Categories
رواية شموع احترقت

شموع إحترقت

Spread the love

الفصل السابع

تأخذ منا الحياة أناس أحببناهم بصدق والدنيا أحياناً تسعى جاهدة لتأتى لنا بالبديل

فتح جيمى عينيه وجد نفسه بغرفة غريبة شعر الصغير بخنقة خفيفة فى حلقه فتذكر ماحدث عدّل من نومته ..إتكئ

.على الوسادة مسترجعاً أحداث يومه المشؤم

شيئاً فشيئاً بدأت عينيه الذابلتين تعبر عن حزنها فسالت دموعه المكتومة على وجنتيه تصلب ذقنه

تطبقت شفتاه ووجد أنفه يسيل على غير العادة إزدادت الخنقة فى حلقه وإرتفع بكاؤه المكتوم إلى ماهو أعلى فأعلى حتى فقد السيطرة على نفسه فإزداد البكاء بشكل هستيرى مسترجعاً طرده من القصر من أقرب المقربيين فلم يجد بداً من

دفن رأسه بالوسادة لكتم صوته الباكى متذكراً غياب حنان أمه وغياب أخوه وموت جده و كل ما قد تبقى من الماضى

والآن لم يتبق له إلا القفاز المنقوش بإسم جيوفانى أخوه اﻷوحد وذكريات الماضى فإزداد البكاء وإزداد

.حتى شعر بأيدى صغيرة على إحدى كتفيه

هرب البكاء فجأة ومسح دموعه بهمة فى أكمامه خائفاً من ظهور ضعفه أمام اﻵخرين أدار وجهه اﻷحمر ليجد

.الطفلة التى رئاها على لحافة النهر تنظر اليه

ففرد الصغير ذراعه وضع رأسه عليها وأدار وجهه إلى الطفلة الصغيرة التى يسبقها بعامين تحولت عيناه

الذابلتين عنها ونظر فى العدم رغماً عنه وبدأت عيناه تدمع للمرة الثانية فتحركت يديها الصغيرة من كتفيه إلى

وجنتيه فنظر فى عينها نظرة طويلة فمازالت دموعه تهرب دون رقيب نظرت عينيه مرة أخرى للعدم وبدت

. عليه علامات الهدوء واﻹستسلام

هرعت الصغيرة خارج الغرفة فنظر إليها…. فإذا بها تختفِ عن أنظاره فنظر للباب التى خرجت منه منتظراً رجوعها

.ولكن سرعان ما تحولت عينيه للعدم مرة أخرى غير مبالِ بغيابها

شعر بقدميها فى غرفته مرة أخرى فنظر إلى الباب ملتفتاً للإهتمام الذى تظهره الصغيرة فوجد بيدها صحن أبيض صغير

عميق فإفتربت منه ووقفت مرة أخرى بجوار فراشه وضعت الصحن بجوار وجهه فنظر بالصحن ليجد أربعة حبات من

.العنب اﻷحمر

أخذت الفتاة حبة عنب بيديها الصغيرة ووضعتها على شفتيه الذابلة فأشار بالرفض . فوجدها تضع حبة العنب فى فمها

فأخذت الحبة اﻷخرى ووضعتها أيضاً على فمه فرفض أيضاً فلم تجد بداً من عصر العنبة بأصابعها الصغيرة على شفتيه

.فنزل عصير العنب على شفتيه

إرتوت شفتيه الذابلة نظر اليها متفاجئاً بما قد فعلته تلك الصغيرة إبتسمت الصغيرة بدورها إبتسامة نصر رقيقة وصامته

وضعت حبة العنب قبل اﻷخيرة على شفتيه ففتح فمه ليأكل للمرة اﻷولى بعد مرور يوماً كاملاً من اﻹجهاد

.النفسى والعصبى إبتسمت الفتاة فطبعت على جبينه قبلة سريعة بريئة

.ظهر فجأة صوت والد الطفلة العم كارلوس مماسكاً بإناء يحتوى كسرة خبز مع قطعة جبن وتفاحة

أردف العم كارلوس بروح تلقائية بها بعض اﻹبتهاج الهادئ: هل أعطتك هيلين من عنبها اﻷحمر التى توفره لنفسها إسبوعياً؟

هى تعشق العنب اﻷحمر ثم ركع على اﻷرض بجوار فراش جيمى وأكمل كلامه بهمس جاد فى أذن الصغير :أستطيع أن

أقول لك إنك قد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه اليوم وقد أخذت مرتبة كبيرة فى قلب هيلين الصغيرة لتتنازل لك عن عنبها

ا

كانت هيلين الصغيره تقف بجوار أبيها تستمع لكلماته بإبتسامة بريئة على وجهها اﻷبيض الجميل وتحمل قطتها الصغيرة

. الرومادية اللون بين أحضانها

نظر جيمى إليها نظرة لا تحمل الكثير من المعانى ولكنه على أى حال قد إفتقد وجودشخصاً بتلك الحياة يهتم ﻷمره

بدافع الحب ورغم ذلك سيطرت عليه عينيه فىنظر للسراب مرة أخرى فشعر والد هيلين بخيبة أمل طفيفة ولكنه لم يستسلم

فتحولت ملامح وجهه من القلق على الصغير إلى اﻹبتسامة مرة أخرى قائلاً

العم كارلوس : ما رأيك أن تأتى معى للمزرعة ؟؟ فأنا بستانى بقصر كروفت الذى كنت تائهاً به من قبل فأنا هناك

أهذب أوراق اﻷشجار شهرياً وأعتنى بنباتات القصر أحياناًهناك حيث تستطيع أن ترى غروب الشمس من فوق

.التلة وتلعب مع هيلين بأحصنة القصر الصغيرة

نظر جيمى إلى كارلوس والد هيلين بنظرة ملئية بسراب المشاعر وفمه الحزين ينذر بغضبه المكتوم

فقال العم كارلوس بجدية لجيمى : إن كنت لا تريد أن تأتى معى فهذا يرجع لك ولكن يجب أن تأكل سأخرج اﻵن حتى

. لا أتأخر عن موعد عملى

إعتدل العم كارلوس والد هيلين وقام من سجدته أرضاً أمام فراش الصغير .وضع الوعاء على المنضدة وإتجه نحو الباب

قائلا بصوت مرتفع: هيلين إعتنى به لحين عودتى من العمل فأنا لن أذهب للصيد اليوم يجب أن يأكل جيداً أسرعت

.

هيلين وراء أبيها وعند الباب أعطاها والدها كارلوس قبلتها اليومية وإنصرف للعمل

By ساره عزت

ان لم ينعم الكاتب بالفائده والتعلُم من كتاباته فلم ينعم بالفائدة أحد

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *