.. الفصل التاسع
عندما تزداد الضغوطات على كاهلنا نلجأ أحياناً إلى اﻹنكار … حيلة نفسية نستخدمها عندما لا نتقبل الواقع فنغلف ما نتمناه بالحجج المنطقية …..تبهت الحقيقة من أساسها ومن هنا يسهل إنكارها… حينها نستطيع إستكمال مسيرتنا
الحياتية بشكل سوى
وتأتى اﻷيام نلتهى فى تفاصيلها الهشة متناسين ما يوجعنا بحق…. وإذا ما تذكرناه نرجع لننظر إلى أمنياتنا المغلفة بالمنطق …. فننسى الحقيقة وتدفن بأعماق أعماقنا
دوت حادثة مقتل مارى وأنطونيو فى أقطار إنجلترا وصلت اﻷحداث لمسامع جيمى ….رفض عقل جيمى
. التصديق … تمنى لو كانوا أحياء يرزقون فغلف أمنيته بالمنطق حيث أنهم يستحيل أن يموتا سوياً وهما على
.خلافاً شديداً
تمر اﻷيام والسنون القليلة وصل جيمى لسن الحادى عشر و أتمت هيلين سن التاسعة كانت حياتهما مليئة بالجِد والإجتهاد لكسب الرزق
واﻹجتهاد لكسب الرزق فمنذ بزوغ الفجر يستيقظ جيمى ليوصل هيلين إلى القصر حيث أنها تعتنى بأحصنة القصر الصغيرة …يذهب إلى النهر ليصتاد السمك مع العم كارلوس …ثم يجرى لحلقة السمك لياخذ مكانه فيبيع اﻷسماك
.يفاصل مع هذا ويجامل ذاك ….عند الغروب يأخذ أموالاً من العم كارلوس لشراء الطعام
يذهب العم الكارلوس للقصر ﻹصطحاب هيلين إلى البيت … وينتظر جيمى فى البيت لحين رجوع العم كارلوس وهيلين
.ليقضوا وقت العشاء فى بيتهم الخشبى البسيط على أضواء شموع تنير المساء
شهرياً يذهب جيمى والعم كالورس إلى القصر لتقليم أوراق الشجر وتهذيبها …جيمى يعمل بكل قدرته مسرعاً بجد حتى ينهى عمله فيساعد هيلين فى عملها ينجزوا العمل مسرعين ليلعبوا بأحصنة القصر الصغيرة وتارة يلعبون بين
….أشجار الفاكهة فى الحديقة الملحقة بالقصر فى وقت حلول أشعة الشمس الذهبية على التلة الخضراء
يتعبون فيسترخون على العشب اﻷخضر تستند هيلين برأسها على أكتاف جيمى الشاب الصغير
. فيبتسم …وينام الملاك الصامت الباسم .. شاعراً باﻷمان
-43-
ووسط هذا اﻹستقرار لم يفقد جيمى اﻷمل للقاء أخوه ولم يترك فرصة إلاّ وبحث عن أخوه …. كان يخصص يوماً شهرياً ليبحث عن أخوه فى البلاد المجاورة ولكن دون طائل…. لم يعلم جيمى أنه يبحث عن ديفيد وليس جيوفانى فكان
… يسأل عن اﻹسم الخطأ وقد كان هذا هو الهدف