الفصل العاشر
البشر … البشر نقمة فى أحياناً كثيرة … عندما يتناسون أخطائهم …مألهين أنفسهم … فيحاكمون… ويحكمون… ثم يعايرون… عندها نتمنى لو عشنا فى جزيرة معزولة عن أحكام قضاة قد أعلنوا فشلهم بأحكامهم السطحية التى تدين وتستنكر وتهين وتستنفر
لم يكن جيوفانى محظوظاً كأخيه …عانى الكثير من القيل والقال بسبب قربه من اﻷحداث وقرب قريته من القصر … لم يستطع الهروب من حقيقة موت والديه ….فالحقيقه فرضت ذاتها عليه بكل جبروت…. لم يستطع التمنى أو تغليف تمنيه بالمنطق فإضطر للمواجهه … لم يعلم لما ماتا سوياً ؟…سادت الشائعات بين سكان القرية أن أنطونيو قد قتل
. زوجته ونفسه منتقماً لشرفه
…آمنوا الناس بكذبتهم وتحولت الكذبة إلى حقيقة واقعة ليس لها مجال للمناقشة أو الشك..
ضاع جيوفانى بين الحقيقة والسراب …. لم يسلم يوماً من السخرية واﻹهانة…. كانت المدرسة ما هى إلا مكاناً للتدمير
… النفسى لم يجد جيوفانى ذاته إلا وقت الصيد.. فقد كانت هذه هى هوايته المفضلة
…ها هو يجلس على منضدة الطعام مع الخالة تريز شارد الذهن
تريز : جيوفانى حبيبى فى ماذا تشرد ؟؟
جيوفاتى : عمتى تريز من هو أبى ؟
.تريز: أهذا سؤال ؟!!بالطبع السيد انطونيو رحمه الله
جيوفانى : إذاً لماذا زملاء المدرسة يلقبوننى بإبن مارى؟
تريز بإنتباه : هل قال أحد لك ذلك؟
.جيوفانى يحنى رأسه وقال بإستياء : نعم يتهموا أمى بشرفها
!!تريز : يا لهم من شياطين
جيوفانى : هل خانت أمى أبى ؟؟
-46-
تريز تتذكر كلام مارى لها ثم تقول : نعم …. ثم تتابع قائلة بحسرة …. ليت اﻹنسان يستطيع تغيير ماضيه …. حتى
.اﻷسامى مفروضة علينا يا ولدى
.جيوفانى بإصرار : من اﻵن أدعى ديفيد
!تريز: ماذا؟
.جيوفانى : كما سمعتى …
.واﻵن أريد تغيير مدرستى
تريز: أمرك سيدى: