الفصل الثالث
ها هى مارى تسترخى بشعرها البنى الفاتح المنسدل من كتفيها كشلال من سلاسل العسل فيداعب وسادتها
. الحريرية البيضاء
تسيل دموعها من عيونها الذابلة لتشق طريقها بوجهها الوردى… تضم شفتيها الحمراوتين عسى أن تتحكم
.بصوتها فلا يشعر أحداً بمعاناتها
…أتت تريز من الخارج فى الصباح الباكر كالمعتاد
لم يكن بيت تريز بيتاً متواضعاًوإنما يقارب الكمال أمّا بالنسبة لمارى فهو متواضع إلى حدٍ ما … ترتيبه ونظامه
ونظافته كانوا لطالما ذكروا مارى بقصرها لقد كان نظام اليوم ومواعيد الطعام منتظمة جداً كما عهدت طوال حياتها لقد
.حاولت تريز ونحجت فى ذلك إلى حدٍ كبير أن تجعل مارى تشعر كأنه بيتها فتُشعرها بكرامتها
. تريز ليست فقط مديرة القصر والخدم والحشم وإنما أيضاً الأم البديلة لمارى لتعويض حرمانها من اﻷبناء
.وجدت مارى اﻷمومة فى قلب تريز بعد وفاة والدتها كما وجدت أيضاّ تريز ضالتها فى مارى
. ورغم ذلك فلم تتعدى يوماً العلاقة بينهم الحدود الرسمية المتعارف عليها بالقصر
..دلفت تريز حجرة مارى بعد القرع على الباب
.تريز : سيدتى
.مارى تنسحب من لحظاتها الخاصة وتقول بأمل وحماسة
مارى : هل وجدتِ جيمى وأبى ؟
.تريز بأسف:::لا سيدتى لم أجدهم
مارى بيأس: هل أنطونيو بخير؟
تريز: لقد إنقلب حاله سيدتى أصبح يناجيكى واﻷولاد طوال الوقت فالكأس لم تعد تفارق يديه طيلة اليوم … لولا وجود صديقه توم بجانبه
..ﻹنهار أكثر فأكثر
مارى بإبتسامة ملائكية : سيتحسن قريباً ولكن أترجاكِ تريز لا تتركى القصر لحظة طوال ساعات عملك هناك
.إهتمى به وطِهِله اﻷسماك المشوية إنها أكلته المفضلة
تريز: بالطبع سيدتى. ألن تأكلى ؟
.مارى : عندما يستيقظ جيوفانى نأكل سوياً شكراً لكِ
–