ان كنت من محبى قراءة الروايات فاليك روايتى لاتنسى ترك تعليق حتى استمر شكرًا
الفصل الرابع عشر
ننطق بكلمات اﻹنتقام نأذى آخرين وما نحن إلا مجروحين وما هو غضبنا و إنتقامنا إلا حلاوة روح فنكون نحن أكثر من يحتاج إلى اﻷمان والحنان لا نفهم نحن ماذا نحتاج بالفعل ولا يتفهم اﻵخرون إحتياجاتنا فلربما حينها ندخل فى دائرة أخرى من الكراهيه
.كبر جيوفانى تخلص من إسمه وهو يعلم جيداً أنه قد قطع حبلاً أساسياً يربطه بأخيه
عاقب كل من تطاول عليه أو ناداه بإسمه الحقيقى …. كان يخافه كثيرين أصبح جيوفانى عدوانى إلى حدٍ كبير ….
تناسى جيوفانى إسمه الحقيقى وماضيه … فنسى البعض … و تناسى البعض خوفأً منه …وبدأ من جديد كديفيد
.عندما إنتقل من قريته إلى أخرى
مرت اﻷيام والشهور والسنين ولم تموت رغبة اﻹنتقام بداخل الفتى أراد لو أنتقم لكل رجال العالم من بنات حواء …. رأى
. فى كل انثى أمه الخائنه وكل رجل أنطونيو المسكين
أصبح شاباً كسر قلوب الكثيرات من العذارى دون أن يطرف له جفن أصبح يكره المرأه بل ويمقتها …. وعندما يشعر
باﻹحتياج لها يمقتها أكثر فأكثر… فيبحث عن مارى أخرى بداخل أى أنثى ليعذبها ويتشفى حتى تبرد نار كراهيتة
. قلبه فينتقم ﻷبوه
. بلغ السن القانونى غيّر إسمه بشكل رسمى ليصبح ( ديفيد) دفنت شخصيته الحية شكلاً وموضوعأً خلف إسماً جديداً
كثيراً ما كان يقول السيد أندرو لجيوفانى أن ليست كل السيدات خائنات أما جيوفانى لم يقتنع قط بتلك الفكرة…. فكان يقول بخاطره … لقد تخلت عنك زوجتك حرمتك من إبنتك الوحيدة؟ !!! وأمى تخلت عن أبى حتى تريز أرى فى عينيك يوميأً نظرات الشك تجاهها !!! فكيف لى أثق بإمرأة يوماً ؟
.يرى جيوفانى أن الحب شيئاً أسطورياً لا يقع فيه إلا رجلاً مصاب بمرض الحماقة ولا تلجأ إليه إلا اﻹمرأة الخبيثة
حياة جيوفانى ( ديفيد) اﻵن تتخذ الشكل الصحى بعد تغيير اﻹسم بشكل قانونى كل شئ فى حياة جيوفانى كان متميزاً
-65-
. إلى حد كبير إلا مشاعره تجاه أخوه جيمى فكل جوارحه وكل أهدافه منصبة على أخوه جيمى فهو يريد أن يراه
.كثيراً ما كان يبحث عنه ويسأل ولكن الفشل الزريع كان النتيجة الحتمية لكل مجهوداته
جيوفانى كعادته يعمل بكل همة ونشاط مرت اﻷيام حتى دلفت عليه تلك الفتاة مكتملة اﻷنوثه وقفت أمام مكتبه وقالت بصوت أنثوى واثق :هل السيد أندور موجود ؟
أجاب جيوفانى بعينيه اللامعتين المحترفتين تفحص جسدها من رأسها وحتى قدميها بتمرس وبإبتسامة الثقة تطل من عينيه : موجود … هل أتشرف بإسمك سيدتى ؟
.أجابت بهدوء وإبتسامة واثقة : اﻵنسه سيلين أندرو إبنته
وقف ديفيد ﻹستقبال إبنة ولى نعمته مادداً يده للترحيب وإبتسامته القوية على وجنتيه : أهلاً أهلاً باﻵنسه سيلين تفضلى
. إستريحى دقائق معدودة وأعطى لسيدى خبر مجيئك سيدتى
….ذهب جيوفانى مسرعاً إلى مكتب السيد أندرو أخبره بوجه بشوش فهو يعلم قيمة تلك الزيارة للسيد أندرو
…جلست سيلين نظرت إلى أجواء المكتب بتمعن
.خرج ديفيد مسرعاً تاركاً السيد أندرو واقفاً مزهولاً قائلاً : تفضلى سيدى بإنتظارك آنسه سيلين
.دلفت سيلين أغلق ديفيد الباب خلفه بإبتسامة فرحه خرج جلس على مكتبه
ما أن شعر أندرو بإبنته …. ما أن تنفس الهواء من حوله … ما أن وصلت رائحة عطرها اليه حتى تفكر فى قلبه بثوان معدودة … آه أنا أحفظ تلك الرائحة الطيبة عن ظهر قلب فهذه رائحة أوجونيه وها هى الصغيرة تضع عطر أمها …… آه لقد إشتقت اليك حبيبتى ؟ ولكن مهلاً هل أفتح زراعى لأعلن إستقبالى لها بين أحضانى ؟؟ لا لا فماذا لو فزعت منى؟؟ ولكن كيف سآراها إن لم ألمسها كيف سأعبر عن خواطرى؟ ولكنى كيف أداريها أيضاً ؟؟
أصبح اﻵن السيد أندرو بكل خبرته وعمره كالتلميذ المهمل الذى يتعلثم أمام معلمته .. يجهل ما الذى يجب فعله فى
. حالة كتلك مر زمناً طويلاً لم يرى إبنته منذ أن كانت فى سن الرابعة
وها هى اﻵن فتاة يافعة أنيقه تشع بالجمال كأمها فتاة ممشوقة القوام رقيقة الملامح ينطق الشباب من وجهها الزهرى
ليتحدث عن الشيخوخة التى تسللت بخبس لوجهه فيندمج الوجهان ليعلنا كم مر من الزمن يسبحان كلاهما فى بحراً
.من الحرمان.
ترجل السيد أندور مستنداً ليصل لإبنته فتحسس تفاصيل أثاث مكتبه ليراه وصل لساحة المكتب ﻹستقبال إبنته محاولاً التماسك مد يديه للهواء وهو
.ينظر فى العدم بفم مبتسم
!!قائلاً بإنبهار : سيلين إبنتى؟
!!سيلين بعينين دامعتين: أبى
-66-
.أبت أبوته اﻹستسلام للخوف بعد سماع كلمة أبى تخرج من شفتيها
.فرد السيد أندرو يديه للهواء لإستقبال إبنته : كم إشتقت إليكِ يا إبنتى
.هرعت إبنته لأحضانه عندما أدركت أنه قد فقد بصره
…بكيا بأحضان بعضهم البعض
تحسس وجهها ليراه ثم ضم يديه على كتفيها بفخر ونظر أمامه متخيلاً وجهها متجاهلاً بكاءه : سيلين إبنتى صدقينى
…. يا سيلين حاولت أن أراكى
حاولت أن أسمع صوتك كنت أفتقدك بشدة كنت أبحث عنك فى جميع أنحاء فرنسا ولكن أمك إستطاعت أن
…. تخفيكى عنى وعن ومسامعى
أدرات سيلين ظهرها إلى أبيها : كيف هنت عليكما أبى ؟؟ كنت أبحث عنك فى وجوه كل آباء صديقاتى … كنت
. اتمنى ان يأتى اليوم الذى أفتح فيه الباب ﻷجدك أمامى فتأخذنى بين أحضانك
كانت دموع السيد أندرو تروى الخطوط الرفيعة التى نقشها الزمن على بشرته كالمياه التى تسقى اﻷرض البور : دعك من
.الماضى حبيبتى ها أنا ذا أمامك اﻵن …سيلين إبنتى فسامحينى
التفت سيلين فجأة بعين دامعة مزهولة: أسامحك ؟؟
السيد أندرو بهفلة المظلوم بين صوته المرتعش :سيلين لقد حرمت منك مثلما حرمتى أنتِ منى يا إبنتى أما اﻵن لا يوجد
.سبباً للإبتعاد أو الفرقة يا سيلين سوف أضعك بين ضلوعى تعالى يا غالية سأعوض عليك كل سنين حرماننا
سيلين ألم: ألم يفت اﻵوان يا أبى ؟
السيد أندرو بإبتسامة أمل يأخذ سيلين من يديها يتحسس طريقه إلى مقعد الضيوف فى المكتب ويجلسها معه كالطفل الصغر التائه :: لا لا
. حبيبتى لم يفت اﻵوان أبداً …. تعالى
إجلسى أحكِ لى بالتفصيل عن حياتك ما هو عملك اﻵن كيف تعيشين ؟… ثم يسكت دقائق ويقول بتردد: ككيف هو حال
أوجونيه هل هى بخير ؟
valentine zuslineسيلين : أنا جيدة تخرجت منذ سنتين فى كلية الحقوق وأنا اﻵن أعمل محامية بشركة
… فى فرنسا فهى شركة عريقه تأسست عام 1692 لإنتاج النبيذ أمّا أمى فهى بصحة جيدة
. والحمد لله ولكن زوجها غريب الطباع
ما إن سمع السيد أندرو كلمة زوجها إختفت بسمته وقال مندهشاً : هل تزوجت أمك؟؟
.سيلين : ألم تكن تعرف ؟؟ كان هذا الزواج من حوالى السبع أعوام …لقد تزوجت من رجل أعمال فرنسى
السيد أندرو:يدارى إندهاشة قلبه ويقول بإبتسامة خارجة من قلب الدهشة والحزن : جيد .. كم كنت أتمنى أن تجد
.من يعوضها عنى
سيلين ببرود :هل أنت بخير ؟
السيد أندرو يجيب بتلقائية مبتسمة مسطنعة : نعم إبنتى … دعك من كل هذا هيا بنا لنذهب للبيت هل إشتاقتى إلى منزل الطفولة حيث الحديقه وغرفة نومك ؟؟ومكان العابك كل شئ موجوداً كما لم يمر الزمن كنت أعتنى بكل شئ كان يخصك
. يخصك حتى اجد العزاء لقلبى فى أشيائك حبيبتى
-67-
…إبتسمت سيلين بتلقائية