Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

الفصل الثانى والعشرون

أخذ  جيوفانى يفكر  فى خطة ليحمى السيد أندرو  وجد الخطة كمن يجد خريطة كنز درس الخريطة ليبدأ فى رحله

. التطبيق فيصل لمبتغاه 

…!!اتخذ قراره الذى لطالما كان يكره أن يقع فيه …. ولكنه كان قراره النهائى وهو الزواج من سيلين 

كان يدرك ديفيد أن سيلين ستسعى قريباً لتلك الحيلة عندما تتأكد أنه لا سبيل آخر لها و بهذا تعتقد سيلين أنه سيكون  قد    

..!!وقع في فخها دون أن تدرى ولا تعلم المكسينه أنها هى من قد وقعت فى الفخ  

لم يمر وقتاً كبيراً حتى أصبحت كل اﻷحداث تحت سيطرة جيوفانى وكان المُنفذ لكل اﻷحداث سيلين نفسها فهو لم يتغير 

… فى المعاملة  وها هى أيضاً تعامله بنفس التكبر وها قد بدأت مؤخراً بالقليل من الدلال 

..حينها علم جيوفانى أنها قد بدأت ختطها ﻹستمالة قلبه بدأ هو بالتالى فى خطته ليوهمها بإستسلامه لرحيقها 

كانت تتوهم الزهرة أن فريستها تشتم رحيقها ولا تعلم أن فريستها تلك المرة ثعباناً يلتف حول الفريسة ويضيق الخنق عليها ثم يقبلها بلدغته السامة والمميتة … نعم فما المختلف بتلك الزهرة ؟ بعض رحيق الكبرياء ؟؟؟ سيختفي قريباً على يدى       

. لن اكون أبداً الفريسة يا سيلين ولن يكون السيد أندور ضحية لكِ أو ﻷمك  

!هل تريدون أن تأخذوا أمواله وتعب عمره ثم تتركوه وحيداً ؟

  زادت تلميحات ودلال  الزهرة أدرك جيوفانى أن الخطة على أعتاب التنفيذ فقام بخطوته  والتف الثعبان حول الزهرة    .وطلب يدها من أبيها السيد أندرو واستقرت الزهرة بثنايا جسد الثعبان متوهمة بأنه قد فقد عقله برحيقها وملمسها  ولم تكن الزهرة اللئيمة إلا فريسة لبراثن وحش ومعتقده أن تلامس جسده بها استسلام واحتواء وكان فى واقع اﻷمر

. !استعداد للإلتهام  

 فاﻵن مازالت الزهرة تتمايل بدلال على سيمفونيات العزف ﻷشهر الموسيقيين متمتعة برونقها وجمالها فى حفل الزفاف     

 بالثوب اﻷبيض ولا تدرك أن الكفن يختار أيضاً للون اﻷبيض ليلتف به ….ها هى تتراقص الفريسة باﻷبيض للوحش 

!!إحتفالا بالتهامها    

….كان زفافاً  رائعاً كان حديث المدينة من مشارقها إلى مغاربها كانت الفريسة فى أبهى صوره لها 

-102-

….دلف الزوجين إلى بيتهم السعيد 

…!!وما أن أغلق الباب حتى أدركت العروس أنها  زهرة قد ماتت بالفعل 

 وقف ديفيد ينظر عروسه بنظرات طويلة باردة من أسفل وإلى أعلى  

.. دلف غرفته  وأغلق بابه عليه وبدأ خلع ثيابه بهدوء 

وقفت سيلين مذهولة مما يحدث فما هذا التغيير المفاجئ ؟ 

…ولكنها تصنعت البراءة واﻹبتسامة الطفولية كعادتها وذهبت تطرق الباب 

. ديفيد: تفضل

فتحت سيلين الباب بخفة

 ووقفت صامتة فرأت زوجها ممداً على الفراش مشبكاً يديه و واضعاً إياهم خلف  رأسه فبرزت عضلاته القوية حول 

.. وجهه الأسمر  فأربكتها وسامته

فقال بإبتسامة متحدية: سيدتى…. ها أنتِ ذا

هل تريد سيدتى شئ؟؟

….وقفت وتلك المرة لم تستطع إخفاء استفهامها من عينها 

أردف ببرود قائلاً : زوجتى زوجتى زوجتى لا تفزعى فهذا ببساطة أنا ….هل رأيتِ من قبل زوج يدعى على زوجته الجميلة ما ليس به ؟ 

..فأنا ببساطة أكره النساء 

وانتِ ِأنثى لذلك فأنا لا أحبِك  … ثم إعتدل ليجلس على الفراش كأنه يشرع في القيام ثم أردف ببساطة وابتسامة 

متحدية … وأنتِ 

.أ ن ث ى يعنى أنكِ أنثى … فبالتالى أنا أكرهك بالتبعية

 قام جيوفانى من فراشه فاقترب منها … نظرت سيلين له برهبة رجعت للخلف حتى أنها خرجت بظهرها من غرفته 

أردف بإبتسامه الواثقه :بالطبع ستسأليني لماذا تزوجتك إذن؟

…هزت رأسها سيلين بخوف بالإيجاب

فأردف بإبتسامة عدوانية  هادئة قائلاً: هل تعتقدين أني غبى ؟؟

-103-

….فظلت صامتة 

 إحمر وجهه ووإنتفضت عروقه وإحمرت عيناه و صرخ بقوة بوجهها القريب من وجهه وأكمل : أجبينى هل تعتقدين أني غبي ؟؟

.أغمضت عيناها ووضعت يدها على أذنيها وقالت بدموع: : لا 

فتابع بصوته العنيف :إذن  لماذا تسأليني عن سبب زواجى بكِ ؟؟؟

 نظرت إليه وعليها علامات إستفهام من  بين الدموع  

.. . وضع يديه على الحائط حول  رأسها و اقترب برأسه من رأسها حتى شعر بأنفاسها  

هل كنتِ تعتقدين أنني سأغفل عن سبب مجيئك من فرنسا  فجأة ؟؟-

هل كنِتِ تعتقدين بالفعل أننى قد صدقت أنكِ قد أتيتِ مشتاقة إلى أحضان والدك ؟؟ يالك من حمقاء أنتِ 

.  و(ثم سكت لحظات وأردف بصوت صارخ ) وأمِك

 وضع سبابته على رأسها وقال 

 هل كنتِ تظنين أنى أحببتك بالفعل يا غبية ؟-

.. لم تخلقِ بعد يا سيلين من تتجرأ فتخدعنى

هل تعلمى من أنتِ بالنسبة لى يا سيلين  أنتِ نسخة مجرد نسخة مصغرة من أمك بل مجرد نسخة من نساء العالم وهل 

. تعلمى شيئاً اًخر سأنتقم لكل رجال العالم من خلالك ستعيشين معى أسود أيام عمرك إلى أن أفك أنا حصارك بيدى  

 أردف بصوت صارخ ووجه محموم وعروق بارزة وعين تكاد أن تنفجر  ويداً مضمومة…… هل تسمعي بيدى يا 

.سيلين بيدى 

 ما إن سمعت سيلين كلامه هرعت إلى الغرفة المجاورة فبدأت تبكي 

….أما السجان  فصفع الباب فارتجفت اﻷسيرة على أثر صفعته 

…وبدأ نحيبها 

….ًأخذ قلب جيوفانى الشاب بالنبض الشديد وضع يديه على شعره  الأسود المنسدل على جبينه وظل مستيقظا 

Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

الفصل الحادى والعشرون

مرت أياماً وليالِ…تبعتها أيام وليالِ …لم تسافر سيلين إلى فرنسا بل كانت تتردد على الشركة أحياناً كثيرة تستأذن  

.بعفويتها المنطلقة الطفولية بطريقة صورية من ديفيد ( جيوفانى ) وتدخل لمكتب والدها السيد أندرو  

.لم يكترث جيوفانى لها  كثيراً فكانت آراؤه فى المرأة كالثوابت العلمية التي لا تحتمل الجداليات العقيمة  

فالمرأة ما هى إلا  زهرة ذو  رائحة جذابة .. سامة تقف مكانها لا يتحرك لها ساكن ولكنها تتمايل منتعشة بالهوا لتجذب فريستها  …. فتتجاهل تلك الفريسة ألوانها الجذابة . ولكنك حين تمر أمامها تتمايل مرة  تلو اﻷخرى فتقرر اﻹقتراب  لتمر  بجوارها…… رويداً رويداً تفقد السيطرة على أعصابك فتتنفس رائحتها الهادئة تنسحب من نفسك لتنعم بعطرها الطيب ثم تغمض عينيك وتعيش أحلاماً قد رسمتها  لك بسحرها فتغفو مبتسماً منتشياً برائحتها وملمسها  على وجهك … و فجأة تفقد السيطرة على عضلات قلبك المفتون فتموت ولا يظل منك  إلا جثة هامدة  وبجوارها فتعيش هى على بقاياك فتزدهر الزهرة أكثر

. فأكثر لتغو رجالاً آخرين لتعيش هى على بقاياهم  

 وإستناداً لتلك الثوابت قرر جيوفانى أن يقطف هو الزهرة فيمتلكها وعندما تموت به عشقاً  يرميها  فلا يموت متيماً بحبها   

. بل يقطفها قطفاً قبل ان يصارعه الموت كما فعلت أمه بأبيه 

لم يكترث جيوفانى كثيراً لوجود سيلين حتى بدأت التدخل  فى أمور الشركة كانت تتعامل بكبرياء مع الجميع  وكان هو  لا يأبه بذلك فهو يدرك قوته أمام ضعفها  ويعرف أنها ما هى إلا  زهرة متمردة ولكنه أيضاً قاطف ماهر لجميع أنواع  الزهور   

.  فلن تستعصي عليه زهرة  يوماً …. ولكنها ليست كباقى اﻷزهار إنها إبنة السيد أندرو ولى نعمته 

كانت تحاول  زهرتنا المتمردة المتكبرة سحب صلاحيات جيوفانى ولم يخف  ذلك على جيوفانى من الوهلة اﻷولى بل     

. !!رأى خطتها جيداً ولكنه تركها فهو يعلم أنه كالأسد الذى تركله هرة

. ويدرك أنها لن تستطيع أن تقف أمامه ولكنه تركها تعبث قليلاً 

-97-

 السيد أندرو مستلقياً على سريره متعباً لقد قرر أن يمكث فى البيت هذا اليوم لقد أفنى عمره و حياته فى العمل 

.والمشاريع وقد حان الوقت أن يترك الحمل قليلاً لديفيد

ولكن هيهات فلا يمر اليوم بسلام يا سيد أندور فقد أصر  ديفيد على نوال إمضاء السيد أندرو على بعض اﻷوراق الهامة التى    

.لا تحتمل التأجيل فجمع جيوفانى اﻷوراق وذهب بهم إلى بيت أبوه بالتبنى السيد أندرو

.كان البيت ذو طابقين بحديقة صغيرة

 دلف ديفيد إلى البيت كان على يمينه مكتب السيد أندرو كعادته جلس على كرسيه منتظراً حضور ولى نعمته  إلى أن  

 .يأتى إلى المكتب ..ما إن جلس حتى  رأى ظرفاً مفتوحاً وبداخله ورقة  وبجانبه ورقة أخرى مطوية  

.فتح الورقة المطوية بخارج الظرف فوجد خطاً منمقاً بيد سيلين وما أن بدأ بقراءة الورقة حتى إتسعت عيناه وإحمر  وجه

…وكان فحواها 

عمت مساءً يا أمى 

كل اﻷشياء تسير  وفقاً لخططتنا لقد ازدادت أدواري بالشركة وسوف يكون لى الكلمة اﻷخيرة قريباً ولكن هذا الديفيد يقف كالمسمار فى طريقى فلا أدري بعد كيف سأزيحه من الطريق فهو المخلص الوفى للكفيف الذي يدعى أبى …. كنتِ محقه يا أمى بشأن عودتى ﻷبى… فإن لم أرجع  لكان هذا الديفيد مستحوزاً على اﻷخضر  واليابس فأبى يثق به ثقة عمياء كعينيه !!!….. شكراً  كل الشكر للعم تشارلز … بلغيه تحياتى … ولكنى لا أعرف ماذا أفعل حيال ذلك ؟…. لا أستطيع أن اتهمه بأى تهمة حتى أزيحه من طريقى  فهومكاراً كثعلب  وحويط إلى أبعد حد…. وأخشى يا أمى  

.أنه لا سبيل لي إلا  بزواجى منه … حتى يزيد تحكمى فى الشركة تحت مسمى الحب  و الزواج  

.أمى لا تنسى هدفك الرئيسى من زوجك فأنا  وأنت نعلم جيداً أن الرجال لا أمان لهم  

إلى  اللقاء أمى                                                                                                

إبنتك سيلين                                                                   

كان  الذهول هو المحتل الرئيسى لمشاعر جيوفانى ما أن إنتهى  ديفيد من قراءة الخطاب حتى فتح الورقة اﻷخرى التى بداخل الظرف 

. وجدها نسخة أخرى وأكثر تفصيلاً 

. فهم أن الورقة الخارجية ماهى إلا مسودة ما قبل الكتابة ليس إلا 

-98-

سمع  جيوفانى صوت السيد أندرو يناديه من الطابق العلوى أسرع ديفيد وأخفى الورقة بسرعة الريح فى أحد جيوبه    

. صعد السلم بخطوات متثاقلة فهو لا يدرى ماذا يجب أن يفعل بتلك المسؤلية التى قد وضعت على عاتقه؟    

 حاول التماسك  ولم يلحظ السيد أندرو إلا القليل من توتره فسأله: ديفيد بنى هل أنت بخير؟ 

.أجاب ديفيد بإرتباك: نعم  سيدى أندرو أنا على خير ما يرام يبدو أنه القليل من أﻹرهاق  

.ثم أردف بإستفهام خبيث: أين الخدم حتى يعتنون بك؟ 

.فى أجازة باستثناء الطباخ خرج للتسوق لتحضير وجبة الغداء للغد –  

ثم سكت ديفيد لحظات مستريحاً  لفكرة  أنه  لن يراه أحد ثم تابع لكى يرتاح قلبه : وأين اﻵنسة سيلين؟ 

.قالت إنها  ستشترى بعض اﻷدوات المكتبية –  

. أريد منك معروفاً يا أبى  –

  وماهو ؟-

أن لا تقول لسيلين أننى قد جئت إلى هنا فأنت تعلم هى تبكتنى كثيراً  إذا قدمت لك أوراقاً للعمل فى ظل تعبك  –

.. ثم أردف ديفيد بروح الفكاهة

.ولن أستفيق أبداً من التوبيخ

.ضحك السيد أندرو  وقال  :مؤكد…لك ما شئت أين الأوراق ﻷمضيها 

مسك جيوفانى يد السيد أندرو  عدًل اﻷوراق ليطلعه على مكان اﻹمضاء … فالسيد أندرو  قد كان فى آخر اﻷمر يوماً مبصراً لولا زيادة نسبة السكر بالدم يوماً ما … فﻵن كل ما يحتاج إليه فقط من يدله على أول الطريق أما فهو فيحفظ الحروف   

ومازال يستطيع تخيل الورقة ومازال يتذكر الحروف ويعرف مكان اﻷقلام  فلماذا لا يكتب بنفسه؟فى مكتبه ؟ … فتلك 

.هى  واحدة من مهارات من قد سُلبت منه حاسة من حواسه  

..إنتهى اﻹمضاء 

إستأنف ديفيد الوقوف وأردف: أتمنى لك الصحة ودوام العافية سيدى هل تريد منى أن أحضر لك شيئاً ؟

.لكنى سأنام يا بنى فقط أغلق الباب خلفك واغلق الستائر  من فضلك لأستطيع  النوم-

خرج ديفيد إلى  الشارع  لا يدرى ماذا يفعل لقد  رأى بعنيه خيانة فتاة لا تتعدى ال 24 عاماً ﻷبوها كما أنها تخطط لكل 

.  الرجال وليس السيد أندرو  المسكين فقط 

….إزداد بداخله الغضب من بنات حواء وقرر اﻹنتقام  منهم  جميعا فى سيلين 

ولكن كيف ؟

-99-

هل سيوافقنى والدها إذا قدمت تلك الورقة  اللعينة كدليل فغالباً سينكر السيد أندرو كلامى  حتى لو ظهرت الحقيقة مثل الشمس في كبد السماء ففي النهاية هى إبنته التى لطالما بحث عنها ولطالما أحبها … وحتى إن قررت أن أواجهه بالحقيقة  سأسلب منه حلم عمره بأن يكون بجوار إبنته الغالية سيلين ؟

ولكنى يجب أن أحميه فما العمل ؟؟  

Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

الفصل العشرون

    نخطئ بالعمد كثيراً لنصل للهدف …. مبررين هذا الخطأ .. بالمثل القائل الغاية تبرر الوسيلة …. تتضخم اﻷخطاء ومن المحتمل أن نفقد السيطرة عليها….نتذكر هدفنا فنتعذى .. 

ولكن وقتها يتحكم القلق فى حياتنا فنصبح متربصين ﻷية مفاجآت قد تكشف كتاباً قد نُسِجت حروفه بدقة لتتحدث عن ما قد ارتكبناه نحن من أخطاء غير مغفورة!

عندها نخشى السراب ونجرى ولا مطارد خوفاً من الّا شئ !!!خوفاً من أوهاماً قد سكنت خيالنا فتمكنت من عقولنا

عندها نتيقظ وننتبه بخوف للهواء النقى الذى قد ينعش اﻷتربة فيكشف الصندوق المغلق على كتاب أسرارنا المكتوم المكتوب بخط أيدينا عندها يسهل العثور على بطل قصتها

محذرة بضياع كل ما قد وصل إليه صاحب الأسرار و كاتب الخطايا

 هذا بالتأكيد  هو شعور تشارز.. يخشى المجهول ويخشى أن يتحدا عليه اﻷخوان جيمى وجيوفانى فإذا وجدا إحداهما الآخر    

. ربما تبدأ رحلتهم لإكتشاف الماضى فتنكشف أسرار فكرسى البرلمان يستحق كل آثامه 

..وها هو  يكاد يصل إلى رئاسة البرلمان أيضاً  

… !!! لقد فرق بين اﻷخوين بحرفية وها هو يراقب جيوفانى مستخدماً تريز ثم السيد أندرو  وأخيراً سيلين

.دلف اللورد  تشارلز  لمكتب اللورد دانيال يمسك بيديه كأساً من الخمر المعتق  

..يشرع اللورد دانيال فى الجلوس ويقول  :  لقد تم المتفق عليه  

.اللورد تشارلز بثقة:  أعلم 

ولكن الحقير قد رفض الزواج بابنتى تخيل؟!  وﻵن كيف يمكن مراقبته وهو ليس تحت أعيننا  كما عهدنا ؟؟- 

.فى الحالتين لنا المكسب … حتى بعد رفضه لعرضك هو تحت أعيننا أيضاً –  

 كيف ؟-

ألم تطلب منه أن يهرب منك خلال يوماً واحداً ؟ وأنك لا تريد سماع إسمه ؟ –

.بالظبط-

.اللورد تشارلز بإبتسامة خبيثة : إنه فعل ما قد أمرته به وغير اسمه  لنيكولاس أيضأً  

إن كان  قد غير مكان إقامته هذا معروف إنه سيفعل ذلك بدافع الخوف وإنما لما قد يغير إسمه ؟-

قد إشتريت زمة بعضاً من أصدقاءه ليقنعوه بالخطر الذي أوقع نفسه به وبالفعل أقنعوه  بفكرة  –

.تغيير إسمه    

 وكما توقعت آتى جيوفانى بالفعل لأخوه وسأل هؤلاء اﻷصدقاء عن أخوه ولم يجد إلاّ التضليل فقد  بحث بالطريق

.. الخطأ واﻵن أقول لك بقلب يعمه السلام   

.لقد نجحت خطتنا يا دانيال  

ا-ولكنك كيف علمت يا سيد تشارلز بشأن زيارة جيوفانى تلك؟

-94-

لدى من يساعدنى يا أخى لدى آذاناً  وعيوناً  بكل مكان ولكن هذا ليس هو المهم …. المهم ما قد حدث عندما حاول أحدهم قتلك- فهذه الحادثة وتضحية جيمى حدثت فى الوقت المناسب لقد أعطتك التبرير الكافي  والمنطقى لتكافئ جيمى … وإن لم تحدث هذه الحادثة  ولم يقف جيمى بهذا الموقف البطولى لكانت مكافئتك  اﻵن يحوم حولها الشك …  بالطبع هذا بصرف النظر  إننى كنت أثق فى طريقة عرضك و كنت ستجد كل الطرق المقنعة حيث أنه من سلالة ماثيو …وقتها سيكون من المنطقى أيضاً عرض عروضك المغرية عليه  من باب الشفقة عليه لكى يرحل

. (من هنا  تابع تشالرز بخبث)  …خصوصاً أننى أعلم أن ابنتك سوزى  تكن له معزة خاصة     

….نظر له دانيال بنظرات اﻹمتعاض والخوف  

نظر تشارلز فى عيون اللورد دانيال بثقه وبلغة  التهديد البارد: ألم أقل لك أنني أملك عيوناً  وآذان فى كل مكان؟ 

….إبتسم دانيال إبتسامة خائفة مترددة ثم  أخذ رشفة من كأسه أكمل  تشارلز  

: إن تمت خطتنا بشكل جيد سنعيش بأمان وسوف أحافظ على الكرسى البرلمانى ﻵخِر يوماً بحياتى … خلال هذه-   

.السنه سأصبح رئيساً  للبرلمان ولا أريد أى تشويش على سمعتى   

. نعم سيدى-

Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

الفصل التاسع عشر

أحياناً يفصلنا عن الهدف خطوات ساعات بل ونكاد أن نلمس أحلامنا بأيدنيا نعيش فى أرض اﻷحلام ونحن فى الطريق اليها

 نستسلم لخيالات رائعة وآمالًا بديعة وبعيدة المدى  لنحقق ما قد تمنيناه طوال أيامنا وفجأة نجد أن كل أحلامنا خراباً كل أحلامنا سارباً فنشعر بالجنون كالطفل الذى يحاول  الوصول لمبتغاه و يفشل عندما يُسحب منه ما قد تمناه رغم كل الجهد المبذول  للوصول 

فى الطريق  إلى حلماً عاش جيوفانى من أجله  تأتى الخيالات ذهاباً وإياباً تارة يتخيل أخوه بين أحضانه ويمزحون ويأكلون   

.سوياُ وتارة يتخيل دموع الحسرة على أعواماً قد مضت بحثاً عن أخيه  

…. ها هو جيوفانى يذهب بطريقه إلى البلدة تتسابق أفكار قلبه وعقله مع الزمن فالقلب متلهفاً لرؤية أخيه واﻷفكار الوردية   

…. تجتاح خيالاته الرائعة اﻵن يعيش وينسجم بل ويتفاعل مع خيالاته فتبتسم شفتاه بأمل عاش من اجله سنون طويلة 

ها هو يقف الحصان و تقف عربة قاومت ﻷميال طريقاً وعراً لتصل لتلك البلدة  المتواضعه ينزل جيوفانى بأمل طفلاً صغير 

تظهر عليه علامات الترف والعزة يرتدى حلته الرسمية السوداء وهذه القعبة الطويلة الشامخة تُبرز بذلته السوداء  مدى

… قوته وترفه وأيضا وسامته يلتف حوله بعض من سكان القرية متسائلين

!! لماذا ترتدى هذه الملابس يا جيمى ؟ –

تنفرج أسارير جيوفانى : فيقول : أنا لست جيمى أنا أخوه توأمه جيوفانى أين أستطيع أن أجد أخى ؟؟ أين منزله ؟

 يجيب رجلاً : أأنت أخو جيمى لطالما بحث عنك أخوك …. لقد رحل جيمى  فجاًة يا ولدى هو  والسيد كارلوس وإبنته هيلين

… ولا ندرى  إلى أين اتجهوا

تذهب السعادة تذهب اﻵمال وكل اﻷمنيات …تختفي اﻹبتسامة من وجه جيوفانى : ماذا !! ماذا قلت ؟؟ ألا تدرى إلى أين ذهبوا؟ 

.يجيب الرجل : ولا أى أحد يعلم يا بنى لقد رحلوا دون حتى كلمة وداع واحدة.

وكيف علمت انهم قد رحلوا؟-

. أصدقاء جيمى هم من أشاعوا ذلك فى القرية-

-91-

وأين أصدقائه أتستطيع أن توصلنا  ﻷحد منهم؟-

.ا- بالطبع تفضل

ذهبا جيوفانى وجاك ﻹيجاد خيطاً جديداً للوصول ﻷخيه و بائت كل مجهوداتهم بالفشل فلم يستطيعوا الحصول إلا على   

المعلومات المضللة بحث جيوفانى وجاك وراء معلوماتهم الخاطئة فلم يجدا شيئاً سوا أحلاماً ذهبت كالغبار فى

. مهب الريح وعندها  قد كان اﻷوان قد فات لملاقاة أخيه

…. ازداد جنون جيوفانى عندما تذكر  إستقبال سكان القرية على أنه جيمى فتأكد أن جيمى كان هنا  !!…  لم يستطلع أن يشف غليله فقرر السؤال عن البيت الذى سكنه جيمى ذهب كمن يذهب إلى متحفاً أثرياً قديماً  … هذا الضيق  الذي قد امتلأت به عيناه  تلك الرهبة التى سرت بداخله فأخذ يجر أرجله  لينظر بحسرة من شرفة الكوخ على بيتاً  قد سكنه 

.أخوه …أعواماً وأعوام قد مضت …أعتقد انه هنا نام …وهنا جرى وهنا مشى 

.شعر الشاب بالحسرة الشديدة  والغضب… لف يديه على أسياخ النافذة الحديدية أسند  رأسه على يديه يتذكر حياته مع جيمى … يتذكر كيف كانوا يلعبون ويضحكون ضحك جيوفانى فور التذكر فبكت عيناه وصر على أسنانه البيضاء فظهرت وسط الظلام … ازدادت قبضة يده على الحديد تمنى لو كسر اﻷسياخ لعله يدخل الكوخ ويرى أخيه ولو لمرة أخيره فقط !!! بكى إختلطت دموعه بعرقه المتصبب لتعكس ضوء قمر يبرز ملامح اﻷسى والغضب العنيف والحسرة على كل ساعة قد مرت فأخرته عن ملاقاة أخيه … لعل طوب اﻷرض كان هو سبب تعسر السير لساعات فلم ألحق بأخي فى آخر أمل لي لعلنى أسرفت وقتاً فى هندامى أمام المرآة لعلنى ملعون وكتب عليّ الحياة بدون أخى الحبيب جيمى  …مسح جيوفانى دموعه بقوة استفاق من غيبوبة ألمه وقال بخاطره ولكنه بخير حال ولم يُصب بأذى فأخى حياً يرزق وبصحة جيدة. 

. وهذا هو المهم  

رجع المسكين يجر سلاسل الخيبة بأرجله يركل الصخور الصغيرة على جانب الطريق بغضب  موهماً ذاته أنها هى من قد تسببت فى تأخره … ففى آخر المطاف يجب أن يوجد من تسبب له بخسارة أخيه  حتى يغضب عليه فيرتاح قلبه  … كان يود لو لم تسرع عربة المغادرة أيمكن أن ينسى أخى شيئا هاماً فى الكوخ فيرجع ليراه فارى اخى  ؟ !!! …. … أيجب أن أنتظره هنا وقتاً أطول ؟ لعله يأتى ؟ هل سأرى أخى يوماً؟ …

Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

من فضلك ضع تعليقا ان اعجبتك الرواية يهمنى رايك

الفصل الثامن عشر

يجلس السيد دانيال على مكتبه الفاخر بقصره العريق   

….سوزى تقرع الباب

أهلاً بمدللتى الغالية إجلسي –

.لقد طلبت رؤياى يا أبى  –

بالفعل قد فعلت –

.أريد  أن  أناقشك فى موضوعاً  هاماً 

. تفضل يا أبى     – 

تعلمين أن جيمى قد أنقذني من الموت فهذا الصبى أثبت ولائه لعائلتنا كما أننى قد بحثت عن أصوله  –      

…وجدت أن جده السيد ماثيو فهو من أصول عريقة ولكن الزمن قد تلاعب بهم قليلاً 

فلن أجد أمان مع أى شخص على أموالى إلا مع شخص مثل جيمى وها هو قادم اليوم ظهراً لإستلام مكافئته الغالية

. وأريد أن أستفسر عن رأيك 

.أعتذر يا  والدي ولكنى لا أفهم  –

أرى أن زواجك من هذا الشاب سيعود علينا بالفائدة الكبيرة  فهو شاب وسيم  ذو أصول عريقة موثوق بها كما   –  

. أنه قد أثبت ولائه لعائلتنا كما أن أعمالى بفرنسا تحتاج لمن يتابعها لذا أقترح أن تعيشوا فى فرنسا بعد الزواج فما رأيك؟ 

. كما تريد يا أبى –

.سيناتور دانيال بإبتسامة خبيثة : أرى أننا متفقان 

خرجت سوزى مسرعة من المكتب ركضت صعدت سلالم القصر الخشبية الطويلة وصلت لغرفة نومها لا تدري إن كان تنفسها قد 

انتعش بقوة  نتيجه صعود الدرج مسرعة  أم تلك هى سعادة  قلبها العاشق؟ 

تركت جسدها الجميل يهوى على فراشها طارت خصلات شعرها اﻷنسيابى اﻷصفر  ترسم لوحة فنية لأمهر الفنانين

: على فراشاً بلون البنفسج وقالت بذهول سعيد ويديها على فمها   

.!!!!لم أكن أتخيل يوماً  أن إرتباطنا سيكون بتلك البساطة  

-82-

…سكت صوتها فنظرت بكبرياء فى السراب ولم يتوقف تفكيرها الطبقى   

فلطالما تساءلت كيف سيحقق جيمى النجاح الكبير حتى يصل  لمستوى عائلتى  ويتزوجنى ولكن جيمى بتصرف  

..واحد إستطاع  أن يزيل كل العقبات كما أنه من سلالة عريقة 

ليس كهيلين التى ولدت فقيرة من صياداً  للسمك مقلماً للأشجار فجيمى  والده أمير هندى فى اﻷساس وأمه ماري إبنه    

. ماركيز ماثيو الرجل البرلماني المعروف أما هى فإبنه صياد فقير 

حقاً كيف تختلط أنساب اﻷغنياء بالفقراء كيف يقترن اسمها باسمه فمهما كان يدللها في النهاية سيتزوج من تتكافأ معه  

.إجتماعياً وحتى إن رفض مكافأة أبى له بزواجى منه سيجبره أبى على فعل ذلك فلا مفر أمامه إلا الزواج بى 

نعم سيتزوجنى أنا… سيتكلم معى أنا… وليس غيرى… سأستمع لصوته  وأرى كل يوم  وجهه الوسيم على فراشى أضع 

 أناملى لألمس هذا الوجه الوسيم  وأتمتع برؤياه وأتمتع بدلالي عليه آه يا جيمى لو تعلم كم  أحببتك وكم أغار عليك 

من  الحقيره هيلين

 فى كل مرة كنت أراك معها  كان يحترق قلبى بداخلى كم كنت أتمنى لو أكون أنا هيلين ولو لمرة واحدة حتى أننى  

 كنت أراقبك من بعيد وأنت تقف بثقة على الدرج  ببنيتك القوية وظهرك المستقيم  تمسك هذا المقص القوى لتقليم  

.  اﻷشجار بجبروت وكأنك تنتقم من الزمن الذى وضعك بتلك الحالة الرثة

كنت أرى ملامح وجهك المتصبب عرقاً الغاضب ولا تمد يدك ولو لمرة لتمسح عرقك وكأنك تأبى أن يخفف عرقك أحداً 

…سوى الملعونة هيلين وذراعك القوية البنيان بتلك العضلات التى تربت فى قصرنا من طفولتك وحتى الشباب 

…كم أود لو كنت آتى أنا إليك بمنديل ﻷمسح عرقك 

 ولكن هيهات فهذه مهمة هيلين الملعونه فمنذ طفولتها  كانت تأتيك بكأس المياه الباردة والمنديل لتمسح عرقك بلغتوا 

..سوياً وأصبح كل ما تقوم به معك عادات لك ولها 

لماذا يحق لبعض البشر أشياء لا تحق لغيرهم ؟… لماذا لم يحق لى  أن آتى أنا  إليك بكوب الماء البارد ولماذا لم يحق       

 لى أن أبلل  أنا وجهك المتصبب عرقاً كهيلين ؟ 

-83-

منذ الطفولة كنت أرها تبتسم لك وتبتسم لها كنت أراكم  أحباباً صغار كنت أراها تضمك ببراءة وتلعب معك وأراك أنت 

..أيضاً تمسح دموعها وتدواى جروحها إذا سقطت أرضاً فجرحت أثناء اللعب 

 مرت اﻷيام والشهور والسنون وأصبحتم أكثر تكلفاً فى علاقتكم….. ها أنت تنظر لها بشكل مختلف تلمس وجهها بتردد انقطعت عن إحتضانها أثناء  اللهو …أحببت محبتك لها… أحببت تلك النظرة التى تجتاح عيونك عندما تراها 

… وتمنيت لو كانت لى أنا ..كنت أٌقول كثيراً لما لم أكون أنا هيلين 

 ها هو حبكم كالنار المتقدة مكمورة أسفل الحطب لم تظهر بعد إلا للعاشقين أمثالكم قررت أن أخطط حتى أنقذ ما

.. يمكن إنقاذه وأفوز بك  

أما اﻵن فلن أحتاج إلى التخطيط…. أثق أن هيلين ستتمنى أن تكون سوزى هذه المرة ولكن هذا غير ممكن بالطبع لن 

…  تستطيع أبداً

تلقى جيمى الدعوة فعاش بخياله  ﻷبعد مداه فتخيل أنه يطلب من اللورد  دانيال أن تتم معاملة هيلين بإحترام

. أثناء أداء عملها  

..هو لا يدرى أن تلك الزيارة ما هى إلّا طريق شديد ااﻹنحراف عن المسار الطبيعى 

….. دلف جيمى مكتب اللورد دانيال وكانت هذه المرة اﻷولى التى يعتب  فيها جيمى ساحة القصر  

كان جيمى بملابسه المتواضعة التى حاول قدر المستطاع ان تظهر بكل الرقى بنطالا اسود وقميص ابيض فضفاض كما انه قد وضع بعض الزيوت على شعره الاسود يقف أمام مكتباً من خشب اﻷرز  بلون خشبى يسوده بعض الحمرة تداخل معه الألوان البنية المزركشة بالورود وخلف هذا المكتب القيم  الستائر البيضاء أمام النوافذ الكبيرة التى تنتشر من خلالها أشعة الشمس البيضاء تنتفخ الستائر بالهواء لتغذو  مقعد المكتب بحنانٍ وهدوء لتبعث املاً جديداً بقلب جيمى فهو يجول بخاطره ترقية قد تغير حياته للأفضل وبها يستطيع أن يعيش هو و هيلين وأيضاً العم كارلوس حياة مرفهة وسيتزوج من فتاة 

.أحبها وأحبته   

زاغت عينيه فى أركان الغرفه وأخذ يدور ويتأمل جمال المكان فتذكر قصره القديم ظهر عليه القليل من الحزن  وما أن 

… إسترخي ليتذكر أيامه ويتحسر عليها حتى دلف اللورد دانيال بصوته اﻷجش فالتف جيمى منتبهاً إلى اللورد دانيال 

.أبدى جيمى إحترامه بإبتسامة  راضية واثقة  لم يُخف عنها الشموخ رغم سنوات الشقاء محيياً : أهلاً سيدى

. أهلاً جيمى –

أشار سيناتور دانيال  بيده  الممسكة  بالسيجار  لجيمى بالجلوس على مقعد كالعرش  تغطيه أجود اﻷقمشة

… الحمراء كالقرمز والذى لا يقل أناقه عن مكتبه  

.اللورد دانيال : تفضل  

…جلس جيمى بإحترام  

-84-

فنظر اللورد  دانيال إليه بوجهاً فاحص خالياً من اﻹبتسامات من فوق نظارته الفضية ثم قال: شكراً لك يا بنى على

. تضحيتك من أجلى

. هذا واجبى سيدى-

ما فعلته ليس واجباً وإنما نابع عن أصل عريق وقلب طيب …. فمن يمكن أن يؤتمن على إسترليني واحد هذه اﻷيام؟؟-

… ضحك السيد دانيال فابتسم جيمى بالتبعية

. أما أنت فقد  أثبت أننى أستطيع أن ائتمنك على أغلى اﻷشياء لدىّ وأقيمها –

.جيمى ينظر له بأملٍ كبير وإبتسامة حائرة ويفرك يديه بهدوء ثم أجاب  : أشكرك لهذا الشرف سيدى 

.ا- لم يجئ وقت شكرى بعد يا بنى لقد قررت مكافئتك  

سأجعلك المسؤول عن جميع أعمالي ومشاريعي  فى فرنسا  وستعيش هناك  وستكون أنت وكيلى بكافة أعمالى هناك و أنا   

.من سيعلمك كيف تقوم بأعمالى وذلك بصفتك زوجاً  لإبنتى سوزى    

.ما إن سمع جيمى هذه الجملة اﻷخيرة حتى إختفت إبتسامة شفتاه من هول المفاجئة 

.ها ما قولك بنى ؟؟ لا أعتقد أنك كنت تتمنى يوماً مكافأة كهذه –

 بالطبع سيدي …. هذه مكافأة كبيرة عظيمة جداً بالفعل … سكت لحظات ثم-

. أردف قائلاً بثقة وإحترام بالغين قائلاً: ولكنى أعتذر لن أقبل هذه المكافأة

!!اللورد دانيال  الذى كان يدعى إنه يفحص أوراقه نظر إلى جيمى بنظرة شديدة الصرامة وتابع بذهول  : ماذا قلت ؟؟

…. جيمى ابتلع غصة بحلقه وأردف بثبات : آسف سيدى لا يمكنني أن أقبل مكافئتك ف

!فقاطعه اللورد دانيال بإبتسامة مرتعشة غاضبة: هل ترفض الزواج من إبنتى بالفعل ؟  

.جيمى: آسف سيدي ولكنى أحب أخرى 

!نظر إليه اللورد دانيال والهدوء الغاضب المبتسم يكسو عينيه : هل تتمرد على  أوامرى قفط  ﻷنك تحب أخرى؟ 

.نظر إليه جيمى بكل هدوء : آسف سيدي

  ضم سيناتور دانيال يديه غاضباً وقال بصوت منخفض مهدد : إليك ثفقتى يا ملعون بما أنك قد أنقذتني من الموت فلا      

يجب قتلك ولكنك ستختفى خلال يوماً واحداًَ  من البلدة ولا أريد أن أسمع إسمك فى جميع القرى والنجوع المحيطة ولو على سبيل الصدفة حتى أن اضطررت إلى تغييره فهذا لا يعنينى بالمرة واﻵن أمامك يوماً واحداً للرحيل وإلا سأقتلك…واﻵن أخرج ولا ترينى وجهك مرة أخرى ولو مصادفة .. أتفهم ؟  

   …. أى قدرٍ هذا !! فى اليوم ظهرت فيه نيران الحب من بين الحطب وتصارح اﻷحباء بمكنونات عشق تمكنت منهم   

. خلال أعوام اﻵن  تُحاكى ضدهم مكيدة شريرة

…ما  إن سمعت سوزى  صدى أقدام جيمى تقترب من الباب  المكتب حتى خرجت مسرعة إلى الحديقة 

خرج جيمى من المكتب وأغلق الباب بكل إحترام خلفه مبتسماً إبتسامة هادئة مستهزئة لقد تحولت أحلامه  إلى كابوساً حقيقياً … كان يبتسم من سخرية الحياة…ساخراً من سذاجته قائلاً  أمن الأسد تتوقع شهداً يا غبى ؟؟

-85-

خرج جميى وهو خال الوفاض واضعاً يديه بجيوب بنطاله بتلك الإبتسامة  الساخرة  ووجهه ناظر أرضاً حتى أوقفته 

.سوزي بغضب بالغ

.جيمى إنتظر –

..جيمى يرفع وجهه ويقف فجأة منتبهاً 

لماذا رفضت الزواج بى؟ –

.ﻷننى أحب هيلين –

..هيلين …. تلك  البكماء-

.قاطعها جيمى بحزم: ورفع سبابته محذراً  وآمال وجهه امام وجهها وقال بهدوء : أحذرك يا سوزى بالتلفظ بأى حماقات عن هيلين أمامى أتفهمين؟ 

إلى هذا الحد تحبها ؟-

هيلين هى تراثى فى تلك الحياة هى سبب فرحى هى عزائى فى أرض الشقاء لم ولن أحب فتاة –

…كما أحببتها 

 سوزى تدمع وتبدأ بالصراخ الباكى: لماذا؟لماذا تفضلها عنى؟

إندهش جيمى واتسعت عيناه 

….أردفت سوزي : لماذا تحبها بهذا القدر ما الذى تتميز به تلك الحمقاء عنى أنا أحببتك أكثر منها بكثير أنا

…- حسناً يا سوزى سأقول لكِ –

 لا أعلم لماذا  أحبها فعندما نحب لا ندرك  وعندما ندرك لا ندرى لماذا ..هذا هو الحب  ببساطة …فقط نحب فقط نشعر بأن الحياة قد أعطتنا شخصاً يستحق الحياة  والموت ﻷجله وهيلين هى حب عمرى مسحت دموعي بأناملها أعطتني من   

عنبها تعرفت على تفاصيلى تشاركت معى كل دقائق حياتى حتى توغلت داخلى وتوغلت داخلها فإمتلكتنى

. وإمتلكتها ولا مفر من اﻹستمرار      

تريز بيأس: وأنا؟

. عفواً سيدتى لا أدرى من تكونى  –

.تركها جيمى هائماً فى بحر أحداثاً حدثته عنه عشقه ﻹمرأة قد أحبها  قلبه بصدق

أحياناً نرى التضحية لذّة  عندها تختلف المعانى الحقيقية للأسماء وننتشي بتضحيتنا من أجل من ضحينا لأجله لندرك كم أحببناه وكم 

قد توغل هذا الحب فينا 

ها هو جيمى يرفض عرض بالملايين يرفض حياة رغدة مؤمنة مدى الحياة فى فرنسا  فقط ليبقى مع الحبيبة  لقد   

.كان فرحاً بمكافئته فقط ليسعد حبيبته هيلين ويعتقها من عبودية سوزى لها والآن لقد تحددت الصورة أكثر وأكثر

 دلف جيمى الكوخ وجد العم كارلوس جالساً على الأريكة الخشبية المغطاة بالصوف المزخرف بالألوان الزاهية وها هو

… يصلح شباك الصيد فى ضوء الشمس النهارى   

.سمع صوت الأوانى من المطبخ فعلم أن هيلين قد تفرغت ﻹعداد الغداء 

-86-

…ما  إن دلف جيمى الكوخ حتى سمع صوت كارلوس بأملٍ كبير 

.كارلوس: هااااا ما هي مكافأتك يا  جيمى أشرِح قلبى 

.جيمى بإبتسامة وهو يشرع فى الجلوس بجواره : سوزى وتولى أعمال السيد دانيال فى فرنسا

..ما إن سمع كارلوس هذا الكلام حتى شرع فى الخروج من الكوخ 

..هكذا  إذاً ؟؟؟!!! تهانينا يا ولدى-

.جيمى بإبتسامة بلهاء: إنتظر يا عمى 

ولكن ليس من مجيب فقط خرج كارلوس فهو لا يستطيع تأدية دور اﻷب السعيد ولا يستطيع أن يكتم حزنه فكم كان يتمنى أن تكتمل حكاية حب قد بدأت منذ الطفولة تحت رعايته وتمنى لو استمرت إلى الشباب ثم الكهولة  ولكن

!!  هاهو جيمى يتخلى عن هيلين أمام أول منعطف يالها من خيبة امل حقيقة 

…خرجت هيلين مسرعة من بين أوانيها 

. وقفت أمام جيمي الذي ارتسمت إبتسامة بلهاء على وجهه الوسيم الواثق

نظر جيمى أمامه فوجد هيلين بعودها الطويل وملابسها البيضاء  التى تكسو جسدها  كعادتها فأشرقت كالملاك أمام عينية  

 شعرها اﻷسود الطويل  قرر أن يغطى ظهرها بينما أبت خصلات شعر جبهتها من السقوط على عينها كالعادة

.. مانعة  إياه بشريط ستان أبيض خفيف    

وهاهى تقف أمامه كجندى  وسيماً مسلحاً بملعقة طبخ كبيرة الحجم بيديها تود لو استطاعت أن تلقنه درساً

.. بملعقة ازدادت حرارتها أثناء الطبخ  

عينيها غاضبة عجزت هيلين أن تتكلم بفمها هذا الدرب جديد عليها الذى لم تعهده بعد فقررت أن تتكلم بصوت سكوتها كعادتها  ناظرة  له بكل معانى الغضب قائلة بعقلها … هل بالفعل تبتسم ﻷنك ستتزوج سوزى ؟ .. 

.  أخفى جيمى إبتسامته اعتدل فى جلسته ونظر لها بجدية وفضول وقام من مجلسه وشرع فى اﻹتجاه إليها  

ماذا؟-

. أتمنى لك حياة سعيدة –

!!هل حقاً تتمنى لى حياة سعيدة  –

إن كنت أنت من اختارها فلما لا أفرح  ﻷجلك؟ –

أهذا أكثر ما تفعلينه للدفاع عن حبك؟-

 إن  لم تدافع  أنت عنه كيف لى أنا أدافع أنا عنه ؟؟-

….هيلين …. أنا. –

-87-

… قطع كلامه ونظر لها بحزن تعتريه إبتسامة ساخرة

ولما أقول لكِ عما حدث وأنتِ حتى لم تقررى أن تدافعي عن حبك؟ –

. ترفع هيلين وجهها بينما يشرع هو بالخروج من الكوخ ويعطي لها ظهره

هيلين بلهفة دامعة : قل لى ماذا …. ماذا حدث؟ 

…رفع جيمى وجهه فجأة منتبهاً للسؤال  قائلاً فى ذاته: نعم  نعم لقد  سألتنى  

جيمى ينظر بمفاجئة يصاحبها إبتسامة  أمل : هل بالفعل تهتمى لتعرفى ؟؟

هل تشك حقاً أننى لن أهتم ؟؟-

:  أجبينى هل تهتمى ؟؟-

 نعم نعم نعم أنا أهتم هل ستتزوجها وتتركني ؟؟؟ هل ستتركني ؟؟؟-

إقترب جيمى وصل إليها وفجأة أصبحت أنفاسها تلفح وجهه الأسمر  :  قبل وجنتيها …أخذها بين ذراعيه رتب بقوة على   

.  ظهرها وقال كيف شككتى بحبى لكِ….. يا بلهاء…..…. شككت ؟!!!لقد رفضت….. بالطبع 

سقطت الملعقة من يديها وهى تكاد أن تسقط أرضاً بين يديه فقد ذابت بين أحضانه وهو قد إنفجر بحبه  الغاضب

… منها ومن شكوكها 

..كارلوس بصوته الجهورى : جيمى 

أفاق جيمى من سكرته بحبها ترك هيلين بهدوء لينتبه لحياة تدور حوله  والتفت إلى العم كارلوس بحسم فركضت

.. هيلين إلى غرفتها مسرعة 

نزوغ من أحب الأحباء فى صخب الحياة تنقطع اﻹتصالات وعندما نكون فى مكاناً ما  نشعر بالحيرة أنذهب من مكاننا هذا لعلنا نجد من أحببناه هناك ؟ أم نظل فى أماكننا لعله يأتى اﻵن أو بعد غد.. عندما نقرر اﻹنتقال فلا ندرى أن  كان من نحبه يقترب من مكان وجودنا فنظل على أمل جديد وألم فراق قد اعتدناه عندها نتمنى لو نمتلك آلة الزمن لتحدثنا عن المستقبل حتى نتفادى الفراق الذى نحياه

. أريد هيلين زوجة لى  –

. أنا أحب هيلين وأريد موافقتك على الزيجة يا عمى 

كارلوس بحزم :وماذا عن وعدك للورد دانيال؟ 

  لقد تركتنى يا عمى بدون أن تستمع لى قد إستمعت فقط لكلامى عن عرضه ولكنك-

!!  لم تستمع لردى.. لقد رفضت عرضه   

. إذن لك موافقتي بنى ….   فقد كنت أتوق لتلك اللحظة منذ سنوناً طوال –

.انفرجت سرائر جيمى وأردف  بجدية  قائلاً : ولكننا سنحتاج أن نغير مكاننا وتغيير إسمى أيضاً يا عمى

ولماذا؟ –

دانيال يهددنى إن لم أصل إلى أبعد بلدة ممكنه خلال يوماً واحداً مع تغيير إسمى سيعثر علىّ ويقتلنى ﻷننى قد-

.تجرأت ورفضت الزواج بابنته 

-88-

!!هيلين : هل هددك بالقتل 

.إن لم نتحرك من هنا ليلاً … كما إننى مضطراً لتغيير إسمى حتى يصعب العثور علىّ-

كارلوس : وإلى أين سترحل ؟؟؟ 

…   سنتزوج أنا وهيلين ونسافر  جميعاً وسأغير إسمى إلى نيكولاس  –

.كارلوس: يبدو أنك قد خططت لكل شئ 

.جيمى: لقد فكرت كثيراً بعد إستشارة بعض اﻷصدقاء منذ ساعات 

ولكنى أرفض الزواج فى القرية فإن علم  اللورد  دانيال بالعرس من الممكن أن يعتبر هذا تحدياً له فلم يتردد  – 

.وقتها فى إتخاذ إجراءات لا تحمد عقباها لذا سيتم الزواج  بعد السفر

.نعم  يا أبى معك كل الحق –

.هيا يا إبنتى إستعدى للسفر سنرحل غداً –

.نظرت هيلين بإبتسامة  حماسية وهرعت  للإستعداد  وعند الفجر بدأت  رحلة جيمى بإسماً جديداً وحياة غير معهود 

ولا يعلم المسكين انه ضحية خطة بشعة ليبتعد عن أخوه مسافات ومسافات ولا يعلم أنه يقطع خيطاً أخيراً  قد نُسج

. بثوب الأمل

Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

ان كنت من متابعين الرواية ارجو ترك كومنت من اجل الاستمرار

الفصل السابع عشر

تستيقظ هيلين فجاءة بحلق مبحوح كالكثير من المرات جلست سريعاً على فراشها شعرت بخنق فى حلقها وضعت يدها 

.على رقبتها شعرت بقلبها يخفق كما لو كان يستيقظ من بعد موت هرعت إلى غرفة جيمى بخفة و بلباسها اﻷبيض   

… أضاءت شمعة بجوار فراش جيمى بهدوء  

…جلست بجواره  على فراشه فهو بالكاد يتحرك بندرة منذ يومين. 

…كان جيمى يعطى ظهره للباب 

…وضعت يدها على ركبتيها 

ثم نظرت بحزن وقلق على جيمى وجدت يدها تتسحب بخفة إلى  وجه المجروح  النائم 

فإسترخت بجوار جسداً قد أعطاها ظهره وأخذت تمشط شعره بأصابعها  

….وبدأ كلامها   

جيمى أنت لا تسمعني اﻵن …. ابتسمت ….وهذا الوقت المناسب لى كى أتكلم…… أتريد أن تعرف بماذا شعرت عندما كنا  عند(شجرة الكستناء) في تلك الدقائق التي ضممتنى بقوة فيها؟

 فى ذلك اليوم شعرت بخفقة قوية بقلبى إعتدت عليها عندما كنت أراك..  تمنيت لو أننى أظل بين أحضانك بقية عمرى   

 ولكنى هرعت بعيداً وقتها وقد كان قلبي يعتصره الخجل و يقتحمه حبك كالسهم كانت قدماي ترتجفان وكأننى

. طفلة صغيرة لا تعرف مبادئ السير اﻷولية  

توقفت بعدها فجأة ووجدت يداي ترتجفان شعرت ببرودة  تغذو جسدى هرعت إليك مره أخرى دون أن أدرك  لماذا أجرى  

.نحوك ولكن كنت قد اختفيت من المكان

. وقفت عند الشجرة  فوجدت نفسى استند  برأسى عليها  … ثم استقمت فجأة  وكأنني قد  أفقت من حلم 

!!! لمستنى وقتها وكأنك لم تلمسنى من قبل  

-78-

حينها شعرت أننى أريد  أن أتجنب رؤياك لا أعرف لماذا تحولت أنا لكائن عدواني تجاهك كنت أراك فتدب فى

. قلبى الحياة فبمجرد  رؤياك.

 يخفق قلبي بشدة …فجأة أشعر بصقيع يجتاح جسدى فى الجو الحار .أراك فقط فأشعر أن قلبى يخرج من داخلى 

…ﻷنه يتمنى أن أكون معك  

. خفت بشدة من تلك اﻷحاسيس فقررت اﻹبتعاد 

لطالما كنت أريد أن أراك فى كل وقت وعندما كنت أراك تسرى الدماء فى عروقى منتظرة رؤياك مرة أخرى… كنت أتسائل هل جيمى يشعر بما أشعر أنا نحوه؟ هل تلك النظره التى نظرها لى للتو تحمل معانى عادية أم تلك هى نظرات العشق ؟ وعندما احتويتنى بذراعيك عند شجرة الكستناء إزداد خوفى إذ شعرت شعوراً مؤكداً بأنك تحبنى كما  أحببتك عندها خشيت أن يتكرر هذا 

.الحادث مرة أخرى فأراد عقلى اﻹبتعاد فقررت الجفاء 

وعندما رأيتك تسقط من الجبل شعرت بقلبى يهرب منى . هتف لسانى بإسمك للمرة اﻷولى  بعد  مضى سنوات

. هذا عددها إنطلق لسانى بإسمك خوفاً عليك

هرعت خلفك ﻷجدك بين جروحك والدماء تسيل من جبينك وﻷتربة  تغطي وجهك وملابسك صرخت بكل قوتي وأنا أنظرك ملقى كان قلبى متوقفاً يستمع لصوت صراخى اهتزت الجبال خوفاً من صراخى طارت الطيور من أعشاشها عند سماعهم   

. صوت البكماء يتكلم بمشاعر الحسرة واﻵسى شعرت وكأن الكون يستقبل معجزة جديدة  

 وقتها وجدتك أمامى لم تسقط من المنحدر الكبير ولكنك سقطت فى ثنايا الجبل  القريبة من حافة الجبل نزلت خلفك      

 بحرص شديد ونزل رجالاً آخرون بحرفية… حملوك  وأنت فاقداً الوعى واﻵن يا جيمى ها أنا ذا أجلس أمامك تارة أنا 

…وتارة أبى  نسمعك تنطق بأسمينا وتقول لى لمدة يومان 

 إشتقت إلكِ يا هيلين أين أنتِ؟

…وتاره هيا نلعب يا هيلين . وتارة أخرى نسمعك تردد أسامى عائلتك مر يومان على هذه الحال ألا تنوى يا جيمى أن 

.تملأ البيت بثرثرتك وكلامك ومرحك ؟لقد سئمت تعبك هذا يا  جيمى  

أريد أن أرى إبتسامتك كم أريد أن أرى فرحتك برجوع صوتى لحلقى لطالما قلت لى إنك تريد أن تسمع صوتى

…….. أربد أن 

…التف جسد جيمى ببطئ فتح عينيه  الذابلتين وقال بصوته المتعب 

ماذا ؟ ماذا تريدين ؟-

جيمى … هل أنت بخير ؟-

. يمد أصابعه لتلامس أصابعها  برقة … أنا بخير –

..تشرع هيلين لتقوم يمسك يديها بقوة 

-79-

 أرجوكِ هيلين لا تذهبى فقط إبقِ معى  – 

هيلين تسحب يدها  ماذا تريد؟

.لماذا تخافين يا هيلين؟ … أنا جيمى …أنا أحبك –

هيلين تشرع للنهوض 

أرجوكِ كفانى إشتياقاً وكفاكِ هروباً أرجوكِ يا هيلين قاومى هذا الخوف ولا تتركينى أحتاجك لا تتركينى-

. أشتاق لوجودِك بجانبى أرجوكِ فقلبى لم يعد يتحمل 

تركت هيلين يديها بيده مستسلمة لحباً  قد إجتاح قلبها لسنوات 

أخذ  جيمى يديها وضعها أسفل رأسه وقال بإبتسامة مرهقة: سعيد ﻷنى قد سمعت صوتك حبيبتى وغط في نوم عميق  زار    

 النوم عيناها أيضاً فإستندت برأسها على رأسه وناموا فى سلام إلى أن جاء شعاع الشمس اﻷول ليبارك حباً قد

.  تتوج بالمصارحة  

  اليوم  هو التميز  بحد ذاته  فى الفجر أفاق جيمى من غيبوبته وغاص فى حباً لطالما إجتاح نفسه ولطالما كبته وكتمه أما ﻵن فالحب قد إنتشر وفاح يتشارك مع عشيقته أجمل قصة حب ..وفى  الصباح الباكر  دُعى جيمى للقصر لمقابلة 

.السيد دانيال من أجل المكافأة ظهراً وفى هذا اليوم بالتحديد تعرف جيوفانى على بلدة  التى عاش بها أخوه 

… فهذا اليوم بالتأكيد هو يوماً تاريخياً  

Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

ان كنت من متابعين قراءه الروايه من فضلك اترك تعليق من اجل الاستمرار

الفصل السادس عشر

اﻷمل يقترب ويقترب ها هو جيوفانى يصل لأخوه فلو سمع أنات أخوه لعبر من أجله  اﻷميال 

…..ديفيد فى حواراً بمكتبه 

 جيوفانى : ها يا جاك هل لديك ايه أخبار بخصوص اﻹرادات ؟

لا سيدى  ولكنى وجدت السيد جيمى هو فى قريه (هيريفوردشاير) –

.أأنت متأكد ؟-

. نعم سيدى-

.إذن سنذهب غداً سوياً إلى هناك –

..فتح جيمى عينيه ليجد ملاكأً غير  واضح الملامح ولكن القلق بادِ على  وجهه وهو يضع اﻷقمشة المبللة على جبينه 

.جيمى بصوت مبحوح:أيها الملاك لا تأخذنى قبل أن أودعها 

.هيلين  : جيمى  

إتضحت الصورة أمام عينيه ليجد أمه أمامه فقال : أمى!! لقد إشتقت إليكِ أين أخى جيوفانى ؟

….أغمض الشاب عينيه وغاص فى غيبوبته مرة أخرى 

…. تابعت هيلين وضع اﻷقمشة الباردة على رأسه بأسف 

مر يومان من التناوب على جيمى بين العم كارلوس وهيلين إبنته وزيارات اﻷطباء الذين  قد جائوا بتكليف من اللورد دانيال    

. وجيمى لا يأكل إلا الفتات بدون وعى أو إدراك كامل

..تريز مذلولة أمام مكتب 

.تريز : نعم سيدى 

.السيد بيتر : أدائك مزعج إلى حدٍ كبير يا تريز 

. لماذا يا سيدى –

. هذا الذى يدعى جيوفانى يؤرقنا جميعاً بتصرفاته الحمقاء –

ماذا فعل سيدى ؟؟-

ا- أن لا تعلمين ماذا فعل يجعل حياتك فى خطر يا تريز  وأنتِ تعلمين هذا الكلام … هل فقد جيوفانى ثقته بك فلا يقول لكِ ما الذى يفعله أو ينوى فعله ؟؟

-75-

 هل عاود البحث عن أخوه ؟؟مرة أخرى ؟؟-

.وأنتِ آخر من يعلم يا عديمة الفائدة وإن كنا قد إعتمدنا عليكِ فقط … لكان قد وصل ﻷخوه غداً أيتها البلهاء – 

ولكن سيدى ماذا علىّ أن  أفعل ؟؟؟-

-لا  يوجد ما تفعلينه على أى حال  لقد أصبحتِ كارتاً محروقاً…. والسيد  تشالرز قد فقد ثقته بنا جميعاً  بسببك… إن كان جيوفانى-يبحث عن أخوه وأنتِ آخر من يعلم يعنى أنه قد فقد ثقته  بكِ …وهذا بالتالى يعنى أنكِ قد        

أصبحت عديمة الفائدة و غبية لدرجه أن شاب فى مقتبل العمر  قد إستطاع أن يكشفِك  أيتها  الغبية… واﻵن حان

. دورى أنا

. ولكن سيدى -.

.اإخرسى وإستمعى وفقط –

. آسفة سيدى-

 إن ظهر عليكِ أى علامة من علامات معرفتك ما قلتله اﻵن عن جيوفانى أو ظهرت أى معلومة لجيوفاني عن الماضى سيكون الثمن- حياتك هل تسمعين ؟

ثم يتابع بهدوء… واﻵن ستُخفض حصتك الشهرية من المال سيكون مالِك بمقدار دورِك المال الذي ستأخذيه نظير وضع   

.جيوفانى تحت المراقبة وإن تسربت أى معلومة  ﻷى شخص سيكون الثمن حياتك فالسيد تشارلز كلمته كالسيف 

. نعم سيدى-

– جيد… واﻵن قولى لى ما أحواله مع الكفيف أندرو؟-

. بخير سيدى … ولكنى أعتقد أن السيد أندرو هو من كشفنى لدى جيوفانى فعلاقتهم فى توطد مستمر –

.لا تقلقى بهذا الشأن فأنا على علم تام بكل ذلك ولدى مصادرى-

. نعم سيدى-

.واﻵن إنصرفى –

. حاضر سيدى-

Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

ان كنت من متابعين الروايه ارجو ترك تعليق للتشجيعى على الاستمرار

الفصل الخامس عشر

تنبه جيمى إلى الواقع بمجرد الوصول للقصر  

.فالواقع لا يحلو إلا بوجود الحبيب فيما عدا ذلك نستسلم للخيال بمجرد  إختفاء  الحبيب عن  أنظارنا 

دخل جيمى إلى القصر  وهو يعلم ما الذى يبحث عنه فهو لم يذهب ليقلم اﻷشجار  كالعادة ولم يذهب حتى ليأخذ هيلين من دوامها  وإنما ذهب كعاشق يبحث عن معشوقته  ذهب كى يراها كى يرى أنالمها تكتب إسمه من جديد يتمنى  كالمخمور  أن يشرب رشفة من إبتسامتها له كعادتها ذهب لعله يستطيع أن يلمس يديها  أو ربما تضع هى يديه

. على وجهه لبعث الطمأنينة  بقلبه أو لعله يرى ابتسامة الخجل على عندما يصارحها بمشاعره 

…وصل إلى اﻹسطبل بقلب يملئه الشوق فصعق  بما قد  رآه 

 كعادتها  سوزى تهين هيلين وتقف هيلين أمامها كالطفل الهادئ الذى ربما لا يعلم يمينه من شماله كانت ماثلة أمامها 

. كالحمل الوديع تنظر إلى أحجار اﻷرض تستمع لكل الشتائم فى تماسك شديد 

سوزى: ما الذي تنظرينه فى اﻷسفل أيتها البلهاء أنظري إلى عينى وقولى لى لما لم تغيرى الماء للأحصنة …هل تعتقدين أنهم من أمثالك ؟ إنهم أغنى منك إنهم يأكلون ويشربون وينامون فى  راحة على عكسك هل تريدى أن تجعليهم يعانون معاناتك فتعذبيهم ؟؟

  أنظر إلى وجههى يا عديمة الفائدة هيا قولي لى أنك غبية وعديمة الفائدة …  آة نعم صحيح ولكن

.. !!كيف  وأنتِ بكماء  

نظرت هيلين دامعة وهى تضع يديها خلفها وإذ بها ترى جيمى واقفاً  أمامها بشعره اﻷسود وبشرته السمراء التي لوحتها ضياء

. الشمس ينظر لها بعتاب غاضب شديد مذهولاً بما يراه 

. نظرت له ثم عادت  فابتسمت لسوزى مدعية بساطة الموقف  

أكملت سوزى : لماذا تبتسمين أيتها البلهاء؟  

..عادت ونظرت هيلين بعين دامعة يائسة  وفم محرج باسم إلى جيمى 

..نظر جيمى إليها والغضب يتطاير من وجهه 

-70-

..قال جيمى فى نفسه : تلك آخر إبتسامه كنت أود أن أراها اليوم

..!!!جيمى بحزم: سوزى

سمعت سوزى إسمها ينطق تقريباً ﻷول مره بصوت حبيبها جيمى التفتت خلفها لترى عينيه الغاضبة ووقفته

… الصادة وعينيه الحادة وتابع بشموخ

ماذا تفعلين ؟؟-

.ااانا اااا….. لقد …. رائيتها –

إسمعى نحن فقراء نعم فقراء أنتم  أثرياء هذا واضح وضوح الشمس أمام أعيننا و الجميع –

ولكن يبدو  أنك لا ترين آدميتنا .نحن  نملك الكرامة كما تملكون أنتم اﻷموال … وإن كانت كرامتنا تسعر بالأموال

… لفضلنا كرامتنا على أموالكم 

.أنا لم أقصد هذا … أنا فقط-

!!جيمى يضع عينيه فى عينها بلغة آامره  … كفى 

نظر لهيلين وقال بغضب وصوت واضح هيلين فانتبهت هيلين فرفعت  رأسها 

. لجيمي فقال بحنقة وحزن :  وأنتِ تعالى هنا حالاً

.ولكنها لم تُكمِل عملها بعد –

…توقفت عندها هيلين لوهلة

. إذن إعتبريها قد استقالت-

. ثم التفت إلى هيلين وقال بصوته الغاضب مرة أخرى : قلت لكِ تعالى هنا 

… شعرت  سوزي فجأة أنها لن تراه مجدداً إذا إستقالت هيلين بالفعل فتداركت سوزى الموقف فقالت بكبرياء  

.  لا مانع إذا أخذت بعض الراحة – 

نظر لها جيمى باحتقار من  رأسها الى أخمص قدميها سحب هيلين من يديها و أخدها على صخرة كبيرة فى أطراف حديقة القصر

.  حيث اعتادوا الجلوس  أحياناً 

جيمى بغضب  : لماذا؟

هيلين تكتب  بوجهه غاضب : لماذا ماذا؟

.لماذا فعلتي بنفسك هكذا-

هيلين تكتب

. لا دخل لك-

-71-

!! نعم –

هيلين تكتب : ما دخلك لماذا تسأل من اﻷساس؟

. ماذا تقولين  أأنتِ هيلين أم شبيهة  بكِ  –

.جيمى أنا أعرف مصلحتى جيداً ولا أنتظر منك الدفاع عنى-

!! ماذا –

.هذا آخر كلام لدىّ سأذهب حالاً ﻷداء وظيفتى فأنت تعيقنى عن أداء عملى –

جيمى  يقرأ بغضب ولهفة لما تكتب يمسك بذراعها بقوة : ليحترق العمل  أمجنونة أنتِ ؟؟ أم تدعين الجنان !! كيف تعودى لعمل كهذا  ؟؟؟

 أين كرامتك واحترامك لذاتك؟

.هيلين تتملص من يده لتعود فتكتب: لا شأن لك بى 

…كتبت تلك الكلمات وأدارت ظهرها لتشرع فيما نوت فعله  

…جيمى بغضب وتهديد:  إن كان هذا رد فعلك فاستمعى إلى ما سأقوله لكِ جيداً. 

….التفتت إليه مرة أخرى

جيمى  بهدوء و لغة التهديد:لقد  قضيت طفولتى معكِ محاولاً إسعاد كل لحظات حياتك شعرت أن إبتسامتك قد رجعت  وكنت أتعايش مع حياتى بتلك الإبتسامة. وتلك الحشرة التى تدعى سوزي تخرب كل ما قد إبتدئناه سوياً يا هيلين ولم أسمح لها أن تخرب سعادتك حتى وإن كنتِ أنتِ من سيمنعنى يا هيلين أتسمعينى وإن كنتِ انتِ يا هيلين … واﻵن إن لم تشرحي لى ماذا حدث للتو منك وماذا حدث من سوزى

. فى الوقت السالف سأخبر عمى كارلوس كل شئ وقتها سنرى إن كنا سنمنعك أم لا    

.هيليين  تكتب بغضب : لن تقول 

. بل سأقول كل شئ حدث –

.هيلين تكتب  :  أتركنى لعملى 

…تدير ظهرها للمرة الثانية 

. جيمى  بحركة سريعة متلهفة تلقائية يمسك ذراعها : ويقول بحنان: هيلين 

 يجب أن  أعرف لماذا  أخفيت عنى ؟ أخفيت عني أنا! … انا يا هيلين و طوال تلك المدة ؟؟ألم تقولي أننى صديقك      

 الوحيد ؟ انتِ تعلمين أنني أننى أفهمِك وأشعر بكِ فلماذا لم تبوحي بهذا السر لماذا يا هيلين ؟ لماذا تغيرتي يا هيلين لماذا؟

.تبدأ الدموع تظهر بعيون هيلين كما تظهر الماء من بئراً فى عمق الصحراء. 

-72-

فجأة شعر جيمى بحركة مريبة فى المكان نظر جيمى حوله ويلتفت … أما هيلين فهى مثل القط الذى تصالح مع اﻹستسلام أمام جبروت حنان الحبيب ولكن جيمى منتبهاً لشئ آخر يرى  رجلاً واقفاً يصوب

 .مسدسه إلى  قلب رب القصر ووالد سوزى اللورد دانيال 

تصلب جيمى فجأة فهناك دقائق تفصله عن نهاية محتومة بولي نعمته لم يتردد جيمى لحظة ولكنه هرع مسرعاً نحو     

.اللورد دانيال الذى يقف على حافة الجبل الذى بنى عليه قصره العريق وهو يصرخ

. لورد دانيااااال –

تركت هيلين القلم فوقع أرضاً من يديها تحول إستسلام ملامحها الحزينة إلى الذعر المفاجئ  والدهشة وهى تتابع

. حبيبها يجرى مسرعاً  فهى لا ترى اﻷحداث بعين جيمى  

…فرأته يزيح السيد دانيال بعنف وأوقعه أرضاً .سمعت صوت طلقاتٍ نارية متعددة وبعدها وقع جيمى من حافة الجبل 

…..صرخت هيلين قائلة بصوت هائل ارتجت بسببه الجبال فازعة : جيييييمى

Categories
خواطر

أهلاً أبى

أهلاً أبى

منذ وفاتك قد اخترعوا الكثير والكثير من الاجهزه فقد حدث تطوراً تكنولوجياً كبيراً  فى السنون التى غبت عنا فيها …لقد دخلت سوقاً تجارياً لبيع أجهزه المحمول واﻹشتراك فى خدمات اﻹنترنت …تخيلت لو كنت ههنا معى اﻵن كيف سترى تلك اﻷشياء  ؟

أتدرى شيئاً يا أبى عندما نظرت حولى على تلك الاجهزه لم اميز نوعها او مميزاتها  فقد رايتها فقط مجموعة من الشاشات السوداء التى تضئ بكافة الالوان اذا ما قمت بلمسها .. نعم أبى فأنا مثلك لم أواكب تلك التكنولوجيا … فأنا أكتفى بتليفون المنزل ولا أفكر أن أشترى أحدث موديلات الموبايل أبداً ….إلا إذا جائتنى كهدية ..

كما لو كان عقلى يرفض المعرفة التى تجهلها انت بعد غيابك…. فمعرتك بما اجهل يعطينى شعورا بالامان  او ربما انا لا أشعر بشئ محدد على اﻹطلاق … أنا بخير أبى.. نعم أنا بخير

ابنتك..

Categories
رواية شموع احترقت

شموع احترقت

ان كنت من محبى قراءة الروايات فاليك روايتى لاتنسى ترك تعليق حتى استمر شكرًا

الفصل الرابع عشر

cropped-cropped-candles2

ننطق بكلمات اﻹنتقام نأذى آخرين وما نحن إلا مجروحين وما هو غضبنا و إنتقامنا إلا حلاوة روح فنكون نحن أكثر من يحتاج إلى اﻷمان والحنان لا نفهم نحن ماذا نحتاج بالفعل ولا يتفهم اﻵخرون إحتياجاتنا فلربما حينها ندخل فى دائرة أخرى من الكراهيه

.كبر جيوفانى تخلص من إسمه وهو يعلم جيداً أنه قد قطع حبلاً أساسياً يربطه بأخيه

عاقب كل من تطاول عليه أو ناداه بإسمه الحقيقى …. كان يخافه كثيرين أصبح جيوفانى عدوانى إلى حدٍ كبير ….

تناسى جيوفانى إسمه الحقيقى وماضيه … فنسى البعض … و تناسى البعض خوفأً منه …وبدأ من جديد كديفيد

.عندما إنتقل من قريته إلى أخرى

مرت اﻷيام والشهور والسنين ولم تموت رغبة اﻹنتقام بداخل الفتى أراد لو أنتقم لكل رجال العالم من بنات حواء …. رأى

. فى كل انثى أمه الخائنه وكل رجل أنطونيو المسكين

أصبح شاباً كسر قلوب الكثيرات من العذارى دون أن يطرف له جفن أصبح يكره المرأه بل ويمقتها …. وعندما يشعر

باﻹحتياج لها يمقتها أكثر فأكثر… فيبحث عن مارى أخرى بداخل أى أنثى ليعذبها ويتشفى حتى تبرد نار كراهيتة

. قلبه فينتقم ﻷبوه

. بلغ السن القانونى غيّر إسمه بشكل رسمى ليصبح ( ديفيد) دفنت شخصيته الحية شكلاً وموضوعأً خلف إسماً جديداً

كثيراً ما كان يقول السيد أندرو لجيوفانى أن ليست كل السيدات خائنات أما جيوفانى لم يقتنع قط بتلك الفكرة…. فكان يقول بخاطره … لقد تخلت عنك زوجتك حرمتك من إبنتك الوحيدة؟ !!! وأمى تخلت عن أبى حتى تريز أرى فى عينيك يوميأً نظرات الشك تجاهها !!! فكيف لى أثق بإمرأة يوماً ؟

.يرى جيوفانى أن الحب شيئاً أسطورياً لا يقع فيه إلا رجلاً مصاب بمرض الحماقة ولا تلجأ إليه إلا اﻹمرأة الخبيثة

حياة جيوفانى ( ديفيد) اﻵن تتخذ الشكل الصحى بعد تغيير اﻹسم بشكل قانونى كل شئ فى حياة جيوفانى كان متميزاً

-65-

. إلى حد كبير إلا مشاعره تجاه أخوه جيمى فكل جوارحه وكل أهدافه منصبة على أخوه جيمى فهو يريد أن يراه

.كثيراً ما كان يبحث عنه ويسأل ولكن الفشل الزريع كان النتيجة الحتمية لكل مجهوداته

جيوفانى كعادته يعمل بكل همة ونشاط مرت اﻷيام حتى دلفت عليه تلك الفتاة مكتملة اﻷنوثه وقفت أمام مكتبه وقالت بصوت أنثوى واثق :هل السيد أندور موجود ؟

أجاب جيوفانى بعينيه اللامعتين المحترفتين تفحص جسدها من رأسها وحتى قدميها بتمرس وبإبتسامة الثقة تطل من عينيه : موجود … هل أتشرف بإسمك سيدتى ؟

.أجابت بهدوء وإبتسامة واثقة : اﻵنسه سيلين أندرو إبنته

وقف ديفيد ﻹستقبال إبنة ولى نعمته مادداً يده للترحيب وإبتسامته القوية على وجنتيه : أهلاً أهلاً باﻵنسه سيلين تفضلى

. إستريحى دقائق معدودة وأعطى لسيدى خبر مجيئك سيدتى

.ذهب جيوفانى مسرعاً إلى مكتب السيد أندرو أخبره بوجه بشوش فهو يعلم قيمة تلك الزيارة للسيد أندرو

جلست سيلين نظرت إلى أجواء المكتب بتمعن

.خرج ديفيد مسرعاً تاركاً السيد أندرو واقفاً مزهولاً قائلاً : تفضلى سيدى بإنتظارك آنسه سيلين

.دلفت سيلين أغلق ديفيد الباب خلفه بإبتسامة فرحه خرج جلس على مكتبه

ما أن شعر أندرو بإبنته …. ما أن تنفس الهواء من حوله … ما أن وصلت رائحة عطرها اليه حتى تفكر فى قلبه بثوان معدودة آه أنا أحفظ تلك الرائحة الطيبة عن ظهر قلب فهذه رائحة أوجونيه وها هى الصغيرة تضع عطر أمها …آه لقد إشتقت اليك حبيبتى ؟ ولكن مهلاً هل أفتح زراعى لأعلن إستقبالى لها بين أحضانى ؟؟ لا لا فماذا لو فزعت منى؟؟ ولكن كيف سآراها إن لم ألمسها كيف سأعبر عن خواطرى؟ ولكنى كيف أداريها أيضاً ؟؟

أصبح اﻵن السيد أندرو بكل خبرته وعمره كالتلميذ المهمل الذى يتعلثم أمام معلمته .. يجهل ما الذى يجب فعله فى

. حالة كتلك مر زمناً طويلاً لم يرى إبنته منذ أن كانت فى سن الرابعة

وها هى اﻵن فتاة يافعة أنيقه تشع بالجمال كأمها فتاة ممشوقة القوام رقيقة الملامح ينطق الشباب من وجهها الزهرى

ليتحدث عن الشيخوخة التى تسللت بخبس لوجهه فيندمج الوجهان ليعلنا كم مر من الزمن يسبحان كلاهما فى بحراً

.من الحرمان.

ترجل السيد أندور مستنداً ليصل لإبنته فتحسس تفاصيل أثاث مكتبه ليراه وصل لساحة المكتب ﻹستقبال إبنته محاولاً التماسك مد يديه للهواء وهو

.ينظر فى العدم بفم مبتسم

!!قائلاً بإنبهار : سيلين إبنتى؟

!!سيلين بعينين دامعتين: أبى

-66-

.أبت أبوته اﻹستسلام للخوف بعد سماع كلمة أبى تخرج من شفتيها

.فرد السيد أندرو يديه للهواء لإستقبال إبنته : كم إشتقت إليكِ يا إبنتى

.هرعت إبنته لأحضانه عندما أدركت أنه قد فقد بصره

بكيا بأحضان بعضهم البعض

تحسس وجهها ليراه ثم ضم يديه على كتفيها بفخر ونظر أمامه متخيلاً وجهها متجاهلاً بكاءه : سيلين إبنتى صدقينى

. يا سيلين حاولت أن أراكى

حاولت أن أسمع صوتك كنت أفتقدك بشدة كنت أبحث عنك فى جميع أنحاء فرنسا ولكن أمك إستطاعت أن

. تخفيكى عنى وعن ومسامعى

أدرات سيلين ظهرها إلى أبيها : كيف هنت عليكما أبى ؟؟ كنت أبحث عنك فى وجوه كل آباء صديقاتى … كنت

. اتمنى ان يأتى اليوم الذى أفتح فيه الباب ﻷجدك أمامى فتأخذنى بين أحضانك

كانت دموع السيد أندرو تروى الخطوط الرفيعة التى نقشها الزمن على بشرته كالمياه التى تسقى اﻷرض البور : دعك من

.الماضى حبيبتى ها أنا ذا أمامك اﻵن سيلين إبنتى فسامحينى

التفت سيلين فجأة بعين دامعة مزهولة: أسامحك ؟؟

السيد أندرو بهفلة المظلوم بين صوته المرتعش :سيلين لقد حرمت منك مثلما حرمتى أنتِ منى يا إبنتى أما اﻵن لا يوجد

.سبباً للإبتعاد أو الفرقة يا سيلين سوف أضعك بين ضلوعى تعالى يا غالية سأعوض عليك كل سنين حرماننا

سيلين ألم: ألم يفت اﻵوان يا أبى ؟

السيد أندرو بإبتسامة أمل يأخذ سيلين من يديها يتحسس طريقه إلى مقعد الضيوف فى المكتب ويجلسها معه كالطفل الصغر التائه :: لا لا

. حبيبتى لم يفت اﻵوان أبداً …. تعالى

إجلسى أحكِ لى بالتفصيل عن حياتك ما هو عملك اﻵن كيف تعيشين ؟… ثم يسكت دقائق ويقول بتردد: ككيف هو حال

أوجونيه هل هى بخير ؟

valentine zuslineسيلين : أنا جيدة تخرجت منذ سنتين فى كلية الحقوق وأنا اﻵن أعمل محامية بشركة

فى فرنسا فهى شركة عريقه تأسست عام 1692 لإنتاج النبيذ أمّا أمى فهى بصحة جيدة

. والحمد لله ولكن زوجها غريب الطباع

ما إن سمع السيد أندرو كلمة زوجها إختفت بسمته وقال مندهشاً : هل تزوجت أمك؟؟

.سيلين : ألم تكن تعرف ؟؟ كان هذا الزواج من حوالى السبع أعوام لقد تزوجت من رجل أعمال فرنسى

السيد أندرو:يدارى إندهاشة قلبه ويقول بإبتسامة خارجة من قلب الدهشة والحزن : جيد .. كم كنت أتمنى أن تجد

.من يعوضها عنى

سيلين ببرود :هل أنت بخير ؟

السيد أندرو يجيب بتلقائية مبتسمة مسطنعة : نعم إبنتى … دعك من كل هذا هيا بنا لنذهب للبيت هل إشتاقتى إلى منزل الطفولة حيث الحديقه وغرفة نومك ؟؟ومكان العابك كل شئ موجوداً كما لم يمر الزمن كنت أعتنى بكل شئ كان يخصك

. يخصك حتى اجد العزاء لقلبى فى أشيائك حبيبتى

-67-

إبتسمت سيلين بتلقائية