الفصل الثامن
كانت تلك اﻷفكار وأكثر تدور بقلب مارى كما أن شوقها للحبيب أنطونيو قد طغى إلى حدٍ ما على خوفها من تشالرز
. وخوفها من ردة فعل الحبيب
.وصلت مارى إلى باب المدينة وقررت أن تكمل طريقها سيراً على اﻷقدام كأنها تريد أن تؤخر لقائها
.مارى : سأنزل هنا شكراً لك
الشاب يأمر الحصان بالوقوف بكلماته المتعارف عليها فى مهنته ويشد اللجام ليقف الحصان , تنزل مارى تعطيه اﻷموال
. ينظر اليها الشاب بتطفل يأخذ اﻷموال ويأمر حصانه أن يكمل مسيرته وبعدها ذهب
تنتظر مارى لتتأكد أن الشاب قد ذهب تنظر حولها بإمعان وتبدأ فى السير الحذر جداً مترقبة للعدو ها هى تصل مارى إلى
.جدول المياه حيث المكان الذى إعتادا أن يتقابلا به العاشقين ومازال حبهم فى مهده
وجدت نفسها تجلس على صور الكبرى الذى يمر من أسفله جدول المياه الغزيرة وضوء القمر البدر يبرز مفاتن وجهها
.الجميل الخائف صدرها الذى يرتفع بشده وينخفض يتحدث عن شوقها للحبيب بقدر الترقب والخوف
هنا تقابلا اﻷحباب فقررا الزواج والحياة سوياً للأبد حيث كانت المياه جارية ذلك الوقت بعكس اليوم الذى تجمدت
…. به المياه طواعية اﻷيام قد تجمدت بها قلوب اﻷعداء فعبروا عن قسوتهم
…تعيش مارى لحظات فى الذكريات وتنسى الحاضر بقسوته و للحظات تتذكر
مارى بدلال غاضب: لماذا جئت بى إلى هنا ألا ترى أنى أجمع الكريز مع صديقاتى؟
يسترح أنطونيو بجانبها على السور ويقول بثقة : وهل صديقاتك أهم منى ؟
مارى بتحدى باسم برئ :نعم
..وتشرع فى الركض
تمكن منها أنطونيو مسرعاً بخفة وسرعة بديهة فجذبها إليه بقوة . إقترب منها بهدوء وضع عينيه صوب عينها فخجلت ملامحها أخفضت وجهها
…فقال بثقة بالغة
. أنطونيو: لن تهربى منى تلك المرة
لمس ذقنها البارزة فرفع وجهها اليه حتى يرى وجهها الخجول الباسم فى ضوء الشمس وقال مداعباً: أيتها الخجوله هل تقبلى الزواج منى ؟
..إبتسمت مارى إبتسامة رقيقة ووقفت على أرجله حتى شبت فحضنته وقالت ببرائتها التى يعشقها : نعم نعم نعم نعم نعم أقبل
….قبلها انطنيو بعدها قبلته اﻷولى
أفاقت مارى من ذكرياتها على الواقع لتجد شفتيها مبتسمة إبتسامة العذراء يوم
. لقائها بالعريس و فجأة تذكرت الوضع الراهن و سرعان ما تحولت إبتساماتها إلى الخوف والترقب مرة أخرى
لم يطول إنتظار مارى حتى رأت رجلاً نحيفاً طويلاً شبه مترنح على الكوبرى فقامت من جلستها لتمعن النظر به
…وكلما إقترب حبيبها تأكدت أنه هو أنطونيو
إزدادت ضربات قلبها كلما إقترب وها هو حبيبى كم إشتقت إليك حبيبى شعرت بقبضة يدة تحوى قلبها النابض
تسارعت اﻷنفاس حتى شعرت لوهلة أن السماء قد إنتقلت إلى اﻷرض إقترب أنطونيو أكثر فأكثر ومر من أمامها
!! فهو لم يتعرف عليها
فضمت مارى زراعه بيديها بخفة خفية فى ضوء القمر البدر شعر أنطونيو أنها لمسات يدها المعهودة التفت للوراء فوراً وقد غابت السكرة عن عينيه التى تسبح بعشق فى عينيها ولم يمر ثوانِ حتى سمعا كلاهما صوت صفعة قوية على
وجهها شعرا كلاهما بقوة الصفعة بيد العاشق لمعشوقته وفجأة أفاقوا كلاهما على أحضاناً غاضبة وضربات قوية
.لقلوب قد تلاقت بعد حرمان حتى كادت أن يُسمع صداها لمسامع اﻷعداء
قال بصوت التحدى المكتوم العرق يتصبب من جبهته فى الجو المثلج يخرج مع كلماته بخار الماء الدافئ
…. المتصاعد من قلباً قد إحترق
..أنطونيو: ضربات قلبك يا مارى تتزايد وتتحد بضربات قلبى كالعادة
فكيف إستطاع هذا القلب خياتنى ؟؟ أضربات قلبك تلك ضربات عشق لى أم خوف منى؟
هل لازلتى تحبينى أم تركك عشيقك الذى تركتينى ﻷجله؟؟ هل تركتينى ﻷجله ﻷنى عصبى وكثير اﻹنفعال ؟
…إزدادت قبضة زراعيه حول خصرها فتألمت وأكمل قائلاً وهو يجز على أسنانه
لقد قلت لكِ أنى سأحاول أن أتغير ﻷجلك كيف إستطعتِ يا مارى؟؟ كيف خنتيني ؟أكنتٍ تفعلى معه ما أعتدنا أن نفعله معاً؟هاا؟
هل كان قلبك يدق وأنتٍ معه مثلما يدق وأنتِ معى اﻵن؟
هل أحببتيه مثلما أحببتينى ؟؟؟ هل أحببتيه ؟ ها؟ إهتز جسده وهو يحرك مارى فأهتزت خصلات شعره السوداء
.النديه ثم صرخ : أجبينى
…ثم إحتضنها بقوة أكبر كادت تعتصرها فصرخت مارى صرخة باكية متألمة
فقال بصوت مرتفع باكى كالصغار : أجبيينى هل أنتٍ مارى أم خيالها الذى جائنى من السكر ؟؟
…مارى بصوتها الباكى المكتوم الحذر من اﻷعداء: أخفض صوتك أرجوك
. ثم تابعت بعد أن تلفتت حولها : تشارلز يا أنطونيو تشارلز هو سبب كل المتاعب حبيبى
!!!عندها فقط .. إسترخت يداه وقال بفضول مستفسراً : تشارلز ؟؟؟
مارى بهمس باكٍ: نعم تشارلز لقد هددنى الخسيس أن أكتب تلك الرسالة اللعينه لكى تنهار سمعة أبى فيطرد من
البرلمان ويأخذ هو الكرسى البرلمانى ولقب أبى بدلاً منه وقال لو قررت العصيان سيقتلكم جميعاً …وسيقتل أيضاً
… من سأحاول اﻹتصال به
وجدت أنكم تموتون أمامى فى كل اﻷحوال فلم يعد أمامى إلا أن أخاطر بحياتك وحياتى لكى نجد حلاً
لتقف أمام هذا الخسيس هل تصدقنى يا أنطونيو ؟
…أنطونيو ينهال على مارى بقبلاته الحاره الباكية بأنحاء وجهها يقول أثناء قبلاته المبتهجه
. أنطونيو : لماذا…. لماذا لم تتكرينى أموت على يد تشارلز.؟….أهون عليّ ..من….. من شعورى برفضك لى حبيبتى
. إحتضنها بشدة وأردف قائلاً يا مارى إن موتى على يد تشارلز كان أهون من شعورى بخيانتك لى
….مارى وقد تركت جسدها بين زراعيه مستسلمة لقبلاته مغمضة العينين : أنطونيو حبيبى
..كيف لى أن أعيش….. فى تلك الحياة البائسة وأنا أعلم أنك لست بها حبيبى …..حياتكم عندى أهم من أى شئ
. آخر يا حبيبى
.شعرت بحركة فتحت عينها رأت رجلاً يصوب مسدسه نحو أنطونيو
…!!تسمرت مارى فجأة …شعر أنطونيو بتصلبها نادت بأعلى صوت خلقها به الله: أنطونيو إحترس
أخذت مكانه فى لحظة و فى لحظة أخرى فقدت القدرة على الوقوف حملها أنطونيو و ركع ورأسها بين أحضانه
…فوجد الدماء بصدرها
!!!. صاح فزعاً بصوت صارخ : مااارى
مارى تقاوم أنفاسها التى تأبى الرجوع لرئتيها تكافح حتى تفتح عينها : جيوفانى عند تريز إبحث عن
.جيمى فهو فى قريه (هيريفوردشاير) …إهرب حبيبى أأأسرع
…ثم نظرت عين مارى الميته إلى السراب
… بكى أنطونيو بكاءً مراً آخذاً رأسها بين أحضانه قائلاً :مااار.
لم يُكمِل أنطونيو كلماته الصارخة حتى وجد الرصاصة اﻷخرى وقد إجتاحت
.قلبه من الخلف وضع رأسه على قلب مارى ممسكاً بيديها ويقول … يحمى الل…الل.. الله أولادنا أيتها الغالية
….
وماتا العاشقين حيث بدأ عشقهم متأملين أن يعيشوا عشقهم فى مدينة الحب السرمدية