, عندما تدرك أنك لا تستطيع الانتعاش بشئ. عندما تضع المال والسلع في مكانتهم الحقيقية. عندما يموتون احبائك. عندما تفقد الشعور بالأمان.= دعنى اعيش.- اتركنى للموت= لن أتركك تموت و ساتابع معك إعطاء حبوب الابديه. انت تستحق الحياه والتنعم لا تأكل من القمامة.الشيخ باكيا: ارجوك اعتقني. ففى الموت عدل للغير ورحمه لى. انا الان بعمر ١٢٠٠ سنه الا تكفيك؟ اتركني ارجوك.الشاب يقوم منتفضا و عصبيا يقترب من نسخته العجوزه يضع يديه على عنق العجوز ويقول وهو يتصبب عرقا: إن كنت شخصا آخر لكنت قتلتك منذ عصور فلكية قديمة. ولكنى مضطر لتحمل غبائك فإن قتلتك سأموت. لا استطيع تحملك اكثر من ذلك. انت ستأخذ تلك الحبوب و ستدخل المعمل وستواصل ابحاثك بدلا من التشرد بالشوارع انت ستنتج الاختراعات التي ستضمن لى المعرفة الكلية بكافة الأشياء. انت ستتابع كل ما امرتك به.كان العجوز يتاوه يضم عينيه بقوه ليقاوم يده الشابة القوية. هو ياخذ الحبوب التى تجعله تعيش حتى انه وصل لسن ال١٢٠٠ عام يظهر بمظهر الستين ولديه قوة العشرين. قاوم بشده و تاوه. يده العجوزه تمسك بيده الاخرى الشابه يزيح يده التى تريد له الحياه بيده التى تريد له الموت.يجز العجوز على اسنانه بعد أن فتح عينيه المترهله بعظمة وضعها صوب عينيه الشابة اليافعة. وقال بابتسامة تخرج من قلب الألم. ليس بعد الان. أدرك الشاب ما يفكر به العجوز فمسك العجوز من ملابسه وأقامه من على كرسيه فانزاح الكرسى محدثا ضجة فأوسعه ضربا على وجهه أما العجوز فكان مستسلما مقهقها وهو يقول: لا تستطيع قتلى. فنقطة ضعفك الحقيقيه هى حبك للحياه.توقف الشاب عن الضرب ومازال العجوز واقفا متهالكا قال العجوز وهو ينزف دما من وجهه المتورم ينظر بتحدى ووحشية باسمه الى نسخته الشابة ضاما يده اليمنى وهو يجز على أسنانه: حياتك بيدي. فقال الشاب بصوت جهورى: وموتك بيدى. فورا اتجه العجوز الى الازرار ذهب خلفه الشاب مناديا بغضب: ماذا ستفعل؟! الشيخ بابتسامه استنكاريه: تعلم ماذا سأفعل.الشاب وهو يتجه الى الشيخ: لن اسمح لك. الشيخ يتحدى باسم: اقتلنى إذن. = لا احتاج لذلك – اخرج الفتى من جيوبه حقنه مخدرة – هذه ستؤدي الغرض.نظر العجوز إلى الحقنه, اسرع الى الازرار التي وراءه. فهجم الشاب على العجوز مد العجوز يده على الزر الذى سيقضى على كل شئ. حاول العجوز بكل قوته الوصول الى الزر قبل أن تصل الحقنه إلى جلده المجعد. حاول وحاول جازا على اسنانه ناظرا بعينيه المثابرة الحمراء المجعدة المتورمة اليه. ضغط العجوز على الزر فى الوقت الذى انغرست الحقنه فى جلد عنقه الرقيق.وما ان ضغط على الزر حتى تحول جسده الى النحف الشديد ثم تضائل اكثر فاكثر ثم تحول الى هيكل عظمى ثم تلاشى وتحول لرمادا ومنه الى اللا شئ فى الوقت الذى بدأ يشيخ الشاب بالتدريج ثم بدأ يتضاءل وهو يقول بابتسامه السلام. الموت عدل للآخرين ورحمه لي. عندها تحول جسده المتآكل إلى هيكل عظمى و منه الى الرماد ثم لاشئ. اختفت اله الزمن من الوجود فور موت العالم وأصبح لا وجود للحبوب الا فى المعمل المهجور اسفل اسافل الارض و الذي لم تمسه يد بشرية الى يومنا هذا. ومازال البحث مستمرا عن حبوب البعث وآله الزمن وحبوب الابديه. خائفين من الموت رغم انه غريزة متناسين أهميته لانك عدل للاصغر والاكبر ورحمه لمن راى مباهج الدنيا و اعتادها!
كان كل ليله يسمع صوتاً جاداً بارداً و ايضاً هادئاً وشاباً من مكبر الصوت يقول تصبح على خير والى اللقاء بعد الف عام وعام. يبتسم العجوز ابتسامة استهزائية ,يغمض جفونه المهترئه حينها يسمع الصوت يقول بجديه صارمه لا أرى في الظلام ولكنى اعلم بماذا فكرت و لماذا ابتسمت.
ينام العجوز …. تفوت الساعات فيحلم أنه يقف في مكان أخضر خصب وقت الغروب حيث جداول المياه تجري بين احضان الخضرة يرى الطيور النورس تطير بأجنحتها الطويله القويه ينظر بابتسامة إلى الشمس البرتقالية ثم يغمض عيونه ويتنفس بعمق مستمعاً للنورس يزقزق بصوته الحزين ومن ثم يرفرف من فوق رأسه فيسمع ريشه ويشعر بالهواء البارد الرطب يداعب وجهه الاجعد القمحي اللون كأنما حصل على مباركه الطليعه..
يفتح عينيه ثانية فإذ أنه لا يرى سوى السواد ويشعر بأيادى خفيه تمسكه بقوه وتسحبه إلى مكان مجهول في الظلام و يوقفوه فجاه ويضعوا فى فمه الكثير من الديدان البيضاء وهو يصرخ ويحاول التملص ولكن دون جدوى يخرج الدود من جسده ثانية دون ألم ويدخل مره اخرى ….. يفتح عينيه فجأة فى ظلام غرفته الدامس ويهمس باكياً بعد ان تأكد من أنه كان يحلم فيقول دامعا اتركنى فالموت عدل ورحمة.
اجابه الصوت الموت موت.
…… اجهش بالبكاء تابع نومه. وكان هذا يومه الذي يتكرر يوميا.
اما هذا الصباح فكان يتمشى كعادته فى الحديقه يتابع البحث في القمامة عن عقب سيجارة مازال حيا أو كوب من القهوة مازال به نقطة قهوه. وفجأة اختفى!
قال رجل لآخر هل رأيت ما رأيت؟
=بالطبع رأيت
– اذن انا كنت في كامل وعيي وأن ما حدث حقيقى لقد اختفى الرجل فإلى أين ذهب !!!
= أعلم هذا حدث غريب ومفزع حقاً!! ….
كانوا كل من فى الحديقة قد اقترب إلى موضع الحدث يتباحثون ويتحدثون عن ما قد رأيته عينهم ….
ثم قالت سيده سمينه وبيضاء: لقد حدث هذا بالتأكيد واختفى الرجل انا كنت
اسجل فيديو لابنى وهو يلعب انظروا لقد اختفى الرجل بالفعل!
بدأت اخرى عجوز بيضاء وبوجه مجعد وشهر ناعم ناصع البياض بالصراخ قائله بصوت متهتك وعالى لابد ان زمان الاختطاف قد بدا للتو يجب نتوب الى الله لنكون مستعدين !
وتلقائيا بدات الأطفال بالصراخ.
توافدت الناس على مكان الحدث وتعاظم الموضوع ووصل إلى الصحافة يُتبع.
يتمشى رجلا قد تجاوز الستين فى حديقه سان استيفن جرين وهى من اشهر الحدائق فى ايرلاندا (دوله الاوروبية). رجل طويل القامة ذو لحية متوسطة الطول بيضاء.
يرتدي بنطال أسود قد تغير لونه إلى اغمق درجات الرومادي بفعل الأتربة والطين، يختفي الجزء العلوى من البنطال وحتى الركبتين بقميص بنى اللون طويل. اما نهايته فكانت بشكل المثلث ورأس المثلث كان بجانب إحدى ركبتيه..
فوق هذا القميص يرتدى جاكيت جينز ذو غطاء للراس … ولا يغطى هذا الجاكيت شيئا من القميص إلا الجزء العلوي والى نهاية العمود الفقري، كان يرتدي دائما شنطة جلدية زيتية اللون متسخه يحملها على كتفيه باستمرار أما الحذاء فكان بوتا جلديا بنى اللون.
دائما ما تنبعث منه رائحة كريهة جدا, محنى الظهر باستمرار حيث أنه لا يستحم، يجول ظهرا بالحديقة فيرى الخُضرا والأشجار يمينه ثم الكراسى الخشبية، يجلس هناك فيغتسل بالشمس ويستمتع برؤية البجع الأبيض والبط يسبحان في البركة التي على الجهة المقابلة.
وعند الانتهاء من جلسته يكمل سيره إلى القمامة, ثم يٌخرج كوب قهوه بلاستيكى مُستعمل فيشرب القطرة الأخيرة منه، واحيانا كان يجد عقب سيجارة فيفرح خاصة ان كان هذا العقب ما زال متقد, وفى حالة أن كان منطفئ يشعله بولاعته الغالية الثمن.
و إن هطلت الأمطار فإنه يقف أسفل أحد المبانى ليحتمى بها واضعا يديه أمامه كلاعب كرة قدم سيستقبل ضربة حرة مباشرة خافضا رأسه إلى الأسفل منتظرا بثبوت توقف الأمطار, كان دائما يحدث نفسه وأن راه احد فانه يبتسم بتكلف و ينحني بخجل لمن رآه ولكنه يكمل سيره وفي آخر الليل يذهب الى منزله.
اما منزله فهو عبارة عن غرفه بها سرير ابيض نظيف تماما يقع امام باب الغرفه, على يمين الغرفة حوض و صنبور وفوق الحوض مرايه وقد حاوطتها لمبة نيون زرقاء اللون, على يسار الحوض دولاب صغير معلق ولا يحتوى الا على أقراص أدوية بيضاء مرتصه باغلفتها بشكل هندسي دقيق جدا.
أما على يسار السرير فيوجد دولاب للملابس بلون الخشب لا يستعمل غالبا بجوار هذا الدولاب يوجد المرحاض ومكان خاص للإستحمام. وأمام السرير منضدة بسيطة.
يدخل الغرفه يتجه بوجه عابس إلى الطاولة يفتح بحركة آلية علبة بلاستيكية اسطوانية شفافه وصغيره, يأخذ القرص من العلبه ويضعه على كف يديه، ينظر إليه بلا مبالاه ثم يأخذه بحركه سريعه محركا رأسه للخلف ثم يتجرع بعض المياه من كوب زجاجى نظيف. وبعدها يأكل طعاما من اشهى واغلى الاكلات وينام على السرير بعد أن ينطفئ النور اتوماتيكيا، يٌتبع.
ECOSYSTEM
Positive growth.
Nature, in the common sense, refers to essences unchanged by man; space, the air, the river, the leaf. Art is applied to the mixture of his will with the same things, as in a house, a canal, a statue, a picture.
But his operations taken together are so insignificant, a little chipping, baking, patching, and washing, that in an impression so grand as that of the world on the human mind, they do not vary the result.
Undoubtedly we have no questions to ask which are unanswerable. We must trust the perfection of the creation so far, as to believe that whatever curiosity the order of things has awakened in our minds, the order of things can satisfy. Every man’s condition is a solution in hieroglyphic to those inquiries he would put.
الان يتراقص المركب على احد ضفاف البحر الأحمر متزامنا مع أول شعاعا صباحيا للشمس… يحمل المركب على متنه شٍباك قد احتضنت عددا كبيرا من اسماك الناجل وبعض الكابوريا والقليل من الجمبرى والاستاكوزا
بجوارهم شابا فى اخر عقده الثاني ممددا على ظهره…اسمر البشره … اجعد الشعر … مفتول العضلات
واضعا إحدى يديه أسفل رأسه فتوسدها وبيده الأخرى يسحب نفسا عميقا من سيجاره كليوبترا…
يستمع الى عبد الحليم وهو يقول فى الراديو “وان لقاكم حبيبي سلمولي عليه…… طمنوني الأسمراني عامله ايه الغربه فيه” ……
الان هو يستطيع بخبرته التقاط الإشارة الكهرومغناطيسية لقربه من الشط ببضع الكيلومترات … يردد مع عبد الحليم بصوتا هادئا قد امتزج بصوت نعومه امواج البحر التى تداعب مركبه الخشبى وبعض طيور اللقلق المهاجره وحركة بعض اسماك الناجل التى شاركته ليلته بأكملها ….
فهو الآن يشعر بسعاده عارمه ينام على مركبه الخشبى المتراقص فى البحر …يستمع الى احب الاغانى القديمه التى تشعره بوجود ابيه جواره…. ينظر يمينا فيرى غنيمته بعد ليلة من العمل الشاق المتواصل …
“ينهى سيجارته ويغفل لدقائق لقد شاهد حلما بسببه تبدلت ملامح وجهه بعد ان كانت سعيده استيقظ فقال “ اللهم اجعله خير
ومن ثم قام من منامه القصير وفتح العمود الفضي والذى يحوى بعضا من الفول بالزيت الحار والبصل الأخضر والطرشى والعيش البلدى مرددا” بسم الله الرحمن الرحيم “ وشرع فى الاكل بشهية ثم احتسي كوبا من الشاى الكشرى الغامق الحلو المذاق وهو يستمع لأم كلثوم قائله “الليل وسماه ونجومه وقمره … قمره وسهره وإنت وأنا يا حبيبى انا يا حياتى انا”..
مثل أن اﻹرهاب لا يُمثل اﻹسلام ومثل أن الصليبيين لا يمثلون المسيحية كذلك سياسات البلاد لا
تُمثل شعوبها فوقت الحرب الكل ضحايا والأقلية دائماً هم من ينعمون بأموالاً اختلطت بدماء اﻷبرار
إن احداث تلك الرواية مئه فى المئه من خيال الكاتب
بإستثناء تلك التفاصيل السياسية والاماكن والبلاد فهى واقعية مائه بالمائة
ملحوظة الرواية منشورة الكترونياً وورقيا من دار كتبنا للنشر والتوزيع
إهدائى لك عزيزى القارئ فإقتنائك نسخه من روايتى الثانيه شرفا عظيما لا استحقه.. لذلك فشرائك لتلك النسخه هو دعم غير مسبوق لى كروائيه
أكتب روايتي وتتجسد الشخصيات التى صنعها خيالى بكلماتى … ﻷجدهم أول من قد تمردوا وثاروا على أحداثاً تمنيتها فارضين أهوائهم وطباعهم على رغباتى الهشة والسطحية
لأجد رواية أخرى.. رواية غريبة عنى!! لست على علم بها من الأصل!! … كما لو كان قد لمسني مَس ما بهم منقادة أنا خلفهم … أنقر دون إرادة مني تلك المفاتيح على جهازى الإلكترونى لأرى بالنهاية رواية مختلفة المعالم
!! عن ما أردت
فأجدني طيعة أمرهم و أشعر أنا بالذهول عندما أجدني ضيفة عليهم وكأنى لست أنا من قد هَم لاستضافتهم بقرارى كروائية
.. فأقرأ سطوراً أوجدتها أنا طواعية ﻷوامرهم بتواضع غريب!!نعم بتواضع فهم من عاشوها وقرروها
ﻷجدهم بنهاية الرواية يعرضون علىً أفكارى الباطنية و أهدافى و أعماقى و رغباتى الحقيقية العميقة فأبطال تلك الرواية يعرفونى أكثر مما أعرف أنا ذاتى و رغم أننى أنا من قد أوجدهم إلا أننى أشك إن كانوا هم فى الواقع من
!! قد أوجدني
سارة عزت عدلى
“النجاح يعتمد على التحضير فبدون التحضير سيكون الفشل مؤكد”
حكمة صينية
الفصل الأول
نسافر كلانا بآلة الزمن فنعود للقرن الثامن عشر ونقف الآن على قمة جبل أخضر بجوار كوخ السيد شانج والعائلة نرى الشمس وقد أشرقت
تتشقق خيوطها البيضاء مصطدمة بقمم جبال سماوية اللون وتكتسي تلك الدائرة الذهبية ببعض الغيوم البيضاء معلنة بدايه يوم جديد بل وحياة أخرى لنباتات قد كُتب عليها الوجود بأيدى أمهر الفلاحين الصينيين.
تفترش الشمس على سلالم خضراء جبلية أنشأها الصينيون بحرفية ودقة فيبدو الجبل كسُلم من اﻷعشاب الخضراء ومن بين تلك السلالم الخضراء تتساقط شلالات المياه لتروي كل درجة من تلك السلالم فتفيض لتسقط فتروى الطبقة السفلية … لتجد فى النهاية أنك أمام لوحة فنية ناطقة بأجمل التفاصيل التى تُسرى البهجة بالعروق فيقشعر الجسد رهبة لجمال خلاق يجبر الرائى على الابتسام وغلق الجفنين بهدوء للتنعُم بهواء بارد عليل
ينحنون جميعهم وعلى رأسهم تلك القبعات المصنوعة من نبات الخيزران( يشبه الخوص المضفر) بشكل مثلث قد انفرجت زاويته..
يمسكون بإحدى أيديهم حِزم من نبات أخضر ملفوفة بعود مرن بُنى اللون … ويغرسون بعضها باليد اﻷخرى بأرض قد امتلأت بالمياه وفاضت فتكون رُكَبهم قد غُرست أسفل الماء …يترنم بعضهم بألحان صينية هادئة ويغرسون ذلك النبات الذى سبق وتمت زراعته فى مكانا اكثر جفافا مسبقا ويدعوه المشتل
فتكتمل تلك الصورة الرائعة لمزارعي الأرز … فمن بين تلك المزارعات الجميلة شين .. فتاة لم تتعدى الخامسة والعشرون من عمرها … تشارك امها تينج غرز البراعم الصغيره فى الطين الذى اعتلاه الماء فأصبح كالبركة..
على مقربة منهم نرى شانج ذلك العجوز الأسمر النحيل الذى يحدثنا وجهه الذي قد امتلئ بخطوط رفيعة وعميقة بسكوت عن زمن قد ولى وفات بتلك الحرفة…. تمردت إحدى الشعيرات البيض والسود القليلة الطويلة على وجنتيه النحيفتان والتى ساد عليها الملمس الأملس للجلد بمنطقة الشارب والذقن ليصبح المتبقي من الصدغين أملساً تقريباً .. يرتدي تلك القبعة الخيزرانية المثلثة الشكل على رأسه ويتلفح ظهره بفرو سميك لحيوان ما قد تم اصطياده وقد فصل بشكل حرف (ال تى ) الانجليزى ليغطى ذراعيه من الخلف وظهره وصولا لاقدامه.
من الأمام يرتدى ذلك البنطال الطويل وتلك السترة المصنوعة من اﻷقمشة المرنة .. يقف على خمس عيدان سمينة وطويلة إنها عيدان نبات البامبو الطافي على سطح الماء كمركب بدائى الصنع يتوسط ذلك المركب البسيط قفة كبيرة مصنوعة من نبات الخيزران
. ويمتد أعلاها عود تميز بالطول والسماكة من نبات البامبو الطويل وقد علق عليه شبكة كشكبه كرة السلة
نرى طائر الغاق وهو يقف تارة على المركب وتارة يضعه شانج فى الماء ليأتى بالمزيد من اﻷسماك .. فطائر الغاق شبيه بالإوزة بلون البط هو صديق الصياد الصينى حيث أنه ينزل إلى الماء يصطاد السمك الكبير مبتلعاً الصغير لوجود تلك الربطة التي قد وضعها شانج بعنق طائر الغاق … فالسمك الصغير سهل البلع والسمك الكبير لن يتمكن من اﻹنزلاق بعنق قد أُحكم غلقه بتلك الربطة بذلك الحبل… وعندما يأتي طائر الغاق بغنيمته من أسفل الماء يجذبه شانج بعصاه الطويلة ويُخرِج السمك الكبير من فم الغاق
ويكافئه بأخرى صغيرة ويعيد الكرة إلى أن يحين الليل بسكونه وظلامه فيبدد شانج الظلام بشعلة نار تجذب المزيد والمزيد من الاسماك بنورها البرتقالى فيسهل الصيد بمساعدة ذلك الطائر النبيل.
أما شاو فهو اﻷخ ﻷصغر لشين يعشق ترويض الصقور حيث يذهب صيفاً بعد إنتهاء موسم حصاد اﻷرز إلى أعالى جبال مقاطعة جيلين الثلجية بشمال شرق الصين … فمنذ حكم أسرة تشينغ توارثت أجيال الصين تلك الثقافة وأصبح عم شاو يعيش مع الصقور بتلك المنطقة…. فترويض الصقور والرعاية بها يكمن فى صداقة قوية تنشاً بين الصينى والصقر فيدرب الصقر على الصيد وكانت تللك هواية شاو المفضلة بعد تقلص حدة العمل فى بلدة بانجين بمقاطعه لياونينغ بجنوب منطقةالشمال الشرقى للصين.
واﻵن وبعد يوماً طويلاً نجد شين بملابس الصين التقليدية …سروالاً زهري طويل مفتوحاً داكن اللون قد اُحكِمَ غلقه بحزام ستان زهرى فاتح اللون ذو ربطة بديعه بالظهر تجثو شين ببيتهم المتواضع المصنوع أيضا من عيدان نبات البامبو ولما لا وهو نبات قوى سريع النمو ومناسب لبناء اﻷكواخ القوية واﻷثاث بكافة أنواعه؟
البيت الصيني معماره يشبه الكوخ يتدلى أحياناً من أعلاه تلك اﻷعشاب التى تُضفى جمالاً
ساحرا للمعمار الصينى التقليدى …وجميع تلك البيوت تحوى فناءً صغيراً كان أو كبيراً أمام المنزل
تجثو اﻵن شين على وسادة أرضية وثيرة أمام تلك المنضدة القصيرة المستطيلة عليها شمعتين
. ليبددا ظلام الليل فى زمن بدائي لم يرى للكهرباء أية بوادر
فنرى ذلك الجمال الصينى الآخاذ لفتاة بيضاء بعيون مسحوبة واسعة سوداء و وجنتاها الممتلئتان و فمها السميك مبتسما تلك الابتسامة الهادئة الملائكية احتفالا بانتهاء يوما شاقا وبداية سكون الليل والراحة
شعرها الطويل اﻷسود اللون قد قرر أن يثورعلى تلك الربطة التى تضعها شين طيلة اليوم أثناء العمل بحقل الارز فينساب بنعومة على ظهر مستقيم
تنظر يمينها فتمتد يديها اليمنى من تلك اﻷكمام الواسعة فتمسك شين أكمامها بيدها اليسرى خشية من النار المشتعلة لتملأ ملعقة صغيرة مغروسة فى إناء نحاسي حوى أعطر حبات العطور فتأخذ البعض منه بتلك الملعقة الصغيرة وتضع فى المبخرة تلك الحبات على
. فحم قد سبق إعداده فيخرج ذلك الرحيق الرائع بشكل بخار الماء البرتقالى اللون كلون ضوء الشموع الذى قد بدد الظلام
تضع شين الملعقة مكانها ومن ثم تفرد راحة يديها وتقرب أصابعها ليتلاصقا وتمد يديها
للبخار المتصاعد لتزيحه بهدوء ﻷنفها فتستنشق ذلك العبير اﻵخاذ فتغمض عينيها فيظهر خطين أسودين بمكانهما و كأنهما قد نامام بسلام نشوة لتلك الرائحة الخلابة.
….شاو من العدم يأتي ويجلس مسرعاً بجوار أخته شين
.شاو شابا ًمراهقاً ناضجاً ذو فكراً راجحاً وعميق… كبريائه وذاته متضخمين إلى حد كبير
. هل إنتهت أمى من تحضير العشاء أنا أكاد أن أموت جوعاً-
.!!شين تلكم أخوها بكتفيه مداعبة إياه وهى تدّعى التذمُر : شاو لقد افزعتنى-
-لدىً سر سأبوح لكِ به-
ماذا؟-
أتعرفين ذلك المتعجرف يان؟-
. نعم أعرفه بالطبع إنسان شرير فاسق ومدلل-
. طلب أن يخوض معى سباق القوارب-
ماذا ؟-
. صه ! صوتك عالِ ستسمعك امي-
ولماذا قرر السباق معك ؟-
.لا أعلم-
-وهل تفكر فى قبول المنافسة ؟ بالفعل ؟-
! ولما لا ؟-
الويل لك إن وافقت على هذا السباق أنت تعرف أن والده كخالك.. تاجر-
. أفيون شرير
. إن وافقت أمي أن أفعل فسأفعل-
. تعلم أن أمنا لن تعارضنا بشئ وتقول النصيحة وتختفِ فجأة-
. نعم إنها أم مريحة-
. إذن قُل لها وﻷبى-
.سأقول بكل تأكيد-
..تأتِ تينج ممسكة ببعض اﻷطباق لعشاء سريع ومن ثم النوم لبداية يوماً جديداً
شين صورة من أمها تينج … ولكن الشعر اﻷبيض وبعض النمش و التجاعيد والسمنه كانوا قد أصبحوا وليف جسد تينج الكبير بالسن مؤخراً
.ويأتى اﻷب ويقول بتلقائية : عن ماذا تتحدثان
…شين : أبى يريد شاو منافسة
!!لم تُكمل شين جملتها حتى قاطعها شاو بجزم : شين
.سكتت شين أردف شاو قائلاً: أنه موضوع يخصنى وليس غيرى . وأنا من سيعرضه
.أجابت شين ببرود غير مكترث : حسناً … أعتذر.
شاو : لقد دعاني يان متحدياً أن أسابقه فى سباق الزوارق وأنا قد وافقت …ولكن يا أبى إن
. كنت تريد أن أتغيب فلك ما تطلب
شانج :أنت تعرف أنني لن أمنعك عن اﻹقدام لمنافسة كتلك … ولكنى أعرف حق المعرفة أن
والد ذلك الشاب المتعجرف هو تاجراً كبيراً للأفيون وله أتباع كُثر تحت إمرته …فأنا أرى الشر يقترب منك ولدى وأخشى عليك من هؤلاء البشر
تدخلت تينج تنظر إلى شاو متأثرة مما قد قيل
أنا أعلم أنك جيد بسباق الزوارق ليس لأنك جيد لهذا الحد فقط ولكن لأن يان أيضاً يفوز فى
تلك السباقات بالنفاق والكل يعلم هذا وأنت تعلم أنك ستفوز بذلك السباق أما أنا فى الحقيقة لست أعلم لما ستخوضه؟! … ولكن يجب أن تعلم أنت لماذا ستخوض ذلك السباق؟ … هل ترى هزيمة نكراء لك على يديه فأردت التحدى ؟ أم تريد اﻹستحواذ على ساحة إهتمام ممن حولك لأنك الفقير الذي قد تجرأت على تحديه وأنك لن تبطئ من سرعتك لتغذى غروره كالبقية؟ أم أنك ستخسر فقط لترضي غرور يان مثلهم ؟
….شاو يحاول متلعثماً أن يجد جواباً لكل تلك الأسئلة فيقول مبرراً :أنا
يقاطعه أبوه :أمك تسألك لتجيب نفسك بنفسك لا نريد أن نعرف جواباً …. فقط فكر….. وإن كنت أخشى عليك من أهدافك
.تينج : اذهب لغرفتك وفكر بنى ولك مباركتنا أياً كان قرارك . فقط افهم نفسك أولاً وافهم هدفك
.شاو: وقد شعر أن جميع أسلحة للإقناع باءت بالفشل: حسناً …. تصبحون على خير جميعاً
.شين بغضب بعد ذهاب شاو :كان يجب أن تمنعوه
.شانج : بين المشتل واﻵخر يجب ترك مسافة محسوبة يتخللها الهواء فتتنفس المشاتل يا إبنتي
شين باستفهام : ماذا تعنى والدى؟
.تينج : أباكِ يقصد يجب ترك مساحة حرية اﻹختيار ﻷخيكِ
شين وقد فهمت المغزى أكملت بثقة غاضبة: وأيضاً الزرع الضار يجب استئصاله حتى تكون المشاتل بصحة جيدة.
..تينج:لا نستطيع أن نستأصِل يان
.شين: ولكنكم تستطيعون أن تزرعوا المشاتل فى مكاناً أكثر نظافة أمى
…أشرقت الشمس مرة أخرى لتشع أملاً جديداً ملئ بالحب والسلام
وعلى فراشاً أرضياً ينام شاو… فهو شاباً وسيما ً … تسعى فتيات كثيرات ﻹرضاءه … ولكنه كان صعب المراس … بنيته القوية تضمن له الفوز بسباق أقل من العادى . إستيقظ شاو مع
.اول شعاعا للشمس قد تسلل لغرفته الصغيرة و قد داعب عينيه النائمتين على وسادته الممتلئة اﻷسطوانية الشكل
فرد شاو ذراعيه واستنشق هواءً لا يحوى بداخله إلا الثقه وقام ﻹرتداء ملابس الكيمونو
الرجاليه ثم جمع خصلات شعره المتوسط الطول بتلك القماشة المستطيلة فإشتد الشَعر للخلف ساحباً عينيه لليمين واليسار
خرج من منزله بعد أن تناول وجبة إفطار قد أعددتها شين مصحوباً بأدعية كثيرة من أمه
. لتعطيه الآلهة الحكمة والتريث
“إن إمبراطورية الصين السماوية لديها ما تحتاجه من سلع وليست فى حاجة ﻹستيراد سلع أخرى من البرابرة”
مقولة اﻹمبراطور الصينى شيان لونج عندما طلب منه الملك جورج الثالث توسيع العلاقات التجارية بين البلدين
الفصل الثانى
صباح جديد مشرق انهالت اﻷمطار طوال الفجر وحتى الصباح الباكر وقد روت قطرات اﻷمطار الوديان التى تنادى الماء منذ الموسم السابق …. وتتشعب كالشرايين لتروي سجاداً أخضر كالشلال على تلك اﻷدراج الخضراء يرى شاو ذلك المنظر التفاؤلى
. الجميل فيتحمس أخيراً لتلك المنافسة الغريبة التي يتشوق لها الجميع فالكل يعرف شموخ شاو غرور يان
المنظر بديع والسما تُبشر بقسطاً آخر من اﻷمطار والشمس لم تشرق بعد إلا بضوئها اﻷزرق
.الخافت فقط لتكشف ظلام الليل الهادئ
…..تبسم شاو واتجه مباشرة نحو الشاطئ
ليس عجباً أن تكون الصين بأحسن أحوالها اﻹقتصادية فإنجلترا هي المستورد الرئيسى من الصين … فالخير وفير من ثروة سمكية وزراعية وغيرها من الإحتياجات اﻷساسية …. وفرت الصين السلع لأنجلترا مقابل المال الكثير… حتى سالت الديون كالشلال على إنجلترا للصين … فقررت إنجلترا بيع اﻷفيون للصينيين عن طريق شركة الهند الشرقية التي سبق وزرعت اﻷفيون فى المناطق الوسطى والشمالية بالهند وتصديره للصين كوسيلة لدفع قيمة ديونهم للصين ….وكان والد يان وخال شاو أحد هؤلاء التجار الذين يتسلمون اﻷفيون من أيدى التجار اﻹنجليز فكانت تجارة مربحة لكليهما حيث تم تصدير أول شحنة كبيرة من اﻷفيون إلى الصين عام 1781م وقد لاقت تجارة اﻷفيون رواجاً كبيراً فى الصين وازداد عندها حجم التبادل التجارى بين البلدين وبدأت بشائر نجاح الخطة البريطانية فى الظهور إذ بدأ الشعب الصينى إدمان اﻷفيون! … وهذا ما دفع الإمبراطور يونغ تشينج فى عام 1829م بإصدار أول مرسوم فى العالم لتجريم استيراد المخدرات ولكن دون جدوى …وفي عام 1892م ذهب ممثل الإمبراطور إلى مركز تجارة اﻷفيون وأجبر التجار البريطانيين على تسليم مدخراتهم من اﻷفيون الذى بلغ 1000
. طن وقام بإحراقة فى إحتفالية كبيرة شهدها المناولون لهذا المخدر
ولذلك قامت حرب اﻷفيون اﻷولى عام 1840 : 1842 م… وبهذا أصبح اﻹنجليز فى علاقة مباشرة مع
.الفصيل الصينى
لم يكن جاك من مؤيدي سياسة بلدة إنجلترا كان شاباً وسيماً قوي البنية هادئ الطباع ذو مبدأ ومثل عليا … سحب والده منه كل السلطات السيادية فى إنجلترا وبدل منها تول جاك بعدها منصب عسكري صغير بالجيش الإنجليزي بعدما أعلن جاك تمرده على
. تلك السياسة
فأجبره والده على تنفيذ تلك السياسة بحكم وضعه الفعًال فى الجيش اﻹنجليزى فوجد جاك حاله مجبوراً على الوجود ببلد لطالما قد وجدها ضحية لأفكار خبيثة من مجموعة أفراد … يقال عليهم رجال السياسة الدولية … وهم بالواقع المتحكم الرئيسى مصائر الشعوب رغم قلة عددهم.
واﻵن تتلاقى النظرات فى السوق التجارى بالصين ..فجاك يراها ليست ككل النساء وهى تراه الجندى اﻹنجليزى المُحرم … رآها للمرة اﻷولى وهى تتعامل باحترام وابتسام مع جميع التجار وقد رأت طفلاً صغيراً يبكى باحثاً عن والده … تنبهت لصوت الصغير ذهبت صوبه ركعت أمامه باهتمام بالغ احتضنته وقبلته مسحت دموعه بمنديلها وقامت من سجدتها منتصبة تنظر
. يمينا ويسارا بلهفة لعلها تصل ﻷب الطفل .. لم تدرك أنه هناك من يتابع تصرفها وقد أجبرته عيناه أن تتسمر لتتابع أحداثاً نادرة الحدوث
!فالطفل من أبناء العدو اﻹنجليزى الذى يورد اﻷفيون للشعب الصينى … فكيف لها أن تساعد عدواُ ؟
..إختار جاك هذا الجندي اﻹنجليزى أن يذهب صوبها وسألها بلهجة صينية جافة
جاك :ماذا تفعلين مع هذا الطفل اﻹنجليزى؟
شين ببراءه: أعتذر … إن كنت قد تكلمت معه ولكنه المسكين يبحث عن والده فكيف لا أمد له يد العون؟
.. جاك: ولكنه إبن عدوك
شين : دعنا نعترف بمجموعة من المُسَلمات ..نحن بشر.. فى المقام الأول واﻷخير …وهذا طفل برئ لم يستبب فى الحرب القائمة بيننا وبينكم … وأنت أيضاً ووالده مهما كانت سلطته بالجيش الإنجليزي أعتقد لو خيرتم بين المجئ هنا للهو مع الموت أو النوم سالمين فى فراشكم وبلدكم ﻹختارتم اﻹختيار الثانِ بكل تأكيد.. فاﻷنسان يعشق الحياة ويمقت الموت بغريزته … ومن هنا
. دعنا نعترف أنكم ضحايا مثلنا لسياسات لم نُخلق إلا لكى ننفذها
… فنحن عبيداً للسلطة ولسنا مضحين من أجل الوطن فلا أحد يريد الموت لا أحد يريد الحرب
بُهت جاك عند سماعه تلك الكلمات شعر لوهلة أنه أمام المرآة فقال متعجباً :ألا تخشى العقاب ؟
شين: وما سبب الخوف ؟ إن كانوا أصلاً لديهم الوقت الكافِ ليسمعونى .. بالضرورة لن يجدوا الوقت لتلك الحروب فإما أن يسمعوا صوت الشعوب أو يسمعوا صوت ذواتهم….. فهم لا يسمعونى بأية حال… كما أننى لم أقل إلا مجموعة من القواعد المُسلم بها تلك القواعد المنطقية الغريزية التى يدركها هذا الطفل الصغير الممسك بيدى.
….فبكل تأكيد هذا الطفل يريد أن يرجع لإنجلترا بدلاً من التبشير هنا بالمسيحية مثلاً مع والديه
جاك بفضول باسم وسلطة رجل واثق وسيم: ما إسمك ؟
شين: لماذا تسأل؟
. بعد سكوت باسم أجاب مفكراً: أممم … لنقل أنك قد أثرتِ فضولى
شين : إذن إبحث عنه …. ثم اندفعت لتغيير مسار الحديث … هل تعرف والد الطفل ؟
.أجاب جاك: نعم
..أجابت مسرعة : معطية إياه يد الصبى :إذن إعتنِ به من فضلك …سأذهب بسلام
!! جاك مفكراً …سلام؟!!! أي سلام هذا لقد قلبتِ حياتى رأساً على عقب أيتها الفتاة
تركته و لوهلة تذكر ما غاب عن ذهنه تذكر أنه جندى إنجليزى وتذكر أنه يخوض حرب لم يؤمن بها يوماً تذكر خلافه مع والده أحد صناع قرار الحرب على الصين .. والذي أجبره على خوض تلك الحرب اللعينة تذكر كيف قرر فى قرارة نفسه أنه لن يطلق طلقة
واحدة على أحد من شعب الصين إلا لكي يحذره من طلقة خبيثة آتيه من اهل بلدته المجبورين على قتل الصينيين الذين لا حول لهم ولا قوة.
… غاب عن العالم للحظات ولم يتذكر إلا اللغة الصينية حتى يجد جسراً للتواصل مع من داعبت عينيه بالرقى واﻷنوثة مع من تلاقت مع أفكاره اﻹنسانية المتحررة…. لم يتذكر سوى قوتها الناعمة …فجأة أدرك مكانه…
.. فتعاطفت معه ذاكرته فتيقظ لهويته … فلوهلة قد توحد هذا اﻹنجليزى مع تلك الصينية.
الحب …. هل الحب سبباً ومبرراً كاف لتصرفاتنا أم نتيجة لها ؟ أعتقد أن الحب إن كان سببا ﻷفعالنا أصبح طفلاً مدلل ينقصه النضوج والقوة والثبات …. بعكس إن كان نتيجة …. فإن كان الحب وليد اﻹهتمام واﻹحترام و الثقة كان
…طفلاً بريئاً قوى الشخصية ..يعتمد عليه بأصعب اﻷوقات
ليكن الحب حقيقياً يجب أن يكون نتيجة لتلك الدعائم الثلاث اﻹهتمام واﻹحترام والثقة ….. وشين قد وجد بها جاك كل تلك الدعائم إنها تحترم اﻹنسانية وتهتم بها بثقة كافية حتى ولو كان اهتمامها غير مبرراً بل ومحل إتهام فتلك الشخصية هى التى لا تًترك فهى ستنمى أسرة يملؤها حباً صلب كالجبل أمام الشدائد بثقتها واحترامها
….. ناعماً كالرمال الدافئة وقت السلام بإهتمامها وحنانها
“إن حكمت نفسك تستطيع أن تحكم العالم”
مثل صينى
الفصل الثالث
.وصل شاو للشاطئ … فهمس يان إلى صديقته شير
يان : أليس هذا الشاب الذى قد طلبتِ منى منافسته و إدعيتى أن الفوز سيكون حليفه بالتأكيد ؟
. شير ببرود وحقد : نعم هو… فهو متغطرس جداً يتمنع عن النساء كما لو كان إمبراطوراً ما من رواية أسطورية
…يان وقد أدرك أن شير أرادت له السباق مع رجلاً قد رفضها
يان: أتعرض لكِ ذلك المُعدم؟
شير بدلال وقد أدركت أن نواياها قد كُشِفت : أردت فقط أن تكسرة أمام الجميع ليتعرف على
.خطوطه الحمراء التى لا يجب تعديها
….يان وقد أخذته الجلالة قال بصوتاً جهورى
.يان : إسمعوا يا قوم … من سيفوز بذلك السباق سيلطم منافسه ويتفل عليه
.هاجت الشهقات وتقاطعت من تلك ومن ذاك . أما شاو فظل صامتاً ابتسم ابتسامة الواثق المُفكر ليعيد حساباته
.رجع يان إلى شير وقال : أهدى لكِ فوزى حبيبتى
خلع شاو ملابسه ذلك السروال السميك فبرزت عضلات ذراعيه وجسده من أسفل تلك الطبقة
. الرقيقة من اقمشة بيضاء خفيفة شبه الشفافة
نظرت الفتيات المدللات عليه بإمعان … ونظر الشباب الثرى اليه بحقد …فقوة عضلاته نابعة
. من عمل جاد ليلاً ونهاراً وليست سباقات روتينية أقل ما توصف به أنها سباقات هشة سطحية
..خلع يان ثيابه فظهر بياض جسمه الذي اعتلاه الحمرة بعضلاته الواهية وجسمه الصغير فازدادت غيرته
… يان بنبرة يتمنى أن تبدو واثقة لسامعيها : أنصحك بالتراجع فالسباق قد حُسم قبل بدايته
شاو بثقه:بالطبع حُسم لصالحى …. فأنا لست واحداً من العاملين لديك ﻷجاملك وأهديك الفوز
… طواعية مثلهم وتذكر… أنك أنت من طلبت التحدى فلا تندم عندما أصفعك.
تصاعدت شهقات الفتيات عند سماع تلك التصريحات فمن ذاك الذي تجرأ وتعدى خطوطه الحمراء؟
…بدأ السباق
دخل كل منهم زورقه …. دخل يان زورقه المًجهز بأرقى التجهيزات ودخل شاو زورقه
.المتواضع الذى قد انهك فى كسب الرزق بحرفة الصيد كوالده
…دق الناقوس النحاسى لبداية السباق إستعد كل منهم وانطلقا
…يجلس شاو ببرود فى مركبه المتهالك
….يحاول يان بكل جهده الفوز بالسباق يجدف شاو بكل ثقه ويجدف يان بكل قوة
يقفن على رمال الشاطئ الفتيات والفتيان ينظرون بتأهب
… على الفائز فى تلك المسابقة الفريدة ففى هذا السباق يتنافس التكبر مع الكرامه
تجلس سيلين على مقعدها كالعادة فى غرفتها بجوار الشرفة تقرأ كتابأً قد وجدته بزنزانتها … دلف ديفيد إلى بيته بعد يوم
.عمل مرهق وطويل وصل إلى غرفتها والشر من عينيه يتطاير كالخفاش فى عتمة الليل
دلف غرفتها بدون سابق إنذار فإعتدلت سيلين فى جلستها المستخرية بفزع فعينيه لا تنبئ بالخير أبداً
إقترب من كرسيها وضع يديه على مساند الكرسى الذى قد تبقى لها فى هذا المنزل ليتحويها …. فإنحنى ببطئ
. وثبات إلى أن إقترب أنفه من أنفاسها وقال بعين صارمة وكلمات هامسة
جيوفانى: ما تفسيرك لما حدث اليوم فى الشركه يا زوجتى العزيزة ؟؟
نظرت له بعين قد إقتحمهما الرعب و تراجعت فجأة لتنعم بحنان كرسيها فتتهرب من قسوة ملامح قد حفظتها عن
.ظهر قلب ونظرت بتعجب حذر وخائف
سيلين:ماذا قد حدث يا ديفيد؟؟
صرخ بوجهها والشر يتطاير أكثر وأكثر تلك المرة لتندفع خصلات شعره السوداء على جبينه اﻷسمر المتعرق : أنا من
… يسأل هنا … أجيبينى
إنتفضت مذعورة وضعت يديها علىوجنتيها اللتان قد إعترتهن حمرة الخوف فنظرت بعيون باكية إلى اﻷسفل ….
وقالت ببراءة حقيقية دامعة :بالحقيقه لا أعرف عما تتحدث؟
زم شفتيه و قال جيوفانى: أمم: لا تعرفى …. سأقول لكِ إذن عزيزتى… ثم مسك إحدى زراعيها بقوة : …. رأيتك اليوم
تضحكين وتتسامرين مع مارك فى المكتب …هل تلك صداقه بريئة أم تودى لو كان هو زوجك؟.
ذهلت سيلين هل بالفعل يغار عليها ؟
فسكتت
-110-
فأردف قائلاً : من اﻵن فصاعداً لتكن أحاديثك ما قل ودل وإلا فسأحرمك من العمل و لن ترى يوماً جيداً فى حياتك … ثم
أردف بصوت صارخ: أسمعتى ؟
.إهتزت ر أسها باﻹيجاب وأعلنت الموافقه الخائفة
تركها جيوفانى وهى لا تدرك ماذا قد حدث للتو هل بالفعل يغار عليها أم يخشى خسارة مظهره اﻹجتماعى فهى لا تعلم بتفاصيل الجرح لا تدرى شيئاً عن تفاصيل مشاعره ؟
دلف جيوفانى غرفته: مازال قلبه ينبض بنفوان … قلبه قد أصبح ككتلة حديدية وأصبح صدره كقطعة القماش الهشة فشعر
. أن قلبة القوى يقتحم هذا الصدر الرقيق ليعلن ثورته على أحداث جارية
وسأل قلبه: لماذا أراك ثائراً أيها القلب ؟؟ هل أحببتها ؟ أجاب قلبه:لا لم أحبها قط بل أخشى أن تتكرر مأساة أنطونيو أنا
أنطونيو آخر وأعلم أنها مارى أخرى … تلك هى الحقيقة … هذه حقيقة مشاعرى …. أخشى الخيانة فهى أيسر شئ
.يقوم به النساء
.الخيانه تسرى فى عروقهن والحب لامكان له فى دنيانا بسبب اﻷنثى
مرت شهور على هذا المنوال كل منهم يعيش ببوتقته فى غرفته كل منهم لا يرى اﻵخر إلا أثناء العمل فقط أما البيت ما
…ماهو إلا فندقاً عاماً يتقابلا به صدفة وتتهرب العيون من التلاقى
فى العمل دائماً ما يجد جيوفانى عينيه تبحث عن سيلين هل سأراها اليوم ؟؟؟ هل سألمحها ولو لثوانٍ معدودة ؟؟
…فقط لثوانٍ ها هى سيلين
ها هى بالداخل مع أبيها فرصتى ﻷدخل اﻵن ﻷرى وجهها هذا اليوم .إشتقت لرائحة عطرها هل سأراها اليوم ؟؟؟ ولكن
…..عندما ترانى هى بدورها أتجنب عينها هرباً منها
.وتتهرب هى بعينيها بعيداً عنى بدورها أيضاً.
.بينما كانت سيلين مسترخية على أريكة غرفتها تقرأ كتاباً لتؤنس وحدتها
…قرر جيوفانى يوماً أن يطرق بابهاا فقط لتجاذب أطراف الحديث
نظر فى مرآة غرفته ساوى شعره اﻹسود الناعم وإقترب بوجهه الوسيم فى المرآه وقال: ولما لا أذهب سأكلمها سأشكرها
. على وجبتى الغداء والعشاء كل يوم ولمدة كبيرة وأنا لم أشكرها أبداً نعم فهذا كل شئ فالشكر واجب
-111-
توجه بخطوات واثقة إلى باب غرفته فتح بابه وتوجه إلى غرفتها وضع يده على بابها شرع فى قرع بابها ولكنه تراجع إلى غرفته مسرعأ عندما أدرك أن ما يشعر به ما هو إلا نزوة من نزواته وماهى سيلين إلا إمرأة شأنها شأن سيدات
. العالم فيجب أن يقاوم رحيقها وإلا تركته قتيلاً
كانت ذاكرته كالملك الدكتاتورى تلك النظرة التى أخذتها خلثه لترانى اليوم بالمكتب وعندما نظرت لها إنهمكت
. مسرعة لتنظر ﻷوراق قد غطت يديها
تسائل جيوفانى: يا ترى أخذتُ وقتاً من تفكيرها ؟؟ هل تكرهنى ؟؟وكيف لا تكرهنى بعد كل ما فعلت بها ؟
….مضت الليلة تلو اﻷخرى تشرق الشمس وتغيب ومازال القلبان يتسألان
…إلى أن جاء يوماً لم يكن فى الحسبان
لم يستطع بطلنا أن يواصل عمله بدون أن تمر الثوان بالتفكير بها لقد تمكنت منه … فهو لا يدرى ماهو شعوره الحقيقى
.لقد تزوجها فقط ليحمى ولى نعمته وأبوه الروحى من إبنته المتمردة
…تزوجها فقط ليضمن سلامة السيد أندرو
واﻵن هو يريد أن يبقى بجانبها!! فلا يدرى إن كان هذا حباً حقيقياً أم شهوة عارمة لشريكتة فى فندق؟
!!! كان يخشى أن تموت الزهرة هذه المرة ليس خوفاً عليها وإنما خوفاً عليه
أوليس هذا هو الحب ؟؟ عندما تخشى مشاعراً سلبية قد تمكنت مِن من تحب؟
فقرر اﻹبتعاد ولكنه أراد اﻹقتراب فما هذا التناقض ؟!!! فى النهاية قرر قرع باب مكتبها ولكن أوقفه صوتها الضاحك يتكلم
…فى هاتف الشركة سمع الحوار وتمنى لو لم يسمعه البته
.سيلين : نعم حبيبى بالطبع
سآتى فى أية ساعة ستكون متاحاً فيها فهذه اﻷيام لا أحصل عليك إلّا بالمناسبات فأنا لا أراك إلا وقت العمل ولا أجد
.الوقت الكاف لأجلس معك
ثم ضحكت ضحكة هادئة وقالت بجدية مصطنعة … نعم سييدى سآتى إلى المكان المعتاد فى تمام الساعه
بوست طويل لو مافيش مزاج تقراه افكسله من شويه وقت عدو كنت بتمشى فى جنينه لفت نظرى المنظر اللى فى الصوره ده ..كرسى حديد وباين عليه انه قديم حاضنااه جزع شجره لدرجه ان الكرسى الحديد طلع من الارض اللى محفور فيها ورجع لورا لو عملت زوم فى الصوره هتشوف ازاى الشجره حركت الكرسى الحديد اللى ثابت فى الارض …. وقتها فكرت مين فيهم طلع اقوى واصلب وكان المشهد اللى قدامى بيجاوبنى …. فكرت … وسالت نفسى ازاى الشجره الخشب طوعت الكرسى الحديد! … وكانت اول اجابه تيجى فى دماغى ان الحياه غلبت الجماد وقويت عليه …. طبقت الكلام ده على نقط الميه اللى بتحفر فى الصخره ولقيت برضو نفس الاسئله ونفس الاجوبه ..وقتها وصلت لحاجه مهمه اوى احيانا بنقابل ناس جامده فى مشاعرها قاسيه زى الحديد والصخره الناس دول ممكن يكونوا اخ، اب ام ،زوج ،زوجه، اخت او ابناء او غيرهم … القسوه دى تتعالج بحاجات كتيره بس فيه حاجه واحده بس ناس كتير وانا اولهم مش مجرباها وهى اننا عمرنا ما جربنا نبطل نفكر فى قسوتهم بينما ان كل اللى علينا اننا نسيب الحياه تجرى فى دمنا … بطلنا نغنى ونحب ونستمتع بالشمس وبالبحر بالسمك بيعوم فى الميه بطلنا نغمض عنيناو نستمتع بريحه الورد بطلنا نجمع قواقع من الشط او نشوف العصفور مش واخدين بالنا ان التفاصيل دى هتخلق جوانا حياااااه هتخلق حب وقوه تحمل هتخلق متعه تخش جوانا وتفيض على القساوه زى ما الشجره دى عملت بالظبط مع الكرسى الحديد …. جايز تقولولى انتى ساذجه وطيبه وهبله بس تخيلوا معايا لو كانوا اتنين واقفين مكانى من 30سنه فاتت مثلا وقت لما الشجره دى كانت برعم صغير فى الارض وجنبها الكرسى الحديد الثابت ده ياترى لو حد فيهم كان قال للتانى الشجره دى هتكبر وهتحضن الكرسى الحديد وتحركه من مكانه يا ترى كان هيصدق .؟ اكيد لا وانا اكيد ماكنتش هصدق غير لما شوفت بعينى. … … انا مؤمنه جدا بفكره ان المحبه اقوى من اى قسوه مهما كانت… بس مفتاح الانتصار هو الصبر وطول الاناه والاصرار على امتصاص طاقه الحياه من قلب الحياه علشان نعيش الحياه …